منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - *«•¨*•.¸¸.»منتدى طلبة اللغة العربية و آدابها «•¨*•.¸¸.»*
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-08-20, 23:43   رقم المشاركة : 335
معلومات العضو
**د لا ل**
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع الرسالة: التداولية: مقاربة تحليلية

تقديم:

لم يعد التياران البنوي و التوليدي في أيامنا التيارين الوحيدين الذين يهيمنان على ساحة الدراسات اللسانية. فقد أفرزت المعرفة نظريات و مفاهيم لغوية متباينة في الأسس المعرفية. انبتفت عنها تيارات لسانية جديدة منها التيار التداولي. ومن المفيد في هذا السياق أن نثير إلى نشأة التداولية توافق تقريبا مع نشأة العلوم المعرفية. و التي جاءت على حد تعبير جاك موشلار و آن روبولت ردا على التيار السلوكي. وقد ساهمت التداولية في برامج البحت الذي حددته هذه العلوم المعرفية(علم النفس،اللسانيات،فلسفة العقل،الذكاء الإصطناعي و علوم الأعصاب.....) ويمكن إجمال مساهمة التداولية في الطريقة الآتية: توضيح اشتغال العقل وبيان كيف أن العقل -البشري خصوصا- يكتسب معارف و يطورها و يستعملها اعتمادا،من جملة ما يعتمد، على الحالة الذهنية.
التداولية: مقاربة مفاهيمية.
إن الحديث عن التداولية و عن شبكتها المفاهيمية يقتضي الإشارة إلى العلاقات القائمة بينها و بين الحقول المختلفة لأنها تشي بانتمائها إلى حقول مفاهيمية تضم مستويات متداخلة، كالبنية اللغوية، و قواعد التخاطب و الإستدلالات اللغوية و العمليات الذهنية المتحكمة في الإنتاج و الفهم اللغويينن، و علاقة البنية اللغوية بظروف الإستعمالات.
1-تعريف التداولية
يمكن القول بأن التداولية تمثل حلقة وصل هامة بين حقول معرفية عديدة منها: الفلسفة التحليلية، متمثلا في فلسفة اللغة، و منها علم النفس المعرفي متمثلا في "نظرية الملائمة « la theorie de pertinence » على الخصوص، و منها علو التواصل و منها اللسانيات التي تعتبر أقرب الحقول المعرفية إلى التداولية. و في هذا الصدد يمكن أن نقر أن قضية التداولية هي إيجاد القوانين الكلية للإستعمال اللغوي و التعرف على القدرات الإنسانية للتواصل اللغوي، و من ثم أصبح من الجدير أن تسمى التداولية: علم الإستعمال اللغوي.
و في إطار تعريفنا للتدولية يمكن التمييز بين التداولية كمقابل للمصطلحين الإنجليزي و الفرنسي pragmatics و pragmatique و عن ما يسمى pragmatisme و التي تقابل النفعية متمثلة في المذهب الذي يتخد القيمة العملية التطبيقية قياسا للحقيقة ، معتبرا أنه لا شيء حقيقي إلا كل ما ينجح2، و قد صاغ هذا المذهب بيرس عام 1879، و طوره كل من وليام جيمس و جون ديوي و ريتشاردو روتي.
2- مفهوم الفلسفة التحليلية:
نشأت الفلسفة التحليلية في العقد الثاني من القرن العشرين في فيينا بالنمسا على يد الفيلسوف الألماني Gttlob Freg (1848-1925) في كتابه les fondations de l’armithique (أسس علم الحساب)، حيت ذهب آخرون إلى أن الفلسفة لم تنشأء إلا مع فلاسفة المدرسة الإنجليزية الحذيثة جورج مور، بيرتراند راسل، فيتغنشتاين ثم كارناب و آير في أواسط القرن العشرين.
ومن أهم التحليلات اللغوية التي أجراها فريجه على العبارت اللغوية وعلى القضايا تمييزه بين مقولتين لغويتين مفهوميا ووظيفيا وهما اسم العلم والإسم المحمول. وهما عماد القضية الحملية وقد بين فريجه أن المحمول يقوم بوظيفة التصور،أي يقوم بإسناد مجموعة من الخصائص الوصفية الوظيفية إلى اسم العلم، أما هذا الأخير فإنه يشير إلى شيء فرد معين وهو عاجز تماما عن استخدامه كمحمول. ويمكن ان نجمل مفهوم الفلسفة التحليلية في جملة من المطالب والاهتمامات التي تتلخص في ما يلي:
 ضرورة التخلي عن أسلوب البحث الفلسفي القديم وخصوصا جانبه الميتافيزيقي (ضدا على الفلسفة الكلاسيكية).
 تغيير بؤرة الاهتمام الفلسفي من موضوع "نظرية المعرفة" إلى موضوع "التحليل اللغوي".
 تجديد وتعميق بعض المباحث اللغوية، ولاسيما مبحث "الدلالة" والظواهر اللغوية المتفرعة عنها.

II-مهام التداولية:
تتلخص مهام التداولية في ما يلي:
دراسة "استعمال اللغة" عوضا عن "دراسة اللغة"، التي هي من اختصاصات اللسانيات بمعنى دراسة المستويات الصوتية و التركيبية و حتى الدلالية.
دراسة الآليات المعرفية(المركزية) التي هي أصل معالجة الملفوظات وفهمها فالتداولية تقيم روابط وشيجة بين اللغة والإدراك عن طرق بعض المباحث في علم النفس المعرفي.
دراسة الوجوه الاستدلالية للتواصل الشفوي فتقيم-من ثم- روابط وشيجة بين علمي اللغة والتواصل.
III-أبرز المفاهيم التداولية :
سنحاول في هذا الفصل أن نتطرق إلى أبرز المفاهيم والمصطلحات التي تقوم عليها التداولية المعاصرة والتي يستعملها الباحثون في هذا الحقل :
1- مقتضيات القول (les Implicites) :
مفهوم أجرائي تداولي يتعلق برصد جملة من الظواهر المتعلقة بجوانب ضمنية وخفية من قوانين الخطاب، وتحكم هذه الجوانب ظروف أهمها :
أ‌- الافتراض المسبق (pré-supposition):
ويطلق عليها بعض الباحثين أمثال طه عبد الرحما في كتابه (اللسان والميزان) "بالإضمارات التداولية". ففس كل تواصل لساني ينطلق الشركاء من معطيات وافتراضات معترف بها ومتفق عليها بينهم. وتشكل هذه الافتراضات الخلفية التواصلية الضرورية لتحقيق النجاح في عملية التواصل.
مثال : كيف حال زوجتك وأولادك ؟
فالافتراض المسبق للملفوظ هو أن الشريك متزوج وله أولاد ، وأن الشؤيكين تربط بينهما علاقة ما تسمح بطرح هذا السؤال.
ب‌- الأقوال المضمرة (les sous-entendus) :
والتي ترتبط بوضعية الخطاب ومقامه على عكس الافتراض المسبق الذي يحدد على أساس معطيات لغوية، وتعرف كاثريين أركيوني في كتابها «L’implicite » "القول المضمر هو كتلة المعلومات التي يمكن للخطاب أن يحتويها ولكن تحقيقها في الواقع رهين خصوصيات سياق الحديث".
مثال : إن السماء ممطرة.
فالسامع لهذا الملفوظ قد يعتقد أن القائل أراد أن يدعوه إلى :
 المكوث في بيته.
 الإسراع في عمله حتى لا يفوته الموعد.
 الانتظار والتريث حتى يتوقف المطر.
 عدم نسيان مظلته عند الخروج.
والفرق بين الافتراض المسبق والأقوال المضمرة أن الأول وليد السياق الكلامي والثاني وليد ملابسات الخطاب.
2-الإستلزام الحواري(المحاداثي) les implications conversationnelle:
فقد ضمن غرايس في كتابه "logique et covesation" هذه النظرية،حيت لاحظ أن بعض اللغات الطبيعية في بعض المقامات تدل على غير محتواها القضوي و يتضح هذا في الحوار الآتي بين الأستاذين "أ"و "ب":
الأستاذ "أ": هل الطالب مستعد لمتابعة دراسته الجامعية في قسم الفلسفة؟
الأستاذ "ب": إن الطالب لاعب كرة ممتاز.
فأجابة الأستاذ "ب" تدل على معنيين اثنين في نفس الوقت،أحدهما حرفي و الآخر مستلزم. معناها الحرفي أن الطالب لاعب كرة ممتاز، و الإستلزامي أن الطالب المذكور ليس مستعدا لمتابعة دراسته الجامعية بقسم الفلسفة.
و لوصف هذه الظاهرة يقترح غرايس(1975) نظريته المحادثية التي تنص على أن التواصل الكلامي محكوم بمبدإ عام(مبدأ التعاون) و الذي ينهض على أربع مسلمات maximes.
أ-مسلمة القدرQuantité:
وتخص كمية الإخبار الذي يجب أن تلتزم به المبادرة الكلامية و تتفرع إلى مقولتين:
 اجعل مشاركتك تفيد القدر المطلوب من الإخبار.
 لا تجعل مشاركتكتفيد أكتر مما هو مطلوب.
ت‌- مسلمة الكيف Qualité:
ونصها "لا تقل ما تعتقد أنه كاذب و لا تقل ما لا تستطيع البرهنة عليه".
ج-مسلمة الملائمة pertinence:
وهي عبارة عن قاعدة واحدة "لتكن مشاركتك ملائمة"
د-مسلمة الجهةModalité:
وتنص على الوضوح في الكلام و تتفرع إلى ثلاث قواعد فرعية:
 ابتعد عن اللبس.
 تحر الإيجاز.
 تحر الترتيب.
IV-النظريات التداولية:
1-أفعال الكلام les actes de langage:
جاءت نظرية أفعال الكلام للفيلسوف الإنجلبزي جون أوستينJ.austain موقفا مضادا للإتجاه السائد بين فلاسفة المنطق الوضعي الذين كانوا يحللون معنى الجملة مجردة من سياق خطابها اللغوي، كما عارض أو ستين فكرة أن الجملة الخبرية هي جملة معيارية، و ما عداها من أنماط مختلفة للجملة هي مجرد أشكال متفرعة عنها.
لقد عمد أوستين في البداية إلى التمييز بين نوعين من الأقوال. الأقوال الإنجازيةdes pormatives و الأقوال التقريريةdes constatives.
فالأقوال الإنجازية:هي الأقوال الخبرية التي يمكن أن نحكم عليها قضويا بالصدق و الكذب مثلا: "الطقس حار".
أما الأقوال التقرير ية: فهي الأقوال الغير خبرية التي لا تخضع لمفهومي الصدق و الكذب مثلا:" معذرة،مرحبا، أي الكتب تفضل....".
غير أن سرعان ما تبين لاحقا أن عدم دقة هذا التمييز، ذلك أن الأقوال التقريرية غالبا ما تعمل هي الأخرى على إنجاز فعل الإخبار. و أكد أوستين على أننا حين نتلفظ بقول ما فإننا نقوم بثلاث أفعال:
1. فعل التلفظActe locutoire: ويقصد بذلك الأصوات التي يخرجها المتكلم و التي تمثل قلا ذا معنى(اي بناء نحوي +بدلالة).
2. فعل التضمين في القولActe illocutoire: و يقصد بذلك أن المتكلم حين يتلفظ بقول فهوينجز معنى قصديا او تأثيرا مقصودا و هو ما أسماه"قوة الفعل"، و لقد اشترط لتحقيق هذا المعنى الإنجازي توفر:سياق عرفيا، لغة، محيطا وأشخاصا.
مثلا:" سأحضر لرؤيتك غد"ا.يعتمد معناها الإنجازي (الوعد هنا) على مدى تحقق شروطها بحيث يكون المتكلم قادرا على الإيفاء بوعده، أن ينوي فعل ذلك وأن يكون واثقا أن المستمع يرغب في رؤيته، ذلك أن انتفاء رغبة المستمع في رؤية المتكلم قد يحيل المعنى الإنجاز هنا من "وعد" إلى "وعيد".
3.الفعل الناتج عن القول Acte perlocutoire:و يعني بذلك أن الكلمات التي ينتجها المتكلم في بنية نحوية منتظمة محملة بمقاصد معينة في سياق محدد تعمل غلى تبليغ رسالة و تحدث أثرا عند المتلقي (الإقناع-التضليل....). و لقد عمل الفيلسوف الأمريكي جون سورل J.Searleعلى تطوير نظرية أفعال الكلام لأوستين، دامجا تحليلات غرايسGrice المتعلقة بمقاصد المتكلم للنطق بتلك الكلمة و هو يؤكد أن ما يعنيه متكلم ما بعلامة ما، في مناسبة ما قد ينحرف عن المعنى القياسي لتلك العلامة.
و من ثم قسم سورل أفعال الكلام في كتابه”l’acte de langage” سنة 1964 إلى أربعة أفعال:
1. فعل التلفظl’acte d’énociaton: أي التلفظ بالكلمات(جمالا و مورفيمات).
2. فعل الإحالة و الإسناد l’acte propositionnel:أي إنجاز فعل القضية(ما يقصد به المتكلم من الجملة).
3. فعل قوة التلفظ l’acte illocutionaire: أي إنجاز فعل السؤال، الوعيد......
4. فعل أثر التلفظ l’acte purlocutionaireمفهوم أوستين) وهو المفهوم الذي يتلازم مع فعل قوة التلفظ و الذي يجسد النتائج و التأثيرات التي تحدثها الأفعال الإنجازية السابقة على أفكار و معتقدات السامع.
و لقد حاول سورل حصر أفعال الكلام في اللغة غي خمسة أنماط رئيسية:
1. أفعال تمثيلية perésentatives:و هي الأفعال التي تلزم المتكلم بصدق القضية المعبر عنها(أفعال التقرير و الإستنتاج).
2. أفعال التوجيهDirectives:و هي الأفعال التي تمثل محاولة الوتكلم لتوجيه المستمع للقيام بعمل ما(أفعال الطلب و السؤال).
3. افعال التزاميةCommitives:و هي الأفعال التي تلزم المتكلم بالنهوض بسلسلة من الأفعال المستقبلية(أفعال الوعد و الوعيد).
4. أفعال تعبيرية Exprissives:و هي التي تعبر عن حالة نفسية المتكلم( الشكر-الترحيب و الإعتذار).
5-افعال إعلامية Decloratives:وهي الأفعال التي تحدث تغيرات فورية في نمط الحداث العرفية(إعلان الحرب-إعلان الزواج- أفعال الطرد- الإعالة....).
V-نظرية الحجاج:
تعتبر نظرية الحجاج التي وضع أسسها اللغوي الفرنسي أزفالد ديكرو O.Ducrot منذ سنة 1973 نظرية لسانية تهتم بالوسائل اللغوية وبإمكانيات اللغة الطبيعية التي يتوفر عليها المتكلم، وذلك بقصد توجيه خطابه وجهة ما تمكنه من تحقيق بعض الأهداف الحجاجية.
ولقد انبثقت نظرية الحجاج في اللغة من داخل نظرية أفعال الكلام، ولقد قام ديكرو بتطوير أفكار وآراء أوستين بالخصوص، ولقد اقترح في هذا الإطار إضافة فعلين لغويين هما : فعل الاقتضاء وفعل الحجاج.
يفرض فعل الحجاج على المخاطب نمطا معينا من النتائج باعتباره الاتجاه الوحيد الذي يمكن ان يسير فيه الحوار او بعبارة أخرى يتمثل الحجاج في إنجا متواليات من الأقول بعضها بمثابة الحجاج اللغوية وبعضها الآخر هو بمثابة النتائج التي تستنتج منها ويوضح هذا بواسطة الأمثلة التالية :
 أنا متعب، إذن أنا أحتاج إلى الراحة.
 الساعة تشير إلى الثامنة، لنسرع.
 عليك أن تجتهد لتنجح.
فإذا نظرنا إلى هذه الأمثلة نرى أنها تتكون من حجاج ونتائج لهذه الحجاج فمثلا "ألعب، يستدعي الراحة" فالحجة عبارة عن عنصر دلالي يقدمه المتكلم لصالح عنصر دلالي آخر. وقد ترد الحجة على شكل قول أن نص أو سلوك غير لفظي... والحجة قد تكون ظاهرة أو مضمرة بحسب السياق والشيء نفسه بالنسبة للنتيجة والرابط الحجاجي.
أ-السلم الحجاجي :
السلم الحجاجي هو علاقة ترتيبية يرمز لها كالتالي: ح ـــــ∑ن .
مثلا : 1- حصل زيد على الشهادة الثانوية.
2-حصل زيد على شهادة الإجازة.
3-حصل زيد على شهادة الدكتوراة.
هذه الجمل تتضمن حججا تنتمي إلى نفس الفءة الحجاجية وإلى نفس السلم الحجاجي، فكلها تؤدي إلى نتيجة واحدة مضمرة "كفاءة زيد العلمية" ولكن القول الأخير هو الذي سيرد في أعلى السلم الحجاجي، وبالتالي فهو أقو دليل على كفائة زيد ويمكن الترميز لذلك :
ن= الكفائة العلمية
د= الدكتوراة
ج= الإجازة
ب= الشهادة الثانوية
أ-قوانين السلم الحجاجي: أهم هذه القوانين:
-قانون النفي : إذا كان قول ما "أ" يخدم نتيجة معينة فإن نفيه " ~أ"سيكون حجة لصالح النتيجة المضادة.
مثلا: زيد مجد، لقد نجح في الإمتحان.
زيد ليس مجدا، إنه لم ينجح في الإمتحان.
ب-قانون القلب: يرتبط هذا القانون أيضا بالنفي فإذا كانت إحدى النتيجتين اقوى من الأخرى في التدليل على النتيجة فإن نقيض الحجة الثانية أقوى من نقيض الحجة الأولى في التدليل على النتيجة المضادة.
مثلا:حصل زيد على الماجستير و الدكتوراة.
لم يحصل زيد على الدكتوراة،بل لم يحصل على الماجستير.
فحصول زيد على الدكتوراة اقوى دليل على مكانته العلمية مة حصوله على الماجستيرفي حين أن عدم حصوله على الماجستير أقوى دليل عدم كفاءته من عدم حصوله على الدكتوراة.
الأدوات الحجاجية:
هناك نوعان من الأدوات الحجاجية: الروابط الحجاجية و العوامل الحجاجية.
الروابط الحجاجية: تربط بين و حدتين دلالين أو أكثر في إطار استراتيجية واحدة.(مثل: حروف العطف-حتى بل-لكن-مع ذلك....)
مثلا:زيد مجتهد إذن سينجح في الإمتحان.
العوامل الحجاجية: لا تربط بين حجة و نتيجة و لكنها تقوم بحصر و تقييد الإمكانات الحجاجية التي تكون لقول ما، ويمكن تمثيل هذه العوامل بالأدوات التاليةربما،تقريبا،قليلا.....إلا و جل أدوات الحصر).
مثلا:م1-تشير الساعة إلى الثامنة.
م2- لا تشير الساعة إلا إلى الثامنة.
عندما أدخلنا على المثال أداة القصر "لا...إلا" لم ينتج عن ذلك اي اختلاف بين المثالين بخصوص القيمة الإخبارية، لكن الذي تأثربهذا التعديل هو القيمة الحجاجية للقول، أي الإمكانات الحجاجية التي يتيحها، فالمثال الأول له إمكانات حجاجية كثيرة(موعد الأخبار- الدعوة إلى الإسراع-الدعوة إلى التأخر...) بعباررة أخرى فهو يخدم النتيجة"أسرع" و كذلك النتيجة المضادة "لا تسرع". لكن عندما أدخلنا عليه العامل الحجاجي "لا...إلا" فإن إمكاناته الحجاجية تقلصت و أصبح الإستنتاج الممكن هو "لا داعي للإسراع".
المبادئ الحجاجية:
إن وجود الروابط و العوامل الحجاجية لا يكفي لضمان سلامة العملية الحجاجية و قيام العلاقة الحجاجية، بل لا بد من ضامن يضمن الربط بين الحجة و النتيجة و هذا ما يعرف"بالمبادئ الحجاجية les Topoi" و هي مجموعة من المعتقدات و الأفكار المشتركة بين أفراد مجموعة بشرية و تتميز بكونها:
عمومية:تصلح لعدد كبير من السياقات المتنوعة.
تدرجية: لأنها تقيم علاقة بين محمولين تدريجيين، أو بين سلمين حجاجيين(العملو النجاح).
و لقد حدد ديكرو العلاقة بين الحجة و النتيجة على الشكل التالي:{ن ،ح} مما يعطي الإمكانية لضهور أربع حالات أساسية:{ن ،ح }أو {ن ، ح }أو {ن ، ح } أو {ن ، ح}.

منقووول










رد مع اقتباس