الدراسة على كفّ عفريت
الجمعة, 03 يناير 2014
يبدو أن الأسابيع الأولى من السنة الجديدة لن تمرّ بردا وسلاما على قطاع التربية، حيث باتت الدراسة (على كفّ عفريت) في ظلّ العودة القوية للاحتجاجات النقابية التي تهدّد بشلّ الدروس مباشرة بعد انقضاء عطلة الشتاء، ما يضع الوزير عبد اللطيف بابا أحمد أمام امتحان مصيري جديد بعد نجاحه النّسبي في الامتحانات الصعبة التي واجهته إثر تعيينه وزيرا للتربية خلال السنة الماضية·
سنة 2013 شهدت صراعات بقطاع التربية الوطنية مازالت تلقي بظلالها على المدارس إلى اليوم، حيث عرف هذا القطاع هزّات عديدة من قِبل النقابات والشركاء الاجتماعين وحتى الأساتذة دون نسيان التلاميذ الذين سيكونون غدا الأحد 5 جانفي على موعد مع أولى دروس السنة الجديدة 2014 بعد العطلة الشتوية· ولا نعرف بالضبط إلى أين يتّجه قطاع التربية عقب التهديدات التي توعّدت بها نقابات التربية، والتي تقضي بالعودة إلى سلسلة الاحتجاجات إزاء عدم تلبية طلباتهم من قِبل وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد رغم الاجتماع الذي جمعهم وإيّاه نهاية عام 2013، لهذا فالدخول المدرسي يوم غد الأحد هو دخول على صفيح ساخن مبهم العلامات· وفي هذا الإطار، يبقى التلميذ الوحيد الذي يدفع ثمن شيء لا يعرفه وليس له دخل فيه على الإطلاق، وبين هذا وذاك تخيّم على السنة الدراسية 2013- 2014 شبه السنة البيضاء ككلّ سنة، لكن في الأخير تتدخّل السياسة لتنقذ القطاع من دوّامة الغرق في بحر الاحتجاجات·
مع العلم أن مختلف النقابات مع بداية شهر جانفي تقرع طبول الاحتجاجات والإضرابات المعلّقة عقب هدنة منحتها للوصاية للبتّ في مطالب عمالية وإن تمايزت حسب كلّ نقابة، حيث ينتظر من نقابات التربية أن تباشر، سواء النقابة الوطنية المستقلّة لأساتذة التعليم الثانوية والتقني (الكناباست) أو الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين (الإينباف) سلسلة احتجاجات جمّدتها شهر أكتوبر عقب محاضر وقّعتها مع عبد اللطيف بابا أحمد وزير التربية تقضي بضرورة تلبية جملة مطالبهم من قِبل الوزارة الوصية· ويخفي الجمود المؤقّت الذي تعرفه مختلف النقابات سلسلة حركات احتجاجية سيتمّ الإفراج عنها بمجرّد الوقوف على حصيلة تقييم مدى تقيّد وزارة التربية بمضمون المحضر الذي (وضع كأسلوب للمراوغة)، حسب تقدير النقابات التي توعّدت بوتيرة احتجاجية متتالية في حال عدم تفعيل مطالبها على أرض الواقع، وهو ما ذهب إليه نقابيو قطاع التربية في لقائهم التحاوري مع مسؤولي القطاع· كما أكّدت نقابتا (السناباست) و(الكناباست) أن الاحتجاجات ستبقى تميّز قطاع التربية ولن تفارقه أبدا لأن الوصاية تنتهج (أساليب المراوغة والتهرّب والتماطل) في حلّ كلّ المشاكل التي رفعها الشركاء الاجتماعيون وملفاتها كونها مرتبطة بأجندة زمنية عليها احترامها والتكفّل بها، معلنة أن اجتماعا موسّعا سيجمع اليوم كلّ نقابات التربية بعد الزوال مع مسؤولي الوزارة الوصية لمناقشة كلّ المطالب وإيجاد حلول نهائية لها·
عبلة عيساتي