منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - المختصر في دكر بني عبد الواد (الزيانيين)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-07-10, 12:48   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم


التنظيم الاداري في عهد بني زيان:
السلطة العسكرية
المملكة الزيانية شكلت جيش محترف يتكون أصلا أساسا من زناتة والقبائل الهلالية . وكانت فرقة قوات المشاة التي تتكون من الزيانيين مجهزة بالأسلحة النارية.. الفرقة الخاصة المؤلفة من رؤساء القبائل، الفرقة القبيل المؤلفة من قرابة الملك، فرقة الأنصار المؤلفة من الحرس الملكي، فرقة المماليك المؤلفة من الأجانب و العبيد و النصارى.. وفقا لابن خلدون، استخدمت المدافع الأولى عند بني زيان في منتصف القرن الثالث عشر٠
السلطة الإدارية ويتولاها صاحب القلم
السلطة القضائية ويتولاها قاضي القضاء
السلطة المالية ويتولاها صاحب المال
ويتابع مسؤلين السلطات السابقة شخص يطلق علية مزاول (مايعرف في زماننا رئيس الوزراء) وله حق الإشراف على كل هؤلاء. وفي كل مدينة أو قبيلة كان يوجد الحافظ (الوالي) وهو حافظ النظام الإسلامي، وإلى جانبه المحتسب وهو المشرف على الحسبة، والقاضي وغيرهم من موظفي الدولة وجباة الضرائب. فقد كانت في كل الجهات داخل الحدود الدولة الزيانية حاميات وعمال وأمراء من بني زيان يقيمون في تلك الديار بأولادهم. كما سعى بنو زيان من وراء بناء المدارس و المساجد في مختلف مدن المغرب الأوسط إلى نشر التعليم والثقافة من جهة، و توجيه الرعية من أجل وحدة السياسة المذهبية التي كانوا يسيرون عليها و المتمثلة في نصرة المذهب المالكي . وكان بنو زيان حسن سياستهم مع القبائل العربية الهلالية، فمنحوهم اقطاعات واسعة وأكرموهم بالأموال والعطاء فكانوا من الأسباب الظاهرة في حماية الدولة
وفي عهدهم أصبحت تلمسان حاضرة من أعظم حواضر العلم في العالم الإسلامي، ونشأ بها علماء لا يشق لهم غبار، وأضحت قبلة طلاب العلم من كل الجهات، وصارت تضاهي في سمعتها القاهرة وبغداد وقرطبة؛ يقول الدكتور أبو القاسم سعد الله: في إحصاء سريع أجريته لأسماء العلماء المنتجين في عهد الزيانيين وجدت أن عددهم يفوق أعدادهم في القرون الباقية متفرقة.. ويعتبر العهد الزياني من أوفر إنتاج الجزائر الثقافي، ومن أخصب عهودها... لا يزال كثير من آثارها قائما إلى يومنا هذا، كان النسيج الاجتماعي آنذاك في العاصمة تلمسان خليطا في أغلبه من ستة أعراق منهم البربر والعرب والأندلسيون والمسيحيون واليهود والاغزاز ونقصد بهم القبائل التركية التي كانت تسكن أواسط أسيا قبل انتشار الإسلام؛ وقد تبوأت زناتة مكانة هامة فامتهنت الوظيف واحترفت الصناعة والتجارة وتعتبر زناتة من القبائل المستعربة، مغراوة وبنو يفرن وجراوة وبني واسين وبني مرين وبني راشد وغيرهم. كما ان مجتمع بني عبد الواد كان مقسما إلى طبقتين الأولى الطبقة العامة وهي الفلاحين والصناع وأهل الحرف وصغار التجار والعبيد، والطبقة الخاصة وتضم الأسرة الحاكمة (بني زيان) والسلطة العسكريه وأهل العلم وكبار التجار. ومن الناس من يرى أن ذلك كان بدافع التباهي وتخليد الذكر، ومهما يكن الأمر فإن هؤلاء الملوك قد عرفوا الطريق الذي يكسبهم ثقة شعوبهم، واهتدوا إلى العمل النافع الذي يخلد ذكرهم

أوائل بني زيان في الزاب
فوجود أوائل بني زيان في الزاب يرجع الى اجدادهم أمراء بنوعبد الواد الذين كانوا يرتادون منطقة الأوراس ويشغلون إقليم الزاب. وعلا قة بني زيان بطولقة بعد تأسيس دولتهم ترجع الى عهد يغمراسن بن زيان .. الزّاب، هذا الإقليم تارة يكون تابعا للحفصيين و تارة يصبح للزيانيين و تارة أخرى يمسي ضمن نفوذ الدولة المرينية، وأحايين كثيرة يتمتع بالاستقلال.. وهذا الذي ادى الى وجود بني زيان في الزيبان تكرارا. الجانب الغربي والضهراوي من الزاب وقاعدته طولقة، في الخط الحدودي للاراضي الشاسعة ما بين الحفصيين و الزيانيين اين تعيش القبائل الدواودة الهلالية بحرية (يمتد هذا الخط، شمالا الى الحضنة، و الى غرب بجاية)؛ اصبح قاعدة انسحاب ودعم وتجنيد الجند ومرتعا وجسرعبور للبلاد الإفريقية تونس لصالح بني زيان (كان موقع طولقة إستراتيجي، وقد ذكر البكري في المسالك والممالك: الطريق المعبد الذي يصل شمال المغرب الأوسط بالقيروان يمرعلى مدينة طولقة..). وكانوا بني زيان يعملون على توسيع نفوذهم إلى الشرق من هذا الخط الحدودي. والمعروف في كل كتب التاريخ ان في سنة 1267م، أمر المستنصر الحفصي بتدمير قبيلة رياح الهلالية، هاجم بقوة مخيمات الذواودة، و أرسل رؤوسهم إلى بسكرة؛ فأجبر العرب على الفرار؛ فأولاد سباع بن يحيى الذواودة لحقوا ببني زيان بتلمسان، وترك شبل بن موسى سباعا ابنه طفلا صغيرا فكفله عمه بمساعدة ملك المغرب الاوسط ابو يحي يغمراسن الزياني، فكسوهم وحملوهم فارتاشوا وقاتلوا واحتالوا وزحفوا إلى مواطنهم وغلبوا على الزاب وضواحيه، فالجانب الغربي منه وقاعدته طولقة لأولاد محمد وأولاد سباع بن يحيى وكانت لأبي بكر بن مسعود فلما ضعف بنوه ودثروا اشتراها منهم علي بن أحمد شيخ أولاد محمد وسليمان بن علي شيخ أولاد سباع.. هذا الذي ادى الى التعزيز الروابط بين اولاد سباع الذواودة و بني زيان٠
و في الزيبان والجريد.. كان بنو زيان لهم علاقة متينة مع قبائل دريد الهلالية؛ وتنافسوا بني زيان عن الحكم في بسكرة مع بني مزني في اخر عهد بني رمان؛ وتغلب عليهم الفضل بن مزني واسسة إمارته ببسكرة سنة 1279م؛ قِتل الفضل في 1284م على يد بني زيان في قرية بشاش قرب سيدي غزال غربا، طريق طولقة. (كان وجود بني زيان في الزيبان والجريد عند احلافهم دريد الذين هاجروا من بعد من الزيبان الى تونس. بني زيان لديهم علاقات الزوجية في الزيبان خاصتا اولاد يحي بن يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد، مثل الامير يحي بن يغمراسن (تزوج اسماء)، وابنه الاميرابي زيد عبد الرحمن بن يحي بن يغمراسن (تزوج فاطمة البوزيدية)، وابنه الامير يوسف بن عبد الرحمن بن يحي بن يغمراسن (تزوج زينب)، وابنه الامير ابي حمو الثاني بن يوسف بن عبد الرحمن بن يحي بن يغمراسن (تزوج خولة الزابية)... كانوا عندما يأتون لزيارة أسرهم في الزيبان، الحكام يعلنون حالة تأهب في المنطقة خوفا منهم، خاصتا عائلة مزني أمراء بسكرة..)٠
السلطان أبي حمو موسى الأول بن أبي سعيد عثمان بن يغمراسن بن زيان الذي فتح الزاب سنة 710هـ/ 1310م وأذعنت لطاعته بلاد الجزائر الشرقية. و في 1318 م / 1336 م، السلطان الزياني أبو تاشفين عبد الرحمن الاول بن السلطان أبي حمو موسى الأول، بعث المشايخ وكبار بني زيان الى الاندلس لكي يحكم البلاد وحده بلا منازع.. وحاول افتكاك بلاد الزاب من الحفصيين و إخضاعها الى سلطته، و كان يجلب على أوطان الحفصيين يدعم هؤلاء السنية اتباع الشيخ سعادة الرحماني الرياحي الطولقي رافع لواء السنة انطلاقا من زاويته بطولقة، و كان يبعث للفقيه أبي الأزرق بجائزة معلومة في كل سنة حتى انقرض أمر السنية من رياح.. ثم هاجم بدوره بجاية وقسنطينة، وأسس في الصومام طامزيزديكت، المدينة المحصنة في أربعين يوما كما قال التنسي؛ وكانت تحوي ثلاثة آلاف جندي زياني.. وكانت تمثل علامة الحدود الزيانية٠
أهم الهجرات (الإطاحة بدولة السلطان أبي سعيد عثمان بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن بن زيان، ثم ثورة ابنه ابي زيان محمد الأمير الثائر ((20 سنة)) ضد ابن عمه السلطان أبي حمو في الفترة الممتدة ما بين سنتي 762 هـ / 783 هـ 1360 م / 1380 م)
لما هلك السلطان أبوسعيد الأب لأبي زيان وعم أبي حمو موسى الثاني في جمادي الأول سنة 753 هـ جوان 1352 م على يد السلطان أبي عنان المريني. فر أمراء وفرسان بني عبد الواد الذين هزموا في المعركة، فغادرت بني عبد الواد بلادها فرارا، فجازت فرقة منهم للبلاد الافريقية ( تونس)، وفرقة للجريد والزاب، وفرقة بين ظهور زناتة والأعراب، وفرقة للبلاد الأندلسية، بعد ان اخذ من شيوخهم و وجوههم ما نيف على سبعمئة مابينهم الامير يوسف بن عبد الرحمن و حفيده ابو تاشفين عبد الرحمن بن ابي حمو الثاني (اخ السلطان ابي سعيد و أبي ثابت و اب لابي حمو الثاني)، (زهرالبستان). تقبض على ولي العهد الامير أبو زيان وأبوحمو موسى الثاني مع عمهما أبي ثابت بن عبد الرحمن في إقليم بجاية وسيقوا إلى السلطان أبي عنان، فقتل أبا ثابت واستبقى محمدا هذا وأودعه السجن بفاس سائر أيامه، وهرب أبي حمو الثاني (مع ضباط من قومه) إلى بلاط بني حفص في تونس، حيث استقبله السلطان الحفصي استقبالا حار. وظل ابو حمو متنقلا في جنوب إفريقية مع الذواودة و ساهم في غاراتهم ضد بني مرين. فلتحق صغير بن عامر مع قومه بني عامر إلى وطن الدواودة ونزل على يعقوب بن علي
من فاس، تحرك السلطان أبي عنان المريني إلى بلاد افريقية والزاب للقضاء على قبيلة رياح وأحلافهم وخصيصا طولقة التي لم تكن خاضعة لأي سلطة ولكونها قاعدة يعقوب بن علي أميرالدواودة، وقاعدة حصينة لأعداء الدولة المرينية؛ في زهر البستان: خروج ابوعنان الى الناحية الشرقية، كان يبحث عن الزيانيين الفارين في جميع الاقطار، ويبعث النقباء في طلبهم للامصار، لانه كان على علم... ان بني زيان كعادتهم بعد الهزيمة و الشتات لابد من تجديد سلطانهم و رجوع خلافتهم
هو أبوعنان فارس المتوكل على الله ابن أبي الحسن علي بن أبي سعيد عثمان (749 هـ / 759 هـ )، ملك المغرب والمغرب الإسلامي، عالم الملوك وملك العلماء. ابي عنان، ولدى حديثه عن طولقة التزم الصمت متعمدا وقال ان الشروح ستاتي في الوقت المناسب. كانت طولقة حسب أبي عنان المريني ملجأ ومرتع لكل الهاربين عن القانون والمنشقين والثوار، وكانت طولقة ترفض تسليم الرهائن، والذواودة يفرضون حق الحماية من السكان المستقرين، وقصورها محصنة بالجدران العالية، ومخزونها من التمر والقمح والشعير ما يكفي سنين
إن الأسطول المريني ارسي في المياه الإقليمية بتونس في آخر يوم من شعبان 758 هـ، وأن الركب توجه إلى طولقة يوم رمضان. عندما وصل السلطان أبي عنان مع دليله بن مزني أمير بسكرة. تدفقت الجيوش بقوة لم تعرف لها طولقة مثيل من قبل. فحاصروا طولقة المحصنة حصارا شديدا. فدخلها أبي عنان فتنقل بجامعها، وجال في مقاطعها، ودخل قصبتها التي خلة من السكان. لا استقبال حار ولا أعراس كما حدث في بسكرة ولا حتى مقاومة. عندما سمعوا بخطة السلطان أبي عنان المريني كلهم خرجوا من طولقة. فوجدت السلطة المرينية الا نفسها في طولقة. آمر السلطان بالقبض على أمير طولقة عبد الرحمن الطولقي بن أحمد بإشارة بن مزني وأودعه الى السجن بفاس، وعقد سلطة طولقة على بن مزني. ومكث السلطان أبي عنان المريني الأيام الأواخر من رمضان 758 هـ بمنزله بطولقة (بين فرفار وطولقة). ونصبت الخيام والأسواق حتى أصبحت طولقة وفرفار واحة وحدة. وقضى يوم الجمعة 23 رمضان بطولقة. ثم عند خروجه منها .. خرب حصون يعقوب بن علي و كل القصور في طولقة و فرفار وقصور أمراء الذواودة .. فدمرها تدميرا. فخرج منها السلطان أبي عنان المريني يوم الأربعاء 28 رمضان 758 هـ
ففزعت القبائل الذواودة العربية التي تدعمها بني عامر إلى ابي حمو الزياني، عرضت الدعم له في المطالبة بحقه للعرش بصفته ابن شقيق أبو سعيد السلطان. في خريف عام 758 هـ 1358 م ظل أبو حمو وآخرين من فل قومه مع الذواودة في مضايقة حاميات بني مرين، وتم اللقاء أبو حمو مع صغير بن عامر في بريكة، واعتزم صغير على الرحلة بقومه و العودة إلى صحراء المغرب الأوسط
و يذكر في المخطوط للفقيه أمحمد بن تريعة، الذي هو بحوزة الاخ محمد صديقي: و تتكلم المخطوطات على لسان أبي حمو حين بدأ معركته في استرجاع تلمسان، من الجريد فقسنطينة فميلة ثم كيف دخل بسكرة و قاتل مزني، ثم كيف طوع الزاب و دخل طولقة، وأقام فيها عشرة أيام. وقد جعل أبي حمو أخاه أبو جميل أميرا على طولقة، و تركه مع والدته زينب، و زوجته، و أولاده، و أصحابه، و كاتبه اليلماني، و مائة فارس من إخوانه بنو يلمان، و سكن قصبتها و هي القوسة و ما حولها من الديار و النخيل؛ وفي الدوسن اين قامة حفل تنصيب ومبايعة ابو حمو ملك على المغرب الاوسط (الجزائر)، و قد حاول أبي حمو والدته على الرحيل معه إلى تلمسان فأبت، و تحير حاله على فراقها، و قد تعللت بأنها ستبقى مع أخاه أبو جميل لأنه صغير ولا تقوى على فراقه، فانصرف أبي حمو باكيا و قال شعرا يستأنس به وقت الوحشة
ودعت صبري بالدموع كوابل يجري على صفحات الخد الذابل
يا ليت شعري هل نطيق فراقكم نار تأجج في الحشا و نازل
من لي برد الوقت يجمع شملنا بديارنا الحسناء تزهى بلابل
يا أخي جميل جال فكري ومهجتي يا طول ليلي من فراقك فاصل
اصبر فلعل الله يجمع شملنا إن لم تعقني منيتي في الأجل
لله يا والدتي الرضا يسبل على موسى و حمو ستره من صايل
فأجابه أخوه أبو جميل، و دموعه تسيل على صفحات الخد
أقدم إلى ما أنت محاورا فالنصر و العز إليك مجاورا
بادر إلى تلك الديار و أهلها فالشوق يرقص من خلالها ظاهرا
جرد سيوف الدم لا ترحم سوى من طاع تحت الحكم جاء مبادرا
إني بإثرك بالجنود فكن على حذر من الأعداء و دوما ساهرا
و أعزم على الأمر الجميل و دم على بذل العطاء تملك قلوبا زاهرا
ثم دعت له والدته بخير، و رجعت من الدوسن الى طولقة مع ولدها أبو جميل، و جنوده، و طبوله، و نفيره، و أرباب دولته
في عام 759 هـ وفاة أبي عنان المريني، وفي سنة 760 هـ تمكن أبو حمو موسى الزياني من استرجاع ملك بنو عبد الرحمن اجداده، ودخل إلى تلمسان على رأس جيش كبير اكثره من بني عامر بقيادة اميرهم صغير بن عامر؛ و من الذواودة صولة بن يعقوب بن علي وزيان بن عثمان بن سباع وشبل ابن أخيه؛ ومن بادية رياح دغار بن عيسى بن رحاب بقومه من سعيد. فرجع اولاد عثمان بن سباع الدواودة الى مواطنهم إلا دغار بن عيسى وشبل بن ملوك
ثورة ابي زيان محمد بن السلطان
السلطان أبو سالم المريني أطلق من الاعتقال ولي العهد ابي زيان بن السلطان الذي مكث في غيابة السجن بفاس ونظمه بمجلسه بفاس في مراتب الأعياص وأعده لملك أبيه السلطان أبوسعيد عثمان بن عبد الرحمن لمزاحمة ابن عمه السلطان أبي حمو سنة اثنتين وستين. فأعطاه الآلة ونصبه للملك وبعثه إلى وطن تلمسان وانتهى إلى تازى .. كانت فتن وأحداث وأجلب عبد الحليم ابن السلطان المريني على فاس واجتمع إليه بنو مرين. ولحق عبد الحليم بتازى. فاعتقل أبي زيان رجا من السلطان أبي حمو. في 15 رجب 763 هـ بعد تبادل السفارات بين فاس و تلمسان أطلق سراح بني عبد الواد الذين كانوا لا يزالون بفاس الا أبا زيان بن السلطان
فاستغفل أبو زيان ذات يوم المتوكلين به ووثب على فرس قائم حذاه وركضه من معسكر بني مرين. إلى حلة أولاد حسين مستجيرا بهم فأجاروه. ولحق ببني عامرعلى حين جفوة كانت بين السلطان أبي حمو وبين خالد بن عامر شقيق صغير بن عامر (لأن أبا حمو عند وفاة صغير بن عامر عين أخاهما شعيبا على قبيلة بني عامر)؛ خالد قد بايع ابا زيان وجاء به زحفا .. وسرح إليهم السلطان أبو حمو عسكرا فشردهم عن تلمسان. واتجها خالد وأبي زيان إلى بلاد الدواودة حيث أجارهما شيخ الدواودة يعقوب بن علي، فأقام فيهم أبي زيان ابن السلطان، حدث هذا في سنة 763 هـ /م 1362
أبي زيان هذا أقام بتونس بعد مهلك الحاجب أبي محمد. و لما غلب الأمير أبو عبد الله الحفصي على تدلس (دلس) بعث الى بوزيان بن السلطان ونصبه واليا عليها. ومن تونس، ذات يوم مر الأمير أبا زيان بقسنطينة فتجافى عن الدخول إليها وتنكر لصاحبها فاعقله ابو العباس عنده مكرما ليستعمله يوما ما في تحقيق مطامحه وأهدافه ... وعندما زحف ابي حمو على بجاية فأطلق أبا زيان من الاعتقال، نادى به ابو العباس أحمد سلطانا على بني عبد الواد. وزحف الأمير أبا زيان من قسنطينة على بجاية، فارتبكت قوات صاحب تلمسان، فأنهزم السلطان ابوحمو ونجا بنفسه، واستأثر منهن الأمير أبو زيان بحظيته الشهيرة (زوجة السلطان ابي حمو) خولة الزابية ابنة يحيى الزابي ينسب إلى عبد المؤمن بن علي، فخرجت في مغانم الأمير أبي زيان، وتحرج عن مواقعتها حتى أوجده أهل الفتيا السبيل إلى ذالك؛ حدث ذالك في اوت 1366 م، فعندما ازدادت ثورة أبوزيان ابن السلطان وارتفع أمره، استقر أبوحمو بتلمسان للدفاع عنها، وظن أبوزيان بن السلطان أنه أصبح في موقع قوة، فاتجه أبوزيان نحو تلمسان مدعوما ببني عامر وسويد والعطاف والديالم، وأخذت المدن تنحاز إلى جانبه كتنس ومستغانم ومزغران ووهران إلى أن بلغ وادي مينا بإغيل زان، فعسكر أبوزيان بحلفائه قرب البطحاء منتظرين قدوم أبي حمو موسى الثاني، أما ابوحمو الثاني فإنه خرج من تلمسان في 6 ذي القعدة 768 هـ / 1367 م ... بغتة، اقترب جيش أبي حمو الثاني معسكر أبي زيان، فتراجع جيش أبي زيان مهزوما. فبعد الانتصار العسكري الذي حققه أبوحمو الثاني، ولما أصبح في موقف قوة، فبعث برسالة إلى الدواودة من رياح ... ووصل إلى بسكرة الأمير الزياني عمر بن محمد الذي حضر بمهمة إقناع قبائل رياح بالخضوع للأمير أبي حمو. كان يحيى بن خلدون بمدينة بسكرة، حيث استقر أخوه عبد الرحمن. ولما كان يحيى معروفا بمكانته لديهم، فقد ألح عليه السفير عمر بالتوجه معه إلى شيوخهم لغرض إقناعهم. وفعلا، وافق يحيى ونجح في مهمته مع شيوخ رياح وقصدوا تلمسان لتقديم البيعة سنة 769 هـ / 1367 م. وهناك اصطفاه الأمير أبو حمو لمهمة الكتابة، إذ يقول: ثم اصطفاني لكتابة إنشاه ... وأمرني باستقدام ولدي من بسكره محمولين بإحسانه محفوفين ببره وعنايته. فكان ذلك أول سعادة أوتيتها وأعظم عناية ربانية رأيتها
ربما أباحمو الثاني اضطر إلى الاستعانة بعرب الدواودة بإفريقية ليكون له نفوذ في المثلث (بسكرة ورقلة توزر) الذي يشمل الزاب والجريد، والذي كان ملجأ ومحرك لتغيير الخرائط في بلاد المغرب الكبير حيث يتواجد فيه الحفصي وبن يملول وابن مزني و إبن خلدون ويعقوب بن علي وأبي زيان ابن السلطان ... أو ربما كان من أجل القيام بحركة على الأمير أبي زيان هذا الذي كان يلقبونه بسلطان تيطري، الثائر في جبال تيطري و متيجة، و مخدعه بين الضلوع الذواودة في الزاب. فهو الذي أدت ثورته العنيفة إلى انقسام الدولة الزيانية إلى شطرين، وكان تحت سيطرته الشطرالشرقي و يضم اراضي من شرق الجزائر الحالية إلى غاية مدينة الجزائر تقريبا، والشطر الغربي من مدينة الجزائر إلى غاية الحدود الغربية الحالية للجزائر تقريبا يقع تحت سلطة أبي حمو موسى الثاني. فعلا نهض أبوحمو بجيشه في 7 شعبان 769 هـ/ 1368 م قصد مع أحلافه الدواودة جبال تيطري، ودس إلى أولياء أبي زيان يرغبهم في المواعد. وحكم أبا بكر في الاشتراط عليه ففاء الطاعة، وبعد التفاوض عن وسائل التعويض المالي إلى أبي زيان والمخالصة، رجع أبو زيان إلى مكانه من حلل الدواودة حيث استقر نهائيا، حدث ذلك في سنة 770 هـ / 1368 م. ولكنه تجول بين وركلى ونفطة وتوزر. وكافأ ابوحمو الثاني أحلافه الجدد من الدواودة ووزع الثياب الفخمة على فرسانهم، وأعطى مرسوم الخدمة لزعمائهم مع مبلغ كبير من المال. ((حلل الدواودة كثيرة، طبعا طولقة في بلاد الزاب لأولاد محمد وأولاد سباع بن يحيى، ويعقوب بن علي مقره فرفار طولقة قال إبن خادون: و سلكنا القفر إلى الدوسن من أطراف الزاب ثم صعدت إلى التل مع حاشية يعقوب بن علي وجدتهم بفرفارالضيعة التي اختطها بالزاب.. فرفار مقر يعقوب في الشتاء و انقاوس مقر يعقوب في الصيف
رغم ثورة الأمير أبي زيان محمد ابن السلطان التي أدت إلى زعزعة أمن الدولة في الدفاع
عن حدودها من أطماع بني حفص و بني مرين. أبا حمو هذا العظيم الشاعر الذي استرجع مجد الدولة الزيانية ونظم أركانها وجعل من تلمسان مدينة الإشعاع العلمي والاقتصادي والحضاري حتى أصبحت أهم وأبرز حاضرة في بلاد المغرب الإسلامي
وفي عام 1370 م عبد الرحمن ابن خلدون تولى مهمة الحاجب للملك ابوحموالثاني المكلف بالتجنيد الجنود في بسكرة لصالح الدولة الزيانية. وكان أحياء حصين قد توجسوا الخيفة من السلطان، وتنكروا له، و بادروا باستدعاء أبي زيان من مكانه من الذواودة عند أولاد يحيى بن علي، وأنزلوه بينهم، واشتملوا عليه، وعادوا إلى الخلاف الذي كانوا عليه و اشتعل المغرب الأوسط نارا ... وتحرك السلطان عبد العزيز المريني على تلمسان، احتلها في 10 محرم 772 هـ؛ هو أبا زيان أبو فارس عبد العزيز بن أبي الحسن. فخرج منها ابوحمو ونزل عند أولاد يحيى بن سيباع من الذواودة، و وصل في الوقت نفسه من جبال تيطري الامير ابوزيان، فلحق بأولاد محمد ابن علي بن سباع من الذواودة فرحبوا به. فخرج ابوحمو الى الدوسن في الزاب مع بني عامر، فلحقته بنو مرين فكانوا أدلاءهم الذواودة فأجهضوه عن ماله و معسكره، فانتهب بأسره. و اكتسحت أموال العرب الذين معه، و نجا بدمائه إلى مصاب، فسلك طريق الصحراء عائدا الى تلمسان، بعد إنهزامه مرارا، توجه ابوحمو في أواخر ذي القعدة 773 هـ الى تيقورارين جنوب الصحراء، وترك أبناءه في أحياء بني عامر. السلطان عبد العزيز أصيب بداء خطير توفي منه في 22 ربيع الثاني 774 هـ. في 24 جمادي الأول دخل أبو حمو تلمسان. وعاد أبو زيان الى تيطري لإسترجاع نفوذه على المنطقة الشرقية. أمرالسلطان ابوحو ابن خلدون بالتحرك وطلب دعم صاحب بسكرة أحمد بن مزني وشيوخ الذواودة في معركته مع أبو زيان؛ قال ابن خلدون : وبما أني مقيم في بسكرة ولي دالة على الذواودة كتب لي السلطان بالتحرك وأمرني بالمسير بهم لذلك فاجتمعوا علي وسرت بهم أول سنة أربع وسبعين ( 774 هـ / 1372 م) حتى نزلنا بالقطفة، وانتهى الحصار بهزيمة أبو زيان فهرب الأخير إلى جبل غمرة. قال ابن خلدون : وكلفني السلطان بمهمة ملاحقة الهارب أبو زيان في جبل غمرة فسرت مع أولاد يحيى بن علي بن سباع للقبض على أبي زيان لكنه هرب ثانية، وفاء بحق الطاعة لأن غمرة من رعاياهم، فمضينا لذلك، فلم نجده عندهم، وأخبرونا أنه ارتحل عنهم إلى بلد وركلا (ورقلة) من مدن الصحراء. فلحق أبو زيان ببلد وركلا قبلة الزاب لبعدها عن منال الجيوش والعساكر فأجاروه وأكرموا نزله
كان سالم بن إبراهيم هذا كبير الثعالبة المتغلبين على فحص متيجة. وكان أول من غمس يده في تلك الفتنة، استدعى أبا زيان ونصبه بالجزائر (ملك على المغرب الأوسط). تولى الأميرأبي زيان قيادة التمرد. أبو حمو كلف إبنه عبد الرحمن أبو تاشفين لردع المتمردين. خسائر كبيرة في صفوف المتمردين وقتل معظم قادتهم. ولكن نصب أبو زيان ملك عن الجزائر من قبل الثعالبة. وزحف إليه أبو حمو بسرعة على رأس جيش قوي من سويد لتعزيز قوات ابنه عبد الرحمن؛ وعقد لهم السلطان من ذلك ما أرادوه على أن يفارقوا الأمير أبا زيان. وقد لعب محمد بن عريف دورا هاما في التوسط بين أبي حمو و أبي زيان، وقبل أبو زيان العودة إلى بلاد الذواودة على أن يدفع إليه أبو حمو مبلغ من المال، وتعهد ابوحمو بمنح ابن عمه جراية سنوية؛ هذا في جمادي الاول سنة 776 هـ، بفضل مساعدة سويد. وارتحل عنهم أبا زيان فلحق ببلاد ريغ ثم أجازها إلى نفطة من بلاد الجريد ثم إلى توزر فنزل على مقدمها يحيى بن يملول فأكرم نزله وأوسع قراه. ولحق الأمير أبو زيان بحضرة السلطان بتونس. جوان 1377 م حيث استقر نهائيا ... هجم السلطان ابو العباس الحفصي على الجريد (فبراير ومارس 1379 م)، خرج منها يحيى بن يملول ولحق ببسكرة بصحبة الأمير أبا زيان، فنزلوا وأستقروا عند أحمد ابن مزني. خوفا من السلطان الحفصي ... اغتبطوا بمكان أبي زيان ليستعملوه كوسيلة للمساومة والضغط على أبي حمو، واعتقلوه ببسكرة لمرضاة ابي حمو، ثم ابن مزني طلب التحالف مع أبي حمو و المساندة له ضد أبي العباس الحفصي. ولكن أبا حمو لم يستجيب هذي المرة لرغبة إبن مزني، ويعود هذا الرفض إلى ما كان يشوب علاقات بسكرة و تلمسان من المناورات وغموض ومساومات في قضية أبي زيان التي لم تنتهي بعد ((20 سنة)) وهو الذي كان مقيم بينهم. وبعد الفشل مع تلسمان فأطلق سراح الأمير أبي زيان فارتحل عنهم و لحق بقسنطينة
قال عبد الرحمن بن خلدون في كتاب العبر، الجزء السادس، ص 890: التجأ إلى بسكرة أبو زيان، ابن أبي سعيد عثمان عم أبي حمو الذي نافسه على تلمسان بمساعدة بني مرين. فاستقر أبو زيان ببسكرة عند أحمد بن مزني الذي اتخذ من هذا اللاجئ التلمساني وسيلة للمساومة والضغط على أبي حمو واستعماله وقت الحاجة؛ (اذن التركيبة او النواة الزيانية الزابية اناذاك تشكلت بابي حمو و ابو جميل و ابو زيان بن السلطان)٠










رد مع اقتباس