[أمير جزائري حر]

//


02 - همزة الوصل ؟ أم همزة القطع ؟


مما عمّت به البلوى أيضا...


ولا ندري هل هو الجهلُ بالفرق بينهما أم هو التهاون والعجلة في الكتابة من لوحة المفاتيح أو من الهاتف المحمول ..


وهذا بحث مختصر في هذا الشأن..


==================

تعريف همزة الوصل :

هي همزة [ا] أو [ ألف وصل ] نزيدها في بداية الكلمة التي أولها ساكن لتسهيل النطق بها ..


السؤال: متى ننطق بها وكنى نُسقطها ؟


والجواب هو:

ننطق بهمزة الوصل إذا كانت في بدء الكلام .. ونسقطها إذا جاءت في دَرْج الكلام [ في وسطه = في الوصل ]

صورتها في الكتابة الإملائية هي حرف ألف من غير وضع رأس عين صغيرة فوقها أو تحتها [ء]؛ وذلك لتمييزها عن همزة القطع ..

أولا : دخول همزة الوصل على الحروف ..

لا تدخل همزة الوصل [أو ألف الوصل ] على شيء من الحروف إلا على اللام التي للتعريف ..

**

ثانيا : دخول همزة الوصل على الأسماء ..

تدخل همزة الوصل على نوعين من الأسماء ؛ السماعية والقياسية ..

والسَّماعِيّ في اصطلاح علماءِ العربية هو ما لم تذكر له قاعدةٌ كليَّة مشتملة على جزئياته ، بل يتعلَّق بالسماع من أَهل اللسان العربي ويتوقف عليه .. أي هي محفوظة عن العرب .. أما القياسي فهو عكس ذلك [ له قاعدة تضبطه .. ]

أ/ الأسماء السَّماعية:

هي أحد عشر اسمًا :

اِبْن، اِبنة، اِبنُم، اِثنان، اِثنتان، اِمرؤ، اِمرأة، اِسْم، اَسْت، اَيمن الله و اَيم الله للقسم

ب/ الأسماء القياسية:

أ / مصادر الأفعال الخماسية المبدوءة بهمزة، مثل : افتراء، اختلاف، ابتغاء ..

ب / مصادر الأفعال السداسية المبدوءة بهمزة، مثل : استعجال، استغفار ..

ثالثا : دخول همزة الوصل على الأفعال ..

تكون همزة الوصل في الأفعال قياسية و وجه ذلك 03 حالات :

أ/ دخولها على الأمر من الفعل الثلاثي، مثل : اكتب، انظر، اخرج، اذكروا ..

ب / دخولها على الأمر من الفعل الخماسي، مثل : انطلقوا، انتظروا .. ، والماضي منه مثل : اقترب، اعتدى ..

جـ / دخولها على الأمر من الفعل السداسي، مثل : استغفروا، استأْجرْه .. ، والماضي منه، مثل : استسقى، استطعما ..

*****

دخول " ال" التعريف على همزة الوصل
.

جاء في كتاب (الأزهية في علم الحروف) [ص 26]، لعليّ بن محمد الهَرَوي:

" فإذا أدخلتَ الألف واللام على ألف الوصل، كسرتَ اللامَ لاِجتماع الساكنين، وحذفتَ ألف الوصل في اللفظ، كقولك: (الاِسْمُ) و(الاِبْنُ) و(الاِنْطلاق) و(الاِكتساب) و(الاِستخراج) ونحوها. فإذا أدخلتَها على ألف القطع، أثْبَتَّ ألف القطع على حركتها، كقولك: (الأخ) و(الأخت) و(الأبواب) و(الأبيات) و(الإكرام) و(الإرسال) و(الأكل) و(الأخذ) ونحوها) ... "

وجاء في (شرح شافية ابن الحاجب) للرَّضِيّ الأستراباذي [2/237-238]:

" وتحريكُ لامِ التعريف الداخلةِ على همزة الوصل، نحو: (الاِبن) و(الاِسم) و(الاِنطلاق) و(الاِستخراج)، مِن بابِ تحريك أوَّلِ الساكنَيْن بالكسر لِيُمْكِنَ النُّطقُ بالثاني، في نحو: (قَــدِ استخرج) و(هَــلِ احتقر)؛ لأن همزة الوصل حركتها تسقُط في الدَّرْج، فيلتقي ساكنان: لامُ التعريف والساكن الذي كان بعد همزة الوصل ...)

***


أما في الشعر فقد يلتزم الشاعر بالقاعدة السابقة .. وقد لا يلتزم وهي ما تسمى بالضرورات الشعرية، فيلجأ الشاعر إلى " قطع همزة الوصل " أو إلى " وصل همزة القطع " ..

مثال 1 : الشاعر التزم بالقاعدة

ما لي سِوَى فقري إليك وسيلة *** فبِــالاِفْتِقَارِ إليك فَقْرِيَ أدْفَعُ

وبكتابتها عروضيا تكون كما يلي :

فَبِلِفْتِقَارِ ..

**

مثال 2 : الشاعر لم يلتزم بالقاعدة ..

وقطع همزة الوصل ليحافظ على الوزن ..

وأخو الإنْتقامِ ناعمُ بالٍ *** يتشفَّى بكُلِّ ثأرٍ مُنِيمِ

وبكتابتها عروضيا تكون كالتالي :

وَأَخُلْ إِنْتِقَامِ .. الخ