منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز موضوع متجدد عن " ميكانيك الكم "
الموضوع: موضوع مميز موضوع متجدد عن " ميكانيك الكم "
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-12-15, 14:18   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
« أبْجَدِيَّاتْ »
عضو محترف
 
إحصائية العضو










Red face عُدنا / و كعادتي متأخرة .. /////////*


عزيز: تغمرني السعادة أن تتابع صفحتي المتواضعة أختي الفاضلة "أبجد".
وأتمنى أن يلتحق بنا الاخوة الكرام ممن لهم إلمام بهذا الموضوع ، وأرجو أن لا يبخلوا علي بتصويب خطأ او زيادة توضيح .


السَّعادة من نصيبي ونصيبِ كل مَنْ عبر هذا الموضوع الشَّائق بأفكاره وحطَّ رحالَه فيه ياعزيز..
وأتشرَّفُ أن أكون (أوَّلَ زائرة) ، (ثالثَ مارَّة) ، وربَّما (أكبرَ) مُتَمَتِّعة بعجائبه وألغازه التي لم يُرفع عنها الحجب بعد

عزيز: لا انكر أنني لا زلت لم أحط بهذا الموضوع من كل جوانبه فهو متشعب كثيرا ويعتمد على كثير من فروع الفيزياء الكلاسيكية كالميكانيكا التحليلية والميكانيكا الإحصائية (صورة متقدمة لعلم الترموديناميكا أو هي تطبيق ميكانيكا نيوتن ونظريات الإحصاء على المستوى المتناهي في الصغر) والنظرية الكهرومغناطيسية ، إضافة إلى أنه يتطلب مستوىً عالٍ من الرياضيات المتقدمة (التفاضل والتكامل، نظرية المؤثرات، المتسلسلات، الجبر الخطي..) وغرضي من وضع هذا الموضوع بصيغة رياضية أنه يوجد الكثير من المواضيع التي تتناول "ميكانيك الكم" من وجهة نظر فلسفية بعيدا عن التعقيد الرياضي لتقريب فهمها لغير المختصين. وهذا المؤلف الذي اعتمدته في الموضوع من أسهل المؤلفات المصنفة في ميكانيك الكم-التي وجدتها- مقارنة مع مؤلفات أخرى مغرقة في التعقيد والتجريد ،وهو مع كونه كذلك يعدّ "مدخلا للميكانيكا الكمية".


أصدقك القول ياعزيز..لا أجرؤ أبدا الإدعاء أني أفوقك دراية في النظرية الكميّة بل قد تبدو حمولتي المعرفية الرياضياتية والفيزيائية لا شيءَ مطلقا أمام واسع إدراكك بمجالات الفيزياء و إلمامك بمختلف قياساتها والحساب الرياضياتي بحكم تخصُّصك الجامعي كما أتصور..فلم يسبق لي أن تعاملت مثلا مع الدالة الموجية بصيغة جبرية، ولا تعدو أن تكون معرفتي فلسفةً خالصة إلا ما تعلّق بما درسته في الجامعة وهما مجالين : مستويات الطاقة في الذرة ( معادلة بلانك Transition électronique / الحرارة والإشعاع ) وشيءٌ من مستويات التركيب الذري ( نموذج بوهر Orbitales atomiques/spin )وهي موضوعاتٌ ممتعةٌ سهلة الهضم رغم ما تبدو عليه من الصعوبة في بادئ الأمر، ومعادلاتها بسيطة لا تتطلب معرفةً تطبيقيّة سابقة بالقواعد المعقدة كالتكامل والتفاضل والإشتقاق..و رغم دراستي هذه القواعد بإفاضة خلال سنتي الجامعية الأولى في مقياس الرياضيات فإني أجد لمن الصَّعب استرجاعها واستذكارها الآن بعد أربعة أعوام لم أمارس فيها نهائيا حِسَابَ الدوال..! فهي بمثابة لغةٍ رفيعة مربكةٍ جدا تحتاج من الوقت انضباطا يوميّا يمكّن من فهمها وتثبيتها في الذاكرة..ولذلك وجدت نفسي ملزمة باستداراك ما درستُه وإعادة إحياء شيءٍ من المهارات الرياضياتية المُغيَّبة في ذاكرة النّسيان_إن جاز القول! _ بما يسمح بمجاراة أفكار الموضوع، وبخاصّةٍ إن كانت التَّتمة القادمة على شاكلة الصَّفحة 11 من المؤلَّف .. ولابدَّ لي أن أعترف أيضًا أنني من هواة هذا العلم كمفكرة عقلانية بسيطة برؤية فلسفيّة عقائدية أكثر مما يستهويني الخوضُ فيه بالأرقام فمن الغريب أن أجدَني أستخدمُ أدواتِه بينما لازلت جاهلة بالكثير من تفاصيله أو غير مدركة بعدُ بتفاسير نظرياته، كقطة شرودنجر التي أراها تحمل دلالاتٍ فلسفيّة مثيرة للجدل من الناحية الدّينيّة..رغم أنّ فيرنر هايزنبرغ نفسَه حذَّر في كتابه «تفسير كوبنهاغن للنظرية الكمية» من النبش في خبايا الدالة الموجية وأسرارها التي ترمق الفيزيائيين بغواية ! ولا يمكنني حقًّا بأية حالٍ إنكار الإبداعات العبقرية التي نضح بها عقل هؤلاء في مجال الكمّ ممَّن أخضع نفسَه لبرمجة [أحسُبْ، لا تسأل] بخاصَّةٍ أنَّ أغلبهم لم يكن يتّبع عقيدةً أو مقدّساتٍ معيّنة تؤثر فيما توصّلوا إليه من مفاهيم ..ولكنها تظل أسئلةً كبرى مغرية وغير معقولة لغير المختصّين مثلي..فالقول مثلا بأن الإلكترون قد يشغل مكانين في الوقت ذاته (وفق شرودنجر ومبدأ اللايقين) يعني بأن الكون "غير متناسِق = قائم على الصُّدفة" وهو ما يتعارض مع جميع قوانين الفيزياء الكلاسيكيّة و يضرب بها عرضَ الحائط وطولَه، بل يعارض أيضًا ديني الذي يقول بأن الله لم يخلق شيئًا عبثًا..وهذا ما جعلني أبحث في القرآن عمَّا قد يتوافق مع تفسير هذه التجربة الذهنية الغريبة ولم أجد صُورةً أقربَ من الرمزية الموجودة في مفردة الظن رغم أن [الشك واليقين] لا يمكن اعتبارهما احتمالين حقًّا إلا في (وعي القارئ للآيات) وإلا كان ذلك قولا مؤكِّدًا للعبثية..هنا تصادمنا فكرة أخرى هي مفهوم "الملاحظ الواعي"، فتجربة شرودنجر تظلُّ ذهنيّةً غير قابلة للتحقّق إلا حين ينظر إلى ذلك الصّندوق (= مكافِئًا آية) مُراقبْ ، عندئذٍ فقط تتقرّر حالة الإلكترون ما إن كان خارج العلبة أو داخلها وما إن نتج عن حالته موت القطة أو بقاؤها حيّة، وبذلك تُلغى الإحتماليّة و تنهار الدالة الموجية.. وفي غياب هذه المراقبة لا يمكننا أن نتخيّل إلا صورة مركَّبة للقطة من الحياة والموت في آنٍ واحد. ولكنَّ هذا التفسير يطرح بالنّسبة لي مشكلةً عميقة هي عقيدة الحلولية إن اعتبرنا أن واقعنا لا يمكن أن تكون له حقيقةٌ إلا في حالةِ وعينا به، فمثلا لو غابت مشاهدتي لـِـ 'موضوع عزيز' فلن يكون لهذه الحروف وجودٌ ماديّ فعلا ولن تكون غيرَ دالةً موجية ! إضافةً إلى أن التجرُبة تنزلق بنا في نموذجٍ فكريٍّ أشدُّ غرابةً وتعقيدًا هو نموذج العوالم المتوازية الذي ينفي تمامًا وجود خالقٍ مسيّرٍ للكون بشكل متناغم بعيدًا عن الصّدفة، بل يخالف أيضًا رؤية الفيزياء التقليدية التي تؤمن بوجود مُحدِثٍ لهذا الكون بهذا الاتِّسَاق العجيب والذي سمّته بِــــ "الموجود الأوّل".. أشعر أنني استطردت بما فيه الكفاية لتملَّ من قراءتي ههه إنما وددت تقديم نظرة موجزة حول فكرتي عن النظرية الكمية.. و رغم نجاحها في تفسير العالم الذّري و رغم التقدم التكنولوجي الذي أحدثته فهي بحقٍّ فيزياءٌ غريبة الأطوار و تدوينُها رياضيّاتيّا يبدو كتدوينِ رموزٍ مسلّية على اللوح طالما أنها تقول باستحالة قياس الأشياء بدقّة وطالما معادلاتها لا تقدّم حلا تاما حقيقيّا في غياب الإفتراض !..

عزيز: إذا كنت تقصدين موضوعا مستقلا عن موضوعي فلا مانع عندي بل هو من باب زيادة الخير خيرين. أتمنى أني وفقت في الإجابة عن الأسئلة.

قصدت في الواقع التعليقَ والمشاركة بشكل فكريٍّ مستقلٍّ عن ذلك الكم الكثيف من الرياضيّات ( كما فعلتُ أعلاه دون أن أدرك )..
ولأني أعلم بمشكلة التلقائية في الإستطراد التي لديَّ وأعلم بأنني لو أسهبتُ تحوَّلَتْ الصّفحة إلى مُستعمَرَةٍ لثرثرتي، ولأنك أردته موضوعًا تطبيقيّا غير فلسفيّ.. كان لابدّ بل من واجبي أن أستأذن..
شكرا كثيرا ياعزيز و عفوًا أن جعلْتك تتحمل ثقلَ تلك الأسطر الكثيرة..
أثابك الله و بارك فيكَ، فإنَّ (خير النَّاس، من ينفع النّاس)../*










رد مع اقتباس