منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تدريب للمديرين
الموضوع: تدريب للمديرين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-08, 13:25   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة التربية الوطنية مديرية التربية لولاية
المفتّشية العامة تبســـة


الخدمة الداخلية
في ظل مشروع المؤسسة

ملتقى ولائي للمديرين والمسيرين الماليين
الثانويات
ليوم 02 قبرايــر 2008
بثانوية مالك بن نبي ـ تبسة


















من إعداد وتقديم: تحت إشراف مفتشي التربية الوطنية:
ـ السيد مويسي الزبير (مقتصد رئيسي) ـ السيد حفوظة محمد لعروسي
ـ السيد محي الدين علي (مقتصد) ـ السيد شعباني عزوز
خطـــة البــــحث

ـ المقدمــة
ـ الفصل الأول
1 ـ تعريف الخدمة الداخلية في المؤسسة التربوية.
2 ـ أهداف الخدمة الداخلية.
أ( مراقبة أعوان الخدمات.
ب( مراقبة المحلات.
ج( مراقبة التغذية.
د( أمن المؤسسة.
3 ـ أمن المؤسسة.
4 ـ تنظيم المصلحة الداخلية.
5 ـ علاقات المكلف بالخدمة الداخلية.

ـ الفصل الثاني:
1 ـ تعريف مشروع المؤسسة.
2 ـ علاقة مشروع المؤسسة بالخدمة الداخلية.
3 ـ الآليات الجديدة للخدمة الداخلية.
4 ـ أهداف الخدمة الداخلية في ضل المفاهيم الجديدة.
أ) الأهداف التربوية.
ب) الأهداف الاقتصادية.
ج) الأهداف التنظيمية.
5 ـ محصلة العمل بمشروع المؤسسة في الخدمة الداخلية.
ـ الخاتمة.

مقدمـــــــــة

كرس إصلاح النظام التربوي مقاربة التدبير بالمشروعي المؤسسة التربوية بوصفها كوحدة وظيفية للنظام التربوي بغية تحسين نوعية التعليم الممنوح، ترقية الحياة المدرسية داخل المؤسسة التربوية و رفع الأداء المدرسي ، وذلك من خلال إستثمار معطيات ومفاهيم ومقاربات وأدوات منهجية ملائمة في الإعداد والإنجاز والتتبع و التقويم.
وإعتماد نمط للتسيير الإداري و البيداغوجي يعتمد على تحرير المبادرات وتحميل المسؤولية و الانتقال بالمؤسسة التربوية من ادارة إجراءات إلى إدارة أهداف .
والتقدم في هذا السياق يقتضي الارتقاء بالتسيير إلى مرحلة الفعالية الإدارية التي تسمح بتجسيد جميع الموارد البشرية والمادية والعلمية ، وتنظيمها وتوجيهها نحو أهدافها، وذلك بطريقة تضمن الأداء الايجابي وتحقق الأهداف المسطرة.
ولا يختلف اثنان على أن التقدم في مجال التربية هو أساسا تقدم للإدارة التربوية المسؤولة وأن زوال المفهوم البيروقراطي والميكانيكي للإدارة من نشأته أن يدعم التسيير البيداغوجي و يرتقي بالحياة المدرسية.
من هذه المنطلقات تتجلى أهمية موضوع هذا العرض المتواضع الذي نضعه بين أيديكم لتبيان خلال تداعيات إصلاح النظام التربوي في مفهوم وتطبيقات الوظيفة للمصلحة أو الخدمة الداخلية داخل المؤسسة التربوية.
فالخدمة الداخلية في هذا المفهوم لم تعد ذلك النشاط الروتيني المعزول المنطوي والمحدود في الزمان والمكان، والخالي من المبادرات الفقيرة للأبعاد التربوية والديناميكية الجماعية في التسيير البعيدة عن الأليات والأساليب الجديدة التي أفرزت علوم وتكنولوجيات التسيير الحديثة بل أصبحت من الممكن أن تستفيد من التقنيات والمناهج الإدارية الحديثة في التسيير التي ترتكز على التحليل الموضوعي والأسلوب التشاركي في اتخاذ القرارات وإعطاء التوجيهات والاستفادة الجيدة من الموارد وتطبيق المخططات بدقة وفعالية.
إننا لا ندعي لأنفسنا شرف الإلمام بالموضوع ولا نزعم الإحاطة بكل جوانبه، وإنما نضع بين أيديكم رؤية مبنية على تجارب ميدانية واستنتاجات واجتهادات شخصية وقراءات متواضعة للمرجعيات التربوية والمنهجية والرسمية، وفي المقابل فإننا نجزم بأن إشراككم لهذا العرض بالنقاش والحوار سوف يغني هذا العمل ويجعل إطارمرجعي فيما حواه من مفاهيم ومنهجيات.
ولقد حرصنا في هذا العرض على تقديم فصلين: الأول أفردناه للتعريف بالمصلحة الداخلية قبل الإصلاحات وحاولنا في الفصل الثاني ملامسة المفاهيم التي آلت إليها الخدمة الداخلية في إطار الاصلاحات التربوية الجديدة و مشروع المؤسسة.
وفي الأخير نثني على تشريفكم لنا بالحضور والشكر والثناء موصولا أيضا إلى السادة مفتشي التربية الذين شرفونا أيما تشريف بإعداد هذا العمل المتواضع، ولا نسى توجيه التحية إلى القائمين على المؤسسة على حسن الإستقبال و طيب الإحتفاء ومن الله نرجوا لنا ولكم التوفيق وحسن الجزاء.

الفصــــل الأول

I ـ تعريف الخدمة الداخلية في المؤسسة التربوية:
هي عبارة عن نشاطات منظمة أسبوعيا تسهر عليها مصلحة المقتصدية والتي تشمل كل مظاهر الحياة المدرسية وذلك بالتسيير الجيد و الاستغلال الأمثل لكل امكانيات المؤسسة المادية و البشرية لإنجاح عمل الطاقم التربوي و الإداري و بالتالي توفير الجو اللائق لتمدرس التلميذ الذي يمثل محور العملية التربوية أولا و أخيرا.


II ـ أهداف الخدمة الداخلية:
أ ـ مراقبة أعوان الخدمات و أعمالهم.
ب ـ مراقبة المحلات.
ج ـ فحص الغذاء.

أ ـ مراقبة أعوان الخدمات وأعمالهم:
للقيام بهذه المهمة والمتمثلة أساسا في الرقابة الدورية لأعوان الخدمات من حيث الحضور والغياب وكذا الأعمال المنجزة ومدى اتقانها وإتمامها في وقتها المحدد، لابد من انجاز جدول توزيع المهام الأسبوعي للعمال والحراس يبرز فيه بوضوح مهام وأعمال و توقيت كل عون.

ب ـ مراقبة المحلات:
يجب على الموظف المكلف بالخدمة الداخلية أن يقوم بتفقد و مراقبة مختلف محلات و هياكل المؤسسة من حيث:
1) النظـافة: يتحقق الموظف المداوم من نظافة المرافق (مكاتب، مدرجات، دورات المياه) وتهوئة الأقسام وتنظيفها يوميا بالكنس وازالة الغبار والغسل بالماء والمطهرات والمنظفات وإزالة الكتابات من على الجدران بعناية مع الاهتمام بالساحة وملاعب الرياضة وإزالة كل الشوائب التي تؤثر أو تتسبب في مكروه للتلميذ أو غيره، وفي المؤسسات ذات النظام الداخلي والنصف داخلي يجب العناية خاصة بنظافة المطبخ ومرافقه احتياطا من خطر التسمم الذي يمكن أن يحدث نتيجة سبب قد يبدو بسيطا أول الأمر، لذا يجب السهر على نظافة الأواني والمطبخ والمخزن بالغسل المنتظم بالمنظفات والمطهرات بعد كل استعمال، ويجب وضع السلع أو البضائع في مكان تتوفر فيه التهوية الكافية وفوق رفوف عازلة.

2 ـ التهوئة: تُراقب المحلات الدراسية والمكاتب المختلفة يوميا من حيث التهوئة وذلك بفتح النوافذ لتجديد الهواء والعمل على أن يكون كل محل به منفذ للتهوئة.

3 ـ الصيانة: أثناء الدورة اليومية يتفقد العون المكلف كل محلات وهياكل المؤسسة ويسجل النقائص الملاحظة ويراقب التصليحات المبرمجة خلال اليوم السابق ومدى إنجازها ويسجل تصليحات جديدة تقدم لمصلحي العتاد مع توفير كل اللوازم والمواد لإنجاز هذه الأعمال بصورة جيدة، حيث ينبغي تنظيف المراقد و الأسرة و الأغطية أو تغييرها إن إقتضت الضرورة .

ويشعر المداوم المقتصد بأي نقص أو إتلاف في التقرير اليومي مع إيلاء عناية خاصة بالحفاظ على أدوات المخابر والورشات والوسائل السمعية البصرية وأدوات النشاطات الثقافية والرياضية وإنجاز الجرد ومسك السجلات والبطاقات الخاصة بهذا الغرض.

4 ـ الإنارة: تتم مراقبة الإنارة الخارجية والداخلية للمؤسسة مع تغيير المصابيح الكهربائية غير الصالحة وتدعيم المحلات التي تنقصها الإنارة وخاصة تلك البعيدة عن أشعة الشمس كالمكاتب الداخلية و المخازن المختلفة.

5 ـ التدفئة: يتفقد المكلف بالخدمة الداخلية وضعية التدفئة بكل المحلات البيداغوجية و الإدارية المختلفة، ويتأكد من وصول الحرارة بصورة منتظمة وعادية ويلاحظ تسربات الماء المحتملة ومدى صلاحية التجهيزات كما يتأكد من توفر الوقود والتبليغ عن نقص قبل فوات الأوان حتى يتم التدارك في الحين.

6 ـ المساحات الخضراء: يراقب المكلف بالمصلحة الداخلية وضعية نباتات الزينة ويحث على الاعتناء بالمساحات الخضراء (تقليم، سقي وتجميل المحيط بغرس شجيـرات
جديدة وقلع الحشائش الضارة).

ج ـ فحص التغذية:
يقوم المكلف بالمصلحة باستقبال السلع والمواد المختلفة ومراقبتها من حيث النوعية المتفق عليها حيث يتم إحصاؤها وتسجيلها رفقة المخزني، ويشارك في إعداد الوجبات الأسبوعية بالتنسيق مع مقتصد المؤسسة والعمل قدر الإمكان على أن تكون الوجبات متوازنة ومتكاملة وصحية، ومن ثم تُعرض على طبيب الوحدة الصحية أو القطاع الصحي القريب من المؤسسة للمراجعة والمصادقة.

كما يعمل المكلف بالمصلحة على الرقابة الدائمة والمركزة لوضعية المطبخ والمطعم وخاصة كيفية تحضير الطبق الشاهد (Plat Témoin) ويشير على المقتصد باستبدال الأعوان غير المؤهلين لوظيفة طبخ الأطعمة وتحضير الوجبات مع مراقبة شهاداتهم الطبية كل ستة ستة (06) أشهر.

III ـ أمن المؤسسة:
* يسهرالمكلف بالمصلحة على توفير كل الشروط الأمنية بالمؤسسة وخاصة توفيرالهاتف بالحجابة مع الأرقام الهاتفية لكل المصالح الهامة للاتصال بها عند الحاجة.
* معاينة ومراقبة كل ما يمكن أن يتحول إلى خطر بالمؤسسة وممتلكاتها والأشخاص الموجودين فيها خاصة التلاميذ، فلا يغفل عن إحتمال حدوث أي شيء مثل تسرب الغاز، تعرية خيوط كهربائية، خلل في جهاز التدفئة، مدخل غير محروس مع التأكد من غلق الأبواب غير المستعملة كما يتابع عملية اصلاح العطب والتأكد من ذلك لضمان أمن المؤسسة وما فيها مع تقديم اقتراحات لكل مشكل قد يعالج داخليا أو بتدخل السلطات المحلية بطلب من مدير المؤسسة أو مدير التربية أو مساعده.
* كما يتفقد موضع قارورات الإطفاء و مراقبة الصلاحية للإستعمال ومدى مطابقتها للمخطط الأمني المعتمد بالمؤسسة.
* السهر على احترام قواعد الأمن فيما يخص دخول وخروج الأشخاص وتنقلهم، ويحث أعوان الوقاية والأمن على فتح سجل رسمي خاص في مدخل المؤسسة حيث يدرج فيه كل مراجع الزوار(إسم الزائر- رقم بطاقة التعريف- تاريخ صدورها- تاريخ الزيارة و سببها)، وفي كل نهاية يوم يقدم تقريرا مفصلا في هذا الشأن من نسختين تحت إشراف الموظف المداوم الذي بدوره يسهر على تحليل ما جاء في التقرير مع تدوين ملاحظاته.


IV- تنظيم المصلحة الداخلية:
يتكفل بالمصلحة الداخلية نواب المقتصدين وأعوان الإدارة أو المقتصد إذا كان عدد الموظفين بالمقتصدية أقل من أربعة(04).

تقوم كل مؤسسة بوضع توقيت يتناسب و نمطها ونظامها أوخصوصيتها، ونعرض فيما يلي النماذج الأكثر شمولية والأكثر استعمالا:

أ ـ في المؤسسات ذات النظام الداخلي:
التوقيـــــت الأعمـال المسنـــدة
من سا 07:00 إلى سا 07:30 حضور إلى فطور الصباح
من سا 07:30 إلى سا 08:00 دورة تفقدية عامة لمرافق المؤسسة
من سا 08:00 إلى سا 08:30 تحضير التقرير اليومي
من سا 08:30 إلى سا 11:30 أعمال المكتب مع دورات تفقدية
من سا 11:30 إلى سا 13:00 حضور بالمطعم
من سا 15:00 إلى سا 17:00 أعمال بالمكتب و دورات تفقدية
من سا 19:00 إلى سا 20:00 حضور بالمطعم (عشاء)


ب ـ في المؤسسات ذات النظام النصف الداخلي:
التوقيـــــت الأعمـال المسنـــدة
من سا 07:30 إلى سا 08:00 جولة عامة تفقدية لمختلف أجنحة المؤسسة مع تسليم و استقبال السلع الغذائية ومراقبتها.
من سا 08:00 إلى سا 08:40 أعمال إدارية مكتبية يتسلم خلالها مسؤول الخدمة الداخلية تقريرا موضحا فيه تأخرات وغيابات العمال ويسجل فيه الأعمال والتصليحات المنجزة من طرف مصلح العتاد والاتفاق على برمجة إسناد أعمال جديدة لمختلف الأعوان.
من سا 08:40 إلى سا 12:00 أعمال إدارية مختلفة تتخللها جولات فجائية لمختلف هياكل وجهات المؤسسة ورقابة نشاطات العمال.
من سا 12:00 إلى سا 12:30 الحضور لمراقبة تناول وجبة الغذاء
من سا 15:00 إلى سا 17:00 أعمال بالمكتب و جولات تفقدية
ج ـ في المؤسسات ذات النظام الخارجي:
التوقيـــــت الأعمـال المسنـــدة
من سا 07:30 إلى سا 08:00 جولة في المؤسسة لمراقبة حالة المحلات والتأكد من حضور أعوان الخدمة.
من سا 08:00 إلى سا 12:00 أعمال المكتب مع دورات تفقدية.
من سا 14:45 إلى سا 17:30 أعمال المكتب مع دورات تفقدية.

ملاحظـــة:
في المؤسسات الملحقة المسيرة بالنيابة يقوم مدير المؤسسة بمتابعة الخدمة الداخلية أو يكلف نائبه.

V- علاقات المكلف بالخدمة الداخلية:
يعتبر المداوم هو المحور الذي تدور حوله جميع الأعمال التي تنصب في إطار تهيئة وتحضير الجو المناسب لتمدرس التلاميذ وعليه فإنّ علاقته بمستشارية التربية تكون بتنظيم الحياة داخل مختلف المرافق (الأقسام، المطعم، النادي، مساحات اللعب والترفيه).

كما تكون له علاقة مباشرة مع المخزني ويمكن أن يعتمد عليه في تنظيم وتوزيع الأعمال ومراقبة إنجازها ومسك بطاقات وتسجيلات دخول المواد الغذائية ومواد الصيانة والنظافة ومراقبة أوجه استعمالها وله علاقة أيضا مع مصلح العتاد ومسؤول الخدمة الداخلية ورئيس فرقة الأمن والوقاية وكذا جميع الأعوان وذلك بالتنسيق بينهم وتوجيههم وتحديد أعمال كل واحد منهم.

الفصــل الثــاني

الخدمة الداخلية في ضل الإصلاحات الجديدة ومشروع المؤسسة
أصبح للخدمة الداخلية في ضوء الإصلاحات ومشروع المؤسسة دور جديد ومفهوم يساير نسق الأهداف المرسومة والخطوات المسطرة فيها، وإعادة تشكيل الأدوار التقليدية للفاعلين في المؤسسة التربوية وذلك من الحتميات التي يقتضيها التسيير بالمشروع.

وسنبرز معالم التصورات الجديدة للخدمة الداخلية في ظل هذه التحولات، من خلال تبيان علاقة الخدمة ودورها في مشروع المؤسسة وكذا الآليات والأهداف الجديدة للخدمة الداخلية.

I ـ تعريف مشروع المؤسسة:
عرف المرجع التربوي الرسمي والمتمثل في المنشور الوزاري 153/2006 المتعلق بتفعيل العمل بفكرة مشروع المؤسسة هذا الأول (مشروع المؤسسة) على أنه جملة من الاختبارات البيداغوجية والأنشطة العلمية الخاصة يرسمها الفريق التربوي والإداري بالمؤسسة لتنفيذ وتحقيق الأهداف التالية :
ـ تحسين نوعية التعليم الممنوح
ـ رفع الأداء المدرسي
ـ ترقية الحياة المدرسية داخل المؤسسة التربوية و ذلك بإشراك كل الأطراف المعنية في المؤسسة التربوية لتنفيذ الخطة التربوية المتفق عليها.

ويرتكز مشروع المؤسسة على ما يلي :
ـ وضع المتعلم في مركز العملية التربوية.
ـ تحرير المبادرات و تحميل المسؤولية.
ـ إشراك مختلف الفاعلين في تجسيد مشروع المؤسسة.
ـ جعل المؤسسة فضاء تربويا حقيقيا.
ـ تحديث طرق تسيير و تنظيم المدرسة.
وكل الأهداف المشار إليها سابقا وكذا المرتكزات هي من صميم الخدمة الداخلية وأهدافها. كما أن المقصود بالإصلاحات الجديدة جملة الشروط والمرجعيات المحددة في القانون التوجيهي للتربية الوطنية رقم 08/04 المؤرخ في 23 جانفي 2008.

II ـ علاقة مشروع المؤسسة بالخدمة الداخلية:
أشرنا في بداية العرض إلى المفهوم الجديد للخدمة الداخلية بمحطاتها الثلاثة: مراقبة المحلات، مراقبة العمال القائمين على الخدمات وكذا التغذية ثم أمن المؤسسة. وقلنا أنها لم تعد مجرد نشاط محايد داخل المؤسسة التربوية، لسبب وحيد على الأقل يتلخص في الآثار التربوية والبيداغوجية التي قد يحدثها هذا النشاط في ترقية الحياة المدرسية داخل المؤسسة ويمكن إضافة حقيقة أن العمل بالمشروع يؤدي حتما إلى إعادة تشكيل الأدوار التقليدية للفاعلين الرئيسيين في المؤسسة التربوية، فيصبح دور القائمين على المصلحة الداخلية يتجاوز مجرد المراقبة والملاحظة والتسجيل إلى التشخيص والتحليل ورسم الأهداف، وهذه الأخيرة هي تنسب الآليات أو المحطات المفصلة في التدبير أو التسيير بالمشروع.

ونود أن نشير في معرض الحديث إلى أهمية الخدمة الداخلية في منظور التسيير بالمشروع، إلا أن مشروع المؤسسة حسب إطاره القانوني، هو جملة من الاختيارات البيداغوجية، والأنشطة العملية الخاصة التي يرسمها الفريق التربوي والإداري من أجل تحقيق الأهداف المرسومة.
ولأن الأمر يتعلق بالخدمة الداخلية يسمح لنا بتحييد الأساليب البيداغوجية البحتة على الرغم من أهميتها لنركز على التسيير الإداري لوعاء للتغييرات التي جاءت بها الإصلاحات الجديدة.

ولإبراز الخدمة الداخلية نضرب لذلك مثلا:
إن قيام التلميذ برمي الأوراق غير الصالحة للإستعمال في سلة المهملات عوض رميها هكذا بشكل عشوائي داخل القسم، يفعل ذلك وهو يعي أن هذا الفعل تقتضيه الضرورة الأخلاقية، الإستجابة إلى دعوة القائمين على الجانب التحسيسي والتوعوي في الحفاظ على نظافة القسم ومن ثم المدرسة هو فعل صغير في حجمه لكنه كبير في معناه ويعكس كل الأبعاد التربوية والبيداغوجية والإجتماعية التي يمكن الوصول إليها إذا ما عملنا استراتيجية تشاركية، حيث يعطي صورة مصغرة عن قدرة الخدمة الداخلية كنشاط في استيعاب المفاهيم الجديدة في التسيير.

إن حركة التلميذ داخل القسم وفي المحلات والحجرات الأخرى أو أي مكان في المدرسة، هذه الأماكن تعد محل وموضوع الخدمة الداخلية حيث يجعل لها أهمية لا يستهان بها في الإرتقاء بالتلميذ كهدف محوري.

III ـ الآليات الجديدة للخدمة الداخلية:
لعل تحول أسلوب تسيير الخدمة الداخلية من المصالح الإقتصادية في مرحلة التخطيط ورسم الأهداف، إلى فريق قيادة مشروع المؤسسة يجعل منه آلية جديدة لتنظيم المصلحة الداخلية في مراحله الأولى، ثم تأتي آلية مجلس التنسيق الإداري كمرحلة أخيرة لتنفيذ العمليات المزمع القيام بها في الفترة الزمنية المحددة في المشروع وبذلك تصبح الخدمة الداخلية اداة تنفيذ والمحطات المذكورة سابقا (فريق قيادة المشروع ومجلس التنسيق الإداري) آليات جديدة لتنظيم المصلحة الداخلية بما يساير الإختيارات البيداغوجية والأنشطة العملية الخاصة التي يرسمها الفريق التربوي و الإداري لتحقيق الأهداف المنشودة.

باستعمال المخططات المقترحة (نموذج 1 و 2) المرفقة لهذا العرض كوثائق قاعدية لإثبات وتنفيذ العمليات حسب الفترة الزمنية المرغوب فيها.

ويجد هذا الأمر مبررا له في الإستفادة من الأطراف الأخرى في عملية التوعية والتحسيس بالأهداف التي تصبو إليها الخدمة الداخلية غير تلك التي تتعلق مثلا بالنظافة والمراقبة والمتابعة.

إن مجلس التنسيق الإداري يعد بذلك آلية جديدة لتنسيق الجهود وتفعيل المبادرات التي ترمي إلى أسلوب جديد في التسيير يؤازر تلك المجهودات والمبادرات القائمة في الشق البيداغوجي والتربوي.



IV ـ أهداف الخدمة الداخلية في ضل الإصلاحات الجديدة:
إن زوال الدور التقليدي للخدمة الداخلية الذي يكتفي بالمراقبة والتسجيل فقط، يعود إلى تبلور التصور الجديد للأهداف التقليدية كنظافة المحلات، ومراقبة العمال، وتنظيـــم المطعم وفحص السلع والبضائع الموجهة للإطعام.

وتتلخص الأهداف الجديدة فيما يلي:

أ‌) الأهداف التربوية:
ونعني بذلك الارتقاء بالجانب التربوي والأخلاقي للتلميذ، بحيث يستوعب من خلال عمليات لتخسيس والتوعية التي يقوم بها الفريق التربوي والإداري جنبا إلى جنب جملة من القيم والسلوكات التي تساعد القائمين على الخدمة الداخلية في تأدية مهامهم بكل سهولة وفعالية، ويكتسب بذلك التلميذ مفاهيم وسلوكات اجتماعية تمكنه من الإسهام في الارتقاء بالمجتمع ككل.

ب‌) الأهداف الاقتصادية:
إن بلوغ الأهداف التربوية والاجتماعية والسلوكية سوف يكون لها بعيد الأثر على الاستثمار والتوظيف الأمثل للإمكانات المادية والبشرية التي تستعملها الخدمة الداخلية.

< فرمي الأوساخ مثلا في الأماكن المخصصة لها سوف يوفر الجهد الوقت لعمال النظافة ويمكن استغلالها في القيام بأعمال أخرى تؤثر إيجابا على المؤسسة ككل. > ويمكن إسقاط هذا المثال على جميع الأعمال والنشاطات التي يقوم بها القائمون على الخدمة الداخلية.

V ـ محصلة العمل بمشروع المؤسسة في الخدمة الداخلية:
إن الخدمة الداخلية كمصلحة إن صح التعبير، وكجملة من الخدمات والنشاطات الموجهة أساسا إلى الاعتناء ومراقبة المحلات والعمال، وأمن المؤسسة، هي من جانب أداة حيوية في المؤسسة يمكن استثمارها وتوظيفها في مشروع المؤسسة نظرا لدورها الحيوي ووسائلها الفعالة وبعدها البيداغوجي والتربوي والمادي والمالي والعلائقي والمحيطي.

وعلى هذا النحو يمكن لها من جانب آخر أن تكسب المجهود المبذول داخل المؤسسة التربوية قيمة مضافة تغني بها مشروع المؤسسة من جميع جوانبه ككل.
الخاتمـــــــــة

إن المصلحة الداخلية في ضل الإصلاحات الجديدة وفي إطار المرجعيات القانونية والمنهجية سوف تكسب لا محالة التسيير الإداري جملة من المعايير والنتائج نختم بها هذا العرض نوجزها فيما يلي:
ـ تكوين ثقافة تسيير جديدة مبنية على الصراحة والصدق والمسؤولية وعدم التحيز.
ـ خلق جو عمل جديد.
ـ تشجيع المبادرة الفردية.
ـ القضاء على البيروقراطية عن طريق تفويض صلاحيات التنفيذ إلى الأشخاص المشرفة على الهدف.
ـ اعتماد التشاركية بلا حدود حيث فتح المجال أمام الحميع للمساهمة بأفكارهم كشركاء حقيقيين وفاعلين.
ـ خلق أسلوب تفكير إبداعي وابتكاري يدخل فيه عامل التخطيط والتنفيذ معا في سبيل تحسين نوعية وجودة الأداء المدرسي.
ـ والهدف الإستراتيجي النهائي للأسلوب التشاركي في التسيير هو المحاولة الجادة لإحداث حالة من التحكم في الظروف المحيطة لصالح متخذ القرار.
وبذلك نختم العرض ولا نختم النقاش والحوار الذين سوف يغنيان ما تقدم عرضه بشكل مفيد.










رد مع اقتباس