الــكـــــــرم و الـــجــــــــود :
إذا كان ما ذكرناه من إيواء و إطعام ، و اعتناء بالفئات المذكورة شيئا عاديا ، لدى المثال الآنف الذكر لعله يُعدّ ضرباً من التبرك و التقرّب إلى الله ، وقد يوجد في مدن أخرى غير مسعد .
فإن إكرام الضيف و الزائر و الاعتناء به ، ولو لم يكن ذا قربى يُعد واجبا بل فرضاً ، يعاقب تاركه معاقبة أدبية من المجتمع المسعدي ، فقد توارثه هذا المجتمع أباً عن جد .
فكلمة : أتشرب قهوة .. تسمعها من كل لسان ، ولو كان صغير السن ، فإنه يقولها بعفوية وتلقائية ناهيك عن قولهم : (( تتعشى معانا ؟؟ تتغدى معانا ؟ )) .، وقد تقال لكل عابر سبيل وخاصة لمارٍّ غريب ، توقّف سائلاً عن شئ ما ، ملفتا للانتباه .
- الـــهـــمـــِّة والـــعـــزة و الـنّـيــــف :
لا تكاد تجد بين بني نائل وخاصة أبناء المنطقة ( مسعد ) من يقبل بدوس كرامته أو إهانته أو قبوله بالتعسف و الحڤرة له أو لأهله أو ذويه ، أو المساس بأعراقه و تقاليده أو انتمائه ، وقد يصبر المسعدي أو النائلي عن ذلك إلى أبعد حد ممكن لطيبة نفسه وعراقة أصله من باب التجاوز .
كما أنك تجده قد لا يملك شيئا ، و لا يمدُّ يده و لا يحط من كرامته ، ويتظاهر بعلو الهمّة و بعزة النفس رافعاً أنفه شامخا ، اللهم إلا نادراً .