منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التحقيق الدقيق في شرف بني نائل الوثيق
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-28, 12:01   رقم المشاركة : 374
معلومات العضو
maitre333
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

وصية الشيخ صالح الغرداوي لأبنه كاسي

ذكر فيها بعض العرب من المالكية الذين اعتنقوا المذهب الإباضي في القديم و هم اليوم يتكلمون البربرية و اصلهم من العرب هذا نص الوصية :
" بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد أما بعد يا ولدي نصيحتي لك أن تتق الله فإن تقوى الله هي السعادة في الدين و الدنيا و الاخرة و إياك و مجالسة من لا يخاف الله فإنه كالجرب ما تقربت منه يعديك بجرب و يجر لك الويل و الثبور و عليك بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها و لا تترك الوضوء إلا إذا كان لك عذرا لا يباح لك الوضوء شرعا وإنما التيمم رخصة جعلها الله للمسلمين إذا فقدوا الماء و حال بينهم و بينه خوف أو مرض يجب لهم التيمم وكن من الملازمين للمسجد فقد قال الله تعال إنما يعمر مساجد الله من أمنا بالله و اليوم الاخر و ساعد اخوانك المعمرين فيه و ما اتفقوا عليه فلا تردهم على اعقابهم اللهم إلا إذا ظهر لك شيئا فيه مصلحة فتنبههم فإن امتثلوا لك و رجعوا إلى قولك فنعم و هي. و إن تمادوا على ما اتفقوا عليه فحين ذاك فأنت عملت واجبك فيما بينك و بين الله وفي ما بينك و بين جماعتك و لا تعتب عليهم إذا لم يرجعوا إلى كلامك و لا ربما اتفقوا عليه صوابا. فلا بدا أن يرجعوا إلى قولك و يندموا على ما صدر منهم و إن الله قال على لسان زوليخة امرأة العزيز {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.
و إياك أن تحدثك بالكبر و التقدم على احدا وانظر ما مضى من القرون الخالية و المدن الخاوية على عروشها فقد أخذها الله و كذلك أخد ربك إذا أخد القرى و هي ظالمة إن أخده اليم شديد. و جعل نفسك اسير لله في ارضه و تمسك بمذهبك فإن الطريق بيضاء لا دنس و لا رجس و اياك الخوض فيما لا يعنيك و أن مذهبنا الجابري صحيح الاسناد و أنا اعرف الكثير من المالكية اعتنقوا و لا زالوا متمسكين به و عليه قابضين فمنهم أولاد الغريب الذين يسكنون في قرية بريان نازلين على اولاد كروش و من هم اولاد عبد الله بن بوهون و اخوانهم اولاد صالح بن بوهون الذين منهم محمد لطرش و حمو بن الرشوم و اصلهم من لرباع و جدهم ببلد الأغواط ومن هم أولاد قرقر من بلد ذياب بن غانم قبيلة الأغواط يقال لهم أولاد عبد الرحمان و هنا في غرداية من المذبيح اولاد مسعودة و الجريد و اولاد بوحميدة و اولاد عابوا و سيدي هدي و اولاد زيد في القرارة منهم و بني مطهر المغاربة في مليكة و أولاد حنيش الشعانبة في العطف و منهم سعيد اولاد عمر في بريان و أولاد السرت كل فريق يعرف نسبه و كلهم اليوم داخلين في مذهبنا بعدما وجدوا الهنا و السكون وثانيا عطفنا عليهم فلا نبخل بشي وعلمنا الكثير منهم القرءان و قواعد الاسلام وهم ايضا اولاد العشي في بني يزقن اصلهم مخادمة وبعض الشعانبة في العطف و بعض الشرفة كذلك كلهم إباضية و لا تقل إنهم ركنوا إلينا بالقهر أو بالتجبر و إنما بالحنانة و العطف عليهم و ايضا فلا تقل أن ما زاد عندنا منهم مثل ما زاد عندهم منا. فما يكون إلا اقل القليل و ما قتلنا مذهبنا و خسرنا الصفقة إلا بسيوفنا و كانوا بعض النفوسيين يجئنا إلى بلا د ميزاب ولهم تاريخ حافل ملأن بالوقائع و الحرب التي لا يعلنها إلا الابالسة و قد قتلوا بعضهم بعض و استحالوا النساء كأنهم ليسو من الاسلام في شى و كأنهم قبط فرعون و بقيت كثير من بلاد نفوسة خاوية على عروشها و الكثير منهم مالكية من ذلك مدينة ادرف و فرسطاي و تملوشيان و غير ذلك من القرى كانت عامرة بالاباضية كلهم اخبرونا بها المسافرون و الآن بقية اثار فقط و ا و فيها من العلماء و المساجد ما ينزه القاصد عن غيرها وما حاربها إلا اهلها و تلك عادة فينا لا في غيرنا و بلدنا هذه وقعت فيها مشاجرات كثيرة أدت إلى القتل و النهب و السلب و نجد ذلك إلا في الاباضية و هاهم المذابيح و الشعانبة و بني مرزوق و اولاد يعقوب يتسوقان بلدنا و ليس يصدر منهم شيء مما يصدر منا اللهم إلا إذا امرو بشيء من ناحيتنا و إلا فلا شيء .
و إياك ان تقول لأحد انك على غير صواب و ان مذهبك على غير حق و لو كان يهوديا او نصرانيا فان اليهود و النصارة اهل الكتاب ايضا و انبيائهم موسى و عيسى عليهم السلام فقد بدلوا و غيروا في كتبهم و جحدوا نبينا محمد صل الله عليه و سلم و يحسبون انهم على شيء ألا انهم هم الكاذبون و ما بالك بأصحاب المذاهب الاسلامية فان لك مالهم وعليك ما عليهم فلست انت خير منهم تصلي خمسة اوقات في اليوم و هم يصلون وقتين و لست أنت تصوم رمضان و هم يصومون شعبان و لا انت تحج مكة و هم يحجون تونس و لست انت تؤمن بالكتب المنزلة و الأنبياء المرسلين و هم لا يؤمنون و لا أنت تقر لله بالوحدانية و هم وثنيون فإن أمة محمد صلى الله عليه و سلم في كل قطر و في كل اقليم يقرون لله تعال بالوحدانية و مساجدهم بكل بلد ظاهرة و ملوكهم و عساكرهم دخلوا الدروب و اجتازوا الصحاري من كل قارة و لجج البحر و حاربوا الفرنجة و قاهرهم بإذن الله و لو مكن الله التصريف في ايدينا نحن معشر الاباضية لا بقي اثر بعد عين بل ولا اثر و لا عين و الحمد الله لازلنا على الدين فالله المسئول أن لا يرينا مكره و ستقف على ما ذكرت لك و ترى في مستقبلك ما تكره من قومك و إني علمتك القران العظيم فتمسك به و لا تخالفه و أرى قومنا ممن قال الله فيهم '' لو يجدون ملجأ أو مغارات الاية فإذا رايتهم على ذلك فدخل في جحر لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء. هذه وصيتي إليك فذالك ظني بك و إن خالفتها فحسبي الله و نعم الوكيل.
انتهت و صية الشيخ صالح الغرداوي لأبنه كاسي بخط بيده يوم 5 ربيع الاول عام 1165 هجري.
المصدر : مخطوط من رسالة مغنية من تأليف سيدي أحمد بن تومي.

نقله بوعلام الشريف الحسني









آخر تعديل maitre333 2012-05-17 في 18:40.
رد مع اقتباس