منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - جنوح الأحداث
الموضوع: جنوح الأحداث
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-17, 22:09   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse تابع

إنهم بحاجة ماسة إلى الملبس الحسن، والظهور بالمظهر الجيد، ويتباهون أمام أصدقائهم، ويشترون ما يرغبون فيه، فإن لم يتحقق لهم هذا ابتغوا إليه طرقا أخرى غير شرعية تقودهم شيئا فشيئا إلى الانحراف.

3 – الاتجاهات الرئيسية في تفسير السلوك المنحرف:
3 – 1 – اتجاه المدرسة الاجتماعية:
ترجع انحراف البالغ والحدث إلى الظروف الاجتماعية المحيطة به، وبصفة خاصة إلى دور العوامل البيئية على غيرها من العوامل المتصلة بذات الشخص، فالانحراف بصورته المباشرة أو غير المباشرة وليد البيئة التي تمارس ضررا أو فسادا على الحدث، وأسباب الانحراف عديدة، ولكن أهمها يكمن في التصدع العائلي وعدم استقرار الدولة، وجهل الوالدين بأساليب التربية السليمة، فالفرد لا يعيش منعزلا عن تأثيرات البيئة والجريمة نادرا ما تكون عملا انفراديا بل تقع بتأثير أو ضغط البيئة الاجتماعية.
3 – 2 – اتجاه المدرسة النفسية:
وهي ذاتها المدرسة النفسية التي بدأها فرويد والتي ترجع في تفسير السلوك ألانحرافي إلى العوامل النفسية المتمثلة في الغرائز والانفعالات، وتعطى للظاهرة الانحرافية تفسيرات نفسية محضة ذات صلة وثيقة بصور الشذوذ العقلي و النفسي والمركبات والعقد النفسية.
وتعطي هذه المدرسة للسلوك ألانحرافي ذات التفسير التي تعطيه للسلوك الإنساني بوجه عام من ناحية وجود صراع دائم بين الذات الدنيا والذات العليا، وهو صراع تقوم فيه الأنا بدون محاولة التوفيق بين الرغبات المنبعثة من شهوات الذات الدنيا وأوامر الذات العليا ونواهيها، فإذا نجحت في التوفيق فإنها تكيف سلوكها مع مطالب الحياة الاجتماعية وإلا فإن سلوك الإنسان يصبح مضطرا وقد يتحول مع الوقت إلى سلوك انحرافي.
فالمراهق يعبر عن حوافزه وحاجاته تعبيرا ساذجا أنانيا بهدف إشباعها عن طريق تجنب الألم والحصول على اللذة بغض النظر عن المعايير السائدة في المجتمع.
ولكي تكون حياة المراهق منسجمة مع هذه المعايير فهي تمر في فترة تجربة ومران وخبرة، فإذا حصل التوافق نتيجة لهذه التجربة بينه وبين مطالب الهيئة الاجتماعية، كان المراهق يسلك مسلكا واقعيا ينسجم والبيئة التي يعيش فيها، أما إذا لم يتم تدريب الطفل وتعليمه وتربيته على الوجه السليم كان سواد التوافق وسواد الصحة النفسية التي تظهر في أشكال مختلفة من الأعراض المرضية كالأمراض النفسية والعقلية والسلوك المضاد للمجتمع في شتى صوره.
3 -3 – المدرسة الاجتماعية النفسية:
لقد أسفرت بعض الدراسات في علم الاجتماع الجنائي على أن السلوك المنحرف لا يقف عند العوامل الاجتماعية، فالمحرك الأساسي لهذا السلوك هو الانفعال، وقد لا تكون مقاومته بالنسبة لشخص مريض بالأعصاب أو مختل الإدراك، بينما يمكن للشخص الطبيعي وقف هذا الانفعال أو الحد منه يسبب تدخل مجموعة من القوى النفسية الذاتية، ولم يذكر علماء النفس الجنائي دور القوة السببية للعوامل الاجتماعية في عملية خلق السلوك المنحرف، وقد نتج عن هذا التفاعل بين علم النفس الاجتماعي، وعلم النفس الجنائي أن ظهرت اتجاهات مثيرة تحاول التوفيق بين النظرة الاجتماعية والنفسية لمشكلة الأسباب.
وقد نظر لي J.Ley إلى الأسباب الاجتماعية والنفسية للانحراف ورأى بأن العوامل الاجتماعية تتدخل في الاختيار الحر للسلوك الفردي بدرجة يصعب معها الفصل بين الوسط الاجتماعي ومكونات الشخصية ومن هذه الاتجاهات أيضا ما يقول به البعض، من أن سلوك المنحرف في بعض الحالات يدخل في باب الاختيار أكثر من دخوله في باب السببية وأن عملية الاختيار الحر تؤثر فيها الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والثقافية كما تؤثر فيها العوامل النفسية الوحدانية.
وقد نتج عن تلك الآراء ظهور ما يسمى بعلم النفس الاجتماعي الذي يعني بكيفية تشكل السلوك الاجتماعي لدى الفرد في مختلف أدوار حياته وهو ما يطلق عليه عملية التنشئة الاجتماعية، كما يتناول بالدراسة المعايير والقيم الاجتماعية، والعوامل النفسية والاجتماعية التي تؤدي إلى الخروج عن تلك المعايير وبتالي إلى ارتكاب السلوك المضاد للمجتمع أي أن علم النفس الاجتماعي يهتم بدراسة عملية التفاعل بين الفرد والمجتمع، وعوامل هذا التفاعل ونتائجه.