منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - النسب الشريف أولاد سيدي عبيد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-05-31, 00:27   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
aimed2007
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية aimed2007
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بعد أن تحققت فرنسا من عداء أولاد سيدي عبيد لها وعرفت أنهم لن يصبروا على وضعهم ولن يقبلوا بحالهم ، وضعتهم تحت المراقبة الشديدة . أما هم فقد ازدادوا تذمرا من سيرة القايد الذي وضعته فرنسا على رأسهم وأضمروا الهجرة وعدم البقاء تحت سلطة الإحتلال بعد عدة حروب ومنازعات مع الجيش الفرنسي ، لكن فرنسا لم تكن لتقبل بان يتحركوا عن أماكنهم قيد أنملة . فلم يجدوا في النهاية من حيلة سوى اللجوء إلى خدعة تمثلت في إخبار قايدهم بأنهم ينوون التوجه جنوبا بحثا عن الكلأ والماء ، فقبل وتبعهم نائبه وظلوا يبتعدون به حتى وصلوا إلى السهول الممتدة بين مكانين يسميان "الطاقة" وبودرياس ، وعندها انقضوا عليه فأردوه قتيلا ودخلوا تراب تونس ، وهكذا قتل أحمد بن يوسف وكانت آخر هجرة يقوم بها أولاد سيدي عبيد ، وقد أظهروا موقفهم من فرنسا بصراحة، لذلك كتب القائد العام في تقريره المؤرخ في 24 أكتوبر 1855 ما يلي :
لقد كانت هذه آخر هجرة يقوم بها اولاد سيدي عبيد ، فليس لدينا الآن خيمة من خيامهم ، إن موقفهم أصبح واضحا ، فتحت قناع الرضوخ الواهي المخادع يدعمون جميع الثائرين ...
ماذا بقي في تبسة من أولاد سيدي عبيد بعد هذه الهجرة ؟ لم يبقى لهم سوى مشيخة واحدة متكونة من 30 خيمة تمثل أولاد قاسم ، وظلت أراضيهم الواسعة خالية وبقوا محاصرين يتعرضون للإعتداءات المتكررة لقلة عددهم ، ومنهم من عاش في بكارية وتنوكلة وتواجدهم كان بأعداد لا تذكر وكان هذا كله نتيجة عدائهم الدائم للإستعمار وثوراتهم المتكررة مع إخوانهم النمامشة واولاد خليفة
قرر بعد ذلك أولاد سيدي عبيد الهجوم على مدينة بكارية سنة 1857 وحرقها انتقاما من القائد الخائن علي بن محمد لكن فرنسا كانت بالمرصاد فحصنت المدينة
ومما لاشك فيه أن فرنسا قد أخطرت عن طريق أذنابها بنوايا أولاد سيدي عبيد فبأمر من القائد ترتيان tertian تم بناء حائط علوه مترين وعرضه 05 سم ويمتد طوله 100 و 75 م بهدف تحصين القرية وهكذا أجهض الهجوم
لم يكن إذعان أولاد سيدي عبيد سوى شكليا ، بل وتزايدت غاراتهم . وبهدف إخضاعهم ، استعملت فرنسا معهم استراتيجيتها المزدوجة التي طبقتها على القبائل المعادية لها من النمامشة و أولاد خليفة والمتمثلة في أسلوبي الإفناء باستعمال القوة أو بالتجويع .
ولما كان أولاد سيدي عبيد غير معترفين بسلتطها ، حاولت اللجوء إلى الأسلوبين المذكورين ، لكن صعب تطبيق ذلك ، ولم تستطع النيل منها لا بالتجويع ولا بالتقتيل وكان ظنها أنهم قد دخلوا في طاعتها وهما ، فقد لاحظ القائد العام بونفالي bonvalet بمرارة بأن هذه القبيلة ليست خاضعة فكتب قائلا : "لم تقدم هذه القبيلة في غضون سنة 1858 أي طلب إذعان جديد فطابعها الديني أصل مواصلة إصرارها على عدم الإعتراف بسلتطنا ، فلها مع قبائل الأيالة التونسية علاقات ذات طابع ديني ، الشئ الذي يسمح لها بالتزود بالحبوب -وتزويد القبائل العاصية أمثال النمامشة واولاد خليفة- ونحن ندرك ان لا ننال منها بقوتنا ولا نستطيع حتى إخضاعها بالتجويع ، وبالتالي يصعب علينا التحكم فيها ، وكي نتوصل إلى ذلك يتعين علينا إرسال بعثة عسكرية تقوم بعمليات في البلاد التي يسكونوها .........أن هؤلاء المهاجرين قد أتعبونا كثيرا ......."
وهكذا يعترف ضباط فرنسا بأن أولاد سيدي عبيد قد أتعبوهم كثيرا ...........يتبع
الموضوع القادم إن شاء الله عن تهريب أولاد سيدي عبيد لمحي الدين ابن عبد القادر وإدخاله تراب الجزائر عن طريق تونس لقيادة الثورة تحت لوائه
ومشاركة أولاد سيدي عبيد في عدة ثورات ضد المحتل الفرنسي










رد مع اقتباس