منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز كيف يقلّ الاختلاف بين المسلمين
الموضوع: موضوع مميز كيف يقلّ الاختلاف بين المسلمين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-09-15, 14:11   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
عبد الباسط آل القاضي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عبد الباسط آل القاضي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الأصل الاستدلال بالوحيين الكتاب والسنة ؛ لا الاستدلال بأقوال الرجال فكما هو معلوم ان اقوال الرجال يستدل لها لا بها ؛ وأصل كلام الشيخ ابن القيم الجوزية في كتاب الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وقوله ( يا ايها الذين امنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) وكذا قول النبي عليه الصلاة والسلام بالتمسك بالكتاب والسنة وكذا تنصيصه على الفرقة الناجية والطائفة المنصورة واستثناها من الفرق الهالكة بالاعتصام بالوحيين والمتابعة من غير ابتداءٍ او ابتداع ؛ وحصر الآثار والأخبار في ذلكم لا يحصى إلا بكلفة ؛ أما النزول إلى التفريعات والأقوال والاختلافات الضدية او التنوعية ففي اضاعة وقت وقيافة ما لا يحسن بالعاقل الانزلاق إليه ؛ وقد يكون في ذلك ما لا يوجب عملاً ولا ينفع بل مضاره أكثر وأوفر ..وإني اعجب من الأخ ركان استغرابه أن يكون هناك فرقة واختلافا وقد علم بشواهد الحس والعقل أن الاختلاف كائن أبى من أبى وشاء من شاء لأن سنة في الأمر الكوني وفي الأمر الشرعي ؛ فإن قيل ينبغي ان تكون دعوة الانبياء والرسل جامعة للاشتات موحدة للكلمة فنقول هي كذلك لمن آمن وسلم ولكنها مفرقة لآهل الكفر والجور والضلال ؛ وقد دعا الله تعالى أهل الكتاب إلى كلمة سواء وهي كلمة التوحيد والمتابعة لله ورسوله هذا الجمع المأمور به ؛ فمنهم من آمن ومنهم من صد عنه ؛ وليعلم المرء أن دعوة الحق جامعة ومفرقة ؛ مميزة بين الخبيث والطيب ؛ وهذا اصل علمه من علمه وجهله من جهله ؛ وقد قال ورقة بن نوفل للنبي عليه الصلاة والسلام في بادىء الوحي ؛ ( ما جاء رجل بمثل ما جئت به إلا عودي ) في حديث عائشة الطويل في الصحيح ؛ وكذلك الشواهد في القرآن كثيرة وجليلة تبين ان دعوة التوحيد والحق يتفرق فيها اهل الزيغ والضلال والبدع بعد مجيئها ؛ فالدعوة هي الجامعة وهي المفرقة وليس الأشخاص أو الرجال هم أصل ذلك فالقول بذلك قول بلا علم واستقراء سطحي يحتاج إلى البينة ومقدمات اصيلة ؛ واختم القول أن في بعض السلوكات لبعض الناس ممن يدعون إلى الكتاب والسنة ما هو لازم لطبعه أو تصوره فلا يؤخذ به ؛ فعلى الداعي إلى الله ان لا يبتدع الاساليب ولا يشطط فلا يكن شديدا في غير موضع كما لا يكن لينا في غير موضع ؛ فالحق أولى أن يتبع ويظهر بلوازمه لا بلوازم خارجة عنه ومضادة عليه ؛ وهذا ما وقع فيه كثير من الفرق كالخوارج الذين ادخلوا طباعهم وعقولهم القاصرة في النصوص فشذوا ومرقوا وكذلك المرجئة والمعتزلة والفرق الكلامية ..وخير الامر في الأصل المبين أعلاه ؛ أن تفهم الكتاب والسنة على مراد الله ورسوله لا على مرادك ومراد غيرك وهذا قول السلف وفعلهم ..والله اعلم









رد مع اقتباس