الصحة تاج على رؤوس اصحابها لا يراها الا المرضى وابن عمتي شاب يرى بريق هذا التاج لكنه لا يستطيع التزين به فقد جاءني ذات يوم وهو كالزهرة التي ذبلت وتساقطت أوراقها وقد فقد اماله بالحياة ’ فطلب مني ان اعيره مالا لاجراء عملية جراحية ’ فمزق منظره الحزين فؤادي لهذا منحته مالا منحني اياه ابي بمناسبة نجاحي في شهادة التعليم المتوسط ففرح به كما تفرح الأرض العطشى بالماء , كما حاولت ان اشجعه لأنه كان يعيش في ظلمة الاحزان ونصحته بالصبر عله يبدد عتمة أفكاره ....
ومضت الأيام وأجرى العملية وخرج سليما معافا بفضل الله تعالى فرجعت الابتسامة لتزين ثغره و رجعت الفرحة تكسو حياته وكأنه ولد من جديد وصار كالقمر المنير حيث استرجع ثقته بالحياة وأدرك أنها ليست آلاما فحسب ولكنها حلم تكسوه الآمال ’ وصار كغيره يسعى نحو طموحه دون أن يكترث لأي شيء يعيق دربه ....