منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من مواقف علماء الجزائر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-06-09, 09:35   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[ بارك الله فيك عمي صالح وجزاك الله خيرا ]

ترتكز الدعوة الإصلاحية التي باشرتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على الدعوة إلى التوحيد الخالص لله العلي القدير والتحذير من الشرك ومظاهره، والعودة إلى الكتاب والسنة والاقتداء بالسلف الصالح، وكانت هذه الدعوة عن طريق بث وإلقاء الدروس والخطب والمحاضرات، وكذا كتابة المقالات في صحف الجمعية التي تهدم بها معاقل الطرقية والدجاجلة، وكان على رأس هؤلاء العلماء الائمة ابن باديس ومبارك الميلي والطيب العقبي وغيرهم...، هذا الأخير الذي اشتهر بتلك المقالات المؤثرة التي كان ينشرها دوريا في مجلة الشهاب منذ ظهورها بعنوان:"يقولون وأقول "، وهذا نموذج منها:
" يقولون وأقول!!..
يقولون إني عدو لأولياء الله الصالحين، وذلك لما بينته من عقيدتي في قصيدتي (إلى الدين الخالص)
وأقول لهم: ذلك الدين الخالص هو الذي قررته عقائد التوحيد وثبت في نصوص كتب الديانة الإسلامية وهو الذي أجمع عليه العلماء وأئمة الدين قديما وحديثا، ومن لم يرضه ذلك منكم فيليأتنا بحديث صحيح غيره إذ كان من الصادقين...
وأما أولياء الله والصالحون فإني أحبهم أكثر من كل أحد منكم وأسال الله أن يحشرني في زمرتهم ويميتني على محبتهم، وحسبي دليلا على ذلك أني أسلم عليهم جميعا مع نفسي في كل تشهد من صلاتي الفرض والنفل أكثر من خمس عشرة مرة في اليوم والليلة، فهل يكفيني مثل ذلك برهانا على محبتهم أم لا بد من أن أقدسهم بغير ما أذن الله فيه، وأعبدهم من دون الله، حتى أكون محبا لهم ومؤمنا بهم في نظر هؤلاء الملاحدة المجرمين؟؟..
يقولون وقد عجزوا عن معارضتي ببرهان وحجة (( إن ما أقوله كله حق وصحيح، ولكني غير مصيب في إعلان ذلك للعموم)) وتحدثي به مع كل أحد وإنكاري لبدعهم بشدة وتغليظ على المعارضين...
وأقول : إن الطريقة المتبعة في ديننا غير الطريقة المتبعة في الجمعيات السرية، ودين الإسلام يفتى به للخاص والعام، والناس كلهم منه على حد سواء، وأما ما أتوخاه في طريق الدعوة والإرشاد فإني أعمل فيه بقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: " وقول لهم في أنفسهم قولا بليغا" ، وأما شدتي على المعارضين وإغلاظي عليهم فهو من باب قوله عز وجل: { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم } فهل أنا المحق أم هم المحقون؟
يقولون إني جئتهم بما لم يأتهم به آباؤهم وعلماؤهم الأقدمون.. وأنا أقول لهم: راجعوا القرآن [ الكريم ] وكتب الدين، وأقرءوا العلم لعلكم تعقلون!
يقولون عني لو تصدى للتدريس وتعليم العلم بالطرق المألوفة عندهم وأعرض عن الكتابة في الجرائد لكان كالعلماء الذين تقدموا ولسميناه
عالما حقيقة.
وأقول لهم إني فعلت ذلك بادئ بدء فما أقبل علي منكم إلا أقل من القليل، وكتابتي لا تخرج عن حد نشر العلم والتدريس لأنها أيضا من هذا القبيل، وأما ما أردتموه من حملي على سلوك طرائقكم القديمة وتمسكي بعوائدكم وسيرة من مضى من مشايخكم، فلي في من هم أقدم منهم من رجال السلف الصالح أسوة حسنة، والرجوع إليهم خير من الرجوع إلى آبائكم الأقدمين...
ومتى أرضتم عن الصفق في الأسواق والجلوس في الحانات والقهاوي للهو ولعب القمار وغيره، وحرمتم الدخول إلى ( البراديل) [كلمة فرنسية يقصد بها بيت الدعارة حاشاكم ] وأقبلتم على المساجد تعمرونها بالصلاة وطلب العلم بها، ولم تجدوا عالما غيري يذكركم بالله ويعلمكم أمر دينكم واحتجتم في ذلك إلي - فإني لكم بالإقراء والتدريس ونشر ما علمنيه ربي بينكم- ضامن وكفيل، وأعدكم وعدا صادقا بأنه سيكون ذلك مني لكم مجانا وبدون ثمن لأني غني عنكم ولا أسألكم على دين الله أجرا، ولا أريد منكم جزاء ولا شكورا، فهل أنتم بنصيحتي لكم منتصحون، ولما أقوله لكم فاعلون؟؟.
يقولون لي دع الكلام على أولياء الله والجوامع وزرهم وتبرك بهم معنا ونحن نتبعك في كل ما تقول، ويعنون بالأولياء كل قبر يقدسونه ويعبدونه من دون الله أو مع الله، ويعنون بالجوامع ما يبنونه من تلك الأنصاب ولو على غير جثة مدفونة أو قبر يزار، وكذلك ما يبخرونه ويطوفون به ويوقدون عليه السرج من الأحجار والأشجار..
وأنا أقول لهم قال من قبلكم من مشركي العرب الكفار لمحمد صلى الله عليه وسلم: (( يا محمد هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك، تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة، فقال معاذ الله أن أشرك به غيره، قالوا فاستلم بعض ألهتنا نصدقك ونعبد إلهك، فنزلت عليه سورة :{ قل يا أيها الكافرون}.
فغدا إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقرأها عليهم فأيسوا منه عند ذلك وآذوه وأصحابه...)).
ويقولون لي أيضا عندما تنزل بي حادثة تروعني أو أمر يفزعني لو التجأت إلى قبر سيدي فلان، وسيدي فلان، وسلمت الأمر لرجال البلاد لفزت بقضاء حاجتك ورجعت ظافرا بنيل مقاصدك وكشف الضر عن جانبك وأقول لهم :
الله ربي واحـدا لا أرتجـى ... إلا هو عونا عند كل ملمة
وإليه أضرع في الشدائد كلها...لا للقبور ولا لصاحب عمة

العدد 11: الخميس 7 رجب الفرد 1344هـ/ 21 جانفي 1926م، ص 09.
و العدد 12: الخميس 14 رجب الفرد 1344هـ/28 جانفي 1926م، ص 08.









رد مع اقتباس