منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - *«•¨*•.¸¸.»منتدى طلبة اللغة العربية و آدابها «•¨*•.¸¸.»*
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-08-20, 23:31   رقم المشاركة : 332
معلومات العضو
**د لا ل**
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع الرسالة: تحليل نسقي لقصيدة للشاعر "مرة بن محكان السعدي" *لم اجد صاحب العمل*


قال جادمير: " الوجود الذي من الممكن أن يكون مفهوماً هو اللغة " وهو يتقاطع في هذا مع هايدجر: " إن تاريخ الكلمات هو نفسه تاريخ الوجود " فالنص مرتبط بالتلفظ وهذا الفعل مرتبط بفاعله من جهة وبلحظة التلفظ من جهة أخرى .







تحليل قصيدة للشاعر مرة بن محكان مأخوذة من باب الأضياف بحماسة أبي تمام


المقدمة:

لقد قمت بقراءة خارجية للنص وأخرى داخلية فاحصة، من أجل تتبع دلالاته وخصائصه انطلاقاً من مؤشراته ورموزه بغية الكشف عما تخفيه أبعاده الماورائية، وذلك بالتنقيب في حيثياته وتفاصيله، مستنطقة إياه، للربط بين ما يقدمه لنا من معطيات وبين مقاصده.
ما شد انتباهي في هذه القصيدة هو ذلك الأسلوب السردي القصصي الذي وظفه الشاعر كعنصر هام من بين عناصر الربط، معتمداً على ذخيرة وافية مستمدة من مقومات إرث اجتماعي وأخلاقي وحضاري، وهدفه من هذا هو تنمية الآداء الإبداعي وتوالي الأحداث بشكل مطرد متسلسل. مما خلق نوعاً من التلاحم والربط القويين.
ومن خصائص هذه القصيدة أن الشاعر ينطلق في سرده القصصي من تجربة الآخر ورؤيته لها، ليحط الرحال في إطار الحديث عن تجربته الذاتية، فتتناسل الأحداث ليس باستقلاله الشخصي بل بوجود شخوص مجاورة وفاعلة يتحكم فيها انطلاقاً من مقاصده، ليقدم لنا في النهاية مجموعة من المشاهد التي تمزج بين الواقع والخيال، وسحر اللغة، وباستخدام عنصر الحوار أو تنامي الحدث وشموله لتفاصيل متماسكة تشكل في تواليها الإطار العام للقصة ومنطقها السردي.
ركز الشاعر على مجموعة من الثنائيات، كالتغير والثبات، والهدوء والصراع، كمعالم كبرى تحدد المسار العام للقصيدة.
من هنا فقد تحققت من نسبة القصيدة للشاعر مرة بن محكان، ودرست المعنى والصورة والإيقاع والأساليب والحوار فيها، معتمدة على مجموعة من الكتب القيمة، أما اختياري لهذه القصيدة بالذات فقد حصل بعد أن أعجبت صراحة بموضوعها وطريقة بنائها وتشكيلها، والله المعين.


القصيدة:

يَا رَبةَ البَيْت قُومي غَيْرَ صَاغـــــرَة ***** ضمي إلَيْك رحَالَ القَوْم والقُرُبـَــا

في لَيْلَة منْ جُمــَــادَى ذَات أَنْديــــة ***** لَا يُبْصرُ الكلب من ظلمائها الطنبا

لا ينبح الكــلب فيها غيـــر واحــدة ***** حتى يلف على خرطومــه الذنبـــا

ماذا تريـــن أندنيــــهم لأرحـــلـنا ***** في جانب البيت أم نبني لــهم قببـا

لمرمل الزاد معنــــي بحـــاجـــته ***** من كان يكره ذماً أو يقــي حسبــــا

وقمت مستبطنا سيفي وأعرض لي ***** مثل المجــادل كوم بركــت عصبــا

فصادف السيف منها ساق متليـــة ***** جلس فصـادف منها ساقها عطبــــا

زيــافة بنـــت زيــــاف مذكـــــرة ***** لما نعوها لراعي سرحنـــا انتحبــا

أمطيت جازرنا أعلى سناسنهـــــا ***** فصار جازرنــا من فوقـــها قتبــــا

ينشنش اللحم عنها وهي باركــــة ***** كما تنشنش كفـــا قاتــل سلـــــبـــــا

وقلت لما غدو أوصـــي قعيدتنـــا ***** غــــدي بنيك فلــن تلقـيـهم حقَــبـَــــا

أدعى أبــاهم ولم أقرف بأمـــهــم ***** وقد عمــرت ولم أعرف لهم نسبــــا

أنا ابن محكان أخوالي بنو مطـــر ***** أنـمي إليــهم وكانوا مــعشــراً نجبـــا






التحقق من نسبة القصيدة لصاحبها :

نعلم أن للتحقق من نسبة القصيدة وظيفة مهمة في أمر الشعراء المقلين، وفي أمر الشعراء ذوي المفردات من القصائد ، من هنا قمت بالبحث في مجموعة من الكتب بغرض البحث عن أخبار مرة بن محكان، و ركزت على من ذكروا قصيدته التي أعمل على تحليلها و صنفتهم بالشكل التالي:
- الجاحظ: وذكره في كتابه " الحيوان" بتحقيق: عبد السلام هارون:

في الجزء 7 في الصفحتين: 90 – 91، قائلاً: " ووصف مرة بن محكان قدراً فقال:

ترمي الصلاة بنبل غير طائشة ****** وَفـــقـاً إذا آنـست من تحتها لهـبـا
زيافة مثل جوف الفيل مجرفـة ****** لو يقذف الرَأْلُ في حيزومها ذهبا
كما ذكره في حديثه عن " ثقوب بصر الكلب وسمعه " أبياتاً أنشدها قطرب ( هو محمد المستنير النحوي ) بعد قوله : " والله لفلان أبصر من كلب، وأسمع من كليب، وأشم من كليب " فقيل له أنشدنا في ذلك ما يشبه قولك : فأنشدنا قوله : أبيات :

يا ربة البيت قومي غير صاغرة ***** ضمي إليك رحال القــــوم والقُرُبَـا
في ليلة من جمادى ذات أنديـــــة ***** لا يبصر الكلب من ظلمائها الطنبا
لا ينبح الكلب فيـــها غير واحــدة ***** حتى يلف على خــرطومـــه الذنبا

وأنشدنا هذا البيت في ثقوب بصره :
في ليلة من جمادى ذات أنديـــــة ****** لايبصر الكلب من ظلمائها الطنبا
والشعر لمرة بن محكان السعدي، ثم أنشدنا في ثقوب السمع:

خفى السرى لا يَسْمَعُ الكلب وطأه ******* أتى دون نبح الكلب والكلب دابب

- أبو فرج الأصفهاني من خلال كتاب " الأغاني " تحقيق الدكتور إحسان عباس، الدكتور إبراهيم السعافين، الأستاذ بكر عباس، المجلد الثاني والعشرون، الطبعة الثانية، 2004، دار صادر، بيروت. كما اعتمدت على طبعة دار الكتب العلمية التي شرحها وكتب هوامشها الأستاذ سمير جاب، في الصفحات: 321، 322، 323، 324.
ذكر أبو الفرج أخبار مرة بن محكان متحدثاً عن نسبه والعصر الذي عاش فيه وصفاته وبعض الأبيات التي قيلت فيه وبعض الأبيات التي قالها من ضمنها البيت التالي:
يا ربة البيت قومي غير صاغـــــرة ****** ضمي إليك رحال القوم والقربا
وقد نظمه مرة بن محكان عندما طرقه ضيف في ليلة شاتية ، فأنزلهم ونحر لهم ناقته .
إلا أنني لم أعثرعلى أشعار مجموعة لمرة بن محكان لأتمكن من قراءة القصيدة مكتملة.

* تقسيم القصيدة حسب معناها :

- أ – تقسيمها إلى وحدات كبرى:
النص وحدة شعرية كاملة، ومع ذلك يمكننا أن نقسمه للوحدات التالية:
1- وحدة تمهيدية : يصف من خلالها الشاعر الحال التي دفعته لاستقبل الأضياف، معبراً عن برودة الجو و ظلام الليل.
2 – وحدة مركزية: استشارته لزوجته في أمر الأضياف وتهييئ الظروف اللائقة باستقبالهم وذبحه لإحدى أجود النوق عنده.
وحدة ختامية: افتخار الشاعر بكرمه باعتبارها صفة يرثها عن، آبائه وأجداده.
- ب – موضوع القصيدة:
يستهل الشاعر قصيدته بمناداة زوجته بأسلوب في غاية اللباقة، داعياً إياها للقيام بالترحيب بالأضياف واستقبالهم، وضم سلاحهم ومتاعهم إلى ممتلكاتهما، وتهييئ ظروف تليق بهم، فيما لن يكون في هذا الفعل تقليل من شأنها، بل إعلاء من قدرها، باعتبارها أم الأضياف نسبة لزوجها الذي يكنى أبا الأضياف .
ثم ينتقل الشاعر لوصف الظروف التي دفعت بالأضياف لطلب الضيافة، فقدم لنا صورة كلية عن الفضاء زمانياً ومكانياً، باعتباره نافذة تغرينا وتدفع بنا لنطل عبرها، مندفعين للكشف عن حيثيات الواقع وتمثلاته في القصيدة، من خلال تتبع ملامح الشخصيات ومراقبة تحركاتهم في الفضاء الشعري ، وما يترتب عن ذلك من علاقات ومواقف .
فالزم
ان هو ليلة من جمادى ( كان العرب يطلقون على الفصول أسماء الشهور ) فيها أنداء لا يستطيع الكلب رغم حدة بصره أن يرى حبل الخيمة ( بيت الشَعر ) لشدة ظُلمتها، ولا ينبح فيها إلا مرة واحدة يلف بعدها ذيله حول أنفه لقسوة بردها.
ثم يشاور الشاعر زوجته في أمر الأضياف، ويطلب منها الاستفسار عن أحوالهم وعن مدة مكوثهم، فإن كانت قصيرة استقبلوهم في محل سكناهم واختلطوا بهم وإن كانت طويلة شيدوا لهم أبنية أو قبباً بجوارهم، لينعموا بالراحة.
ماذا تـرين أندنيــهم لأرحلنـــا في جانب البيت أم نبني لهم قببا
*** للمرأة عنده رأي وقرار.
وبما أن الأضياف منقطعون عن الزاد فمن واجب الشاعر توفير الطعام لهم، كي يقي حسبه ولا يكون مثاراً لذم الناس، لذلك يحمل سيفه ويتجه نحو نوقه المشرفة وكأنها قصور مكتنزة الجسم، فوقع اختياره على ناقة متلية ( أي يتلوها ولد ) تمتاز بالعلو، تنتمي لأصل عريق، تشبه الذكور نظراً لقوة بنيتها وضخامتها، ثم يصف طريقة نحرها، ورد فعل الراعي عند سماعه بالخبر، وتعامل الجزار عند نزعه للحمها وكيف أربكه عظمها.
ثم ينتقل بعد ذلك ليوصي زوجته بالمبالغة في إكرام الأضياف، لأنها قد تلقاهم لا مرة أخرى، وقد لا يحصل ذلك أبداً باعتبارها أم الأضياف نسبة لأبي الأضياف الذي يمتاز بالكرم والجود الموصولين بكرم أجداده وأسلافه.

نجد في القصيدة تضارب زمنين، زمن الحدث وزمن النفس، أي الحالة التي كان فيها الشاعر بالتزامن مع نظمه القصيدة في إطار الأحداث. يمكننا مقاربة زمن النفس ولا يمكننا معرفته أو الاطلاع عليه بشكل كامل لأنه مندفن في الأعماق السحيقة من نفس الشاعر. أنه الموطن الذي تنشأ فيه وحدة القصيدة وفق ما يقصده الشاعر ، إنه زمن طويل المدى لا ينقطع لأنه يتوفر على ذخيرة كبيرة من المعاني وألواناً من الإيقاعات، كما يضمر القواعد النحوية والقوالب التركيبية للجمل وخصائص الحروف والأصوات وكيفية توزيعها على سطح القصيدة.

معجم القصيدة :

لغة القصيدة منتقاة بعناية، فمعجم الأضياف الممتزج بمعجم البداوة حاضر بقوة وبكل تفاصيله، مما جعل هذه القصيدة في تقاطع مع جاراتها من القصائد التي تنتمي لنفس الباب، ويعتمد الشاعر على مجموعة من الألفاظ التي يصرفها ويركبها من أجل بناء الجمل ومنازل السياق، وذلك بإيجاد علاقات ظاهرة أو خفية تربط بينها. من هنا نحن لا نقصد الألفاظ التي تماثل تلك المستعملة في الحديث اليومي بأشكاله التداولية المختلفة، بل نقصد تلك الألفاظ التي كساها المبدع بمختلف الأصباغ، وجعلها في صورة لا تهدف فقط للتواصل العادي، بل يهدف الشاعر إلى تأطيرها في قوالب أخرى داخل الفضاء العام لنصه، من خلال استعمال الاستعارة والمجاز، وغيرها، أما الوصول لدلالات القصيدة فلا يتأتى بمعرفة المعنى الحرفي اللصيق بالألفاظ فقط، بل يستدعي المعرفة بثقافة العرب في تلك الفترة والمعاني التي كانت تصورها. لأن أصحاب معاجم اللغة لم يكن همهم سوى ضبط معاني الألفاظ، دون ما سلكته هذه الأخيرة على ألسنة الشعراء من مجازات ودروب ومدارج، إلا ما شد من ذلك عند استشهادهم بشعر شاعر بعينه .
كما ساهمت الألفاظ إلى جانب المعاني التي أحسن الشاعر توظيفها، في تشكيل الصورة الكلية التي تختزل في ثناياها مجموعة من الصور الجزئية المكثفة، وتتراوح بين المعنوية والحسية، مما يخلق جواً درامياً داخل فضاء هذا النص، الذي يرسم ملامحه التَكرار بمختلف أنواعه والتشبيه والتضمين العروضي والالتفات .


إيقاع القصيدة:

نظم الشاعر هذه القصيدة على بحر البسيط، وهو من اكثر البحور استعمالاً في الشعر العربي، لأنه يتفق مع موضوع القصيدة نظراً لجمعه بين الحزن والفرح أي الشجن، كما يستطيع احتواء أكثر من غرض واحد في القصيدة، نظراً لتوظيف الشاعر لغرض رئيس هو غرض الضيافة إلى جانب غرضين ثانويين لكنهما أساسيان، وهما والوصف والفخر. هو بحر عروضه وضربه لا يستخدمان حينما يكون تاماً الا مخبونين " فعلن " وهو هنا جاري مجرى العلة أي يلازم أبيات القصيدة بأكملها . الروي هنا هو الباء أما الألف فهي وصل، اذ هي حرف مد ناشئ عن إشباع حركة الروي المطلق " فتحة الباء "، القافية مقيدة .
القصيدة معقودة على وصف مواقف معينة متسلسلة، بحيث أن كل واحد منها يفضي بنا للآخر، ستغيب صورة الأضياف في البيت الأخير، في حين ستظل بعض السمات الرفيعة التي تحيل عليها، وسيغرق الشاعر نفسه في الحديث عن كرمه والافتخار به، فيما ستبقى صورة الأضياف حية متحركة، إلا أنها ستكون متوارية خلف الموقف الذي ينطلق منه الشاعر.

التصوير الفني في القصيدة :

استطاع الشاعر بمهارته أن يجمع بين القصة والتصوير، فالقصيدة بأكملها هي بمثابة صورة متعددة الأبعاد ممثلة ومتحركة بشخصياتها، وهذه الحركة تنقسم إلى قسمين: إما حركة معنوية نفسية تتجلى في تضارب أحاسيس الشخصيات واختلافها ومواقع إسقاطها، أوحركة مادية تتجلى في ذبح الناقة مثلاً ....
ومن خصائص الصور التي يوظفها الشاعر أنها متحركة نابضة تصف مشاهد كلية أو جزئية داخل إطار يطبعه الإيجاز، فهي تقول أكثر مما تدلي به ، مثلاً مشهد اختيار الناقة وذبحها ووصف الشاعر للمعاناة التي مر بها برفقة الجزار لفعل ذلك، ذكر كل هذا ليبين قمة حرصه وكده في إكرام الأضياف، وليبرز أنه كريم جواد، قام بنحر ناقة عظيمة مختارة من أجود نوقه، لم يعبأ بوليدها بل سعى فقط لتحقيق هدفه الظاهر وهو إكرام الأضياف والباطن وهو أن يقي حسبه .
استعمل الألفاظ كإشارات حرة لينتقل بالقارئ من العوالم الأول إلى العوالم الثواني التي هو بصدد وصفها.


الأساليب التي وظفها الشاعر لخدمة مقاصده :
- أسلوب الالتفات :
الالتفات في استخدام الضمائر :
ويتجلى في انتقال الشاعر من مخاطبة زوجته ، إلى الحديث عن نفسه بضمير المتكلم ثم ينتقل للحديث عن الغاب المتمثل في الناقة والجزار والراعي ، ليعود للحديث عن نفسه ويختم بالحديث عن أجداده ، التفة من ضمير المتكلم إلى ضمير الغائبين .
الالتفات في استخدام العبارات أو الملفوظات :
ويتجلي في التفات الشاعر من استخدام عبارة إنجازية ( إنشائية ) مثل : يا ربة البيت قومي ... ضمي إليك .... ماذا ترين .... الى استخدام عبارة وصفية ( خبرية ) مثل: في ليلة من جمادى ... أمطيت جازرنا ... ينشنش اللحم ...

- استعماله لجمل طويلة يدل على بطئ الحركة التي كانت تمر بها الأحداث ويتجلى ذلك في تصويره لمعنى واحد في بيتين أو أكثر .
- يتراوح زمن الأفعال في القصيدة بين الأمر والأضرب التي يخرج إليها وخاصة الطلب، ثم زمن المضارع المعبر عن لحظة في زمن الماضي، فيما يكون هذا الأخير هو الزمن المهيمن ويتراوح بين ماض بعيد وآخر قريب.
- استعمل التكرار بكثرة، ونوعه بين تكرار الكلمات: الكلب.... وتكرار الروابط : في – فاء العطف – واو العطف – لا النافية – ها ( باعتبارها ضمير متصل يعود على مرجعه مباشرة ....
التكرار هنا يمنح النص شكلاً إيقاعياً يساهم في إغناء جانبه الموسيقي والفني، فوظيفته إذن وظيفة إيقاعية. كما يساهم في التأسيس للوظيفة الدلالية للنص باعتبار أنه موجه للمتلقي. كما تترتب عن التكرار وظائف أخرى كالوظيفة التأثيرية والوظيفة الإقناعية، والوظيفة التنظيمية، لأنه يساهم في انسجام وتماسك النص.
- نُدْني – نبني = تكرار للأسجاع الداخلية لأنه جاء في نفس البيت.
- استخدم الكناية: يا ربة البيت...كناية على الزوجة.
- الإحالة: بالضمير: إليك = الكاف تحيل على الزوجة....ظلمائها = ها = ضمير متصل يعود على مرجعه مباشرة، وهو يعود هنا على لفظة: ليلة . خرطومه : الهاء تعود على الكلب .
- مثل = أداة من أدوات الربط والوصل.
- كوم = استبدل كلمة نوق بأسنمة والإحالة عليها.
- مثْل المُجادل = تشبيه مضمر.
- كما تنشنش كفا قاتل سلبا = تشبيه في غاية الروعة .
- أقرف – أعرف = ترصيع .
- قومي – القوم = مجانسة بالاشتقاق.
- غدوا – غدي = مجانسة بالاشتقاق والمضارعة .
الروابط محللة نحوياً حسب موقع كل منها:
- يا: وهي هنا حرف نداء للقريب أو البعيد.
- غيرَ: اسم يفيد الاستثناء. وهي منصوبة على الحال ( لأن " صاغرة " حال ).
- إليك: اسم فعل أمر.
- في: حرف جر. " في ليلة " :جار ومجرور ، والجار متعلق "بضمي " أو "بقومي".
- لا : لا الجازمة ( دخلت على المضارع فجزمته ).
- من: حرف جر.
- حتى: دخلت على الفعل المضارع" يلف " فنصب بأن المصدرية المحذوفة وجوباً.
- ماذا: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ.
- أم : حرف عطف .
- أو : حرف عطف .
- لي: لام الملكية حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وياء المتكلم: ضمير متصل في محل جر بحرف الجر، وشبه الجملة من الجار والمجرور " لي " متعلق بخبر محذوف تقديره كائن.
- لما: حرف يجزم الفعل المضارع، ويقلب زمنه لزمن الماضي.
- ف ( فصار ) : الفاء الاستئنافية .
- كما: الكاف حرف جر، ما: اسم موصول بمعنى مثل.
- قد : حرف تحقيق .
- لمْ : حرف جزم ونفي وقلب ، ( جزم الفعل المضارع " أقرف " ونفى وقوعه ، وقلب معناه من الحاضر إلى الماضي ) .


يحكم القصيدة تناسب صوتي مصدره اختيار الشاعر لألفاظ لا تتعارض صوتياً بل تتكامل وتندمج لتشكل نغمة صوتية معينة، ثم ينتقي من جهة ثانية الألفاظ التي تساعده على إبراز المضمون من الناحية الصوتية لذلك تراوحت الأصوات التي استخدمها بين المجهورة والمهموسة وركب بينها ليساهم في تشكيل المستويين الدلالي ( اختيار الألفاظ وتركيبها وتعالقها معنوياً ) والتعبيري ( البناء التركيبي العام للقصيدة ) .



وظيفة الحوار في القصيدة :

الحوار شكل من أشكال الأداء الفني، يعبر من خلاله الشاعر عن أفكاره بطريقة مغايرة لما هو موجود في الواقع، وهو بناء متكامل تلتقي فيه ذات الشاعر بذوات أخرى، يزيد شغف القارئ به كلما كان سلساً محكم التأليف. وفي القصيدة التي بين أيدينا يتخذ الشاعر من زوجته طرفاً في الخطاب، وبالتالي يخرج على التقاليد القديمة، ويتجاوز الأسلوب التقريري الذي كان نظاماً ثابتاً، ونهجاً مألوفاً، وقد دفعه ذلك الإحساس إلى إيجاد صيغة يستطيع بواسطتها أن يمنح القصيدة قوة دفع جديدة، من خلال صياغة أسلوبية، تحقق ما أراده، فلجأ إلى الحوار.
توظيف أسلوب الحوار في هذه القصيدة منحها الحيوية والحياة، فعبر الشاعر عن وجود شخصين بصوت الواحد، مما أدى إلى تناسل الأحداث وتسلسل العبارات التي تراوحت بين الدعاء والطلب والوصية، والاستفهام والنداء، مما دفع بالشخصيات للبروز بكل حمولتها الاجتماعية والثقافية، مفصحة عن ذلك من خلال مسلكها وتصرفها، كما يفصح الحوار عن الكثير من الجوانب النفسية لأفراده، مهما تنوعت موضوعاته وتعددت شخصياته.
استخدام الشاعر لأسلوب الحوار في نضم قصيدته جعلها تمتزج بفنين حديثين هما القصة والمصرح، مما ساعده على رسم الشخصيات الحاضرة منها والغائبة، والفاعلة والمنفعلة، كما دفع ذلك إلى نمو المواقف، وتجسيد التجربة.
وبشكل عام فالحوار يأسر القارئ والسامع ، ويدعو كلا منهما للمتابعة، كما يكشف عما يدور في نفوس الشخصيات من أهواء ونوازع وأفكار ، كما يعيد بناء وإنتاج تشكيل الواقع الذي مضى ليربطه بحاضر جديد .





لائحة المصادر والمراجع:

- أبو الفرج الاصفهاني، الأغاني، شرحه وكتب هوامشه: الأستاذ سمير جابر، ج 22، طبعة دار الكتب العلمية، لبنان.
- أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، تحقيق الدكتور إحسان عباس، الدكتور إبراهيم السعافين، الأستاذ بكر عباس، المجلد 22، الطبعة الثانية، 2004، دار صادر- بيروت.
- الجاحظ، الحيوان، تحقيق وشرح عبد السلام هارون، دار إحياء التراث العربي، بيروت- لبنان.
- الإمام إبراهيم بن محمد بن أحمد الباجوري، تحقيق إلياس قبلان، حاشية على الرسالة السمرقندية، متن الفريدة في الاستعارة والمجاز، الطبعة الاولى، 2009، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان.
- أبو فهد محمود محمد شاكر، نمط صعب ونمط مخيف، مطبعة المدني، الطبعة الأولى، 1996.
- أبو علي أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي، شرح ديوان الحماسة، نشره كل من: أحمد أمين وعبد السلام هارون، الطبعة الأولى،1991، دار الجيل- بيروت.
- الدكتور السيد أحمد عمارة، الحوار في القصيدة العربية إلى نهاية العصر الأموي، الطبعة الأولى، 1993.
- الدكتور سعيد الأيوبي، عناصر الوحدة والربط في الشعر الجاهلي، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، طبعة 1986.
- يحيى زكريا الآغا، جماليات القصيدة في الشعر الفلسطيني المعاصر، الطبعة الأولى، 1996، دار الحكمة- غزة.
- الدكتورة ريتا عوض، بنية القصيدة الجاهلية، الصورة الشعرية لدى امرئ القيس، دار الآداب- بيروت.
- الدكتور عبده بدوي، أبو تمام وقضية التجديد في الشعر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1985.
- محمد الاخضر الصبيحي، مدخل إلى علم النص ومجالات تطبيقه، منشورات الاختلاف، الطبعة الأولى، 2008.





الفهرس:

المقدمة
التحقق من نسبة القصيدة
تقسيم القصيدة حسب معناها
معجم القصيدة
الإيقاع
التصوير الفني في القصيدة
الأساليب التي وظفها الشاعر لخدمة مقاصده
وظيفة الحوار في القصيدة
لائحة المصادر والمراجع
الفهرس

منقوووول للفائدة










رد مع اقتباس