منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مجلة الفلسفة...للعلوم التجريبية فقط..متجددة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-05, 17:11   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24







ترشة عمار - ثانوية حساني عبد الكريم. الوادي







ما المقصود بفلسفة الرياضيات؟ ؟ للاطلاع

لا يعني مصطلح فلسفة الرياضيات ضربا من التفكير التخصّصي لا يشمل سوى ميدان الرياضيات من حيث هي ممارسة حساب وحل معادلات وبرهنة على نتائج رياضية محضة…او من حيث هي تندرج في سياق تاريخ العلوم عبر تاريخ ظهور وتطور النظريات الحسابية والهندسية في الثقافات الانسانية بدءا بالبابليين والمصريين و وصولا الى اليونانيين..فلسفة الرياضيات ترمي الى هدف اعمق من ذلك بكثير الا وهو خلق وفتح فضاء حر للتفكير الفلسفي وذلك من خلال استخراج كل المساليات المتصلة بخصائص النظريات والموضوعات الرياضية والتي تفتح على خصوصيات نقدية وعقلانية في سياق المنظومات والاطروحات الفلسفية بصورة عامة
فلسفة الرياضيات هي فضاء يلتقي فيه المفكر بالعالم والفيلسوف بالرياضي لتبادل وجهات نظرتهم وخبرتهم بصورة عامة حول مسائل متعدّدة تمس نظرية المعرفة والمنطق والانطولوجيا…التفكير في هاته المسائل من خلال دراسة المعرفة الرياضية يجعلنا نفهم بمنهجية افضل صياغاتها الفلسفية فنحسن طرحها ومحاولة الاجابة عليها… يقع الصدق في قلب الرياضيات. ان تكون الجمل الرياضية صادقة هو امر ضروري حتى وان كان هذا المفهوم مرتبط بقدرتنا على اعطاء براهين وحجج عقلانية ومنطقية. تعلمنا اذن الرياضيات كيف ان الحقيقة و الصدق هي مفاهيم يجب ان تظل في قلب بحثنا عن المعرفة وفي جوهر عقلانيتنا وانسانيتنا. بدون الحقيقة ينهار بناء المعرفة وتتهاوى اسسه…صدق القضايا الرياضية هو الطريق الواثق الموصل الى موضوعية الرياضيات كشكل من التفكيرالعلمي او ربما كجوهر كل خطاب علمي
بالاضافة الى الدور الكبير الذي يلعبه مفهوم الصدق فان الرياضيات ليست مجرد نظام او نسق رمزي محض صوري مجرد من كل محتوى معرفي ومن كل مضمون وجودي..هنالك في قلب الرياضيات شكل متميز من التفكير يوصلنا بعيدا عن التفكير الريبي والنسبي المقيت الى معرفة بنية العالم معرفة موضوعية …الرياضيات تمنحنا مضامين يقينية عن الظواهر وعن ا لواقع فهي ليست بالتالي ضربا من الرمزية التي لا تقول شيئا عن العالم مثلما ادّعى ذلك فيتغنشتاين
في مقال شهير تحت عنوان : التجريد والحدس الرياضي، لخّص جون ديودنيه زبدة تفكيره الفلسفي في الرياضيات . ليس من الصعب علينا ان نفهم ان القضية الجوهرية في فلسفة الرياضيات هي فهم وتفسير طبيعة التجريد وعلاقته بالحدس الرياضي. عن هذه المسأليّة الاساسية تتفرع عدة قضايا جد هامة منها على سبيل الذكر لا الحصر قضية علاقة الرياضيات بالمنطق. في هاته المقالة يعطي ديودنيه اهمية قصوى للخيال في العمل الرياضي الى درجة انه يحد من ضرورة استعمال الاساليب المنطقية في انجاز هذا العمل. يقول : المنطق هو اداة لا غنى عنها و مقلقة في ان واحد بالنسبة لعالم الرياضيات. نعلم جيدا كيف ان الرياضيين لا يحبذونها بصورة عامة. يجب حسن استعمال هاته الاداة لانها تسهل التحقق من البرهنة ومسايرتها وليس إنجازها
احدى خصوصيات تفكيره الفلسفي في الرياضيات هو معارضته للتيار التجريبي الذي يرى في التجربة الحسية المصدرالرئيسي الذي تنحدرمنه المفاهيم والموضوعات الرياضية. لا احد ينكر ان مصدر المفاهيم الاساسية في الرياضيات مثل الاعداد والفضاء الهندسي يكمن في التجربة وفي علاقتنا بالاشياء الخارجية من حولنا ولكن يجب ان نفهم العمل الرياضي مثلما فهمه بوانكريه من قبل اي على اساس انه قائم على اختيارات اعتباطية لها علاقة بتسهيل و تبسيط العمل ا لرياضي وانه من المستحيل ان تفرض علينا اية تجربة حسية اختيارا لبعض المسلمات الرياضية او الاوليات على انه الخيار الاوحد المطابق للواقع .في الحقيقة، لا يرى ديودنيه اي تعارض بين الحدس الرياضي والتجريد. على العكس يرى ان الاول يرتبط بالثاني من حيث تطوره وتقدمه اذ أنّه كلما ازدادت الاشياء تجريدا كلما كان الحدس ممكنا وقويا






العلم و الفلسفة؟ ؟ ؟ موازنة و تحليل


مع مجيء القرن السابع عشر دخل حلبة الصراع، وبرز على مسرح التدافع والخصام مولود جديد، بمنهج مستحدث نقيض ومخالف للدين والفلسفة على حد سواء وحاول هذا القادم الجديد بكل ما أوتي من سحر العقل المتوثب إلى التجديد وفتنة العلم الوضعي المتبجح بأبهة إنجازاته المدهشة، التي قلبت المفاهيم السائدة جملة وتفصيلاً، إقصاء الدين والفلسفة معاً عن دائرة مناهج البحث وطرائق اكتساب المعرفة الحقة، فكان ذلك إيذاناً بولادة العلم الوضعي الطبيعي الذي اندفع بقوة متسارعة للاستحواذ على كامل النشاط الإنساني والاستئثار بكل مجالاته، وادعاء احتكار الحقيقة والمعرفة الحقة بدعوى أن الدين مجرد خرافات مبتدعة مختلقة وأن الفلسفة جهد عبثي ضائع لا طائل من ورائه وهكذا أصبح العلم والمعرفة الحقة في القرن التاسع عشر عنواناً لما يعرف بالفلسفة الوضعية التي صاغ قواعدها المنهجية مشاهير الوضعيين أمثال أوجست كونت (ت1857م) .
لو نظرنا إلى العلاقة التاريخية بين العلم والفلسفة نلاحظ أنهما نشآ مع بعض، وكأنهما موضوع واحد لا حدود بينهما ولا فواصل، «ولا عجب أن ظل العلم غير متميز عن الفلسفة، ولا الفلسفة عن العلم طوال قرون متعددة، والواقع أن العلوم * خاصة الفيزياء، والفلك، والرياضيات، وعلم النفس* كانت كلها منضوية تحت لواء الفلسفة، وهذا هو السر في أن الفلاسفة القدامى كانوا علماء كذلك، فكانت كتاباتهم تشتمل على مباحث فلسفية ومباحث علمية على حد سواء».

التلازم في التطور
«ولا شك أن من جملة العلاقات المهمة بين العلم والفلسفة أن تطور كل منهما يعتمد على تطور الآخر، فتطور الفكر الفلسفي ارتبط إلى حد كبير بتطور العلم، ولو أننا رجعنا إلى بعض محاورات أفلاطون لتحققنا من أن اكتشاف الفيثاغورثيين لبعض الحقائق الرياضية قد كان أصلا من الأصول الهامة التي صدرت عنها نظرية (أفلاطون) في (المثل)، ولا نرى أننا في حاجة إلى القول بأن فلسفة ديكارت (ت1650م) مدينة بالكثير من أصولها لما وصل إليه العلم على يد (غاليلو) وبعض معاصريه»، والأمر بالنسبة للعلم واستناده على الفلسفة أوضح من ذلك بكثير؟ لأن جميع العلوم نشأت في أحضان الفلسفة، ومن أهم وظائف الفلسفة رعايتها للعلوم في أطوارها الجنينية.

الاختلاف بينهما
بين العلم والفلسفة هذا عن علاقات الوصل والتشابه وأوجه التكامل، أما الفروق والاختلافات الجوهرية التي بينهما فهي كثيرة متنوعة، وقد قام د. علي عبد المعطي بتلخيصها على النحو التالي.
1ـ يستهدف العلم وصف الظواهر وكيفية حدوثها، أما الفلسفة فهي تحاول تفسير ما وصل إليه العلم، إذ العلم وصفي والفلسفة تفسيرية.
2ـ العلم موضوعي وتجريبي والفلسفة ذاتية شخصية أو تأملية ونظرية ـ مقارنة بالعلم ـ وهناك مقدار معتبر من الموضوعية في الفلسفة أيضا، ولكن سبقت الإشارة إلى عدم إمكانية تجرد العقل تماما عن الشخص وميوله ونزواته، وخلفيته الثقافية في الفكر الفلسفي، في الوقت الذي بالإمكان إخضاع الأبحاث العلمية لقياسات ثابتة وتجارب معملية يمكن تكرارها للوصول إلى النتيجة نفسها في كل مرة، مما يدل على انفصال معطياتها عن الشخص الذي يقوم بتلك الأبحاث والتجارب، والعلم لا يعتمد مثل الفلسفة على العقل فقط وإنما على التجربة والملاحظة وغير ذلك.
3ـ العلم إمبريقي، حدوده حدود العالم المحسوس، أما الفلسفة فهي تتجاوز تلك الحدود إلى ما فوقها، وهي التفكير الثاني على حد تعبير بعض الفلاسفة، وليس معنى الحس في هذا الكلام الحس البشري المباشر لأن هناك حقائق كثيرة في هذا العالم المحسوس لا تتحول إلى محسوسة إلا بواسطة أجهزة وتحليلات كالأصوات والصور الموجودة في الأثير ولكنها تحتاج لأجهزة استقبال مثل التليفزيون.
4ـ الأحكام العلمية أحكام تقريرية، بمعنى أنها لا تقرر أكثر مما هو موجود في الواقع الخارجي، أما الأحكام الفلسفية فبعضها معياري، وبعضها فردي لا يعبأ بما عليه الواقع، وبما أن العلم يقف في حدود ما هو كائن ولا يتطرق إلى ما ينبغي أن يكون فإنه عاجز عن استخلاص (قيم) من هذا الواقع الذي يقرره ويدرسه، ولهذا لا يرجى منه أن يعالج موضوع السلوك البشري، والذي هو من أهم موضوعات الفلسفة، لأن الفلسفة تتناول ما وراء الواقع، وما وراء المحسوس والفيزيقيا، وتتصدى لقضية الأخلاق والقيم، وتعالج الواقع ليس لتقريره على ما هو عليه، بل لتغييره إلى الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه في ضوء قيم الحق والخير والجمال.
5ـ العلم يبحث عن العلل القريبة المباشرة، والفلسفة تبحث عن العلل البعيدة التي هي وراء تلك العلل القريبة أو فوقها، وهذه الخاصية نابعة من تجريبية وتقريرية العلم لأن العلة القريبة هي التي تخضع للاختبار والتجربة، وأما البعيدة فلا ينفع معها ذلك.
6ـ العلم جزئي والفلسفة كلية، لأن الفلسفة تدرس الوجود من حيث هو وجود كلي عام، ولا تهتم بالجزئيات والتفاصيل، أما العلم فله في كل فرع وموضوع تخصص جزئي محدود، وكلما تطورت العلوم كلما تحدد موضوع البحث وسار نحو الجزئية والدقة والانحسار .
7ـ إن العلم يتبنى في أي مجال مجموعة مسلمات لا جدال فيها، ولكن الفلسفة لا تعترف بالمسلمات إلا إذا ثبتت بالبرهان العقلي، وذلك محدود جداً فيها، والعقل دون الحس هو الأساس في الفلسفة.
8ـ العلم منفصل عن تاريخه أو لا يشكل تاريخه جزءاً من حاضره، بخلاف الفلسفة فإنه لا يمكن تجاهل تاريخها، لأن تاريخها جزء منها.

نقول: من الخطأ الفادح الاعتقاد بأن العلم يغني عن الفلسفة أو أن الفلسفة تغني عن العلم، بل سيظل كل منهما مسارا منفصلا عن الآخر، ومصدرا للمعرفة والوعي العميق بالعالم، وسيظلان آليتين للبحث والتناول لا يمكن للبشرية أن تستغني عنهما.






هده الأقوال ليست لتزين كتابتكم وإنما يجب أن يتناسب القول مع المقام....مقولات فلسفية

الانا و الغير

* هسرل " عندما أفكر فأنا أفكر في شيء ما "
* ماليبرنش "" يحدث في جسمي انفعال من الانفعالات فأنا أخطئ دائما إذا ما حكمت على الآخرين من خلال ذاتي"
* افيد هيوم " عندما أجهد نفسي لاستبطان هذا الأنا، لاأعثر دائما سوى على هذا الانطباع ، ولا أظفر بغير هذا الإدراك "
* كانط " الاحترام للذات إذن هوواجب على كل إنسان تجاه نفسه"
* سارتر: "الغير انه "الأخر، الأنا الذي ليس أنا "
* ديكارت "أنظر من النافذة ولا أرى سوى قبعات ومعاطف قد تكون غطاءا لآت صناعية تحركها لوالب"
* هيكل "ان لحظة وعي تابع تقوم ماهيته في الحياة والوجود من أجل الآخر، أحدهما سيد والآخر عبد"
* سارتر" ان آلام الآخرين هى التى تكشف لى اكثر عن آلامى أنا"
* بيرجي "إن ما هو خاص به، ما هو حميمي وما يميزني عن الأخرين يشكل أكبر عائق أمام كل محاولة للتواصل مع الغير"

المنهج التجريبي

* يقول اينشتاين : - ان المبدأ الخلاق في العالم لا يوجد في التجربة بل في العقل الرياضي –"
* " نسق من القضايا الرياضية المستنبطة من عدد قليل من المبادئ"دوهيم
*"الإتفاق مع التجربة هو الذي يشكل بالنسبة للنظرية الفيزيائية المعيار الوحيد للحقيقة"
* كانط "لايرى العقل إلا ماينتجه هو وفق خططه الخاصة، وأن عليه أيضا أن يرغم الطبيعة على أن تجيب على أسئلته، لا أن ينقاد بحبال الطبيعة وحدها."
* لالاند" خاصية ماهو حق ، وهي القضية الصادقة وما تمت البرهنة عليه ، والحقيقة بمعنى أعم هي الواقع
* ياشلاؤا" إن معرفة الواقع هي بمتابة تسليط الضوء يترك بعض الظلال"
*إن الرأي يفكر تفكيرا ناقصا ، بل إنه لا يفكر "
* " لا شيء في العلم يسير بديهيا من تلقاء ذاته... بل إن كل شيء فيه منشأ ومبني "

الحرية
* سارتر"نحن مجبرون على الحرية"
* "إن الإنسان حر، الإنسان حرية... الإنسان محكوم عليه أن يكون حرا"
* نيتشه "حرا تسمي نفسك، أريد أن أسمع هاجسك المسيطر، لا أن تقول لي بأنك قد خلعت النير عن كاهلك، وهل أنت ممن يستحق أن يخلع النير عن كاهله، لأنهم كثر أولائك الذين فقدوا أي قيمة لهم عندما تحرروا من عبوديتهم".
* دوطوكفيل " يظهر لي أن الحرية تشغل في عالم السياسة الموقع الذي يشغله الهواء في العالم"
* مونتسكيو "أن يقدر المرء على أن يعمل ما ينبغي عليه أن يريد، وألا يكره على عمل ما لا ينبغي أن يري".
* اسبينوزا "إن الإنسان الحر هو ذلك الذي يعمل وفقا لمناهج العقل"
* بوسوية " كلما بحنث في أعماق قلبي عن السبب الذي دفعني إلى الفعل لن أجد فيه غير إرادتي"
* كانط "إن الإنسان بوصفه كائنا عاقلا يستطيع اعتمادا على إرادته الحرة ، وضع القواعد العقلية للعقل الإنساني و الخضوع لهذه القواعد "
* سارتر " ليس الوجود شيء يقدم إلي بل أنا أهب الوجود إلى نفسي."
* العروي "الحرية مجموع الحقوق المعترف بها للفرد ومجموع القدرات التي يتمتع بها"





البيولوجيا :هل يمكن اخضاع المادة الحية للمنهج التجريبي على غرار المادة الجامدة ؟ جدلية

i- طرح المشكلة :تختلف المادة الحية عن الجامدة من حيث طبيعتها المعقدة ، الامر الذي جعل البعض يؤمن ان تطبيق خطوات المنهج التجربيي عليها بنفس الكيفية المطبقة في المادة الجامدة متعذرا ، و يعتقد آخرون ان المادة الحية كالجامدة من حيث مكوناتها مما يسمح بامكانية اخضاعها للدراسة التجريبية ، فهل يمكن فعلا تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية على غرار المادة الجامدة ؟
ii– محاولة حل المشكلة :
1- أ- الاطروحة :يرى البعض ، أنه لا يمكن تطبيق المنهج التجرببي على الظواهر الحية بنفس الكيفية التي يتم فيها تطبيقه على المادة الجامدة ، إذ تعترض ذلك جملة من الصعوبات و العوائق ، بعضها يتعلق بطبيعة الموضوع المدروس ذاته و هو المادة الحية ، و بعضها الاخر الى يتعلق بتطبيق خطوات المنج التجريبي عليها .
1-ب- الحجة : و يؤكد ذلك ، أن المادة الحية – مقارنة بالمادة الجامدة – شديدة التعقيد نظرا للخصائص التي تميزها ؛ فالكائنات الحية تتكاثر عن طريق التناسل للمحافظة على النوع و الاستمرار في البقاء . ثم إن المحافظة على توازن الجسم الحي يكون عن طريقالتغذية التي تتكون من جميع العناصر الضرورية التي يحتاجها الجسم . كما يمر الكائن الحي بسلسلة من المراحل التي هي مراحل النمو ، فتكون كل مرحلة هي نتيجة للمرحلة السابقة و سبب للمرحلة اللاحقة . هذا ، و تعتبر المادة الحية مادة جامدة أضيفت لها صفة الحياة من خلال الوظيفة التي تؤديها ، فالكائن الحي يقوم بجملة من الوظائف تقوم بها جملة من الاعضاء ، مع تخصص كل عضو بالوظيفة التي تؤديها و اذا اختل العضو تعطلت الوظيفة و لا يمكن لعضو آخر أن يقوم بها . و تتميز الكائنات الحية – ايضا – بـالوحدة العضوية التي تعني ان الجزء تابع للكل و لا يمكن أن يقوم بوظيفته الا في اطار هذا الكل ، و سبب ذلك يعود الى أن جميع الكائنات الحية – باستثناء الفيروسات – تتكون من خلايا .
بالاضافة الى الصعوبات المتعلقة بطبيعة الموضوع ، هناك صعوبات تتعلق بالمنهج المطبق و هو المنهج التجريبي بخطواته المعروفة ، و أول عائق يصادفنا على مستوى المنهج هو عائق الملاحظة ؛ فمن شروط الملاحظة العلمية الدقة و الشمولية و متابعة الظاهرة في جميع شروطها و ظروفها و مراحلها ، لكن ذلك يبدو صعبا ومتعذرا في المادة الحية ، فلأنها حية فإنه لا يمكن ملاحظة العضوية ككل نظرا لتشابك و تعقيد و تداخل و تكامل و ترابط الاجزاء العضوية الحية فيما بينها ، مما يحول دون ملاحظتها ملاحظة علمية ، خاصة عند حركتها أو اثناء قيامها بوظيفتها . كما لا يمكن ملاحظة العضو معزولا ، فالملاحظة تكون ناقصة غير شاملة مما يفقدها صفة العلمية ، ثم ان عزل العضو قد يؤدي الى موته ، يقول أحد الفيزيولوجيين الفرنسيين : « إن سائر اجزاء الجسم الحي مرتبطة فيما بينها ، فهي لا تتحرك الا بمقدار ما تتحرك كلها معا ، و الرغبة في فصل جزء منها معناه نقلها من نظام الاحياء الى نظام الاموات ».
و دائما على مستوى المنهج ، هناك عائق التجريب الذي يطرح مشاكل كبيرة ؛ فمن المشكلات التي تعترض العالم البيولوجي مشكلة الفرق بين الوسطين الطبيعي و الاصطناعي ؛ فالكائن الحي في المخبر ليس كما هو في حالته الطبيعية ، إذ أن تغير المحيط من وسط طبيعي الى شروط اصطناعية يشوه الكائن الحي و يخلق اضطرابا في العضوية و يفقد التوازن .
ومعلوم ان التجريب في المادة الجامدة يقتضي تكرار الظاهرة في المختبر للتأكد من صحة الملاحظات و الفرضيات ، و اذا كان الباحث في ميدان المادة الجامدة يستطيع اصطناع و تكرار الظاهرة وقت ما شاء ، ففي المادة الحية يتعذر تكرار التجربة لأن تكرارها لا يؤدي دائما الى نفس النتيجة ، مثال ذلك ان حقن فأر بـ1سم3 من المصل لا يؤثر فيه في المرة الاولى ، و في الثانية قد يصاب بصدمة عضوية ، و الثالثة تؤدي الى موته ، مما يعني أن نفس الاسباب لا تؤدي الى نفس النتائج في البيولوجيا ، و هو ما يلزم عنه عدم امكانية تطبيق مبدأ الحتمية بصورة صارمة في البيولوجيا ، علما ان التجريب و تكراره يستند الى هذا المبدأ .
و بشكل عام ، فإن التجريب يؤثر على بنية الجهاز العضوي ، ويدمر أهم عنصر فيه وهو الحياة .
و من العوائق كذلك ، عائق التصنيف و التعميم ؛ فإذا كانت الظواهر الجامدة سهلة التصنيف بحيث يمكن التمييز فيها بين ما هو فلكي أو فيزيائي أو جيولوجي وبين أصناف الظواهر داخل كل صنف ، فإن التصنيف في المادة الحية يشكل عقبة نظرا لخصوصيات كل كائن حي التي ينفرد بها عن غيره ، ومن ثـمّ فإن كل تصنيف يقضي على الفردية ويشوّه طبيعة الموضوع مما يؤثر سلبا على نتائج البحث .
وهذا بدوره يحول دون تعميم النتائج على جميع افراد الجنس الواحد ، بحيث ان الكائن الحي لا يكون هو هو مع الانواع الاخرى من الكائنات ، ويعود ذلك الى الفردية التي يتمتع بها الكائن الحي .
1-جـ- النقد : لكن هذه مجرد عوائق تاريخية لازمت البيولوجيا عند بداياتها و محاولتها الظهور كعلم يضاهي العلوم المادية الاخرى بعد انفصالها عن الفلسفة ، كما ان هذه العوائق كانت نتيجة لعدم اكتمال بعض العلوم الاخرى التي لها علاقة بالبيولوجيا خاصة علم الكمياء .. و سرعان ما تــمّ تجاوزها .
2-أ- نقيض الاطروحة : وخلافا لما سبق ، يعتقد البعض أنه يمكن اخضاع المادة الحية الى المنهج التجريبي ، فالمادة الحية كالجامدة من حيث المكونات ، وعليه يمكن تفسيرها بالقوانين الفيزيائية- الكميائية أي يمكن دراستها بنفس الكيفية التي ندرس بها المادة الجامدة . ويعود الفضل في ادخال المنهج التجريبي في البيولوجيا الى العالم الفيزيولوجي ( كلود بيرنار ) متجاوزا بذلك العوائق المنهجية التي صادفت المادة الحية في تطبيقها للمنهج العلمي .
2-ب- الادلة : و ما يثبت ذلك ، أنه مادامت المادة الحية تتكون من نفس عناصر المادة الجامدة كالاوكسجين و الهيدروجين و الكربون و الازوت و الكالسيوم و الفسفور ... فإنه يمكن دراسة المادة الحية تماما مثل المادة الجامدة .
هذا على مستوى طبيعة الموضوع ، اما على مستوى المنهج فقد صار من الممكن القيام بالملاحظة الدقيقة على العضوية دون الحاجة الى فصل الاعضاء عن بعضها ، أي ملاحظة العضوية وهي تقوم بوظيفتها ، و ذلك بفضل ابتكار وسائل الملاحظة كالمجهر الالكتروني و الاشعة و المنظار ...
كما اصبح على مستوى التجريب القيام بالتجربة دون الحاجة الى ابطال وظيفة العضو أو فصله ، و حتى و إن تــمّ فصل العضو الحي فيمكن بقائه حيا مدة من الزمن بعد وضعه في محاليل كميائية خاصة .
2-جـ- النقد : ولكن لو كانت المادة الحية كالجامدة لأمكن دراستها دراسة علمية على غرار المادة الجامدة ، غير ان ذلك تصادفه جملة من العوائق و الصعوبات تكشف عن الطبيعة المعقدة للمادة الحية . كما انه اذا كانت الظواهر الجامدة تفسر تفسيرا حتميا و آليا ، فإن للغائية إعتبار و أهمية في فهم وتفسير المادة الحية ، مع ما تحمله الغائية من اعتبارات ميتافيزيقية قد لا تكون للمعرفة العلمية علاقة بها .
3- التركيب : و بذلك يمكن القول أن المادة الحية يمكن دراستها دراسة العلمية ، لكن مع مراعاة طبيعتها وخصوصياتها التي تختلف عن طبيعة المادة الجامدة ، بحيث بحيث يمكن للبيولوجيا ان تستعير المنهج التجريبي من العلوم المادية الاخرى مع الاحتفاظ بطبيعتها الخاصة ، يقول كلود بيرنار : « لابد لعلم البيولوجيا أن يأخذ من الفيزياء و الكمياء المنهج التجريبي ، مع الاحتفاظ بحوادثه الخاصة و قوانينه الخاصة ».
Iii- حل المشكلة :وهكذا يتضح ان المشكل المطروح في ميدان البيولوجيا على مستوى المنهج خاصة ، يعود اساسا الى طبيعة الموضوع المدروس و هو الظاهرة الحية ، والى كون البيولوجيا علم حديث العهد بالدراسات العلمية ، و يمكنه تجاوز تلك العقبات التي تعترضه تدريجيا .






فاصل.....لنتامل الحكمة التالية قبل ان نواصل

* قال جبران خليل جبران ( أنت رحوم إذا أعطيت ولكن لاتنس وأنت تعطي – إن تدير وجهك عن الذي تعطيه فلا ترى حياءه عاريا امام عينيك .
* قال عبدالملك بن مروان ( افضل الناس من تواضع عن رفعة وعفا عن قدره وانصف عن قوة ).
* قال بلاتو ( غزو الإنسان لنفسه هو اعظم غزو يحققه الإنسان في حياته ) .
* قال تاجور ( ما اكثر القيود التي تربط الإنسان بالدنيا ولكن أعجبها جميعاً قيد الأمل ) .
* قال براتراند راسل ( الحياة اقصر من إن نقضيها في تسجيل الأخطاء التي ارتكبها غيرنا في حقنا وفي تغذية روح العداء بين الناس ) .
* قال عمر بن عبدالعزيز ( ما قرن شئ إلى شئ احسن من حلم إلى علم ومن عفو إلى مقدرة .
* قال امبروس ( قبل إن يتكلم الرجل الحكيم عليه إن يفكر تماماً فيما يقول وفيمن يستمع إليه وأين ومتى يتكلم .

* قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه ( ما كانت الدنيا هم أحد إلا لزم قلبه أربع فقر لايدرك غناه وهم لا ينقضي مداه وشغل لا ينفذ أول وأمل لايدرك منتهاه ) .
* عن علي بن أبى طالب رضي الله عنه قال ( من أعطى أربع خصال فقد أعطى خير الدنيا والآخرة وفاز بحظه منهما : ورع يعصمه عن محارم الله وحسن خلق يعيش به في الناس وحلم يدفع به جهل الجاهل وزوجة صالحة تعينه على مر الدنيا والآخرة ) .
* قال الامام مالك بن انس ( لا يؤخذ العلم من أربعة ويؤخذ ممن سوى ذلك ولا يؤخذ من سفيه ولا من صاحب هوى ولا ممن يكذب في أحاديث الناس ولا ممن لا يعرف ما يحدث به من حيث المصادر والاختيار ) .
* سأل أعرابي الخليل بن احمد ( ما أنواع الرجال ؟ فقال الخليل ( الرجال أربعة رجل يدري ويدري انه يدري فسلوه ورجل يدري ولا يدر انه يدري فذاك ناس فذكروه ورجل لا يدري ويدري انه لا يدري فذلك يسترشد فعلموه ورجل لا يدري ولا يدري انه لا يدري فذلك جاهل فارفضوه ) .














"ليس أمس سوى ذكرى اليوم،

وليس الغد سوى حلم اليوم..!"
















رد مع اقتباس