منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - طلب مساعدة في مدكرة تحرج
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-18, 23:15   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
الجليس الصالح
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الجليس الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 الي الاخت اسمهان ميمي

مقدمة
يشهد العالم اليوم صراعاً مريراً بين الاهتمامات المختلفة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية، يقوم القادة في هذا الصراع بأدوار خطيرة تجعل مصير الإنسانية مرتبطاً إلى حدٍ كبير بتفاعلهم مع غيرهم من الشعوب والمجتمعات في مختلف الظروف.
وتشير القيادة إلى مركز معين، أو مكانة ووظيفة، أو دور اجتماعي يؤديه الفرد (القائد) في أثناء تفاعله مع أعضاء جماعته (الاتباع). ويُفترض فيمن يتبوأ القيادة أن يتميز بقوة الشخصية والقدرة على التأثير في الآخرين، وتوجيه أفكارهم وسلوكهم نحو تحقيق هدفٍ محددٍ لصالح المجموعة التي يتولى قيادتها. ويتولى القائدُ أيضاً مسؤولية تنظيم عمليات التفاعل بين أعضاء الجماعة، والحفاظ على تماسكها والمبادرة لحلّ المشكلات الناجمة عن هذا التفاعل، وتيسير موارد قوتها وسلطتها، فالقيادة أذن تفاعل نشط مؤثر وموجه، لا مجرد مركز وقوة ومكانة. والقائد هو الشخص الرئيس في الجماعة الذي يؤثر في نشاطات أفرادها وسلوكهم؛ لتحقيق أهداف مشتركة من خلال التفاعل الإيجابي مع أفراد جماعته
((Geanings, 1972.
وتعدَّ القيادة من أهم المدخلات المركزية لتحديد طبيعة التفاعلات داخل الجماعة. فالقيادة سلوك يُمارس من خلاله التأثير في اتجاهات العاملين، وسلوكهم، ومدى ارتباطهم بتحقيق أهداف المؤسسة. فضلاً عن أن طبيعة القيادة تحدد خصائص بيئة العمل والتي يقضي العاملون فيها معظم أوقاتهم، مما يؤثر ليس في مدى رضاهم عن عملهم فقط، بل في مدى رضاهم عن حياتهم بشكلّ عام (شوقي، 1992).
ويعدّ النمط القيادي العامل الرئيس في إنجاح العمل المؤسسي، أو فشله في المؤسسات العامة وفي المؤسسات التربوية ، وذلك لما للقائد التربوي من دورٍ حاسمٍ في التأثير في سلوك أعضاء هيئة التدريس والعاملين في المؤسسة التربوية، وفي خلق الجوّ العلمي الفعَّال الذي يمثل البيئة الصفية للتعلم وزيادة في تحصيل الطلبة. و إذا كان القائد التربوي قادراً على القيام بمهماته من تخطيط وتنظيم، وتوجيه ورقابة، وتشجيع للعاملين وحفزهم، فإنه يكون قادراً على تحقيق أهداف المؤسسة، وبخلاف ذلك تتعثر المؤسسة، ويصعب تحقيق الأهداف التي تتوخاها (الأشقر، 1994).
ولقد جاء الاهتمام بالسلوك القيادي باعتباره أهم الأعمدة الرئيسة للإدارة الفعَّالة، فالإدارة المتسلطة غالباً ما تخفي وراءها عدم الكفاية على التوجية السليم، مما ينعكس سلباً على العلاقات العامة بين الإدراة والعاملين، بينما تعمل الإدارة الديمقراطية على إشاعة جوٍّ من المحبة والثقة والرضا عن العمل (Jreisat, 1996).
ويتفق التربويون على أهمية امتلاك مدير المدرسة للسلوك القيادي الفعَّال، الذي من شأنه العمل على تحقيق أهداف المدرسة وغاياتها، وتسيير العملية التعليمية التعلمية في مدرسته، فهو المسؤول عن تنظيم وتوجيه وتحفيز جميع العاملين في المدرسة، وتهئية جميع الظروف؛ لتساعدهم على نموهم مهنياً، وشخصياً؛ للقيام بأدوراهم على أفضل وجه(العمري، 1992).
ومن المفروض أن يطور القادة التربويون تفهماً واعياً لكيفية قيادة هذا الإنسان والتعامل معه، بحيث يبذل كلّ ما بوسعه من جهد عن قناعة ورضا في أثناء ممارسته لدوره في المؤسسة التربوية، فالقيادة نشاط دينامكي يؤثر في الجهاز الإداري، حيث إنه ينقله من حالة الركود والروتينية إلى حالة العمل الحيوي الفعَّال (الطويل، 1997).
ولأهمية السلوك القيادي، فقد بدأ اهتمام المتخصصين من التربويين بدراسة السلوكيات القيادية منذ نشأتها، ولم يزل هذا الاهتمام قائماً، فلم تعد القيادة مقتصرة على القيادة السياسية أو العسكرية فحسب، وإنما تتعدى ذلك لتشمل القيادة التربوية (النعيمي، 1994). فالإداري يمكن أن يكون مديراً فاعلاً، ولكن ليس بالضرورة أن يكون قائداً، ولعلّ هذا ما يفسّر حاجة المؤسسات الإدارية الحديثة إلى قادة، وليس إلى إدرايين. ويكمن التحدي الذي تواجهه المؤسسات الإدارية الحديثة في ضرورة إعداد أجيال جديدة من الاداريين الذين يتبنون المفاهيم الإدارية الحديثة، ويمتلكون الكفايات الإدارية التي تؤهلم لقيادة مؤسساتهم بكفاية واقتدار، بدلاً من أولئك الذين يستخدمون أسلوب القيادة المعتمدة على الضبط، والسيطرة، والتصلب، ومقاومة التغيير، والتحديث. فالقادة التربويين هم القادرون على مواجهة التحديات وتحمل المسؤوليات؛ لتحديث المؤسسات التي يتولون قيادتها، وتحديد درجة الحاجة إلى التغيير، إضافة إلى وضعهم لرؤى جديدة وإلتزامهم بها، وبالتالي فإنهم يعيدون تشكيل المؤسسات من جديد، بحيث تناسب الرؤى الجديدة. وكلّ ذلك بحاجة إلى استراتيجيات عمل حديثة تناسب التطور السريع والمستمر للإدارات (Jreisat, 1996 ).
ويحاول دارسو الإدارة التربوية –من خلال تناولهم لمفهوم القيادة- المقارنة بينه وبين مفهوم الإدارة، فيميّز البعض بين الإدارة والقيادة، على اعتبار أن الإدارة هي ما يتعلق بالجوانب التنفيذية. أمّا القيادة فتتعلق بما هو أكبر من هذا، وتتطلب ممن يقوم بدورها أن يدرك الغايات البعيدة، والأهداف الكبرى، ولايعني هذا أن يكون القائد غير مسؤول عن الامور التنفيذية، بل عليه أن يجمع بين الاثنين معاً (مرسي، 2001). والبعض الآخر نظر إلى الفرق بين الإدارة والقيادة من منظور السلطة والنفوذ، بمعنى أن رجل الإدارة يمارس سلطة بحكم ما يخوله مركزه ووظيفته. أمّا القيادة فإنها عملية ليست جامدة، وإنما هي عملية ديناميكية يمكن من خلالها أن تقوم بأدوار مختلفة وفقاً لمقتضيات الموقف، وما يتوقع من القائد نفسه (الخطيب والخطيب والفرح، 1998).
من خلال ما سبق ذكره ترى الباحثة ان السلوك القيادي الفعال ضروري للادارة التربوية بشكل عام، وخاصة اذا ما عرف انها جزء من الجودة الشالمة التي تسعى اليها المؤسسات .
























رد مع اقتباس