منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التحقيق الدقيق في شرف بني نائل الوثيق
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-12-10, 17:42   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
ناصر الحسني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ناصر الحسني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الملتقى الوطني الرابع حول تاريخ ندرومة

أعلام – أقطاب – وشخصيات من ندرومة ونواحيها 2003

أولا: شخصيته

1- اسمه ونسبه وولادته:

هو أبو المكارم محمد بن أحمد بن محمد بن أمحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الخرشوفي، ولد بمدينة ندرومة سنة 1241 هـ الموافق لـ 1826 كما وجدته في النسخة الأصلية للحالة المدنية، ولد فيه يقع في حوض الرمان، ويعرف بدار أحر شاو (1)

2- أسرته: من البيونات العلمية الشهيرة بندرومة، فجده كان فقيها، ووالده، وأبناء عمومتة (2) ، واحتدى به أبناؤه العربي، والعالم، وابن عمر، وإستمر الأمر مع أحفاده إلى يومنا هذا، ولكن في غير مجال تخصص حفيدهم.

ثانيا: حياته العلمية.

1- شيوخه في العلم.

كان الشيخ الحرشوي من المكثرين، فقد أخذ عن كثير علماء من بلاد المغرب، والجزائر، ويمكن تصنيفهم تبعا للأماكن التي تلقى فيها العلم.

أولا:شيوخه في ندرومة.

أ. شيوخه في القرآن الكريم:

يتحدث الحرشوي عن مرحلة دراسته الأولى في ندرومة، فيقول:

1- أول تعلمي حروف الهجاء على السيد الجد الفقيه العلامة سيدي محمد الحرشوي، وعليه ختمت القرآن جميعا، وعليه قرأت المشيشية التي أولها: "اللهم صل على من منه انقشعت الأسرار" ونظم الخراز في الحذف.

2- ولما مات السيد الجد، قرأت على السيد الوالد الفقيه سيدي أحمد بن محمد..... النسب.

3- وعلى ابن العم الفقيه سيدي بن أبي زيان..... النسب.

4- وكما قرأت القرآن تحقيقا وتصحيحا على الشيخ البركة سيدي الجندوز بن عدة بندرومة التي هي بلدتي ومحط رأسي.

5- وكنت أقرأ الأسوار على الفقيه السيد البشير بن البقال بن موسى الندرومي.

6- وأصحح اللوح على عدة فقهاء، كالبركة سيدي محمد بن محمد – فتحا، والسيد أحمد بن البشير الغماري، والسيد بزيان بن الصغير، والسيد أحمد بن أحمد الغماري، وغيرهم من الفقهاء (1)



ب- شيوخه في العلوم العقلية والنقلية (2)

1- الشيخ الفقيه العباس بن رحال الندرومي، وهو من أسرة عملية، ووظائف رسمية، أخذ عنه الحرشوي نظم أبن عاشر في الفقيه المالكي، والعقيدة الصغرى للإمام السنوسي.

2- السيد محمد – فتحا– رحمون.

3- والسيد أحمد الزرهوني.

ثانيا – شيوخه في وجدة:

1- قال الحرشوي: (فقرأت بها – أي وجدة – علي الجهبذ النحرير والدراكة الشهير، العالم بفنون العلم المعقول منها والمنقول سيدي جلول برورو المستغانمي – رحمه الله – وهو قرأ بوهران علي الشيخ ابن قريد، وسي عامر حتى بلغ في العلم الغاية كما حدثنا بمجلس درسه، قرأت عليه مختصر الشيخ خليل دراية).

2- الفقيه الصوفي أحمد بن عيسى المستغانمي المتوفى في أواخر القرن الثالث عشر في وجدة وضريحه محاط بقبة، وهو من الذين هاجروا من الجزائر إلى وجدة بعد الاحتلال الفرنسي أخذ عنه الحرشوي مختصر سيدي خليل، وهو قرأه على مشايخ مازونة كالشيخ العالم المعمر الصالح أبو طالب محمد بن علي بن عبد الرحمن بن محمد، المعروف بابن شارف المازوني، وأبن ابنه أحمد بن هني المازوني (3)

ثالثا – شيوخه في مازونة:

1 -شيخ الشيوخ، الراسخ القدم في الفروع غاية الرسوخ، أبو العباس أحمد بن هني المازوني، وهو من البيونات العلمية اعتبارا من جدة الأكبر ابن الشارف المازوني شيخ مصطفى الرماصي، أخذ عنه الحرشوي المختصر.

2- العلامة الحاج محمد بن أحمد بن هني، والمعروف بـ: سي هني، المتوفي بمكة المكرمة في أواخر ذي الحجة سنة 1279هـ، أخذ عنه مختصر خليل الذي اشتهرت به مدينة مازونة، وأجاز هو ووالده أحمد المتقدم الذكر.

3- الفقيه، عيسى ابن مبارك، أخذ عنه المختصر، وأجازه بسنده.

4- الفقيه النبيه سيدي أبي مدين ابن التهامي، أخذ عنه سيدي خليل.

5- الشيخ الفقيه السيد الحاج محمد بن الطيب الوراغي ثم المازوني، وهو من البيوتات العلمية التي تخرج منها عدة فقهاء أصلهم من أم عسكر، وانتشروا في ربوع الوطن وخاصة في الجهة الغربية، تخرج عليه عدة فقهاء منهم محمد العربي المازوني الذي تصدى للإقراء بجامع الزيتونة، وكان في الطبقة الاولى في خطة التدريس وكذلك تخرج عليه الحرشوي واستفاد من علمه.

6-الفقيه الشيخ عبد القادر بن الطيب الورغي (1)

رابعا: شيوخه في فاس:

1- الفقيه العالم المتفنن الإمام المؤلف المتقن أبو محمد الحاج الداودي التلمساني الأصل الرستمي القرار، الشهير الذكر عن التعريف به، وأن جميع أكابر علماء طبقته قد اقتبسوا من مشكاته نور العلم وسلكوا بدلالته إلى الحق في الشريعة والحقيقة في طرق كم زلت فيها أقدام ذوي الافهام، توفى في رابع عشر محرم الحرام فاتح عام 1271 هـ، ودفن بالزاوية الناصرية، ومن جملة طلبته الفقيه الحرشوي، فقد أخذ عنه العقيدة الصغرى السنوسي المسماة بأم البراهين بشرح المؤلف ومحشيه الدسوقي، وأخذ عنه ألفية ابن مالك في النحو، والسلم لعبد الرحمن الاخصري في المنطق، وكتاب تلخيص المفتاح فر البلاغة والبيان والبديع للامام القزويني، وشروح المختصر المتداولة في الفقه المالكي (2) .

2- عالم المغرب، وشيخ الجماعة الفقيه العلامة المحقق أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الفلالي الحجرتي الفاسي، كان متين الدين، مع الورع والصلاح، واليقين، مجيدا في صناعة التدريس لاسيما مختصر خليل، ولم يترك بعده في إفادة تحرير المسائل، توفى في شوال سنة 1275 هـ، أخذ عنه الحرشوي الفقه المالكي بواسطة مختصر أبي المودة خليل (1) .

3- القاضي علم المغرب وإمامه، محمد المهدي بن الطالب بن سودة، توفى سنة 1294 هـ، أخذ عنه الحرشوي السلم في المنطق، وألفية ابن مالك، ومختصر خليل، وعلم البيان (2) .

4- العلامة المحقق أبو محمد عبد الله المدعو الوليد العراقي توفى سنة 1265هـ، أخذ عنه الحرشوي التفسير بشرح أمحمد التعالبي، والجلالين مع حاشية سليمان الجمل عليه، ومما قاله في شأنه: (.... ولقد كان العراقي –رحمه الله– يقرأ عدة كتب من التفسير بالقرويين بعد صلاة الصبح على المردين سردا، وروايه، لادارية، وكان يحضر مجلسه بعض الطلبة وأنا عبد الله تعالى من جملتهم) (3)

5- العلامة المشارك الميقاتي محمد بن الطاهر الحبابي – بسكون الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة الاولى، وكسر الثانية وهو من أولاد الحبابي المعروفين بفاس، كان ماهرا في الحساب، والتوقيت والتعديل، والفرائض، وكان مؤقتا بجامع القرويين، أخذ عنه الحرشوي شيء من علم الكرة وجهاز الربع المجيب في الفلك، وكتب القلصادي، توفى سنة 1266 هـ ( 4)

6- الفقيه أحمد بن أمحمد – فتحا– المرنيسي الفاسي العلامة المشارك في كثير من الفنون المدرس النفاعة الكثير التلاميذ والأتباع، أخذ عنه الحرشوي صحيح البخاري بعضه قراءه والبعض إجازة، وألفية ابن مالك، والفقيه المالكي، توفي أحمد المرنيسي سنة 1277هـ.

7- العالم المشارك أبو غالب عبد السلام بن الطائع الشريف الادريسي المتوفي سنة 1290 هـ، أخذ عنه الحرشوي رجز الفاسي في علم مصطلح الحديث.

8- العلامة المشارك أحمد الغازي بن أحمد العربي المدعو المرابط، كان يدرس بجامع القرويين ومسجد الرصيف توفى سنة 1269 هـ.

9- الامام الفقيه أبو حفص عمر بن الطالب بن سودة، المتوفي سنة 1285 هـ، أخذ عنه الحرشوي مختصر.

10- الشيخ المدرس محمد بن الفقيه علي بن عبد الله المتيوي، أصله من قبيلة متيوة، أخذ عنه الحرشوي الاجورمية، وهي المقدمة الاولى في علم النحو.

11- العلامة الأكبر، الفاضل النحرير المعروف بالاتقان والتحرير أبو بكر بن العلامة الكبير الشيخ الطيب بن كيران، أخذ عنه الحرشاوي ألفية ابن مالك توفى سنة 1277 هـ.

12- الفقيه أبو عبد الله محمد بن محمد التازي، الملقب (مسواك)، كان له كرسي بالقرويين، وهو أول من عرف مدرسا بجامع الرصيف، أخذ عن عدد كبير من الشيوخ، وعنه الحرشوي وخاصة في العلوم الفقهية، توفى التازي سنة 1283 هـ.

13- الشيخ عمر الزرهوني، أخذ عنه الحرشوي رسالة المارديني في الربع المجيب.



2. تلاميذه: تولى محمد بن أحمد الحرشوي، التدريس عندما كان طالبا بالقرويين، ثم تولى خطة القضاء وتركها مفضلا مهمة التدريس، وقد انتصب للتعليم، وإلقاء الدروس عندما سمي مدرسا بالجامع الأعظم بتلمسان، فزاول نشاطه دون أن يعتريه ضجر ولا ملل، أما الإنقطاع الذي كان يحدث له في بعض الأحيان نظرا للعوائق التي كانت تصادفه وخاصة عندما اشتهر أمره.

تخرج على يديه الكثير من الطلبة، حتى أن بعض القضاة والمفتين كانوا يجلسون بين يديه في حلقات علمه بطلب منهم، وينهلون من معارفه المتنوعة، ومن هؤلاء التلاميذ.

1- الفقيه المربي المرشد، صاحب المحامد الكثيرة الحاج محمد بن الحاج علال بن بلحسن بن الحاج علي بن محمد بن يلس الملقب بالشاوش، كان محبا للعلم والعلماء أخذ عن الشيخ المتضلع في جميع العلوم الفقيه أحمد بن محمد الدكالي توفى1333 هـ بالمغرب، والفقيه محمد بن أحمد الحرشوي في الجامع بتلمسان، توفى محمد بن يلس يوم الاثنين 12 جمادي الاخرة 1346 هـ الموافق لـ 30 نوفمبر 1927، من أبرز تلاميذه في الشام المحدث الكبير محمد بن الهاشمي التلمساني، وهو بدوره أستاذ المحدث الشهير في عصرنا الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.

2- الفقيه المدرس عبد الرحمن بن أحمد زروق البليدي، قرأ بها على الحاج علي بن رقية، وسي الحاج الطاهر المجاجي، توجه إلى تلمسان وأخذ عن فقيهها الشيخ محمد الحرشوي المدرس بها، بعد تخرجه سمي إماما في جامع البليدة، ثم سمي مدرسا رسميا بنفس الجامع في 1899 هـ، واستمر مدرسا فيه لعدة سنوات، ومن بين تلاميذه المقرئ الفقيه المفتي على المذهبين الحنفي ثم المالكي الشيخ محمد بابا عمر البليدي، وهذا الاخير هو شيخ الفقيه المؤرخ عبد الرحمن الجيلالي – حفظه الله-.

3- الشيخ الفقيه المصلح المقرئ الزاهد المشارك المؤلف أبوعبد الله البوعبدلي البطيوي، أخذ عن عدة شيوخ في داخل الوطن وخارجه منهم الشيخ قدور بن سليمان، والقاضي شعيب التلمساني وأجازه بسنده، والفقيه أحمد الحرشاوي، وكان يثني عليه كثيرا كلما ذكره، أسس زاوية بإسمه تعرف بالزاوية البوعبدلية نسبة إليه، وهو أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، كانت له صلة وثيقة بالشيخ المصلح عبد الحميد بن باديس، قضى – رحمه الله 88 سنة كلها في التعليم والتعلم توفى في شهر محرم سنة 1372.

4- الحاج محمد بن الحاج حمو، الملقب بالعشعاشي، قال في مذكراته: (كنت في كفالة أبى سيدي الحاج حمو بن محمد بن الغوثي بن حجي، ورباني تربية حسنة، وقرأت القرآن الكريم على يد الشيخ سيدي غوثي بن ثابت في مسجد لالة الرؤية بحومة حارة الرمل بتلمسان، وكنت أحضر مجالس العلم، وبالأخص مجالس شيخي سيدي محمد الحرشاوي، وسيدي أحمد الدكالي مقدم الطريقة الهبرية الدرقاوية، وكذا الشيخ سيدي محمد بن دحمان العبادي، وغيرهم من علماء تلمسان...) وللعشعاشي مذكرات دون فيها جانبا من حياته، توفى سنة 1954هـ/1373م .

5- مقدم الطريقة الهبرية الحاج عبد القادر بن محمد وزين التلمساني أخذ الطريقة عن الشيخ محمد الهبري الغراوي، والشريعة على يد الحرشوي، ولكن غلبت عليه الطريقة حتى قدمه شيخه الهبري على فقراء تلمسان، توفي سنة 1358هـ الموافق لـ 1939 م.

6- ومنهم الحاج محمد بلقايد، وأحمد الستوتي، وبوزيان بوشناق، كانوا يواظبون على دروس الشيخ محمد بن أحمد الحرشوي في الجامع الكبير بتلمسان ومعهم الشيخ محمد بن يلس.

3- رحلته العلمية:

يحدثنا الحرشوي عن رحلته العلمية في طلب العلم عن كبار علماء عصره، فيقول (....سافرت لطلب العلم، وجدة، فقرأت بها على الجهبذ النحرير والدراكة الشهير، عالم بفنون العلم المعقول منها والمنقول، سيدي بورورو المستغانمي-رحمه الله – وهو قرأ بوهران على الشيخ أبن قريد، وسي عامر حتى بلغ في العلم الغاية كما حدثنا بمجلس درسه، قرأت عليه مختصر الشيخ خليل دراية ثم قرأت على عصريه سيدي أحمد بن عيسى المستغانمي أيضا المختصر المذكور، وهو قرأه علي مشايخ مازونة كالشيخ محمد أبي طالب وابن ابنه سيدي أحمد بن هني –أنمنى الله حسناته آمين-.

ثم سافرت من وجدة الى مازونة، فقرأت بها المختصر على الشيخ احمد بن هني، وعلى ولده العلامة سيدي محمد بن أحمد بن هني، وعلى الشيخ السيد عيسى ابن أمبارك، وعلى الفقيه سيدي أبي مدين ابن التهامي، وأجازني سيدي أحمد بن هني، وإبنه المذكور.

والشيخ عيسى المزبور، وشيوخ من بني وراغ، كالشيخ السيد الحاج محمد بن الطيب، والشيخ السيد عد القادر بن الطيب، وغيرهم من فقهاء العصر.

ثم سافرت إلى فاس، فأخذت الفقه من مشايخ عدة، منهم العلامة الذي لا نظير له فيما أعلم الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن الفلالي وهو عن اليازمي وهو عن الشيخ أبي طالب المتقدم الذكر، وأخذت أيضا على الشيخ سيدي أحمد المرنيسي، وعنه أخذت علم الحديث إذ قرأت عليه صحيح البخاري والنحو والتوحيد، وأخذت الفقه عن الأخوين سيدي الحاج عمر بن سودة، وسيدي الحاج المهدي، كما أخذت البيان والنحو أيضا عن سيدي الحاج المهدي، وأخذت الفقه أيضا عن سيدي محمد الداودي التلمساني، والنحو والتوحيد، والمنطق والبيان، وقرأت الفقه أيضا عن الفقيه التازي، وأصول الفقه عن الشيخ سيدي عبد السلام بغانم، والنحو عن الشيخ سيدي محمد بن إدريس البقراوي، وسيدي محمد بن سودة صاحب الجلود، وعن سيدي أحمد المرابط، وما بقي من العلوم فعن غيرهم، أما التفسير فعلى الشيخ العراقي، وبقية العلم فعلى كثير من الفقهاء ـ رحم الله جميعهم ـ والله الوفي بمنّه آمين. (22)

4- مناصبه العلمية، ونهوضه بالتربية والتدريس (23):

تقلد الحرشوي خطة القضاء الشرعي في ندرومة وتلمسان ثم خطة الإفتاء والتدريس في الجامع الكبير بتلمسان في مختلف فروع الشريعة الإسلامية، فأعطى للتعليم جلّ وقته، فدرّس عدة مؤلفات مهجورة منها الشمائل للترمذي، والأربعين النووية في علم الحديث وفي العقائد، أم البراهين للسنوسي عدة مرات بشرح البيجوري، وفي النحو الأجرومية والألفية، وفي الفقه المالكي المرشد المعين لابن عاشر، والعاصمية في علم القضاء والرسالة لإبن أبي زيد القيرواني، ومختصر خليل وخاصة علم الفرائض، وفي الثقافة العامة قصيدة ابي عبد الله بن زكري في العام الأعجمي، وغيرها من الكتب وفي بعض الأحيان تحول الظروف بينه وبين إتمام الكتاب، أو أن الطلبة لا يطلبون منه ذلك، ومن ذلك قوله: ((لقد أقرأت المختصر، والمرشد المعين، وشرعت في العاصمية، ولم تكمل، وكذا رسالة الشيخ محمد بن أبي زيد ولم تكمل، وأما اللامية فلم يطلبها مني أحد، والله الموفق للصواب)).

زيادة على هذا فإن الشيخ الحرشوي ـ رحمه الله ـ عندما كان ينتقل في ربوع القطر الجزائري، كان يلقي الدروس العلمية على كبار الطلبة، حتى أن المفتين والقضاة كانوا يحضرون دروسه لمكانته العلمية، وقدرته على تطبيق قواعد الدراسة والتعليم، ونفع الطالب في مدة قياسية، ومما ذكره الحرشوي نفسه في هذا الشأن قوله: ((...ولما كنت في عام أربع وألف وثلاثمائة ذهبت إلى قصر البخاري لزيارة ضريح الشيخ الموسوم بن محمد، ودخلت المدية، ونزلت عند مفتيها السيد علال بن النجار، طلب مني هو وكثير من الطلبة ـ [أي أن يقرأهم العقيدة السنوية] ـ فأقرأها لهم في خمسة أيام بشرح الشيخ ومُحشيه المذكور ـ [أي الدسوقي] ـ مع شرح البيجوري، وكان يحضرها خلق كثير، ففي يوم ختمها حضرها ما ينيف على المائتين، نسأل الله تعالى أن يثبت العمل، بمنّه... ولما كنت بعض الأيام بعم موسى، طلب مني قاضيها ومن معه، فأقرأتهم جوهرة اللقاني في علم الكلام، وأكملتها لهم في ثمانية أيام بشرح الشيخ فقط... ولقد أجزت للشيخ المفتي فيها...](25).

5- تأثره وتأثيره:

من لا شك فيه، من خلال ما قيده عن رحلته في طلب العلم، وما قيده في بعض تقييده كما في كتاب القول الأحوط في الكتب المتداولة في المغرب الأقصى والأوسط، أن الشيخ الحرشوي كان متأثرا بجميع شيوخه وبخاصة الشيخ جلول بورورو المستغانمي، والعلامة محمد بن عبد الرحمن الفلالي الفاسي.

ومن الطلبة الذي تأثروا بالحرشاوي تلميذه محمد ـ فتحاـ بن محمد بن علال الديلمي أصلا، المراكشي دارا ومنشئا، كان يجل شيخه إجلالا، ولا يتصرف في بعض المواقف إلا بإذنه، ومن ذلك أنه نسخ شرح العقيقة للأبي راس الناصري المعسكري والمسماة الذرة الأنيقة، بإذن من شيخه، وكان نسخها بدار العلامة العربي بن الحاج وهو ما صرح به في خاتمتها بقوله: ((...وذلك عن إذن شيخنا ووسيلتنا إلى ربنا القدوة الهمام، الذي انجلى به في هذا العصر الظلام الغني بشهرته عن مدحه عبد ربه القوي سيدي وسندي سيدي محمد الحرشوي عامله الله بلطفه الخفي، أجزاه على عوائد برّه الحفي، أدام الله وجوده، وأبقاه بركة ونورا يُستضاء به في الوجود...))(26).

ومما ذكره في شأن شيخه في تقييد آخر جمعه العربي بن محمد الحرشوي قوله: ((...فيما إخواني حموا حول حمي هذا الشيخ الكريم، وقابلوه بالبر والإكرام والتعظيم، واقبلوا نصحي لكم فيه، ولا تجهلوا أمره، وتأملوا فيه، لكم ما خوطبت به من جهة السنة المحمدية، والأحاديث المصطفوية، من النصح لأئمة المسلمين وعامتهم حسبما في الأحاديث النبوية، فهذا بعض ما علمته فيه من السر العظيم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، وما ذكرته من أوصافه لا يفي بالغاية، ولكن فيه لمن اعتنى به كفاية، هذا واذكر أبياتا أنشأتها من ذهني الفاتر، وفهمي القاصر، متقربا بها إليه، راجيا بما عطفه منه لي ولجميع الطلبة الحاضرين لديه.

اقول للذي أراد حكمـــــة وسرا باهرا وعلو همـــــه

تمسك يا اخـي بالحرشــوي فكل ما أردت تجده ثمـــــه

ولازم درسه تنــل علومــا وترجع حينا ممن ساد قومــه

وتحظى بوصلك المولى وتنجى من الجهل العميم وكل ظلمــه

فقيه غظريف قمــر منيــر عديم الشكل حرشوي ألنسبه(27)

مؤلفاته:

إن عالما كالحرشوي، تصدر للقضاء، والافتاء، ثم التدريس لسنوات طوال، وكان يُشار إليه بالبنان، سواء من جهة علماء المسلمين، أو المستشرقين، وهو المتمكن من أصول الدراسة والتعليم، كان بإمكانه أن يخلف لنا تراثا ثريا في مختلف فروع الشريعة الإسلامية لولا العوائق والعلائق التي ألمّت به وخاصة عندما اشتهر أمره في الديار التلمسانية، ورغم ذلك كله ما ألفه كاف لإبراز منهجه في التأليف لو تمكنا من إخراجه إلى النور، ومن هذه المؤلفات:

1- المواهب المعطية في ذكر أجوبة المسائل الفقهـية المنشأة عن الأسئـلة المرضيـة (28):

يقع هذا الكتاب في مجلدين، وهو شرح على الأسئلةة المرضية لمحمد الخروبي القلعي المتوفي سنة 1279 هـ، وقد تنافس علماء الجزائر في شرحها، منهم الفقيه ابو عبد الله ابن الشيخ بن عبد الله الزقاي الذي شرحها كذلك في مجلدين.

ومن جملة ما جاء في مقدمة المواهب المعطية في بيان أسباب تصدره لهذا الشرح قوله: ((الحمد لله حق حمده، وصلوات وسلامه على سيدنا ومولانا محمد وآله وحزبه، وبعد فلما كان علم الفقه العذب الزلال المتكفل ببيان الحرام من الحلال من أجل ما اعتني به ذوو البصيرة النقاد، واشتعل به ذوو الآراء الصائبة والرشاد، وأولي ما أنفق فيه البصير نفائس أوقاته، واستعمل فيه التحرير جزئيات وكليات أزمانه، وكان مما ألف. خمسمائة مسألة وتسع مسائل فقهية، سمي ذلك التأليف بـ "الأسئلة المرضية في سرد المسائل الفقهية، وأجاب عنها البعض من العلماء بأجوبة بعضها من كلام خليل، وبعضها من التحفة العاصمية، غير أن تلك الأجوبة لم تشرح ولم تبين، والتحرير فيها لم يذكر ولم يعين، فأشار على من لا بد من إسعافه أن أذكر تلك الأجوبة بما يليق من الفقه، وأحكامه من غير تطويل ممل، ولا تقصير مخل، فأجبته لذلك طالبا من الله الإعانة على إتمام المقصود، فإنه ولي التوفيق والهداية، وسميته بالمواهب المعطية في ذكر أجوبة المسائل الفقهية المنشأة عن المسائل المرضية ناقلا من مختصر أبي ضياء خليل، وشارحا لها من كلام شارحه محمد الخرشي...

وانتهى هذا الجزء بقوله: وهنا انتهى الكلام على الجزء الأول من الأسئلة المرضية وهو قسم المعاملات البدنية، ويتلوه الكلام على الجزء الثاني قسم المعاملات المالية، وأول ذلك أسلئة البيوع... انتهى تصحيح هذه النسخة بخط لبن مؤلفها في 21 مارس 1890.

2-النهي الفائض في حل ألفاظ المختصر في الفرائض(29):

وقد بدأ في جمعه منذ أن كان طالبا في القرويين، يدرس ويدرس، وقد أوضح ذلك بقوله: (( ولقد أقرأت فرائض الشيخ خليل بفاس......))، توجد نسخة تامة بخط تلميذه أبي فلجة بن امحمد ـ فتحا ـ في المكتبة الوطنية ـ الحامة بوزيان.

3- حُلّة التسديد فيها به الخروج من ربقة التقليد(30):

وهو نظم لخص فيه صغرى الإمام السنوسي من بحر الرجز.

4- الركن الشديد في حل ألفاظ حلة التسديد (31):

وهو شرح وتوضيح لما جاء في حلة التسديد، قال عنه الشيخ: ((... وكنت عزمت على طبعه، ولم ييسر الله سبحانه.

5- شرح المرادية لإبراهيم التازي (32): قال عنه الحرشوي:... وكنت جعلت شرحا على النظم المسمى بالمراد للشيخ إبراهيم التازي تلميذ الهواري دفين وهران.

6-شرح على بردة المديح للبصيري (33):

7- تعليق على كتاب القول الأحوط في بيان ما تداول من العلوم وكتبه بالمغربين الأقصى والأوسط(34)، وأصل الكتاب للسيد جورج دولفان مدير المدرسة الثعالبية بالجزائر العاصمة، والأستاذ السابق للغة العربية بوهران، وقد بعث له الحرشوي برسالة مبينا فيها الأسباب التي حالت بينه وبين إتمام التعليق وهي: الحمد لله وحده، وفي 25 نوفمبر 1889.

الفاضل العلامة المدرس المعلم الفهامة الشيخ السيد دالفان سلام عليكم كما يليق بعظيم مقامكم، ورحمات، وبركات تشملكم.

وبعد؛ ايها السيد، فإن الكراريس التي عندي قد فرغت من تتبعها، وما ألوت جهدا في إصلاحها بقدر ما أمكنني مع شطر البال، وكلفة العيال، وقلة السعد والمعين، وحسد التلميد، والقرين، مع هموم تزايدت، وأكدار تواردت، خمدت القريحة بها مع صرصر النكبات، وجمدت الفطنة بكثرة النكبات، فإنا لله وإنا إليه راجعون، مع ما نشاهده من انعكاس الحال، وظهور الفساد في كل الأحوال بتقديم من اخر الله، وتاخير من قدم الله، فلقد قال الشيخ عياض ـ رحمه الله تعالى، إن تقديم من أخر الله، وتأخير من قدم الله فتنة الأرض، وفساد كبير، وكيف لا؛ وقد شوهد في المتوليين في هذا الوقت وظائف الإمامة، وتدريس الجهل والقصور حتى أن بعضهم لا يحسن شيئا من المعقول والمنقول، بل هو على الجهل المحض، ويتكالب على التولية، ونرى من فيه الأهلية، وله الأحقية بذلك لا يصل إلى مطلوب أصلا، أو يسعى الناس في تأخيره لتخلو الجو للجهال، فرحم الله صاحب القسطاس المستقيم حيث قال:

تصدر للتدريس كل مهــوس بليد ليدعى الفقيه المـدرس

فحق لأهل العلم أن يتمثلــوا ببيت قديم شاع في كل مجلس

لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها وحتى سامها كل مفلـس

والأمر لله تعالى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وسلم منا علي نجلكم السعيد، وعلي الأهل، والسلام، وفي التاريخ أعلاه كتب عبيد ربه القوي محمد بن أحمد الحرشوي(35).

8- كتاب تحفة الأكياس في الأجوبة عن كيفية التدريس بفاس(36): وهو في مقدمة وعشرين فصلا وخاتمة.

وفاته (37):

توفي الشيخ الحرشاوي بتلمسان في السابع والعشرين من رجب سنة 1313 هـ الموافق لـ 24 يناير 1896م، ودفن بالعباد يحوط به سور مربع الشكل، وقد دفن معه شخص قد يكون من تلاميذه.

الهوامش:

1- وثيقة النسب لأبي الأنور الخرشاوي ـ نسخة مخطوطة عند عائلة الحرشاوي العالم بوهران.

2- أنظر الركن الشديد ـ الورقة الأولى من المخطوط.

3- المواهب المعطية ـ مخطوط ـ الورقة 4 وجه.

4- المواهب المعطية ـ مخطوط ـ الورقة 4 وجه

5- المواهب المعطية ـ مخطوط ـ الورقة 4 وجه

6- المواهب المعطية ـ مخطوط ـ الورقة 4 وجه

7- كشف الحجاب لأحمد سيكرج ـ ص 108 ـ ط. حجرية بدون تاريخ.

8- جامعة القرويين للتازي ج03 ـ ص 812ـ إتحاف المطالع 1/115، موسوعة أعلام المغرب للدكتور حجي وزملائه ج 07 ص 2612، المواهب المعطية ـ الورقة 4 وجه.

9- جامعة القرويين للتازي ج03 ـ ص 813 ـ المواهب المعطية ـ الورقة 4 وجه.

10- القول الأحوط ل: G. Delphin الورقة 8 وجه، مخطوط.

11- جامعة القرويين للتازي ج03 ـ ص 811 ـ إتحاف المطالع 1/196، موسوعة أعلام المغرب للدكتور حجي وزملائه ج07 ص 2592ـ المواهب المعطية ـ الورقة 4 وجه.

12- سلوة الأنفاس 1/259، المواهب المعطية ـ الورقة 4 وجه..

13- شجرة النور الزكية في طبقات علماء المالكية ص 330 ط دار الفكر، ط1 المواهب المعطية ـ الورقة 4 وجه.

14- المواهب المعطية ـ الورقة 4 وجه.

15- المواهب المعطية ـ الورقة 4 وجه.

16- ٍ المواهب المعطية ـ الورقة 4 وجه.

17- المواهب المعطية ـ الورقة 4 وجه.

18- سلوة الأنفاس son universite L enseignement fas G.Delphin 292/1 superieur.

19- القول الأحوط ل: G.Delphin الورقة 48 وجه، مخطوط

20- أنظر مقدمة تاريخ الأنبياء لأبي عبد الله البوعبدلي. ط. خاصة، تحقيق د. بوعناني.

21- مذكرة العشعاشي ضمن كتاب....................

22- المواهب المعطية.

23- وثيقة النسب لأبي الأنور الخرشاوي ـ نسخة مخطوطة عند عائلة الحرشاوي العالم بوهران.

24- أنظر القول الأحوط ص 46 وجه

25- أنظر القول الأحوط ص 39 وجه

26- شرح العقيقة لأبي راسم الناصري المعسكري ـ آخر ورقة مخطوط بالمكتبة الوطنية بالحامة ـ الجزائر.

27- وثيقة خاصة كتبها العربي الحرشاوي، سلمت لي من قبل عائلته من وهران.

28- توجد نسخة منه بمخبر مخطوطات شمال إفريقيا معهد الحضارة الاسلامية بوهران، ويقوم الأستاذ بليل حسني بتحقيقها في إطار أعمال المخبر.

29- مخطوط بالمكتبة الوطنية ـ الجزائر ـ بخط مغربي مقروء رقمها:........................

30- يوجد عند عائلة الحرشاوي بولنوار ـ الرباط ـ المغرب الأقصى.

31- يوجد عند عائلة الحرشاوي بولنوار ـ الرباط ـ المغرب الأقصى

32- ذكرها الحرشاوي في آخر المواهب المعطية ولم نعثر عليها

33- ذكرها الحرشاوي في آخر المواهب المعطية ولم نعثر عليها

34- يقوم بتحقيقها السيد عبد الرحمن المدير السابق لدار الفكر

35- ذكرها الحرشاوي في آخر المواهب المعطية ولم نعثر عليها.

36- ترجمه G. delphin في بحثه حول فاس والتعليم بجامعة القريين في مجلة الاثار الجغرافية 1888 ج8 ـ ص 90 ـ فما فوق.

37- نقلت هذه المعلومات من ضريحه الموجود بالعباد ـ تلمسان ـ و هو مكتوب بالتاريخ الهجري وحولته إلى التاريخ الميلادي.





--------------------------------------------------------------------------------

(1) وثيقة النسب لأبي الأنور الخرشاوي –نسخة مخطوطة عند عائلة الحرشاوي العالم بوهران

(2) أنظر الركن الشديد –الورقة الأولى من المخطوط.

(1) المواهب المعطية – مخطوط – الورقة 4 وجه

(2) المواهب المعطية – مخطوط – الورقة 4 وجه

(3) المواهب المعطية – مخطوط – الورقة 4 وجه

(1) المواهب المعطية – مخطوط – الورقة 4 وجه

(2) كشف الحجاب لأحمد سيكرج – ص108 – ط. حجرية بدون تاريخ.

(1) جامعة القرويين للتازي ج03 – ص 812 – إتحاف المطالع 1/115، موسوعة أعلامللدكتور حجي وزملائه ج 07 ص 2612، المواهب المعطية – الورقة 4 وجه.

(2) جامعة القرويين للتازي ج03 – ص 813 – المواهب المعطية – الورقة 4 وجه.

(3) القول الأحوط لـ: G.Delphin الورقة 8 وجه، مخطوط.

(4) جامعة القرويين للتازي ج03 – ص 811 – إتحاف المطالع 1/196، موسوعة أعلام المغرب للدكتور حجي وزملائه ج07 ص 2592 – المواهب المعطية – الورقة 4 وجه.










رد مع اقتباس