منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من علماء الجزائر ...موضوع متجدد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-28, 09:41   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي



الشيخ سعيد البيباني رحمه الله (1908-1976)



ولد الشيخ السعيد البيباني يوم 11 نوفمبر1908 بقرية سيدي إبراهيم (ولاية برج بوعريرج)، من أسرة متواضعة، اشتغل أبوه أعمر المولود بالفلاحة والتجارة.
ورغم رقة حال الأب، فقد عقد العزم على بذل ما في وسعه من أجل تعليم ابنه، وبالفعل فقد حفظ القرآن في سن الرابعة عشرة بمسقط رأسه، ثم أرسله والده إلى المدرسة الابتدائية الفرنسية بقرية بوجليل، أين تعلم كتابة وقراءة اللغة الفرنسية، وعقب ذلك توجه إلى زاوية سيدي بوداود بناحية أقبو (ولاية بجاية)، فدرس فيها العلوم الشرعية وعلوم اللغة، زار خلال هذه الفترة عدة زوايا لعل أهمها زاوية سيدي عبد الرحمن اليلولي بولاية تيزي وزو. وبعد أن أكمل دراسته في الزاوية سنة 1928، قرر السفر إلى قسنطينة لمواصلة دراسته على يد الشيخ عبد الحميد بن باديس، لكنه أصيب بوعكة صحية أثناء مروره بزاوية الحملاوي فعاد إلى قريته مريضا. وبعد أن تعافى من المرض، كلف بالإمامة وتدريس القرآن بمسجد قريته لمدة عامين، قام خلالها بإصلاحات تربوية انعكست إيجابا على المتعلمين. وكتب له أن يزور مدينة الجزائر سنة 1930 حينما كانت فرنسا بصدد الاحتفال بمرور قرن على احتلال أرض الجزائر، وبدل أن يصاب بالانبهار بعظمة فرنسا كما كان يتمنى الاستعمار، فقد حضر بالصدفة محاضرة ألقاها الأستاذ الطيب العقبي بمقر نادي الترقي بساحة الشهداء الحالية، فأعجب بأفكاره الإصلاحية، وقرر الانضواء تحت لواء جمعية العلماء من أجل الحفاظ على الشخصية الجزائرية المسلمة. ولم يتسن له الالتحاق بمدرسة ابن باديس بقسنطينة لمزاولة دراسته إلا سنة 1935، وبعد الامتحان وجه إلى السنة الثالثة، واستغرقت دراسته سنتين كاملتين.

نشاطه في فرنسا
واعتبارا لمستواه الجيد فقد اختير ليكون عضوا ضمن البعثة التي أرسلتها جمعية العلماء إلى باريس سنة 1937، بقيادة فضيل الورثلاني، من أجل تأسيس فروع لها، قصد حماية المهاجرين الجزائريين من خطر الفرنسة، وتداعيات الغربة. وساهم في تأسيس جمعية حياة البيبان، التي ترأسها بن ضيف الله بن سليمان، للإشراف على المهاجرين المنتمين إلى منطقة سيدي إبراهيم، وتوعيتهم اجتماعيا وسياسيا. ومكث هناك إلى حين اندلاع الحرب العالمية الثانية سنة 1939.

فترة الحرب العالمية الثانية
تعطل نشاط جمعية العلماء خلال الحرب العالمية الثانية، فعاد الشيخ السعيد البيباني إلى قريته، واشتغل بالنشاط الفلاحي، وتقديم دروس الوعظ وعقد الصلح بين الأطراف المتخاصمة، وينشط سريا مع أعضاء الحركة الإصلاحية، ومع المهاجرين، أثناء عودتهم إلى أرض الوطن، لتدارس المستجدات السياسية.
هذا ولم يكن نشاطه الوطني الكثيف الذي أداه في باريس خافيا على عيون الإدارة الفرنسية، لذا حاولت -بمجرد عودته- تلفيق تهمة الانتماء إلى الحزب الشيوعي، للزج به في السجن. وعندما قدم إلى محكمة المنصورة، دافع عن نفسه بشجاعة، فأخبر رئيس المحكمة أنه لا علاقة له بالحزب الشيوعي، وإذا كان لا بد من إدانته، فإنه يفضل أن يتم ذلك باعتباره عضوا في جمعية العلماء. وفي الأخير أعجب رئيس المحكمة بصراحته، فأعلن ببراءته.
وعقب تقديم فرحات عباس للمطالب الجزائرية (البيان الجزائري)، لقوات الحلفاء التي نزلت بالجزائر سنة 1942، شرع السعيد البيباني في تشكيل [جمعية أحباب البيان] بناحية سيدي إبراهيم لتعبئة الجماهير حول المطالب الوطنية. وعندما ارتكبت فرنسا مجازر 8 ماي 1945 في العديد من مناطق الشرق الجزائري، دعا السعيد البيباني الجماهير إلى التزام الحذر واليقظة، لتفويت الفرصة على الفرنسيين. والحق أن نشاطه الوطني السري لم يكن خفيا على عيون فرنسا، لذا حكم عليه بالسجن لمدة سنة واحدة قضى منها عشرة أشهر في سجن سطيف.

عودته إلى التعليم
بعد خروجه من السجن عينه الشيخ البشير الإبراهيمي،سنة 1946 مديرا ومعلما لمدرسة باتنة، واستغل وجوده هناك ليساهم في تأسيس فروع الجمعية والمدارس في العديد من المناطق، وفي سنة 1951 كلفه بإعادة تنشيط فروع الجمعية بفرنسا. ثم نقل بعد عودته مباشرة إلى مدرسة أقبو، مديرا ومعلما، ومكث بها إلى سنة 1954. وبموازاة عمله التربوي، كان ينشط أيضا من أجل تأسيس مدارس وفروع جمعية العلماء في وادي الصومام، مثلما فعل في مسقط رأسه سيدي إبراهيم، وباتنة.

عودته إلى فرنسا
أرسل الشيخ السعيد البيباني من جديد الى فرنسا، لتجديد فروع الجمعية التي توقف نشاطها أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت وجهته نحو باريس، وبالضبط الى حي
[سان دونيس] أين أسس فرع الجمعية برئاسة رواق محمد (تاجر من قسنطينة)، بمساعدة الحاج لونيس (تاجر من آث يجر)، وانضمت عدة شخصيات وطنية الى هذا الفرع، منها عبد الحفيظ أمقران، وآيت حمودة عميروش (العقيد عميروش)، والبشير إزمران، وأرزقي سايغي، والسعيد بلقندوز، وأعمر سيدي الصالح، وتيطوح السعيد، وعزوقي علي، وغيرهم. وتنوعت نشاطات هذا الفرع فشملت الدروس الليلية، والمحاضرات، والحفلات، والرحلات. ثم أسس أيضا فرعا آخر في بلدة بلغراد Bellgrade قرب الحدود السويسرية، استغل كنقطة عبور الى السويسرا.

التحاقه بالثورة
كان الشيخ السعيد البيباني على صلة دائمة بالشيخ العربي التبسي، وكان دوره يتمثل في توعية المهاجرين، ومكنته مصداقيته العالية في أوساط العمال من كسب الكثير منهم الى صف الثورة. لكنه اضطر أمام تزايد ضغوط الشرطة الفرنسية من جهة والمصاليين من جهة أخرى، إلى مغادرة التراب الفرنسي، فتكفلت جبهة التحرير بنقله الى الشرق الأوسط عبر السويسرا في شهر أكتوبر سنة 1956. ونشِط في إطار اللجنة الخارجية للجبهة، في دمشق إلى جنب محمد الغسيري وعبد الحميد مهري، ثم نقل في أفريل سنة 1958 إلى مدينة جدة كمساعد للشيخ العباس بن الحسين ممثل الحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية، إلى أن تم استدعاؤه سنة 1964.

عودته إلى الجزائر وأعماله حتى وفاته:
بعد عودته الى الجزائر عاد إلى مهنة التعليم التي شب عليها، مدرّسا بمدرسة أشبال الثورة بالقليعة، ومكث بها إلى أن أحيل إلى التقاعد سنة 1975، لكنه لم ينعم به إذ فارق الحياة يوم 16 أوت سنة 1976، ودفن بمسقط رأسه.









رد مع اقتباس