[امير حريش]

يا علام اشكالية النسب والعرق لدى العرب هي تختلف عن حال النسب لدى الامازيغ
فالعرب العدنانيين ياكدون ان العرب فقط هم ابناء اسماعيل عليه السلام وغيرهم (مستعرب) بمعنى غير عربي الاصل والاشكالية في النسب العربي هي ان شخصية اسماعيل وابيه ابراهيم عليهم السلام مؤكدة منذ الاف السنين من خلال النص القراني والثورات والانجيل وكتب التاريخ القديمة
فلا احد يختلف في حقيقة وجود ابراهيم او اسماعيل عليهم السلام
بينما مازيغ وان ذكر في عدة كتب قديمة لا يوجد دليل مثل القران او التورات او الانجيل ياكد وجود انسان اسمه مازيغ
فقط تسمية الامازيغ هي الماكد تداولها بين شعوب الامازيغ في شمال افريقيا اما عن كون مازيغ شخصية نسبت اليه الامازيغ فهذا لم يجزم فيه بعد

المهم ان مصطلح الامازيغ هو تسمية قديمة لشعوب شمال غرب افريقيا ولا يهم ان كانت نسبة الى شخصية تسمى مازيغ او لا ما دام ثبت ان شعوب شمال افريقيا تختلف شكلا ولسانا وثقافة وتقاليد وكل شيء عن باقي الشعوب في العالم ولها جيناتها الخاصة بها التي تنحدر من السلالة الافريقية e


بالمقابل هناك اشكالية عويصة لدى النسابة العرب ولدى القوميين العرب في تحديد من هم العرب

لماذا ؟

لانه في الوقت الحالي ومنذ مئات السنين كان يعتبر في بلاد شبه الجزيرة العربية ان القبائل العدنانية ابناء اسماعيل ومنهم قبائل بني هلال وبني سليم لا تعتبر عربية بل اعتبرت قبائل وافدة باعتبارهم ابناء اسماعيل عليه السلام ابن ابراهيم عليه السلام الذي ولد بنواحي بابل بمدينة كلدة بينما اصله العرقي هو ارامي


من جهة اخرى تجد الى غاية اليوم ان القبائل القحطانية التي تختلف في الاصول مع القبائل العدنانية هؤلاء ينفون العروبة على قبائل بني عدنان
والحرب قائمة الى غاية اليوم في تحديد من هو العربي ومن هو المستعرب (الغير عربي)
هذا التناطح حول الاصول مازال مستمر ولكل طرف راي ودليل

رغم ان المختصيين والعلماء من كل الاختصاصات يعلمون الان ان القبائل القحطانية والقبائل الغير عدنانية لم تكن تتكلم العربية اطلاقا قبل الاف السنين
بل الى عهد قريب قبل البعثة النبوية (الاسلام) كانت اللغة المسيطرة في الجنوب من شبه الجزيرة العربية وخاصة اليمن هي اللغة الحميرية التي لا علاقة لها بالغة العربية
وكلنا نعرف ان الدولة الحميرية هي اخر المماليك و الدول التي سادت المنطقة قبل البعثة المحمدية


وبسبب الانتساب الى الاب فيما يتعلق بانساب العرب العاربة اصبح العدنانيين ياكدون من خلال النصوص الدينية والتاريخية واللسانيات ان العرب العاربة هم فقط ابناء اسماعيل عليه السلام
وظهرت هذه النظرية بقوة بعد الاسلام حيث اصبح الملك في ايدي قريش العدنانية وبذلك انتشرت فكرة العرب العاربة هم بن اسماعيل ردا على نظرية عجمة العدنانيين و عروبة القبائل القحطانية التي كانت تحكم قبلهم وتسيطر على شبه الجزيرة العربية


لهذا نقول ان الامازيغ وضعهم ليس كوضع العرب العدنانين فالامازيغ ليسوا بالضرورة ابناء انسان اسمه مازيغ حتى لو كان سموا عليه

لان الامازيغ اقدم بالاف السنين من مصطلحات القومية الامازيغية ومن كل تلك التسميات في نفس الوقت نقول انهم ينحدورون من سلالة واحدة واضحة من خلال علم الجينات وهي السلالة الافريقية e وبالضبط من الفرع التحتي e3 وبالضبط من الطفرة الجينية e3b1 (المسماة e-m35)

الامازيغ كقومية لم يلزموا انفسهم ان اصلهم ينحدر بالضرورة من شخص واحد اسمه مازيغ
بينما العرب العدنانيين الزموا انفسهم وغيرهم ان العرب العاربة هم فقط ابناء اسماعيل وفقط

لماذا ؟

لانهم اذا اخذوا بنظرية القحطانيين التي تقول ان العدنانيين هم عجم وليسوا عرب باعتبارهم ابناء ابراهيم عليه السلام وباعتبار ان ابراهيم لم يكن عربي كما هو متفق عليه لدى المؤرخين وعلماء الدين المسلمين واليهود والمسيحيين

لهذا فالاشكالية انه لا يجوز رفع العروبة اعلى من النبي اسماعيل حتى لا يقال ان ابراهيم عليه السلام عربي وحتى لا يصبح ابنائه (الاسرائيليين ) من حفيده يعقوب المسمى اسرائل اب 12 سبطا اجداد بني اسرائيل حتى لا يصبحوا عربا لان هذا القول لا يقبله لا الاسلام ولا المؤرخين المسلمين ولا الاسرائليين ولا احد
لهذا التزم القومييون العرب بالقول ان عرقيا العرب العاربة هم ابناء اسماعيل وفقط ومنه تبدا القومية العربية العاربية

في نفس الوقت اذا قلنا ان القبائل القحطانية التي لم تنحدر من نسل اسماعيل هم العرب العاربة هذا يجعل من العدنانيين والقريشيين وبني هلال وبني سليم وغيرهم ليسوا عرب ومن ذلك فكل المناطق التي تسكنها القبائل العدنانية هي ليست عربية القومية والاصل


لهذا السبب و لاجل التحايل على هذه الاشكالية العويصة في تحديد الهوية العربية راح القوميين العرب لخلق مصطلحات جديدة تتمثل في تقسيم العرب الى ثلاثة اقسام :
العرب العاربة (العدنانيين) / العرب المستعربة (باقي الناطقين باللغة العربية من غير العدنانيين) / العرب البائدة

ملاحظة فقط : لكثرة جهل وعدم المام بالدين الاسلامي والقران الكريم اشاع القوميين العرب واغلبهم ضعيف في علم الدين فكرة العرب البائدة التي لا اساس لها من الحقيقة ولا من الصحة لا في الواقع ولا في كتاب الله فلا يوجد عرب بائدة وكل تلك عبارة عن مصطلحات استعملت للتلاعب بعقول الناس والسدج خاصة من اجل نشر القومية العربية


وللحديث بقية زالسلام عليكم