منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - إعلان ماجستير جامعة الأمير عبد القادر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-17, 12:50   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
فارس المسيلي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية فارس المسيلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رسالة ماجستير :حركة التصوف في الجزائر خلال القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي



https://www.4shared.com/document/ZNX7...___-_-___.html

في الصفحة 185 يتكلم على العلاقات بين الطرق الصوفية في الجزائر و المغرب و كذا تونس







قراءة في بحث

" للدكتور أبو القاسم سعد الله "

حول:
السلطةوالطرق الصوفية في المغرب العربي

- في العهد العثماني –
من خلال الوثائق المحلية [1]


¨ ملخص البحث:
تناول الأستاذ سعد الله في هذا البحث جانبا مهمّا من تاريخ المغرب عموما، والجزائر خصوصا، في العهد العثماني، من خلال تسليطه الضوء على " العلاقة بين السلطة والطرق الصوفية "، تلك العلاقة التي اتسمت بالتحالف تارة، والتخالف أطوارا أخرى، وهو ما جعل المؤلف يركز في طرح إشكاليته حول العوامل التي أدت إلى تحالف السلطة الزمنية (العثمانية) مع السلطة الروحية (الطرق الصوفية)، ومن جهة أخرى تساءل عن نتائج كل من التحالف والتخالف؟ وحدد إطار دراسته بالمغرب العربي مكانا، والقرن الخامس عشر إلى الثامن عشر زمانا. واعتمد في معالجة هذا الموضوع على المصادر المحلية من كتب الرحالة والمؤرخين والمتصوفة أنفسهم.
¨ السلطة والتصوف في الجزائر: تضمن هذا الجزء محورين أساسيين:
أولا/ ظروف نشأة العلاقة بين الطرق الصوفية والعثمانيين، والتي أوعزها صاحب البحث إلى التهديدات الإسبانية والبرتغالية على السواحل المغربية، وضعف سلطة الحكام المحليين على مواجهة ورد هذه الاعتداءات، بل والتعاون مع العدو ضد مصلحة أبناء البلد مثلما وقع مع الزيانيين. وهذا ما جعل سلطان الطرق الصوفية يبرز ويتقوى، ويتجلى ذلك في الخطاب الديني الذي استعمله المرابطون لتعبئة الناس للجهاد في سبيل الله، والتفاف الناس حولهم، يأتمرون بأوامرهم، ويخضعون لسلطانهم.
وعندما ظهر نجم العثمانيين في المنطقة، نجد المرابطين يستخدمون نفس الخطاب لمبايعة العثمانيين وتحميس الجماهير للانضواء تحت لوائهم.
وجدير بالذكر – حسب تنويه الأستاذ سعد الله- أن الحركة الصوفية في الجزائر كانت موجودة وشائعة حتى قبل الوجود العثماني في الجزائر، غير أن فترتهم وحكمهم هو الذي شاع فيه التصوف بشكل ملفت للانتباه.
ثانيا/ طبيعة العلاقة بين السلطة والطرق الصوفية، التي تجسدت في التحالف تارة، والتخالف تارة أخرى.
فعلاقة التحالف بدأت في القرن الخامس عشر - نوعا ما – وطيدة، لتقارب المصالح بين الجانبين، حيث كانت الطرق الصوفية تساعد على تحميس الجماهير في التجنيد ومساعدة العثمانيين على قتال العدو المشترك (الإسبان)، ومحاربة الحكام المتخاذلين والمتعاونين مع العدو، والمقاومين للعثمانيين (الحفصيين، الزيانيين...). والعثمانيون يدعمون المكانة الاقتصادية لأصحاب الطرق الصوفية، ويحفظون لهم امتيازاتهم.
لذلك يعتقد الدكتور سعد الله أن كلا الطرفين استفاد من التحالف مع الآخر، بل العثمانيون كان لهم الحظ الأوفر من هذه الفائدة، لكونهم استطاعوا بسط نفوذهم على البلاد، والتحكم فيها فيما بعد، بأقل الخسائر الممكنة. ومن النماذج التي ساقها المؤلف عن هذا التحالف: تقريب أسرة أولاد الفكون، والتحالف مع الشيخ أحمد بن يوسف الملياني...
أما علاقة التخالف والاصطدام، فقد بدأت في القرن السابع عشر، الذي يوصف بفترة الانتعاش والرخاء الاقتصادي بفضل غنائم الأسطول، واستتباب السلطة في أيدي العثمانيين، ما جعلهم يعزفون بشكل أو بآخر عن الاستعانة بالصوفيين.
ومن رجال الدين الذين عارضوا السياسة العثمانيةالقائمة على الظلم والسيطرة: محمد بن سليمان الجزولي، الشيخ أحمد بن الصخري، الشيخ عيسى الثعالبي، وغيرهم.
واعتمد المؤلف في رسم صورة التصوف خلال القرن السابع عشر في الجزائر على جملة من المؤلفات المحلية مثل "كعبة الطائفين" لمحمد بن سليمان الجزولي، "البستان" لمحمد بن مريم المديوني، و"منشور الهداية" لعبد الكريم الفكون.
¨ السلطة والمتصوفة في تونس:
من أهم المؤلفات التونسية في هذا المجال: ذيل بشائر أهل الإيمان لحسين خوجة، الحلل السندسية للوزير السراج، الشهب المخرقة لأحمد برناز...
واستخلص المؤلف من خلالها أن العلاقة كانت وطيدة بين السلطة ورجال التصوف، يقربونهم ويهدونهم ويشيدون لهم القبب والزوايا، لكن هذا الصفاء شابته غيوم الظلم والتسلط من الأتراك، مثل مواقف الداي محمد طاطار من العلماء، ومراد باي الثالث، وعلي باي...
¨ السلطة والمتصوفة في ليبيا:
كانت ليبيا تحت نفوذ الطريقة الزروقية (نسبة إلى الشيخ أحمد زروق المغربي)، التي وقفت في وجه البدع والخرافات التي انتشرت في ليبيا من غلاة الصوفية، ومن هؤلاء يذكر الدكتور أبوالقاسم سعد الله "محمد بن علي الخروبي"، و"عبد الرحمان الاخضري" الذين ذاع صيتهما في الجزائر، وكان الخروبي على علاقة طيبة ومتعاون إلى حد كبير مع العثمانيين في الجزائر.
وأشار أيضا إلى الشيخ عبد السلام الأسمر الذي عارضه محمد باشا وعثمان باشا، ولم يشرح سبب هذه المعارضة.
ومن المؤلفات التي عارضت السياسة العثمانية ووجهت لهم الاتهامات كتاب "فتح العليم" لعبد السلام بن عثمان، كما أشار إلى رحلة الورتلاني المعروفة بنزهة الأنظار، التي ضمّنها مواقفه من أصحاب السلطة في ليبيا كرجل دين.
¨ السلطة والمتصوفة في المغرب:
رغم اختلاف النظام السياسي في المغرب عن باقي الأقطار المغاربية، إلا أن العلاقة بين الطرق الصوفية والسلطة الحاكمة لا تختلف عن مثيلاتها في الجزائر وتونس وليبيا. كما أن المغرب يعتبر منبعا لكثير من الطرق الصوفية التي انتشرت في باقي الأقطار.
ومن أهم المصادر التي تناولت الموضوع في القرن السادس عشر " كتاب وصف إفريقيا" لحسن الوزان، الذي تحدث عن المتصوفة في المغرب "حديثا مرا وصريحا".
وكانت السلطة في المغرب تدعم هذه الطرق الصوفية، إما إرضاء لأصحابها ودفعا لنقمتها، أو إيمانا بتعاليمها، على حد تعبير الدكتور سعد الله.
غير أن هذه العلاقة اتجهت للتأزم في العهد السعدي، بسبب تعاظم قوة ونفوذ الزوايا وشيوخها، حيث حاول السعديون تقزيم هذه القوة بتحويل الزوايا إل مراكز علمية واجتماعية، لأنها أصبحت تنافسهم في سلطتهم الزمنية.
¨ استخلاص ونقد:
بعد هذا العرض المختصر لأهم ما احتوى عليه هذا البحث، نورد هذه الملاحظات التي أمكننا تسجيلها:
1. تبدو في هذا المقال لأول وهلة شخصية الدكتور سعد الله ومنهجه الدقيق في البحث العلمي، الذي يعتمد فيه على البحث والتقصي، والمقارنة والاستدلال والاستنتاج، ويوصلنا إلى الحقيقة العلمية بأسلوبه السلس العذب، بعيدا عن التكلف والمبالغة.
2. لا يمكن بمكان تجاهل مدى أهمية اعتماد المؤلف على المصادر المحلية في الإجابة عن الإشكالية المطروحة، فقد رسمت هذه المصادر صورة للأحداث التي وقعت بروح عصرها، وهي " تعكس بصدق وجهة النظر الداخلية المنبثقة من الواقع والمتماشية مع المعطيات التاريخية، عكس الكتابات الغربية والأرشيفات الأوروبية التي لا تقدم لنا - في أغلب الأحيان - سوى وجهة النظر الخارجية التي تعكس اهتمامات الأوروبيين، ولا تتماشى وطبيعة الأحداث" [2] التي مرت بها المنطقة في فترة من الفترات. [3]
وفي الحقيقة مهما تكن في المصادر المحلية من مبالغات أو مزايدات، فالباحث الفطن هو من يحسن استخدامها، ليصل إلى إعادة رسم الصورة الأقرب إلى الحقيقة، وفق معايير دقيقة، لا وفق هواه، وهذا ما قام به الدكتور أبو القاسم سعد الله.
3. الدكتور أبو القاسم سعد الله- كعادته فيما يكتب- أثار في هذه الدراسة عدة إشكاليات تستحق أن نعالجها، وهي بمثابة مفاتيح لبحوث جديدة في غاية الأهمية، خاصة إذا علمنا أن هذا الموضوع -على أهميته- مازالت عديد جوانبه مبهمة أو مغفلة، وتحتاج إلى جهود الباحثين لكشفها والتدقيق في جوانبها، خاصة فيما يتعلق بعلاقة التأثير والتأثر بين الطرق الصوفية في الأقطار المغاربية، أوالمقارنة بين علاقة الطرق الصوفية والسلطة في الأقطار المغاربية، وغيرها...
4. بالنسبة لعلاقة السلطة بالطرق الصوفية، والعكس، فيجمع معظم الدارسين لها، على وجود علاقة التحالف تارة والتخالف تارة أخرى، ومهما تعددت أسباب هذا التأرجح في العلاقات فهي ليست بالظاهرة الجديدة في العلاقات بين الساسة ورجال الدين، ونعتقد أن العثمانيين لو وجدوا ضالتهم في غير شيوخ الطرق الصوفية لتدعيم حكمهم في المناطق التي سيطروا عليها لفعلوا ذلك، فالأحداث التاريخية المتعاقبة ساهمت بدور فعال في صناعة السياسة العثمانية تجاه الطرق الصوفية، من تقريب في وقت الشدة، أو إبعاد و تهميش في وقت الرخاء، وما أكثر الأمثلة على ذلك مما ساقه الدكتور أبو القاسم سعد الله من خلال المصادر المحلية.
5. لكن الإشكالية الأهمَ التي نعتقد أنه يجب أن تُطرح بإلحاح في هذا المقام – ولم يتطرق إليها صاحب هذه الدراسة- هي حول نتائج وآثار هذه العلاقة على السكان المحليين؟ فأين موقع الجماهير من هذه العلاقة؟ وماذا استفادت منها؟ وهل صحيح أن علاقة التحالف كانت عبارة عن "تواطؤ" بين رجال الدين والسلطة الحاكمة لتحقيق مآرب كل طرف، واقتسام المنفعة المتبادلة بينهما دون الاهتمام بالطبقة الشعبية العريضة؟
ثم هل كانت أسباب علاقة التخالف وحركة التمردات التي قادها زعماء الطرق الصوفية بدعوى الظلم والتعسف من طرف الحكام الأتراك في حق العامة، هي أسباب حقيقية، أم مجرد مطية استخدمها رجال الدين لاستخدام العامة من الشعب في استعادة نفوذهم الذي لم يستفد منه العامة في وقت الرخاء؟
6. فالمعروف أنه في منتصف القرن الثامن عشر عندما شحت موارد الأسطول وغنائم البحر، حاولت الإدارة العثمانية إيجاد مصادر أخرى للدخل ، فالتفتت إلى المناطق التي كانت تحت حكم العائلات الكبيرة، لتفرض الضرائب عليها، وهنا تعارضت المصالح، وتوترت العلاقة، مما أدى إلى نشوء عدة ثورات ضد العثمانيين بقيادة رجال الدين.
فالعامة إذن كانت تنساق للحرب لأنها مضطهدة، ورجال الدين لأنهم فقدوا امتيازاتهم أو لأنهم يبحثون عن توسيعها أكثر، وهكذا بقيت الروح القبلية هي المسيطرة على المجتمع الجزائري خلال هذه الفترة، فلم يكن الشعور الوطني الموحد يدفعهم، بل الحاجة والمصلحة.
7. ويمكن القول أن كلا من الطرق الصوفية والسلطة العثمانية قد استغلت بساطة الجزائريين وسذاجتهم لتحقيق أغراض خاصة، وإلا كيف نفسّر انتشار ظاهرة الدروشة والبدع والخرافات على يد متصوفة متطفلين في ظل تشجيع السلطة العثمانية؟
يقول المؤرخ الأمريكي وليم سبنسر أن الاعتقاد في الأرواح الشريرة وتدخل قوات المرابطين كان قويا [3] وهذا يجعلنا نتساءل عن مدى فعالية الطرق الصوفية سياسيا وثقافيا؟ وإذا كانت لها سلطة التأثير وتعبئة العامة فلماذا لم تستغلها لتصل إلى السلطة الزمنية -خاصة في الجزائر- ؟ أم أن ذلك كان خارج اهتماماتها بسبب أطماعها الاقتصادية التي كانت تلبيها لها الإدارة العثمانية!
ويذكر الدكتور أبو القاسم سعد الله في تاريخ الجزائر الثقافي (ج1/ ص 470) أن العثمانيين كانوا يكثرون من الهدايا والعطايا لرجال الدين عامة، والمرابطين خاصة، إرضاء لهم وتقربا منهم، وهو الأمر الذي يثبته الشيخ الفكون في منشوره، والورتلاني في رحلته. كما لم ينف وجود طائفة من العلماء والصلحاء من رجال الدين تنصح للحكام وتقف ضد ظلمهم للعامة، لكن هذه الفئة بقيت مهمشة، ولم يثمر تأثيرها في السياسة العثمانية أي تغيير في الأوضاع، بدليل كثرة الثورات والتمردات خاصة خلال القرن الثامن عشر.
كل هذا يقودنا إلى القول أن السلطة الزمنية (العثمانية) عرفت كيف تتحكم في زمام الأمور من خلال التقرب من الصوفية، وإضفاء هالة من التقديس الأعمى عليهم، ورسخت لديهم مفهوم "التفكير الغيبي" في مقابل تعطيل "التفكير العقلي"، وهمشت بالمقابل الداعين إلى الإصلاح.
ومن المنطقي أن تتأرجح العلاقة - بين السلطة الروحية والسلطة الزمنية- بين التحالف والتخالف طيلة هذا العهد، لأنها محكومة بمعايير السياسة والمصلحة الخاصة، لا بمعيار الدين والعدل والمصلحة العامة.
ويبقى هذا الموضوع يحتاج إلى دراسة وبحث جديين، لنخرج منه بنتائج دقيقة، وأحكام صادقة يمكن تعميمها على هذه الفترة من تاريخنا الذي مازال مغفلا.
إعداد الباحثة: حفيظة بن دحمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
1. هذا البحث في الأصل هو جزء من كتاب بعنوان "على خطى المسلمين" لمؤلفه الدكتور "أبو القاسم سعد الله"، تسلمنا هذه النسخة من الأستاذ سعد الله لقراءتها والتعليق عليها في إطار الأعمال الأسبوعية التي نقوم بها في السنة التحضيرية للماجستير ( تخصص: الدولة والمجتمع في المغرب الكبير)، والكتاب لا يزال تحت الطبع (مارس 2009 ).
2 . سعيدوني ( ناصر الدين)، ورقات جزائرية، ط 1، دار الغرب الإسلامي، ص 589
3. الجزائر في عهد رياس البحر، تعريب وتقديم عبد القادر زبادية، ط 1، (ش،و،ن،ت الجزائر 1980) ص 105

__________________