منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - يتصنعون المثالية ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-03-11, 11:04   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
رندة نهاد
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية رندة نهاد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حہسہــــأمہ مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يكثر خلال السنوات الأخيرة من يتصنع "المثالية" بكل ما تحمل هذه الصفة من معانٍ رغم أنه من السهل اكتشاف حقيقة من يدعيها وهو ليس أهلاً لها خصوصاً في هذا الوقت الذي تسهل فيه طرق الاختبارات والاستنتاجات العقلانية.. ولا شك أن المثالية صفة إنسانية محببة لدى الجميع ينشدها البعض ويدعيها آخرون ولكن ليس من ينشدها كمن يدعيها لأن من ينشدها لابد أن تكون أفعاله تسبق أقواله على أرض الواقع بينما من يدعيها لا يستطيع فعل القليل عما يتحدث عنه، ومثاليته الزائفة لا تخرج عن إطار الكلام المنمق وتسقط أمام الفعل مع أول اختبار من المواجهة الحقيقة.

ودائماً الأشخاص الذين يتصنعون المثالية لديهم إدراك بعلم الجميع بتلك المثالية الزائفة ولكنهم ربما تكون لديهم مشاكل نفسية أو قصور في الجوانب الاجتماعية تجعلهم أحياناً يحاولون إكمال النقص الحاصل لديهم بهذه المثاليات الزائفة ويعيشون حياة التناقض بعيداً عن الواقع والمنطق ولكن مهما كان البعض يتصنع المثالية الزائفة فإنه لا بد من يوم تنكشف فيه حقيقته.

التصرفات السلبية

ويرى سعيد عارف أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت وبشكل كبير في بروز مثل هذه النماذج السيئة في المجتمع وكثر في الآونة الأخيرة من يدعي المثالية عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي ساعدتهم نوعاً ما في إيصال ما يريدون إيصاله عن طريق السذج فتجدهم ينتقدون بعض المسؤولين والموظفين في القطاعات الحكومية ومنهم من ينتقد العلماء واللاعبين والفنانين مع أنهم لم يستطيعوا تقديم الشيء القليل مما قدمه ويقدمه هؤلاء لوطنهم ومجتمعهم مشيراً إلى أن كثيراً من الأشخاص ينتقدون التصرفات السلبية التي تحدث في المجتمع وهم أول من يقع فيها مستدلاً على سبيل المثال في بعض الملاحظات التي يدركها الجميع ولا تخفى على عاقل مثل من ينتقد "الواسطة" وهو يبحث عنها ومن ينتقد الإسراف وتبذير الأموال خارج المملكة أثناء الإجازات وهو أول من يغادرها في وقت الإجازة ويصرف مبالغ باهظة في مدة قصيرة لا تتجاوز بضعة أيام ومن ينادي أيضاً بأعلى صوته ويطالب عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعقوبات رادعة لمن يقف وقوفاً خاطئاً بسيارته أمام المواقف المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة والمحلات التجارية والمطاعم وهو أول من يرتكب هذه المخالفة دون اكتراث بانتقاداته اللاذعة وبالعقوبات التي يطالب بها.

المزيفون

أما بدر العتيق فيقول لا شك أن السواد الأعظم ممن يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي يتصنعون المثالية ويفتقدون عموماً للمنطق وهناك من يطلق عليهم "السذج" لأن حقيقتهم معروفة وشعارهم مميز "يقولون ما لا يفعلون" وربما يعرفهم الكثير ويحتاط لهم ولكن هذه الأيام بعد سقوط الرافعة في المسجد الحرام وحادثة التدافع في منى بدأ هؤلاء المزيفون يبثون سمومهم من خلال انتقاداتهم الخبيثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتقليل من شأن الجهود التي يقدمها القائمون على خدمة ضيوف الرحمن وهؤلاء هم بلا شك عبء على مجتمعنا ويسيئون لوطننا بانتقاداتهم الهمجية المزيفة فغالبيتهم يحظون بمتابعين كثر ومن يتابعهم ويقرأ لهم يعتقد أن ما يقوله هؤلاء المتصنعون للمثالية هو الصحيح.

ويستذكر معلا الحربي موقفاً طريفاً عندما كان يعمل في إحدى المصانع في المنطقة الشرقية قبل نحو عشرين عاماً وكان أحد الموظفين دائماً يكثر اللوم على المسؤولين في المصنع ورؤساء الأقسام ويتهمهم بالتقصير وكان يحمل مؤهلاً عالياً مما جعلنا نتمنى أن يكون مسؤولاً في المصنع قبل أن ينتقل عمله إلى الرياض ولكن بعد عدة سنوات عاد وعمل مديراً للمصنع واستبشرنا به خيراً ولكننا وجدناه سيء التعامل وليس لديه تطوير وابتكارات بل أن معظم الموظفين استقالوا بسببه.

تصنع المثالية يكشفه واقع المجتمع
تصنع المثالية يكشفه واقع المجتمع
النقد السلبي

من جانبها تؤكد هيا الكلثم – باحثة اجتماعية وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام – أن المثالية في جوهرها أمر ممدوح لأن الكمال منشود، والعمل الدؤوب للوصول إلى أعلى الهرم أمر مطلوب أيضاً وتحث عليه ثقافة كل مجتمع، ويحاول الأشخاص الأسوياء جاهدين لتحقيقه ولكن هناك فرق كبير بين المجتهد والفاشل فالمجتهد هو من يحاول دائماً الوصول إلى أعلى القمة، من خلال إخلاصه وعمله الدؤوب وتسخير قدراته وإمكاناته التي اكتسبها من التعليم والتدريب الجاد، ويعمل كل ما في وسعه لتحقيق طموحه والوصول إلى القمة وهو بكل تأكيد شخص إيجابي ونظرته متفائلة للمستقبل ويلتمس الأعذار للآخرين بينما الفاشل هو ذلك الشخص الذي يحاول أن يغطي فشله بتحطيم الآخرين والتقليل من إنجازاتهم وتوجيه النقد السلبي المستمر لهم، ظناً منه أنّه بهذه الطريقة يستطيع أن يغطي على فشله بإظهار فشل الآخرين ونقدهم كما أن البعض منهم يتخفى وراء الأقنعة والأسماء المستعارة في وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق مآربه فيصب جام غضبه على الناجحين لتحطيمهم ويحاول أن ينمّق منطقه وكلامه ليضفي على نفسه صورة معينة غير حقيقته، فهو يوهم الناس من خلف القناع أنه إنسان هادئ رصين عكس ما كان عليه لأنه بدون قناع يكون إنسانا عصبيا مُعَنِّفا، وكذلك نجده خلف القناع يحاول أن يظهر بأنه إنسان مثقف بينما بدون قناع نجده إنسانا ضحلا، ويظهر نفسه خلف القناع انه إنسان عارف بالأمور ويضع مقترحات وتوصيات ويطالب بأمور لا يمكن تحقيقها، بينما بدون قناع نجده هو المعطل لعجلة التطور والتنمية.

العالم الافتراضي

وأضافت هيا الكلثم: "هؤلاء اُناس فشلوا أو خجلوا من إثبات شخصياتهم وسلوكياتهم الواقعية فلجأوا إلى العالم الافتراضي لإثباتها ربما لشيء خاطئ أو عيبٍ فيها وهو الأغلب مؤكدة أن بعض ممن اُبتليت بهم المثالية المزيَّفة وأصبحوا يختفون تحت حُجبها ويتغطون بستارها يختبئون تارة تحت رداء الدين وتارة تحت رداء الأخلاق وأخرى وثالثة ورابعة حتى شوهوا هذه النفس المثالية الحقيقية تشويهاً وأصبح الشخص المثالي في نظر البعض

منافق فهذه الشخصية شخصية مريضة تعاني من مرض واهتزاز ونقص بالشخصية وتسعى إلى تعويضه والتغطية عليه بهذه التصرفات فلا يستطيعون إثبات ذواتهم في العالم الواقعي، وبالتالي يلجؤون إلى تلكم الذات المزيفة في العالم الافتراضي".

وتساءلت: لِمَ تهمهم هذه الذات المزيفة..لا ادري، ولكن ربما لديهم أهداف يبحثون عن تحقيقها، وربما يستطيعون تحقيقها بتزييف ذواتهم لكن ستبقى عقدة النقص في العالم الحقيقي تلاحقهم وتلازم مسيرتهم مشيرة أن أدعياء المثالية يظنون أن تحقيق الذات المقبولة والمحبوبة من الآخر يكون بانتفاء الأخطاء وتحقيق الفضائل الزائفة، ولبس رداء الطهر والبراءة وهم ابعد عن

ذلك بكثير لأنهم يعيشون حرباً مع الذوات حرباً بين ذات الحقيقة الواقعية وذات التمثيل الافتراضية فتجدهم يبحثون عن إرضائها كلها بأي أسلوب أو طريقة حتى لو كلّف ذلك حرباً على عدة جبهات لكننا في علم الاجتماع ننصح دائماً ونقول لا تجعل من نفسك شخصاً متعدد الذوات ففي النهاية أنت ستكون الخاسر الوحيد خصوصاً إذا ما علمنا أن البعض يعاني من نقص أو جنون العظمة فلابد من التعرف على نمط شخصيته وتصرفاته حتى يمكن معرفة السبب مشددة على التفريق بين هذا النمط السلبي من النقد وبين النقد البَنَّاء الذي يقود إلى التطور وتصحيح المسيرة، فالنقد الايجابي أمر مقبول في المجتمع ويعتبر أداة هامه من أدوات البناء.
فعلا اسهمت مواقع التواصل الاجتماعي كثيرا في وجود هم وتزايدهم تراهم يغردون كثيرا . سبحانه"يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور "غافر 19
شكرا على المشاركة









رد مع اقتباس