[الألمعي]

لا زلت أذكر حتّى الآن ، ما جرى منذ ستة أعوام خلت، أثناء مشاهدتي لفيديو يظهر شجارًا حدث بين مراسلي الجزيرة و العربية على مكانٍ من أجل تغطية أحداث الحرب الأهلية في ليبيا ، وكيف أن بعض الثوار الموجودين هناك حاولوا تهدئة الوضع المتوتر بينهما. وقد كان موضع تلك الحادثة يشهد معارك محتدمة ،فصوت الرصاص والقذائف كان مسموعا مع ظهور أحد المراسلين وهو ينقل مشهدَ منزل قد أصيب بقذيفة وربما كان هناك قتلى وجرحى من جرّائها. و الظاهر أنهما كانا يتصارعان على من يكون له السّبق الصحفي وكأن من قُتل في المكان ليسوا بشراً.
كانت تلك الواقعة واحدة من بين الكثير من الأمثلة عن الأعمال الرخيصة التي تقوم به القنوات الإخبارية التي تتقوّت من معاناة الشعوب في مناطق الحروب.
هذه القنوات لها في كلمة "عـاجل" غرامٌ وأيّ غرامٍ لاسيما وأنّ تلك الكلمة البراقة تضمن أكبر عدد من المشاهدين، حتى وإن كانت تنقل أخبارًا عن المآسي والأزمات . ولهم في أسلوب عرضها فنون حسب قيمة الخبر، فأحيانا تسطع في وجه المشاهد وقد كادت تستهلك حجم الشاشة وبالبنط العريض ،وأما إن كان " النقل حصريا " فإن مفعول ذلك عليهم عجيب ، فهي تعني لهم السبق الصحفي ولسان حالهم أنا أول من نقل خبر "مقتل ألف أو ألفين ... إنفجار قنبلة... حدوث زلزال.." وغير ذلك من الأخبار.

.
وكان أهم مصدر لتلك الأخبار " شاهد عيان " ذلك المراسل المجهول ، فقد كان عمله رائجاً تلك الأيام خاصوصاً في المناطق الساخنة التي لا يوجد فيها مراسلون.

وهذه القنوات وإن زعمت أنها تنقل الصورة الحقيقية للمشاهد فهي عند التحقيق والتمحيص ينكشف نفاقها الإعلامي،ويبدو غرضها التجاري لكل ذي عينين، وتتجلى حقيقة نهجها الذي رسمه مُلَّاكُها.
https://safeshare.tv/x/sfUnN3jqulk