منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - البنوك الإسلامية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-30, 12:20   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
nefnouf
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية nefnouf
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانيا- الجذور التاريخية للبنوك الإسلامية.
قبل أن نتطرق إلى نشأة البنوك الإسلامية المعاصرة نجد انه من المستحسن كشف الجذور الأولى للمصرفية الإسلامية وبوادرها، فمما لا شك فيه أن المسلمين في أوج نهضتهم الثقافية والاقتصادية، كانت لهم تجارة واسعة وصلت إلى شمال أوروبا بدولها الاسكندينافية الباردة والى جنوب إفريقيا من جهة أخرى كما امتدت من شواطئ الأطلسي إلى بحر الصين، وهذه التجارة الواسعة تتطلب مرونة مالية تواكبها وتماشيها[]، وكما عرف العرب قبل الإسلام نظام الرهون* وعملية التسليف بفائدة، أما في ظل الإسلام فالأعمال المصرفية تنوعت واكتسبت أهمية بالغة بعد الفتوحات واتساع رقعة الدولة الإسلامية وانتشار الأمن وازدهار التجارة[]، فمنذ عهد الصحابة وبعيد فتوح الشام ومصر، بدا التمييز بشكل واضح يبين معنى الوديعة في الحساب الجاري التي يتضمنها الوديع للمودع وفي مقابل ذلك يستطيع استعمالها كيفما يشاء، سواء في تجارته المباشرة أما فيما يقدمه لغيره من أموال على أساس المضاربة[] (**).
ومن الأعمال المصرفية التي عرفت في الحضارة الإسلامية عملية الإيداع(***)حيث كان الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه معتمدا لهذا النوع من الإيداع بأن الرجل كان يأتي أباه بالمال يستودعه إياه، فيقول الزبير لا ولكن هو سلف، إني أخشى عليه الصيغة، وكان من نتيجة ذلك أن بلغ مجموع ما تجمع لديه من أموال بهذه الطريقة كما أحصاها ولده عبد الله مليون ألف درهم وهو مبلغ كبير بمقياس ذلك العهد[]. ومن ثم انتشرت هذه الممارسة حتى صارت هي المستند القانوني الفقهي لأعمال الصارفة، واتخذت اتجاهين رئيسين حسب المستوى المكاني، فعلى المستوى المحلي كانوا يقبلون الودائع بالحساب الجاري من التجار وغيرهم من المتعاملين في السوق ويتيحون لهم مقابل ذلك الحق بكتابة الشيكات عليهم، وكانت هذه الشيكات تتخذ اسم الرقاع أو الصكوك(****) ، وعلى المستوى الخارجي كانوا

يقومون بالتحويلات الخارجية على الحساب دون نقل فعلي للنقود واستعملوا في ذلك نوعا من الرقاع أسموها السفتجة(*) []
وقد نقل الدكتور سامي حمود عن احمد أمين في ظهر الإسلام، وهو ينقل بدوره عن مخطوط للهمداني في مكتبة باريس، أن سيف الدولة الحمداني دخل سوق بغداد متنكرا وتعامل فيها، وكانت طريقة الدفع صكوكا على صراف محلي قبل الصكوك ودفع المال المذكور فيها، وعرف مصدر الصك من توقيعه، وأخبر سائله انه كان سيف الدولة[]
ثالثا- حاضر البنوك الإسلامية.
تعتبر البنوك الإسلامية مؤسسات حديثة بالنسبة للتاريخ الطويل للعمل المصرفي المعاصر ففي عصرنا الحاضر نشأت بنوك إسلامية التي تدعو إلى اجتناب الربا[]. وقبل الخوض في قيام البنوك الإسلامية حديثا يجب التنويه بأهمية المحاولات التي سبقت قيام هذه البنوك ومهدت الطريق لقيامها والمتمثلة في المؤسسات المالية الاجتماعية التالية:
1- بنك الادخار المحلي:
بدأت أول محاولة لتطبيق الشريعة الإسلامية في المؤسسات المطلوبة للمجتمع ممثلة في بنوك الادخار المحلية على أرض مصر بإقليم الدهلقية بدلتا النيل واستمرت هذه التجربة من منتصف عام 1963 حتى منتصف 1967[]، وكان هدف هذه البنوك تشجيع المواطنين على الادخار والمساهمة بهذه الادخارات في المشروعات التنموية المحلية وعدم التعامل بالفائدة أخذا وعطاءا بمعنى لا فائدة عليها إلا بالمخاطرة[].