السلام عليكم
في ذلك الوقت كنا لا نزال في قمة الطراوة
نار هادئة كفيلة بأن تطهو عقولنا على أكمل وجه
وعن بعد ؛ كنا لا نزال صغارا.
في ذلك الوقت...
عادة ما كان يرتاد قسمنا بين الفينة والأخرى
ممثلا عن الإدارة حاملا بيده ورقة وقلم
كم كنا نتحمس ومن كل الأطياف لمعرفة أسباب الزيارة
وكثيرا ما كنا نتساءل:
هل سنحضى بشرف أن يدون ذلك القلم اسماءنا
أم ماضون نحن في طريق التجاهل.
في ذلك العمر...
أن يقع عليك الاختيار من بين الجميع
فذلك يعني أنك دخلت التاريخ من بابه الواسع
وأن تمشي بين الصفوف في طريقك لكتابة اسمك أو أخذ استمارتك
فكانك نجم تمشي على بساط أحمر والأيدي تتشابك محاولة التسليم عليك.
تمشي خجولا مغرورا متواضعا لايهم المهم أنك تمشي بصيغة التميز...
بعيدا عن ذلك الخيال الذي يتناسب مع ذلك العمر
ينطق السيد الممثل للإدارة بتلك الجوهرة قائلا:
نريد إحياء احتفالية بالمناسبة الفلانية
بالمختصر
نحتاج مواهب تنشط الحدث
" شكون يعرف يغني ولا يمثل ولا يرسم وأحيانا نادرة يكتب الشعر"
ترفع الأصابع
أو يرشح الأستاذ بعض التلاميذ
فقط!!!
والباقي ما تعرفوا ديروا والو ؟؟؟؟؟
فتحوم الكثير من العلامات التعجبية والاستفهامية فوق رؤوس ذلك الباقي:
غريب نفس الكلام نسمعه من أهالينا معناها صح
ما نعرفوا نديرو والوا...
ومع مرور الأيام ولأن قطرات المطر بالتكرار تحفر في الصخر
تترسخ القناعات بأن الموهبة يعني أن تتقن كذا وكذا وكذا
غير هذا أنت إنسان عادي !!!!!
هذا ما كنا نعتقده لفترة معينة.
في الاخير يخرج السيد الممثل للإدارة معتبرا نفسه بلغ الرسالة و شجع المواهب
وهكذا يبقى
للنجاح فسحة المسابقات الفكرية والثقافية ولأصحاب المواهب المذكورة أعلاه فسحة الاحتفاليات كي يفجروا مواهبهم
ليبقى
الغلابى من ليس لهم لا في هذا ولا ذاك فريسة للأفكار السلبية بأنهم لا يفلحون في شيئ ولا شيء يميزهم تخنقهم...
عليهم وعلى دروس الحياة منهم من يكتشف موهبته فيستغلها ومنهم من يموت وتموت معه.
تحياتي