قد يتساءل الكثير من الناس عن مصير بعض الأكلات التقليدية في ظل التطورات عصر السرعة الذي مس حتى نظامنا الغذائي فأصبح الكثير من الناس يلجؤون إلى تناول الأكلات السريعة التي تتسم بغناها بالمواد الدسمة والتي تكون في غالب الأحيان مضرة بالصحة، كما لجأت الفتيات من المهتمات بفن الطبخ إلى تعلم هذا النوع من الأكلات ليس بسبب ضيق الوقت كما يعتقد الكثير لأن تحضيرها في المنزل يتطلب وقتا لا يستهان به خاصة ومع قلة المعدات الخاصة بها إذ لا يمكن توفيرها كاملة ، وإنّما لأنها موضة العصر في تحضير الأطباق اللذيذة والجديدة، هذه الظاهرة جعلت الكثير من الناس يتساءلون عن مصير الأكلات التقليدية في ظل هذه التطورات ومدى اهتمام نساء اليوم بها بصفة خاصة وهل استغنى مجتمع اليوم عنها نهائيا؟ وكيف يمكن حمايتها من الزوال؟
إذا ما تمعنا في ما يحبذه أفراد المجتمع الجزائري من أكلات فإننا سنجد لا محالة أن أذواقهم تجمع بين الأكلات التقليدية والعصرية، المبسس مثلا هو خبز محلى أو مملح يحتوي على سميد متوسط وزيت وماء وقليل من الملح وفي بعض الأحيان يفضل أن يضاف له السكر أو العسل مع تميرات ليصبح مذاقه حلو، ليطهى بعد ذلك على ما يعرف بمقلاةالخبز، أو الطاجين، أو الفراح كما يعرف في بعض المناطق
كانت الكثير من النساء تحضرنه في أوقات القهوة أو الشاي بمناسبة أو بغير مناسبة وهو يعوض الخبز ويمكن تناوله لوحده مع القهوة والشاي دونما الحاجة إلى المربى أو الزبدة، نفس الشيء بالنسبة للمحرف والذي يحتوي على نفس مكونات المبسس بيد أنه يطهى في مقلاة بها زيت ويعسل بالعسل، أما بالنسبة للرفيسة فكانت النساء تقوم بتحضير خبزة المبسس وتقوم بهرسها وتسقيها "بالدهان الذايب " مع السكر أو العسل وتضفن لها التمر ليزين الطبق بالبيض المغلي والتمر وتقدم خاصة على الساعة العاشرة صباحا للضيوف أو مساءا مع القهوة ليتم في عالب الأحيان الاستغناء بعدها على وجبة العشاء، كما تعرف الكثير من العائلات تحضيرها في المناسبات كالأعياد الدينية (عيد الفطر، المولدالنبوي الشريف .....
تلمسان مثلا لا زالت تحافظ على تحضير هذه الأنواع من الأطباق بل وتحرص على أن تكون حاضرة في كثير من المناسبات خاصة مناطق سبدو بني سنوس ومغنية كما تعزم كثير من النساء المثقفات على الحفاظ على هاته الأكلات التي تعتبر ارثا من تراثنا العريق عن طريق انشاء جمعيات لتعليم الفتيات الأكلات والصناعات التقليدية مهما كانت وضعيتهن، متمدرسات، عاملات، أو ماكثات بالبيت مثلما هو الحال لجمعية بني سنوس لحفظ التراث
لا أريد أن أطيل عليكم أكثر من هذا القدر
إليكم التعليق
والسلام عليكم