منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مصالي الحاج
الموضوع: مصالي الحاج
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-06-03, 23:37   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نائل
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










Smile مصالي الحاج

بحلول شهر جوان تكون قد مرت حوالي 34 سنة عن وفاة أحد الرموز الذين ساهموا بفعالية في صناعة تاريخ الجزائر الحديث ، إنه الزعيم الوطني مصالي الحاج الذي أفنى حياته في السجون و المعتقلات و المنفى دفاعا عن الجزائر و الجزائريين .

المولد و النشأة



ولد " مسلي أحمد " المعروف بمصالي الحاج يوم 16 ماي 1898 بمدينة تلمسان من أب فلاح و كان هذا الأب شخصا محترما و مبجلا لدى الجميع و متدينا و كان يشغل أيضا كقيم وحارس قبة سيدي عبد القادر بتلمسان ، أما أمه فهي "فاطمة صاري حاج الدين " فكانت ابنة قاض شرعي و حرفي ميسور الحال ، و عندما بلغ مصالي الحاج سن الدراسة اقترحت عليه أمه المدرسة العربية ، لكن أباه أراد تسجيله في إحدى المدارس الفرنسية لأنه كان يرى بأن تعلم الفرنسية سيمكن ابنه من الدفاع عن نفسه و الدفاع عن بلده و استقلاله و بالفعل كان له ما أراد ، و لكن دخول التلميذ مصالي الحاج إلى إحدى المدارس الابتدائية الفرنسية لم تجعله مقطوع الجذور عن ثقافته العربية الإسلامية بحكم أن أباه كما أشرناه كان رجلا متدينا ، فكثيرا ما كان مصالي الحاج يتردد على الزاوية الدرقاوية كغيره من أفراد عائلته ، فجعلت منه شخصية عربية مسلمة نابعة من بيئته ، و في سنة 1905 حيث كان لا يتعدى سبع سنوات كان من المشاركين في استقبال الرئيس الفرنسي آنذاك و هذا عندما حط بتلمسان في زيارة لها و ربما هناك بدأت تتبلور قناعاته و تساؤلاته السياسية التي بلورها فيما بعد في كل الحركات التي أنشأها ، كما تأثر مصالي الحاج بالتجنيد الإجباري للجزائريين ، و بالرغم من هذا التأثر العميق إلا أن دوره سيأتي في عام 1918 حيث جند في الجيش الفرنسي و رقي إلى رتبة رقيب ، و هذا التجنيد فتح له أفاقا جديدة في مستقبله السياسي و الكفاحي ضد الاستعمار جعلت منه أبا للوطنية الجزائرية بحق ، و بعد تسريحه من الخدمة الاجبارية و زواجه بالفرنسية "اميل بوسكيت" وفق أصول و قواعد الشريعة الاسلامية ، عمل كغيره من المغتربين في مصانع و معامل فرنسا و كان كثير الاحتجاج لأنه لا يطيق رؤية مظاهر الميز العنصري و الظلم الاجتماعي التي كانت تمارس على العمال المغتربين خاصة العرب ، مما جعل أصحاب المصانع يصفونه بالمشوش بسبب احتجاجاته الدائمة و الجريئة على مظاهر الاستغلال.



و استغل مصالي الحاج وجوده بفرنسا لتحسين مستواه العلمي و الثقافي إذ كثيرا ما كان يتردد على مدرجات جامعة "السوربون" ليس كطالب رسمي ، و لكن كعصامي يريد ان يغرف من العلوم و الثقافات الإنسانية لتحسين مستواه ،كما استطاع أن يكون نسيجا من العلاقات الإنسانية و العلمية و الثقافية حيث تعرف هناك على الأديب الكبير "محمد ديب" و الزعيم " نهرو" و كذلك "شكيب أرسلان " و غيرهم من الزعماء و الكتاب و المثقفين القادمين من البلدان المستعمرة ،و التي بدأت تشهد في تلك الفترة ميلاد الكثير من الأحزاب و الحركات التحررية.

النشاط الحزبي لمصالي الحاج :


صورة لأب الثورة الجزائرية أحمد مصالي الحاج

إن الأحداث التاريخية التي واكبها مصالي الحاج كان لها الأثر البالغ في صقل حياته النضالية و السياسية إذ أنه عاصر أحداث الحرب العالمية الأولى، سقوط الخلافة الإسلامية ، الثورة البلشفية ،و ثورة الريف المغربي بقيادة عبد الكريم الخطابي ، فحفزته كل هذه الأحداث على التفكير في إيجاد إطار سياسي يبلور من خلاله أفكاره و رؤاه السياسية حيث انخرط في "الحزب الشيوعي الفرنسي " ثم أسس بمعية " الحاج علي عبد القادر " " الجيلالي شبيلا " ما سمي آنذاك بحزب "نجم شمال إفريقيا " و ذلك سنة 1926 وكان هذا الحزب يطالب باستقلال كل البلدان التي تقع في شمال إفريقيا أو ما تسمى حاليا بدول " المغرب العربي " و كان واضحا من خلال القائمة الاسمية للمؤسسين بأن تأثير الحزب الشيوعي الفرنسي برز بشكل جلي رغم أن النجم ولد بإرادة جزائرية، و في 26 فيفري من سنة 1927 شارك مصالي الحاج في وفد ممثلا على النجم في مؤتمر بروكسل لمناهضة الاستعمار و طالب في تدخله باستقلال الجزائر، و لكن سياسة مصالي الحاج الوطنية الداعية إلى الاستقلال لم ترض الشيوعيين الذين كانت سيطرتهم واضحة على " النجم " فأوقف الحزب الشيوعي مساعداته المالية مما جعل الصراع بين مصالي و الشيوعيين يبلغ أشده ، فأنسحبت كل العناصر الشيوعية من " النجم" و هو ما جعل السلطات الفرنسية تقدم على حله و ذلك بتاريخ 20 نوفمبر من سنة 1929 م بتحريض و إيعاز من الحزب الشيوعي ، فاضطر مصالي الحاج للإعلان عن إعادة بعث وتأسيس الحزب تحت اسم جديد و هو "نجم إفريقيا الشمالية المجيد" وحينها برزت كفاءة مصالي الحاج و مقدرته في إدارة الحزب الجديد و توجبه سياسته الوطنية المستقلة ، و انتخب مصالي سنة 1933 رئيسا للنجم المجيد " و لكنه أوقف في نوفمبر 1934 بتهمة إعادة تنظيم جمعية منحلة ثم حكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهلر نافذة وغرامة مالية مقدارها 200 فرنك ، ثم انتقل إلى جنيف بسويسرا و كان دائم الاتصال بالأمير " شكيب أرسلان " و قام بنشاطات مكثفة لصالح القضية الجزائرية.



و بعد تولي الجبهة الشعبية الحكم في فرنسا و إصدارها العفو العام عاد مصالي إلى باريس بتاريخ 18 جوان 1936 و في 02 أوت من نفس العام عاد إلى الجزائر حيث حضر المؤتمر الإسلامي الجزائري و ألقى خطابا أمام حوالي 2000 مشارك و أعلن عن رفضه التام للمشروع الاندماجي أو ما سمي بمشروع " بلوم فيوليت” و صرخ بأعلى صوته و هو ممسك بحفنة من تراب " هذه الأرض أرضنا و لن نبيعها لأحد " و عند الانتهاء من خطبته حملته الجماهير على الأعناق معبرة عن تأييد له ضد دعاة الإدماج ،و في 25 جانفي 1937 تم الاعلان عن حل جمعية "النجم المجيد" ،و كان مصالي الحاج بفرنسا فطلب من أنصاره العمل تحت اسم جمعية " أحباب الأمة " و ظل هكذا إلى أن أسس مع رفاقه في 11 مارس 1937م " حزب الشعب الجزائري" و انتقل إلى الجزائر في شهر جوان و لكنه سرعان ما اعتقل بمعية خمسة أعضاء من الحزب بتهمة التشويش و التضامن ضد السلطة الفرنسية ، و أصبح ينتقل بين سجون الحراش، و بربروس و حكم عليه بالسجن لمدة سنتين مع حرمانه من كافة حقوقه المدنية و السياسية ، و في سنة 1939 حلت الإدارة الفرنسية حزب " الشعب الجزائري" و منعت جرائده من الصدور ، و في أكتوبر من نفس العام اعتقل مصالي من جديد مع بعض أنصاره ، و حكم عليهم بـ16 سنة سجنا نافذة و بعد نزول قوات الحلفاء بالجزائر سنة 1942 أطلق سراح مصالي الحاج من سجن " تازولت" بباتنة ، و وضع تحت الإقامة الجبرية ثم أبعد إلى مدينة القليعة بالجنوب الجزائري ، ثم عاد إلى العاصمة أقام بمنطقة بوزريعة و أسس " حركة انتصار الحريات الديمقراطية" التي انبثقت عنها فيما بعد المنظمة السرية (O-S) و التي تعتبر النواة الأولى المفجرة للثورة و ذلك بعد الانشقاقات التي وقعت في صفوف حزب الشعب خاصة بين المصاليين و المركزيين ، و ظهرت لجنتان موازيتان للاعداد للثورة ، اللجنة الأولى هي " اللجنة الثورية للوحدة و العمل " و لكن مصالي رفض التعاون معها و أسس لجنة ثانية سماها : " اللجنة الثورية الجزائرية " و اجتمعت هذه الأخيرة يوم 15 أوت 1954 و حددت المسؤوليات و قسمت البلاد إلى ست ولايات و ثلاث مناطق ثورية ، و لكن اللجنة الثورية للوحدة و العمل فأجاتهم و سبقتهم بإعلان الثورة في أول نوفمبر 1954.



و عند اندلاع الثورة لم يقف مصالي الحاج موقف العدو و منها –كما يصوره البعض- بل أنه لم يكن و اثقا من قدرات تلاميذ الأمس الذين تربوا في مدرسته السياسية و النضالية الاستقلالية ، و لم يهضم خروجهم عن طاعته ، و يمكن أن نعتبر الأحداث الأليمة التي اندلعت آنذاك خاصة في فرنسا بأنها مجرد إنزلاقات هامشية على حساب الغاية الاستراتيجية التي ناضل من أجلها مصالي الحاج و لم يتوقف حتى في عز الثورة التحريرية ، حيث قدم سنة 1956 مذكرة للامم المتحدة مطالبا باستقلال الجزائر ، كما أنه رفض الدعوة التي وجهها له الجنرال " ديغول " سنة 1960 للتفاوض حول الاستقلال ، لأن الزعيم كان يرى بأن الهدف من ذلك هو إضعاف الثورة ، و بعد الاستقلال بقي مصالي الحاج في فرنسا إلى أن وافته المنية يوم 03 جوان 1973.



العلم الجزائري

رغم أن شكل العلم لم يأخذ شكله النهائي إلا بعد الإستقلال، إلا أن الفضل يرجع لمصالي الحاج في تصميم أول علم جزائري، حيث قام زعيم حركة نجم شمال افريقية عام 1929 باختيار اللونين الأخضر و الأبيض و هي ألوان راية الأمير عبد القادر مع إضافة النجمة و الهلال. و قد استعملت جبهة التحرير هذا العلم عند اندلاع الثورة سنة 1954. و تم تحديد أوصاف و أبعاد العلم الرسمي مع استقلال الجزائر سنة 1962 م.

وقد كتب الأستاذ المؤرّخ مبرزا أهمية العلم في التعبير عن الإستقلالية عند نجم شمال افريقية " ...و لكن المطلب الجوهري و الأساسي كان دائما الإستقلال و الذي يستوجب رمزا و هو علم الجزائر و لهذا اختيرت الألوان الثلاثة الأخضر و الأبيض و الأحمر منذ سنة 1934"



و جاء في جريدة الخبر عن قصة تصميم مصالي للعلم الجزائري بفرنسا ما يلي:

وتضيف الحاجة زهراء إحدى قريبات مصالي الحاج ''قام مصالي أثناء أدائه الخدمة العسكرية في فرنسا برسم تصميم العلم الجزائري على ورقة وعاد بها إلى الجزائر حيث قمنا بشراء أقمشة بيضاء وحمراء وخضراء تبعا للألوان التي تخيلها وقمنا رفقة زوجته رشيدة، أخت معروف، بخياطة العلم الجزائري في شكله الحالي، بينما قامت زوجته الثانية جانيت بتزيين أطرافه، وعلمت شرطة الاحتلال بخبر العلم فأرادت مصادرته من خلال تفتيش البيت، لكنها لم تعثر عليه بعد أن شدت به عويشة بنت قنانش رأسها مدعية المرض''

من موقع الشهاب (بتصرف) و مصادر أخرى









 


آخر تعديل يوسُف سُلطان 2012-03-07 في 20:06.
رد مع اقتباس