منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التنبؤ بالمستقبل - التفكير الإداري الاستراتيجي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-24, 15:36   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
طرطار رضا
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية طرطار رضا
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse خصاءص القائد

أخرى متاحة حين يركز على هدفه تركيزاً شديداً. فإن ذلك من طبيعة هذه الخاصية الحيوية، وهي تعتبر أقوى خصائص القائد، حيث إنه أثناء انفتاحه العقلي لهدف معين والتمسك به بقوة، يغلق في ذات الوقت كل المنافذ عن رؤية العوائق والآلام والحواجز والسقطات من حيث كونها مبررات للتراجع عن الهدف، محافظاً على استمرارية الانغلاق عن كل ما هو دون الهدف حتى يتحقق. وفي خضم ذلك وهنا يبرز الحد الآخر للسلاح ربما يحجب عن عقله إمكانية رؤية الأساليب أو مسار أو فرص ممتازة لاستتمام المهام المؤدية إلى هدفه بشكل أسرع وأسهل وأوفر وأشد فعالية.
لذلك ربما كان من الأفضل له أن يفكر على أساس أن ما يراه يشكل (إحدى الطرق) للوصول، وليس (الطريقة الوحيدة)، بحيث يتماشى مع خصائص القائد الذي يتميز بالانفتاح الفكري كما بالانغلاق على حد سواء.
علينا أيضاً أن ندرك أنه في كل مرة نسمح لعقولنا بإدخال معلومات تناقض ما نعرف أنه صحيح، يجب أن نتوقع الإحساس بالألم، أو (اللسعة) إن جاز التعبير كما تعلمناه في قاعدة الانغلاق والانفتاح الفكري. فالأمر يتطلب درجة عالية من احترام الذات، ورغبة في البحث عن الحقيقة، بالإضافة إلى القدرة على تقبل اكتشاف أننا كنا على خطأ بشكل إيجابي، لكي نتمكن من تبني خيارات جديدة.
إن تلك القاعدة قد تحمل في طياتها إمكانية التدخل في عملية الاسترجاع عند تقييم الحقيقة الراهنة ونحن نسير باتجاه الهدف، لذلك يجدر بنا أن نعي باستمرار أثر تلك القاعدة أثناء محاولة تحقيق الهدف.
ليس في النية في هذه المرحلة الخوض في جميع تطبيقات هذه القاعدة، أو في أي المفاهيم الأخرى. والأمر عائد إلى القارئ في اكتشاف وسائل تطبيق تلك المفاهيم في عمليات التخطيط التي يجريها.
من المهم جداً الانطلاق من فرضية أن الإجابات موجودة وأننا فقط لا نراها. كما أنه من المهم ألا ننطلق من الفرضية الخاطئة القائلة بعدم وجود الإجابات، وبأنه لا وسيلة لتحقيق الهدف، لأننا بذلك إنما نغلق الباب في وجه حلول كثيرة قد تكون موجودة.
يستطيع الإنسان استغلال قدراته الإبداعية بعدد لا نهائي من الطرق في إنجاز عمل ما. ومن ناحية أخرى، فبإمكانه أن يأتي بعدد لا نهائي من الأسباب المختلفة ليبرر عدم نجاح هذا العمل. لذلك علينا أن نخلق في عقولنا وفي مؤسستنا جواً يبحث فيه الأفراد عن خيارات وإمكانيات وطرق أفضل- علينا أن نقيم الهدف وصورة الإنجاز على قاعدة أننا نريد تحقيقه، بذلك نجتذب الأشخاص الذين يرغبون فعلاً في إنجازه. فإنك إذا لم تنطلق وحولك من يرغب بأداء المهمة، سوف تجد نفسك محاطاً بالكثيرين ممن يحاولون خلق أسباب تبرر عدم إمكانية الإنجاز. لذا، فإن أول خطوة وأول فرضية هي: (هل تريد القيام بذلك أم لا؟). تخيل احترامك لذاتك كما لو كان وعاء.. إبريقاً سعته غالون مثلاً.. وهناك مزارع تعهد يقطينة حتى نمت بشكل وحجم ذلك الإبريق بالضبط.. وعندما سأله المعجبون بدهشة كيف استطاع جعلها تشبه الإبريق، فسر لهم ذلك بأنه وضع اليقطينة في إبريق سعته غالون منذ اللحظة التي كانت فيها برعماً.
إن تصورك، ومهمتك وأهدافك تشبه تلك اليقطينة: أنت تملك العبقرية في أعماقك، ولكنها تعمل فقط ضمن الوعاء الذي تحيطها به. إن هذا الوعاء قد يكون احترامنا لذواتنا ومهارتنا الفكرية. وإنني اعتقد بصدق انطلاقاً من جميع أبحاثنا، بأننا نستطيع ملء وعاء مهما كان حجمه والتحدي يكمن في بناء الوعاء المناسب. ربما يجدر بنا الآن وفي هذه اللحظة أن نعيد النظر في مهامنا وأهدافنا للتأكد من كونها أهلاً بنا.
صنع البيئة الملائمة للنمو:
(كنا في الماضي قادة لأتباع لديهم الاستعداد للعمل الجاد، وعلينا في المستقبل أن نكون أتباعاً لقادة لديهم مثل ذلك الاستعداد).
(لو تايس)
لا يعدم القادة في مختلف المجتمعات، وجود أتباع لديهم الرغبة بالعمل، متحمسين متوثبين مسارعين لتنفيذ ما يطلب إليهم. على أن الدلائل تشير إلى أن المؤسسات الرائدة في المستقبل ستختط نهجاً قيادياً فيه يكون القائد خادماً لمؤسسة أعضاؤها قادة يتصفون بالحماس والرغبة في العمل. ونحن إذ نحاول مواكبة الإيقاع العصري السريع في عالم الأعمال والتقدم التقني، يجدر بنا أن نحذر من السقوط في أحبولة التغيير الأعمى، أو نبذ كل ما هو تقليدي أو قديم لمجرد أنه كذلك دون الاستفادة من النواحي الإيجابية التي قد تكون موجودة فيه، لأننا بذلك نكون كمن يلقي بالطفل خارجاً أثناء تخلصه من ماء الاستحمام. بل ينبغي أن نعي أن هناك إمكانية للتغيير مع الاحتفاظ بالأساليب والوسائل التي أثبتت نجاحها عبر الزمن.
كما أننا لا نرى لماذا لا يكون الفكر التقليدي مصدراً غنياً للكثير من الأفكار البناءة والأساليب الناجعة التي لو وظفناها جنباً إلى جنب مع الأفكار الجديدة فإنها قد تزيد احتمالات النجاح أضعافاً مضاعفة.
بيد أننا هنا بصدد مناقشة المفهوم التقليدي للقيادة، وما تتصف به القيادة التقليدية من جوانب لم تثبت العقود الماضية جدواها في تحسين أساليب العمل وبالتالي مضاعفة الإنتاج أو رفع مستوى النتائج. فلو أمعنا النظر في الفكرة السائدة عن العلاقة بين الرئيس والمرؤوس، ووجدنا بواسطة المسح البيئي والتحليل أن هناك قناعات لم تعد ملائمة لروح العصر، فإننا حتماً سوف ندرك مدى حاجتنا إلى التغيير.
فمثلاً، هناك الاعتقاد السائد بضرورة اتصاف القائد أو الرئيس بالحزم والصرامة في تطبيق القوانين المنصوص عليها في نظام المؤسسة الداخلي بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى، على افتراض أن العامل (مذنب حتى تثبت براءته) وأنه يجب دفع الموظف للعمل بالترغيب والترهيب دون اعتبار لروحه المعنوية واستعداده الفطري للعمل الجاد ومواهبه الكامنة التي لا تنفجر إلا في بيئة يشعر فيها بالأهمية والأمان واحترام النفس والشعور بالمسئولية. وعليه فإن القيادة التقليدية لا تعطي الفرد العادي في المؤسسة فرصة لإبراز مواهبه وحماسه وقدرته على التخيل واتخاذ القرار وتحمل المسؤولية. من هنا تمس الحاجة إلى مناخ عملي يفرز الإمكانات ويصقلها ويعطيها فرصة للنمو.
فنحن إذن بحاجة إلى توفير بيئة تساعد على استثارة مشاعر التعاون والوعي والعمل الجماعي والشعور بالمسئولية لدى فريق تتوفر في أعضائه الرغبة لذلك. إننا نريد أشخاصاً يقومون دائماً بالمساعدة في تحليل الواقع السائد والبحث عن وسائل جديدة لتحسين حالة الأشياء مع إدراكهم لطبيعتها وكيفية انسجامها مع النظام العام الذي يحكم الأشياء.. أشخاصاً لا تغيب عنهم نذر الخطر وبذات الوقت لا يتقاعسون عن مواجهة التحدي في عصر لا تتوقف فيه عجلة التنافس .. أشخاصاً يساعدون على خلق مؤسسة تعج بالعاملين المتفتحين المدركين لما حولهم.
وبكلمة، نحن بحاجة إلى إعادة تقييم القواعد والأنظمة الداخلية والتعليمات والبنية الاستراتيجية المعمول بها للتحكم في الأفراد والقائمة على أساس عدم الثقة بهم، ومن ثم نعيد تكوين الهياكل التنظيمية في المؤسسة من أجل خلق تنظيمات تقوم على أساس أن أعضاء مؤسستنا يمكن الثقة بهم، يشعرون بالمسئولية، متعاونون، ويقدمون أفضل ما لديهم من قدرات بصورة مستمرة. نحن بحاجة إلى تشجيع القادة الذين يشعرون بالمسؤولية وتدريبهم بجميع مستوياتهم لكي يبادروا إلى قيادة الآخرين بصورة عفوية كلما توفرت لديهم الأفكار الجيدة والمعلومات المفيدة. يجب أن نساند الذين يتصفون باحترام الذات وتشجيعهم على التعبير عن أنفسهم، وندعم الذين يتصفون بالثقة بالنفس لكي يستطيعوا إقناع الآخرين، كما يجب أن نلتزم بأفكارهم النيرة من أجل بناء مجتمع يتصف باحترام آراء الآخرين واختلافهم في الرأي وأنظمة الانتقاء الخاصة بهم. وعلينا أن نفهم أن التفرد والتميز هما أساس شخصيتنا. فمثلاً قد يكون من الصعب أن ترى في المثال التالي غير الأسهم والأمشاط والظلال.
في حين يرى بعضهم كلمة fly
بسهولة.
وهذه الرؤية أو عدمها، ناتج عن كوننا أعتدنا بشكل شرطي قراءة الحرف الأسود على الورق الأبيض وترك المسافات بين الحروف بيضاء. وعن طريق تغيير ذلك إلى الكتابة بالأبيض على الأبيض وجعل المسافات بين الحروف سوداء.=>