منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز رد فرية أن الغرب أحسن أخلاقاً من المسلمين.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-10-18, 21:01   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
عبد الباسط آل القاضي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عبد الباسط آل القاضي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يجوز تفضيل الكافر على المسلم وقد اذلهم الله ولا ابتغاء العزة عندهم ولا التمجيد لهم وبأي قسطاس يقال أن الكفار أحسن اخلاقا من المسلمين ؟ وهذا يرده العقل والنقل والحسِّ ..
فإن يكن فيهم خيـرا فهو عند المسلمين أضعاف كثيـرة ؛ والمسلم وإن كان مقارفاً للمعاصـي فهو أفضل من الكافر بمفاوز لا تحصـى ؛ وكيف يكون الكافر احسن اخلاقا من المسلم وهو فاسد العقيدة والقلب ؛ ومعلوم أن الافعال والاعمال تنطلق من الاعتقاد وقد عُلم أن اعتقادهم لا يوافق النقول الصحيحة ولا العقول الصريحة ؛ ثم إن المسلم العاصي ما ذلَّ حاله وإنحط شأنه إلا لما شابه هؤلاء العلوج الكفرة في بعض عقائدهم وعادتهم واخلاقهم فكيف يكون الأصل الفاسد أحسن من الفرع المقلد له ويمدحُ الكفار ويذم مقلدوهم من بعض اهل الاسلام من المعترض ؟ وهذا أول تخبط قاعدتكم .
ثانيا إن هؤلاء الكفار الذين تعتقد أنهم أحسنُ أخلاقا في المعاملات هم لا يفعلون ذلك ديانةً ولا طبعاً إنما من باب الخوف من العقاب وكثيرا منهم حين يأمن من العقوبة يفعل ما تستشنعه الفطر السليمة وإما يفعلون ذلك من باب المصلحة كما تجده في المتاجر والأسواق وهذا ليس خاصا بطائفة منهم بل هو أمر عام في بني آدم ؛ بل تجده عند الصابئئة واليهود والنصارى بقدرٍ وهو وفير لدى أهل الإسلام فكيف يقال أنهم أحسنُ في أمرٍ يشترك معهم فيه جميع الشعوب والقبائل . وهذا لا يعد فضيلة البتة .
وما قاله المعتـرض إنما ينبأ على ما يعالجه كثير من الناس من الانبهار بهؤلاء العلوج الكفار الذين قال فيهم تبارك وتعالى علوا كبيرا ( إنما المشركون نجس) وقد علم بالضرورة من دين الإسلام أن من الأصول الجليلة الولاء والبـراء ومخالفتهم وعدم مشابهتهم وعدم إتخاذهم أولياء من دون المؤمنيـن ؛ وفعل ذلك ظلمٌ وباب للذلة والمسكنة ؛ قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا)
وقال فيمن فعل ذلك من المنافقين ( أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا)
وقد ورد من الأحاديث الثابتة أن النبـي صلى الله عليه وسلم خالف اليهود والنصارى والمجوس في كثيـر من العقائد والعادات والآخلاق حتـى فيما هو شرعيُّ كصيام عاشوراء فأمر بمخالفتهم بصيام يوم قبله أو بعده ؛ وقد قرأت ما كتبه الشيخ تقي الدين ابن تيمية في كتابه الجليل إقتضاء صراط المستقيم وأنصح بقراءته من المعترض وغيره كما أقرنه بكتاب أحكام أهل الذمة للشيخ ابن القيم الجوزية ؛ فهذان الكتابان حقيقٌ للمسلم أن يقرأهما هذا ما حضرني الساعة والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين