منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الحاج دحمان - الجزء الأول -
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-19, 21:03   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
sellaw
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية sellaw
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــليكم أخي : هل هذه هي تكملة القصة ...........؟؟؟
من فعل هذا بمحاصيلنا ؟
و صرخ فيهم كالمجنون :
- أعثروا على المجرم قبل صباح الغد
انتشر الرجالات في كل مكان يبحثون عن المجرم ، و رائحة النار كانت لا تزال تلسع الأنوف ، و فجأة خطر ببال التابع فكرة ، و أربد وجهه وسط الظلام و قال منتصرا للحاج دحمان :
- إنه الفتى جمال و لا شك . فلا أحد في الحي يكن العداء للحاج غيره .
و صاح بقية التابعين :
- الخنزير ابن الفاجرة .
ثم عطف على قولهم تابع أعمى :
- لا بد له من عقاب .
- نعم فهو الفاعل و لا ريب ...
- من يتطاول على الحاج دحمان فلا هنئ عيشه !!
و انطلقت رقصة الانتقام ، و ليس ببعيد تناهى إلى خالتي محجوبة صوت المؤامرة . مؤامرة نكرة قصيرة العمر كشهوة السفاح و قالت له باكية :
- اهرب يا ولدي و اتركني أعيش ما بقي من العمر في سلام . . اهرب إلى اسطاوالي و فيها ستنعم بالأمن . و تبعد بذلك عن أذى دحمان و أتباعه .
ابتسم مستهزئا و لكنه رغم استهزائه ،حقق لها رغبتها ، و اختفى على حين غرة . و لم يجد له أحد أثرا .... ماذ؟ لقد فر جمال ؟ . . . إنه الفاعل إذن !! . . . و لكنكم تعرفونه جميعكم فهو مسالم و لا حركة فيه توحي بالنشاز !! . . . فتعسا للمكابرين
* * * * * * * * * * * * * * * *
- لقد رجعت من جديد يا أمي . و أحد مهما كانت قوته لن يمنعني من الانتقام .
- قرارك النهائي ؟
- قرار لا عدول عنه إلا بالموت !!
- فليحفظك الله كرمى لي .
و عندما أحاط الليل بالحي . و سكنت فيه الفوضى و الخصومات . ودع أمه و خرج خفية من الكوخ و نظر إلى شجرة الزيتون فوجدها قد تطاولت بعيدا فوق سطح البيت ، و في الطريق المحاذي لحديقة الشيخ مروان سار محاذرا كاللص ، و في طريقه بدى له أن الجدار يكلمه فسمعه يقول :
- إضرب بقوة ضربتك يا جمال . فلتكن قوية مثل اختبائك الطويل في اسطاوالي . أنت برئ و رغم طهارتك فقد لطخ الأوغاد سمعتك و أبعدوك زورا عن أمك .. ستنطلق المسرات في طريقك و تمهد لك دربا إلى المجد حصينا ،استعاد وعيه فجأة فوجد يده تتحسس حزامه أين وضع" الساطور" ، و في طريقه تلاقى مع شخص قصير يسير في هدوء ، من تراه يكون ؟ لعله واحد من أتباع الحاج دحمان !! و لو صح اعتقاده فهذا نذير بالنهاية ، و عندما تمعن في وجهه عرف فيه "جلول" الخياط و هو صديق قديم للمرحوم والده و على الفور عاد الاستقرار لنبضه و لم يشعر حتى وجد نفسه أمام مسكن الحاج دحمان ، و بطريقة ما دخل حتى وصل إلى فراشه .
وجده متكورا في فراشه ، شمل جسمه البغيض بنظرة متفحصة تركت في نفسه شعورا بالانقباض ، و قال في خفوت :
- جاء يومك يا معذب العجائز . استنجد بمن شئت فلا مصرخ لك اليوم مني !!
سحب الساطور من تحت الحزام ، و مال على كتف الرجل النائم ، استعد لتنفيذ عدالته ، و لكنه فرمل و تراجع إلى الوراء، و هوى في خدر غير مصدق ، إنه ميت و هذه بقعة من الدم على فراشه ، لقد سبقني جلول الخياط و وصل إليه قبلي !! يا لشقاء أمي !!
- لم أقتله يا أمي .... لقد أفلت مني الجبان .
- جلول الخياط ؟
- نعم لقد رأيته يخرج من بيته منذ ساعة
- الوغد لقد تحرش بابنة جلول الخياط . .. و ها قد نال عقابه .
- و لكنه أفلت من عدالتي يا أمي .
- لن يفلت من عدالة الله على كل حال .
تمددت العجوز على فراشها و راحت تقول :
لولا القمح و الشعير ما شب الحريق *** و لولا الرجالات ما طغى الرجل
--انتهى --










رد مع اقتباس