منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز البـــــلاغ الكـــــــاذب !!
الموضوع: موضوع مميز البـــــلاغ الكـــــــاذب !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-07-19, 16:25   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عمر عيسى محمد أحمد
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عمر عيسى محمد أحمد
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 البـــــلاغ الكـــــــاذب !!

بسم الله الرحمن الرحيم







البـــــلاغ الكـــــــاذب !!


أزهار تنافست جمالاً وروعة في ساحة روضي .. وتساوت المحاسن دون نواقص تخلق التفاوت في حكمي .. تلك بهية في حسنها وتلك شجية في قولها وأخرى قد حيرت أمري .. بحثت عن قلبي فلم أجده في عمقي .. فعلمت أن واحدة منهن قد سرقت قلبي .. فصرت فاقداً للاتزان الذي يليق بوزني .. كما صرت فاقداً للبوصلة التي تكشف دربي .. ثم فتحت بلاغاً وقلت أقدم إليك الشكوى أيها الشرطي .. فأشار لواحدة ثم سأل أتلك هي ؟؟ فقلت نعم تلك هي التي أربكت ليلي .. ثم أشار لأخرى فقلت نعم وتلك هي التي أذهبت نومي .. ثم أشار لأخرى فقلت نعم وتلك هي التي سلبت عقلي .. ثم أشار لأخرى فقلت نعم وتلك هي التي كانت السبب في جني .. فقال متعجباً كم لك من القلوب أيها الرجعي ؟.. فقلت له قلب واحد وقد ضاع في زحمة الأيدي .. وكيف لي أن أعلم الجاني وأنا الذي صرت مقيداً في سجني ؟.. وإبهار الشموس يعمي الأبصار ويخلق المجانين مثلي .. لقد تناثرت درر الألماس فوق البساط لتعثر دربي .. وتلك يدي حائرة تريد أن تلتقط جملة الألماس في كفي !.. تختار واحدة وتقول تلك هي الأولى في نيلي .. ثم ترى أخرى تتلألأ جمالاً وروعةً فإذا هي ترمي !.. وتلك أخرى من ذوات المحاسن تقول أنا هنا يا من تريد قربي .. لقد تفاضلت معايير الجمال والمحاسن حتى استحال العدل في كيلي .. أفضليات وميزات تربك السجية وتقول النفس يا ويلي .. لما لا تتواجد شوائب العيوب لتسهل أمري ؟؟ ..ولما لا يميل القلب لواحدة ويقول تلك سحري ؟.. كيف أختار زهرةً من ألف زهر توافق حلمي ؟.. ومتى يتم الكتاب بالحلال ليجمع البين في عشي ؟.. كثرة المحاسن والفضائل قد أربكت حكمي .. فلو مددت يدي أعمى لجاءت اليد تحمل ما يطابق وصفي .. ولكن تقول في حيرة لما ترضى بجرعة الماء والنهر يجري ؟.. وفرة المحاسن قد أطمعت قلبي .. كما أن زينة النجوم قد أربكت عقلي .. وفي حوبة الأحوال تعودت أن أعود خاليا كفي .. خاسراً أخسر الأسواق دون أن أدري .. لا جميلة تمثل الخيار الذي يرضي .. ولا دميمة تمثل الخيار الذي يوجد حـدي .. لا تفيدني عن الإنشاد والثناء كثرة قولي .. كما لا تفيدني عن المنال والحيازة كثرة صمتي .. وقد أعيش هكذا حالة الإرباك طوال عمري .. أو قد أموت كمداً وحينها يكتب ذلك ( الحائر ) في شاهد قبري .
ــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد









 


رد مع اقتباس