منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لكل من يبحث عن مرجع سأساعده
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-09, 11:03   رقم المشاركة : 197
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asma28hd مشاهدة المشاركة
اريد بحث حول الخطاب الادبي
لخطاب الأدبي وعلاقته بالحقول المعرفية

عبد الكريم جمعاوي

تمهيد :

لم يستقر النظر إلى الظاهرة الأدبية على وجهة نظر واحدة وبهذا فكل التحديدات التي رأت الأدب كمحاكاة (أرسطو-الكلاسيكية) أو الأدب كنظام (الرومانسية الألمانية) أو محاولات التوفيق (وليك-فراي) ظلت كلها بعيدة عن ملامسة التحديد الكفيل برصد كل ما يمكن أن يتسع له هذا المفهوم من أشكال وأنواع أدبية تغيب في هذا التحديد أو ذاك... بل إن كل المحاولات ستظل قاصرة في مسعاها ما لم تحدد موضوعها الذي تبحث فيه، ومجال البحث الذي تنطلق منه. يقول سعيد يقطين :"وكما حددت البويطيقا الجديدة مع الشكلانيين الروس موضوعها وطرائق تحليله، حددت البويطيقا المتجددة مع البويطيقيين بشكل أدق موضوع "الأدبية" الذي سيصبح هو "الخطاب" الأدبي وليس الأدب بوجه عام"[1].

يعتبر الخطاب (إلى جانب مفاهيم غير معهودة مثل : الانزياح، السارد، المسرود له، المحكي، الدليل، الشعرية، التناص، الحوارية، التعدد الدلالي، التلفظ، النص المحاذي، البياض، الجسد، أفق الانتظار..) من المفاهيم غير المعهودة التي غزت المعجم النقدي. وعرفت تداولا أكثر في وقتنا الراهن وذلك في حقول ومجالات مختلفة لسانية وأدبية وتاريخية وفلسفية.

ومما لا شك فيه أن قضية المصطلحات النقدية من أهم القضايا التي يواجهها النقد العربي الراهن، ولعل المسألة تتجاوز مشكلة المصطلحات لتصل إلى المفردات العادية والألفاظ. فهناك عدم دقة وتشويش في استعمال كثير من الكلمات. فكل مصطلح إنما يكتسب دلالته انطلاقا من الاختصاص نفسه. وإلى هذا يرد اختلاف دلالات المصطلح الواحد تبعا لاختلاف الاختصاصات. وثمة مصطلحات، تزخر بها الدراسات والمترجمات، غنية ومتعددة، لكنها تحمل نوعا من التسيب، ولا تلتزم بضابط محدد مما يكون له تأثيره السلبي على القارئ الذي يواجه كل مرة عددا كبيرا من المصطلحات تتضارب وتختلط وتظهر كل حين بوجه مخالف لما سبق. بناء على هذا نقف على مفهوم الخطاب الأدبي وما يحمله من دلالات في الحقول المعرفية التي تناولته وما له فيها من مميزات وتمظهرات.

1 – أنواع الخطاب :

يقوم الخطاب على الإيصال بين طرفين : أحدهما الباث وثانيهما متلقي الخطاب، وبين الأول والثاني هناك رسالة هدفها الاستقرار في ذهن المتلقي، وبطبيعة الحال يختلف مضمون الرسالة من خطاب إلى آخر.

يقع التمييز، إذن، بين سائر الخطابات، فالخطاب الأدبي يتميز عن باقي الخطابات في نقاط كثيرة، يظهر ذلك عند الإشارة إلى كون النص الأدبي يشكل نصا مغلقا؛ ذلك أن منتج الخطاب، مبدعه، وخالقه من معدن آخر أفسح لذاته تعاملا مع الكتابة واللغة، لا يشبه في عمقه التعاملات السائدة والمتعارف عليها، من هنا لا يعطي النص الأدبي نفسه إلا لفئة معينة. إنه مغلق على الكل إلا للفئة المنتجة له.

ولما كانت للغة الأدب ميزتها فهي "فوق اللغة" والذي أعطاها السمو إنما الصبغة الأدبية وهي صبغة تعمد إلى الإثارة وإلى خلق الإحساس بالكائن.

وداخل الخطاب الأدبي يظهر التعارض بين الشعر والنثر، وهو تعارض مليء بالإثارات مثل كون الشعر بحث عن التشاكل بين التعبير والمضمون. وثمة تعارض آخر داخل الخطاب الأدبي النثري مثل التعارض بين الرواية والقصة : التعارض بين الخطاب الأدبي الطويل والخطاب الأدبي القصير...

إن الفرق يتخذ طابعا واضحا بين الخطاب الأدبي وباقي الخطابات الأخرى، فهو :

ـ غير السياسي : لأن السياسي يتطابق مع مصدره وهو سياسي ولو لم يأخذ مواقف سياسية.

ـ غير العلمي : لأن العلمي يقع متضمنه خارج النص وهو متضمن يحتاج على الدوام للوسائل الإجرائية كي ينهض ويحرز مكانته. إنه خطاب المسلمات والمختبرات.

ـ غير التاريخي : لأن التاريخي يستهدف تقديم حصيلة من النتائج المترتبة على وقائع، عن أحداث جرت في زمن مضى، إنه مشدود إلى الوراء، بعيدا عن استشراف آفاق المستقبل.

ـ غير الديني : لأن الديني نظرة شاملة إلى الحياة الاجتماعية يستوجب التصديق على الدوام، إضافة إلى كونه خطاب العبرة والعظة.

ـ غير الفلسفي : لأن معرفة الفلسفي كامنة في الخارج عكس الأدبي الكامنة معرفته في الداخل.

ـ غير القانوني : لأن القانوني مع المرء حيثما وجد، وعلى المرء احترامه ما دامت الغاية تستوجب تنظيم الحياة الاجتماعية مع مراعاة الأطراف الأخرى المتواجدة.

بالإضافة إلى ذلك يمكن تنميط أنواع الخطاب عموما على الشكل التالي :

+ خطاب شفهي أو مكتوب (حسب القناة المستعملة).

+ خطاب مباشر أو غير مباشر.

+ خطاب بضمير المتكلم أو خطاب بضمير الغائب حسب المسافة بين المحفل التلفظي وملفوظه.

+ خطاب تعليمي أو تسجيلي : تبعا للعلاقة بين المتلفظ والمتلقي.

+ خطاب صريح أو ضمني وفقا لطبيعة العلاقة بين الخطاب والواقع الدال عليه[2].

وتبقى ثمة تقاطعات ما بين الخطاب الأدبي والخطابات الأخرى، لكن لوحده الخطاب الأدبي خطاب إحساس لا تمنح لغته العصية ذاتها سوى لشخوص بعينهم. كما أنه يعيد واقع منتج وفق ما يتلاءم وخصوصية الخطاب الأدبي الأدبية أو الفنية.

2 – المفهوم البلاغي للخطاب :

إن الخطاب في التعريف البلاغي العام هو "مجموعة من الجمل منطوقة كانت أو مكتوبة، في حالة اشتغال أفقي –أي نمط أو تركيب- على موضوع محدد. ويسعى التلفظ به إلى التأثير في المتلقي بواسطة فرضيات ورؤى وأحاسيس، مما يتطلب مبدئيا ديمومة في إنتاجه وتلقيه وتماسكا داخليا وتدليلا مقنعا وصورا تعبيرية ولغة واضحة"[3].

هناك تداخل بين مفهوم الخطاب وبين بعض المفاهيم الأخرى مثل المقول والنص. يقول دانيال رايف مفرقا بين الخطاب والمقول، بأن المقول "ينعت كل نتاج ملفوظ سواء كان كلمة واحدة، أو جملا طويلة متتابعة" بينما الخطاب "تصبح فيه الجملة وحدة مكونة بينما كانت في المقول الحد اللغوي الأخير"[4]. والنص مثل الخطاب لم يعد أحد منهما يقتصر على دلالته المعجمية والاصطلاحية المعروفة، وهكذا راح المفهومان يتداخلان. إلا أن بعض النقاد يذهب إلى قصر مفهوم النص "على المظهر الكتابي، فيما يقتصر مفهوم الخطاب على المظهر الشفوي"[5]. هذا مع العلم بتداخل مفهوم النص مع مفهوم الأثر الأدبي[6]، وكذا وضع مفهوم المتن كمقابل للخطاب في مفهوم المتن الحكائي أو القصة كمقابل للمبنى الحكائي أو الخطاب.

بكلمة واحدة، إن اشتغال هذا المفهوم يؤكد :

أ – استعارته من حقله الغربي، ومحاولة تطبيقه بشكل حرفي..

ب – ثمة كتابات تستعمل هذا المفهوم لكن من منطلق رؤية مضببة نظريا وعمليا...

ج – ثمة اتجاه تنقصه الأرضية الضرورية والخلفية النظرية لتداول هذا المفهوم.

3 – مفهوم الخطاب في اللسانيات الحديثة :

غير خاف أن النجاح الذي حققته اللسانيات في دراستها للغة كان له الأثر البالغ في حقل الدراسات الأدبية والاجتماعية والإنسانية..." تمثل ذلك في هيمنة المصطلحات اللسانية على الدراسة الأدبية.. ومنذ الشكلانيين الروس كان التلازم وثيقا بين اللسانيات والأدب"[7].

يعتبر مفهوم الخطاب في التحديد اللساني الحديث بمثابة إجراء سيميائي خاص، سواء كان ذلك لغويا (نص أدبي) أم غير لغوي (يعني نص سينمائي، نص إشهاري..) باعتبار أن مجموع الأحداث السيميائية الواقعة على المحور النظمي، متعلقة بنظرية الخطاب، فهو من هذه الزاوية، موضوع معرفة تستهدفه اللسانيات الخطابية، ومن غير هذه الزاوية يشير "الخطاب" إلى الملفوظ اللغوي على نحو أخص، وهو ما يستدعي موقفين نظريين وبالتالي مقاربتين تحليليتين متعارضتين هما :

أ – اللسانيات الجملية (L.Phrastique) ومعها تعتبر "الجملة" وحدة الملفوظ القاعدية، مما يجعل الخطاب نتيجة (أو عملية) تسلسل منطقي من الجمل. وتسعى مقاربته إلى تحديد متوالية خطابية، أي سلسلة من الجمل والملفوظات المتتابعة نسقيا، ويعتبر E.Benveniste أهم ممثلي هذا الموقف الذي يطرح مسألة الخطاب من خلال اهتمامه بالجملة التي تكون وحدة شكلية من نوع "الصواتم" أو "الصياغم" أو "المآصل".

ب – اللسانيات الخطابية (L.Discursive) وتهتم بالخطاب ذاته، أي بالنص، بما هو كلية دلالية، معتبرة إياه الوحدة القاعدية التي لا تشكل الجمل ضمنها سوى أجزاء من الملفوظ. وتسعى مقاربته إلى تحليل كافة الخطاب في أجزائه المكونة، إما من زاوية تركيبية (Z.Harris) تهدف إلى تحديد شبكاته التكافئية (Réseaux d'équivalence) أو من زاوية دلالية (A.J.Greimas) تنظر إليه بما هو مسار يتجه من وضع حكائي أولي إلى وضع حكائي نهائي عبر سلسلة من التحولات[8].

إلا أنه مع بدايات السبعينيات ثمة محاولات لمناقشة التحديدات السالفة الذكر.. حيث أصبحت مشكلة الخطاب وتحليله إحدى الإشكالات المركزية التي يدلي فيها كل باحث بوجهة نظره..

ومنذ أواسط السبعينيات سيعرف تحليل الخطاب وتعريفه مشاكل جديدة لما شهدته المرحلة من تبلور الاتجاهات وتطور المجالات اللسانية عامة. فعلى سبيل المثال لم يعد الحديث كما كان أواسط الستينات جاريا حول "التحليل البنيوي للحكي"، وإنما أصبح الحديث عن بويطيقا الحكي بعد أن تميزت الاختصاصات وتكثفت الاتجاهات.

4 – مفهوم الخطاب في السرديات الحديثة :

يبدو أن شبه المتعارف عليه هو أن الخطاب في الرواية ليس سوى الطريقة التي تقوم بها المادة الحكائية، فقد تكون هذه الأخيرة واحدة لكن الذي يطرأ عليه التغيير إنما هو الخطاب، وذلك في محاولته كتابتها ونظمها.

فالخطاب الروائي وإن كان على حد تعبير محمود أمين العالم ذلك الواقع في حياتنا نمارسه إبداعا وتذوقا[9]، فإن عملية التعريف تبدو صعبة وذلك في محاولة الصياغة من التجليات المتنوعة مفهوما محددا عاما، لأن الاختلاف والتنوع نفسه هما سمتان أساسيتان من سمات الخطاب الروائي، رغم وحدة كينونته كجنس أدبي.

وعندما يعمد العالم إلى محاولة التعرف على الخطاب الروائي الحديث من وجهة نظر واقعية تاريخية، فإنه يؤكد أنه (أي الخطاب الروائي) "يعد آخر تجليات الخطاب الحكائي في مختلف مظاهره التعبيرية طوال التاريخ الإنساني كله، من ملاحم وأساطير وحكايات شعبية ومقامات.. إن هذا الخطاب الروائي الحديث هو وريث كل هذه الظواهر الحكائية السابقة، بل هو استمرار خلاق لكثير من سماتها وقيمها التعبيرية. ولكنه مع هذا بداية إبداعية نوعية جديدة تختلف عن كل ما سبقها من ظواهر حكائية، وتشكل جنسا أدبيا خاصا يشمل ويتضمن كإمكانية مفتوحة مختلف الأجناس الأدبية الأخرى دون أن يكونها ودون أن تكونه"[10]. أو بمعنى الكتابة عبر النوعية كما هي عند G.Genette.

ثمة نقطة أخرى جديرة بالإثارة وهي دخول مفهوم الخطاب في تشكيل ثنائيات مثل : الخطاب/السرد، الخطاب/القصة، الحبكة/القصة، المبنى الحكائي/المتن الحكائي، الحكي/الخطاب.

فقد ركزت الدراسة الأدبية قديما كل اهتمامها على المادة الحكائية، وهي التي كانت تسميها المضمون رادة كل ما تبقى للشكل الخارجي، لكن توماشفسكي، وانطلاقا من تصور الشكلانيين الروس، يميز ضمن العمل الحكائي بين ما يمكن تسميته بالمبنى الحكائي والمتن الحكائي، وإن كنا نجد اهتمام الشكلانيين الروس على المبنى الحكائي (sujet) على حساب الأنساق، الوظائف والحوافز. وليس المبنى الحكائي إلا الخطاب عند T.Todorov الذي ينطلق من أعمالهم إلى جانب باحثين آخرين.

وبذلك يؤكد T.Todorov أن لكل حكي أدبي مظهرين متكاملين، إنه في آن واحد : قصة وخطاب. ومثل الشكلانيين الروس ينظر إلى القصة (Histoire) باعتبارها تلك الأحداث في ترابطها وتسلسلها وفي علاقتها بالشخصيات في فعلها وتفاعلها، بهذا الشكل أو ذاك. والخطاب (Discours)[11] الذي يظهر من خلال وجود الراوي الذي يقوم بتقديم القصة يتطلب وجود القارئ الذي يتلقى الحكي.

يتكئ تمييز T. Todorov هذا على كتابات الشكلانيين الروس، إضافة إلى اطلاعه على التاريخ الأدبي، حيث يؤكد أن لهذا التمييز أصوله في البلاغة القديمة وذلك حين تقيم هذه الأخيرة اختلافا بين مظهرين للعمل : فالقصة تتصل بما يسمى في البلاغة القديمة بـ(Inventio) والخطاب يرتبط بما كانت تسميته بـ(Dispositio). وبذلك استطاع T.Todorov أن يأتي بدراسة متكاملة للحكي. فالحكي كقصة يتم التمييز فيه بين مستويين هما : منطق الأحداث من جهة والشخصيات وعلاقاتها بعضها ببعض من جهة ثانية. أما الحكي كخطاب فيركز على تحليله من خلال ثلاثة جوانب : زمن الحكي، وجهاته وصيغه.

إن هناك العديد من الآراء التي تسعى إلى تحديد الخطاب الحكائي عن طريق التمييز بوجه عام بين "القصة والخطاب" وهي تستفيد في ذلك من الشكلانيين الروس أو من اللسانيات. ومن هذه الآراء نذكر تصور G.Genette، Groupe Liège، Jean Lefeve، Todorov أو عن طريق علاقة القصة (السرد) بالخطاب. يؤكد G.Genette أن نسبة من السرد متضمنة في الخطاب ومقدار من الخطاب في السرد، ليأتي توقف التناظر لأن كل شيء يجري كما لو أن نمطي التعبير يتأثران بشكل مختلف بدعوى التدخل[12]. إلا أن Genette يؤكد بأن السرد المدمج في الخطاب يتحول إلى أحد عناصر هذا الأخير، في حين أن الخطاب المدمج في السرد إنما يبقى خطابا ويشكل صفاء من الأورام[13].

وعن الذاتية والموضوعية، يكون الخطاب ذاتيا كلما اندمغ بمثول ضمير المتكلم "أنا" أو أحال عليه، وموضوعية السرد (القصة) تتحدد بالعكس من هذا، من خلال غياب أية إحالة على السارد[14].

كما أن هناك عددا من الباحثين قدموا تميزات ثنائية ضمن الحكي دون أن يسموا مباشرة أحد طرفي الثنائية بالخطاب وإن كان يحمل دلالته[15].

وثمة تقسيمات ثلاثية (قصة، خطاب، نص) وهذا التقسيم الثلاثي يختلف عن نظيره الثنائي في تحديده للخطاب الحكائي ومكوناته، "ومرد ذلك إلى كون هذه التقسيمات تقوم على أسس محددة تتصل من جهة، بالخلفية النظرية المنطلق منها، والأسئلة التي يرمي الباحثون إلى الإجابة عليها"[16]. لكن تبقى ثنائية قصة/خطاب أكثر اتساعا مقارنة مع الثنائيات الأخرى، ويبقى الخطاب الأكثر مرونة وقابلية للتطبيق على ألوان وكتابات إبداعية وغير إبداعية (خطاب سياسي، اجتماعي، نقدي، شعري، سردي..).

على عكس ما تقدم، هناك تصور مخالف لا يميز بين الشكل والمضمون، ويعتبرهما شيئا واحدا. يقول M.Bakhtine : "داخل الخطاب المعتبر بمثابة ظاهرة اجتماعية : الخطاب اجتماعي في مجموع مجالات وجوده وعناصره، ابتداء من الصورة السمعية ووصولا إلى التصنيفات الدلالية الأكثر تجريدا"[17].

ولذلك فالخطاب الروائي يدخل في تماس مع خطابات الأجناس الأخرى مدمجا لأكثر من جنس أدبي داخل بنيته المرنة المستوعبة للخطابات واللغات المتعددة.



5 – الخطاب باعتباره تمفصلا إبستيمولوجيا :

هناك مقاربات فلسفية لاصطناع مفهوم شامل للخطاب وذلك عن طريق احتواء مجمل الأنظمة الإشارية التي تتداولها العلوم الإنسانية. ولعل لهذا التوسع أهمية كبرى لأن رفض مبدأ الأخذ بحدود الجملة من شأنه أن يحرر نظرية الخطاب من هيمنة "الحكم-القيمة" كبعد ذاتي، كما بإمكان التركيز على الخطاب كوجهة موضوعية في تناول المعنى أن يؤدي إلى إلغاء "وهم" الفاعل المتكلم كمحور ارتكازي لحصول المعنى وانتشاره.

ومن جهتها تعمل J.Kristeva على إعادة تشكيل وتأليف الدوال في أنظمة جديدة يقع فيها لم وتوليف : الإيديولوجي – بالنفسي – بالسيميولوجي، حيث يغدو النص مجرد مضاعف بسيط للخطاب مما يفتح المجال أمام جهود إضافية لتحليل الخطاب من بعد سيميولوجي. ولعل من الأهداف التي حرصت عليها J.Kristeva في تطبيقاتها السيميائية اعتناؤها بمختلف الدوال الإشارية التي يتضمنها الخطاب، على اعتبار أنها تتحقق في إطار لغوي. لكن من دون الارتداد بها، اختزاليا، إلى مجرد مقولات لغوية.

يبدو أن الأمر بدأ يستوجب الذهاب نحو تأسيس نظرية للخطاب. صحيح أننا حيال جهد لاستثمار إسهامات لسانية نطاقها اللغة وذلك عبر عملية توسيع أنظمة لغوية، وتمديدها إلى حقول وأنشطة تعبيرية ذات حيز أوسع من الخطاب.

إن الخطاب باعتباره عنصرا مستجدا لن يكتسب مشروعيته كعلم، إلا من هذا التزود بالعلوم الإنسانية، لأنه منها يستحضر إشكالاته وحلوله، لكن الإشكال المطروح أمامه هو كيفية مفصلته ضمن حقل هذه العلوم الإنسانية، وكيفية إثبات حدوده في نطاق التداول اللساني. ومهما يكن يبقى الهدف المنشود تحقيقه هو كسب دراسة الخطاب دقة مناسبة عن طريق منحه مناهج ومفاهيم ملائمة، والكف عن الاستعارة العمياء من علمي "الدلالة" و"اللسانيات". إنا هاهنا بصدد مجابهة وضعية إبستيمولوجية. فمن جهة هناك العلوم الإنسانية في نزوعها إلى تنظير الشرط الإنساني، وسعيها إلى البحث عن اتباع هذا النزوع "بتمثيلات" و"إنجازات لغوية" تجسدها كأنماط من جهة ثانية. فتلك العلوم تقع عنا موقع الطلب بينما تلك الإنجازات تقع موقع العرض.

وبعيدا عن التحديدات اللسانية والسيميائية يسعى M.Foucault إلى مقاربة "الخطاب" بوضعه ضمن "أركيولوجية للمعرفة" على أساس أن الخطابات بدل أن تحقق وحدتها في إحالتها على نفس الموضوع فإنها منهجيا الموضوعات التي تتكلم عنها. يقول M. Foucault : "وللخطاب منطق داخلي وارتباطات مؤسسية، فهو ليس ناتجا بالضرورة عن ذات فردية يعبر عنها أو يحمل معناها أو يحيل عليها، بل قد يكون خطاب مؤسسة أو فترة زمنية أو فرع معرفي معين"[18].

كما أن الخطاب عند M.Foucault ليس فقط هو ما يظهر أو يخفي الرغبة، لكنه أيضا هو موضوع الرغبة... هو ما نصارع من أجله، وما نصارع به، وهو السلطة التي نحاول الاستيلاء عليها[19].

ويرى M.Foucault أن هناك إجراءات خارجية تمارس على الخطاب، كما أن هنالك إجراءات أخرى داخلية، فالأولى تعمل كمنظمات للأبعاد، وهي تتعلق بدون شك بذلك الجزء من الخطاب الذي يتعلق بالسلطة وبالرغبة، والداخلية تحصل لما تمارس الخطابات ذاتها مراقبتها الخاصة. إنها إجراءات تعمل بالأحرى على شكل مبادئ للتصنيف والتنظيم والتوزيع كما لو أن الأمر يتعلق هذه المرة بالتحكم في بعد آخر من أبعاد الخطاب : بعد الحدث والصدفة[20].

ويؤكد M.Foucault أن الخطاب لم يعد سوى انعكاس لحقيقة هي في طور النشوء تحت ناظريه، فسواء كان الخطاب، إذن، ضمن فلسفة الذات المؤسسة (لعبة كتابة)، أو ضمن فلسفة التجربة الأصلية (لعبة قراءة)، أو ضمن فلسفة التوسط الشمولي (لعبة تبادل)، كل ذلك لا يستعمل سوى العلامات. فالخطاب يلغي نفسه في واقعه الحي وذلك بأن يضع نفسه في مستوى الدال[21].

6 – تحليل الخطاب الأدبي :

إن تحليل الخطاب هو ذلك العمل الإجرائي الذي يتناول بالدرس والتحليل الوحدات اللغوية لخطاب ما مكتوبا كان أو منطوقا، في مستوى أعلى من مستوى الجملة أو الملفوظ المفرد قصد تحديد العلائق الموجودة بينها تحديدا شكليا.

فإذا كان اللغويون العرب القدامى قد رسموا استراتيجية للغة العربية، وتأسس على أيديهم علم أصول النحو المعتمد على المنطق اليوناني وعلى أصول الفقه، فإنه مع خمسينيات القرن العشرين تكثفت الأبحاث الإجرائية التي تعنى بتحليل الخطاب موضوعا.. وبذلك تضافرت جهود كل من البنيويين والأوروبيين في المرحلة البعد-السوسورية وإلى جانبها جهود التوزيعيين الأمريكيين حول تحليل ظاهرة الخطاب مع العلم أن هذا الأخير من أكبر المسائل استعصاء على التحديد باعتراف المحللين اللسانيين. وبذلك فمن الصعب إخضاع المادة الخطابية لتحديد مستوف بسبب ما يتضمنه مصطلح الخطاب من تعدد دلالي.

ويعمد تحليل الخطاب إلى وصف النسق المعجمي-الدلالي/التركيبي-الدلالي للنص بتحديد شبكاته التكافئية كما هي في منهج (Z.Harris) وتلامذته ويتعلق الأمر بتقطيع النص إلى وحدات يتم تجميعها في أصناف تكافئية..

من هذا المنظور يمكن لتحليل الخطاب مثلا أن يبرز الوحدات الصغرى الأساسية بما هي قاعدة للجمل السطحية التي هي بمثابة تحويلات متنوعة لها. كما يمكنه دراسة ظواهر التكرار والمعاودة وتوضيح عوامل تماسك النص أو عدم تماسكه. لكن بإمكانه أيضا أن يتعلق بإشكاليات أكثر اتساعا، مثل تحليل المضمون "من زاوية سوسيولوجية مثلا" ووصف الظواهر التلفظية[22].

ولا غرابة فإجراء تحليل الخطاب مشروع مغر لكثير من اللغويين، حيث قد تكون مهمته تحليل تقنيات علمية إضافية تتيح للمحلل اللغوي تحصيل نتائج شكلية لها قابلية استعمال موسع مفيد في مجالات غير لغوية أيضا.

ولا بد لمحلل هذا المستوى من التداول اللغوي للخطاب من التزود بفكر نقدي وتنظيري لأنه يواجه مخالطات بين ألوان معرفية تستدعي الحاجة إلى رؤيتها من زوايا متباينة هي :

ـ من الداخل.

ـ من الخارج.

ـ من زاوية الخطاب "المحضر" باعتباره نقطة انتشار مركزية لأن تعدده الدلالي يجعل مداولته مكمن صعوبات يتعذر التحكم فيه.

ـ من زاويته كمعطى –معرفي- إدراكي شمولي.

ـ من زاوية الآليات الميثولوجية التي تنتجها اللسانيات وقد تمر جميعها في ثلاث مقاربات أساسية : معجمية – نحوية – تعبيرية.

إن الخطاب يفتح أمام اللغة قابليات لا نهائية في النشوء والتعالق. فالمسألة هنا ليست تكوين دراسة مغلقة للخطاب من دون إرجاع وحداته المعجمية إلى نوع توظيفها في اللغة أو نوع توظيفها في نماذج من خطابات سالفة أو معاصرة، إذ مراعاة ذلك لا مناص منها. لأجل ذلك وكي يتسع مجال علم "تحليل الخطاب" عملت اللسانيات على فك عزلتها بالتفاعل مع جميع حقول العلوم الإنسانية، كالنظر من زاوية نظرية النص ونظرية القراءة وكذا من زاوية الشروط التي تحيط بفضاء الخطاب المعرفي أو ما يتصل بالسوسيوتاريخي أو السوسيولساني والسيميولوجي وكذا التحليل البنيوي المستفيد من المنهجية اللسانية.

وثمة إمكانية لإدراك مفهوم العلاقة الرابطة بين اللغة والخطاب إيحائيا، حيث إن الخطاب هو الذي يوسع دلالات اللغة وهو الذي يجذب اللفظ المعجمي بعيدا إلى آفاق معرفية إنسانية. فحسب المجال الذي يقع تعاطي اللفظ في نطاقه يقع استخلاص دلالات إضافية، بحيث لا حدود للمعاني التي يمكن للفظ تأديتها فاللفظ يكون محاصرا باستعمالين هما :

ـ استعمال تقريري : مقيد بمعنى واحد ثابت (دلالته الأساسية) ويمثل الوضع الحيادي للغة.

ـ استعمال إيحائي : مفتوح يؤدي إلى إنتاج دلالات ملحقة.

وعند Helmsleve فإن الخطاب يمكننا من "تقنين" الأحكام الاجتماعية التي تلازم كل ملفوظ مما يدفع إلى اعتبار الخطاب كشيء منسجم تام التكوين، بل هو الذي يخضع، في الوقت نفسه، لقواعد اللغة الطبيعية، ويخضع لنظام آخر يختص به وحده، فلا نستطيع القول بأن الخطاب يخلق لنا ألفاظا بمعنى جديد أو لغة جديدة، بل هو توجيه اللغة لتأدية وظائف وأهداف خاصة.

ثم إن مبادئ "التضمين" "المحايثة" و"الانبثاقية" التي جاءت بها التحاليل البنيوية اللسانية قد سمحت –تاريخيا- بتجاوز ثنائية F.D. Saussure وجهود الشكلانيين في إخضاعهم تحليل الخرافة لمنطق التسلسل غير –الجملي- كما أفادت منهجيا فهم التركيبة الحكائية وفهم تسلسل السردي والقواعد المنطقية التي تحكم انتظامه.

وثمة فكرة جديرة بالإثارة وتتعلق بالعلائق الموضوعية وانتظامها في الخطاب، يظهر ذلك في الخلط والتناقض والتعدد الدلالي والضبابية ولا استقرائية التبنين... ومثل ذلك يمكن أن يجري على المناطق الصامتة وخواءات النص، فحتى هذه يجب تبنينها حيث لها دلالتها.

7 – الحوارية : خاصية مميزة لكل خطاب أدبي :

تعني الحوارية في البلاغة القديمة أسلوبا يتوسل به الشاعر أو الخطيب ليمنح لشخصياته الأدبية اللغة التي تناسب مقامها، كما تعني صورة بلاغية في شكل جدال مجرد بين أطراف يمثلون أفكارا متعارضة بهدف توضيح وتدعيم برهنة ما كما في الممارسات الفلسفية.

بل إنه وبحسب الفكر الأسلوبي التقليدي "لا يعرف الخطاب سوى نفسه (سياقه)، وسوى موضوعه وتعبيره المباشر، ولغته الواحدة والوحيدة. بالنسبة لذلك الفكر كل خطاب آخر موضوع خارج سياقه الخاص، ما هو إلا كلام محايد "لا يرجع لأي أحد"، فهو مجرد إمكان (بالقوة)"[23]. فالخطاب مثل هذا النوع لا تعترضه أية مقاومة تكون صادرة عن خطاب الآخرين، لأنه لا يتوجه سوى إلى موضوعه.

كل خطاب يجد موضوعه مضاء بأقوال غريبة عن مجال حديثه، إنه وكما يقول M.Bakhtine "أسير، مخترق بالأفكار العامة والرؤيات والتقديرات والتحديدات الصادرة عن الآخرين. موجها نحو موضوعه، يرتاد الخطاب تلك البيئة المكونة من الكلمات الأجنبية المتهيجة بالحوارات، المتوترة بالكلمات والحكم والنبرات الغيرية"[24]. أمام هذه العلاقة المعقدة لا يجد الخطاب بدا من أن ينصهر مع بعض العناصر أو ينفصل عنها، وقد يتقاطع معها.

أما عن علاقة موضوع الخطاب بخارج ذاته فيؤكد M.Bakhtine "أن دراسة الخطاب في حد ذاته، بدون معرفة نحو أي شيء يتطلع خارجه، هي في مثل دراسة عذاب أخلاقي بعيد عن الواقع الذي يوجد مثبتا عليه والذي يحدده[25].

ومن هذا المنطلق لا يسعنا إلا أن نذهب مذهب M.Bakhtine من أن الناثر لا ينقي خطاباته من نواياها ومن نبرات الآخرين، ولا يقتل فيها أجنة التعدد اللساني الاجتماعي، ولا يستبعد تلك الوجوه اللسانية وطرائق الكلام وتلك الشخوص الحاكية-المضمرة التي تتراءى في شفافية خلق كلمات لغته وأشكالها.

وتعتبر "الحوارية" (المترادفة مع التناص Intertextualité في اصطلاح J.Kristeva) مفهوما أساسيا في تنظير M.Bakhtine للجنس الروائي، وذلك حين تشير إلى العلاقة التي يبرمها الملفوظ مع الملفوظات الأخرى. وهنا يظهر ذلك الخيط الرابط بين الحوارية والتناص.

وعلى الرغم من أن الحوارية تعد من ثوابت الممارسة الأدبية، إلا أن ثمة أجناسا وأنماطا خطابية تهيمن عليها الوظيفة الحوارية، فالنثر مثلا أقدر على تمثيل الخطابات وتلفظها من الشعر الذي يتحدد بعلاقة الكلمة مع الموضوع والذات المتلفظة مع العالم. من هذا المنظور تكون الرواية الجنس الحواري بامتياز، وذلك لأن موضوعه الجوهري الذي ينتج تفرده الأسلوبي هو الإنسان المتكلم وكلامه أيضا[26].

بهذا المعطى تدخل ملفوظات الآخرين ولغاتهم فتعطي الخطاب دلالته الأدبية. فالتعدد الصوتي واللساني يعطيان أسلوبية ملائمة لعمل الروائي، إنها أسلوبية سوسيولوجية. فالحوار الداخلي الاجتماعي للخطاب الروائي يستدعي الكشف عن سياقه الاجتماعي الملموس الذي يعدل مجموع بنيته الأسلوبية، و"شكله" و"محتواه" فضلا عن أنه لا يعدله من الخارج وإنما من الداخل.

يصوغ M.Bakhtine هذا التنميط للأشكال الحوارية المشخصة للكلام ويحددها في : التهجين (L’hybridation)، الأسلبة (Stylisation)، التوزيع، الأسلبة البارودية والحوار الخالص. يقول حميد لحميداني معلقا على ذلك بأن "الغاية من استخدام الأساليب هي خلق صورة اللغة، بدل استخدام لغة مباشرة للتعبير. والرواية من هذه الناحية لا تتحدث بأسلوب واحد مباشر، ولكنها تتحدث بصورة مشكلة من أساليب مختلفة، تشخص مواقف متباينة كما أنها لا تكتب بواسطة اللغة، وإنما بواسطة الدلالات والتصورات التي تحملها جملة من اللغات"[27].

كما يمكن لنا أن نميز ثلاثة مستويات تتحقق فيها آثار الحوارية وهي :

أ – مستوى التلفظ اللغوي.

ب – مستوى الإنتاج الشكلي.

ج – مستوى التلقي النقدي.

يتضح في الأخير أن هذه المفاهيم عملت على تطوير تحليل الخطاب، ووثقت الصلة بين اللسانيات والتحليل السوسيولوجي، وعملت على تجاوز المقولة التي نادت بها الأسلوبية التقليدية وطبقتها في الشعر. فأصبح الخطاب الأدبي تمظهرا معرفيا كبيرا وموضوعا خصبا للشعرية الحديثة.



[1] - سعيد يقطين، تحليل الخطاب الروائي، المركز الثقافي العربي، ط1، 1989، ص14. (انظر أيضا نفس الرأي لدى Gérard Genette في : Figures III, Seuil, Paris, 1972, p10-11. وأيضا : ت.تودروف، الشعرية، ترجمة شكري المبخوت ورجاء بن سلامة، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط2، 1990، ص23.

[2] - رشيد بنحدو، النص الأدبي من الإنتاج إلى التلقي، أطروحة مرقونة بكلية الآداب ظهر المهراز بفاس، إشراف حسن المنيعي، 1991، ص251.

[3] - رسيد بنحدو، النص الأدبي من الإنتاج إلى التلقي، م، ص، ص249.

[4] - دانيال رايف، (الخطاب الأدبي العربي المعاصر)، مجلة الحياة الثقافية، ع35، 1985، ص133.

[5] - Dictionary of Stylistics, p460، نقلا عن فاضل ثامر في اللغة الثانية، المركز الثقافي العربي، ط1، 1994، ص75.

[6] - للمزيد من التوضيح انظر درس في السيميولوجيا لرولان بارط، ترجمة عبد السلام بن عبد العالي، دار توبقال، ط2، 1986، ص59 وما بعدها.

[7] - سعيد يقطين، تحليل الخطاب الروائي، م، م، ص15.

[8] - رشيد بنحدو، النص الأدبي من الإنتاج إلى التلقي، م، م، ص249-250.

[9] - محمود أمين العالم، الرواية العربية بين الواقع والإيديولوجية، دار الحوار، ط1، 1986، ص10.

[10] - محمود أمين العالم، الرواية العربية بين الواقع والإيديولوجية، م، س، ص11-12.

[11] - T.Todorov, (Les catégories du récit), Communication, n°8, 1966, p133.

[12] - ج.جونيت، (حدود النص)، ترجمة بنعيسى بوحمالة، مجلة آفاق، عدد 8-9، 1988، ص63.

[13] - ج.جونيت، (حدود النص)، م، م، ص63.

[14] - ج.جونيت، (حدود النص)، م، م، ص62.

[15] - انظر في هذا الصدد صاحبي كتاب عالم الرواية، وسوزان سليمان في Le roman à thèse، والمدرسة الأنكلوسكسونية (فورستر، تولتز، كيلغ).

[16] - سعيد يقطين، تحليل الخطاب الروائي، م، م، ص45.

[17] - ميخائيل باختين، الخطاب الروائي، ترجمة محمد برادة، دار الأمان، ط1، 1987، ص35.

[18] - ميشال فوكو، نظام الخطاب، ترجمة محمد سبيلا، دار التنوير، ط1، 1984، ص209.

[19] - ميشال فوكو، نظام الخطاب، م، م، ص10.

[20] - نفسه، ص16.

[21] - نفسه، ص33.

[22] - رشيد بنحدو، النص الأدبي من الإنتاج إلى التلقي، م، م، ص53.

[23] - ميخائيل باختين، م، م، ص43.

[24] - الخطاب الروائي، م، م، ص44.

[25] - نفسه، ص55.

[26] - رشيد بنحدو، النص الأدبي...، م، م، ص231.

[27] - حميد الحميداني، مجلة دراسات أدبية لسانية، عدد 2، السنة الأولى، 1986، ص126.
https://maamri-ilm2010.yoo7.com/t125-topic









رد مع اقتباس