منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - علماء وادباء و مفكرين و روائيين وفنانين و شخصيات هامة من منطقة الشاوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-08-01, 16:56   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :

***العلماء و المفكرين***




عبد اللطيف سلطاني


مولده ونشأته

ولد الشيخ يوم الأحد فاتح ربيع الأول سنة 1320 هـ الموافق لـ 8 جوان 1902 م بالقنطرة شمال بسكرة ، قتل والده وعمره سنتان وثمانية شهور فواصلت مسؤولية تربيته وإخوته أمه السيدة عيشوش بنت أحمد ابن الصغير وكانت محفزة له على التعلم وطلب العلم.
دراسته

انتقل سنة 1916 م إلى بلدة سيدي عقبة فحفظ شيئا من القرأن الكريم ثم انتقل إلى بلدة طولقة إلى زاوية الشيخ علي بن عمر رحمه الله، وشيخ الزاوية إذ ذاك هو الشيخ عمر ابن الشيخ علي بن عثمان رحمهم الله جميعا، وفي نفس هذه الزاوية قرأ والده وإخوته ، فأتم حفظ القرآن بها. بعد ذلك التحق بجامع الزيتونة سنة 1922 م فتتلمذ على أيدي الشيوخ الكبار في الزيتونة أمثال: أحمد بيرم، محمد الطاهر بن عاشور، محمد رضوان وصالح المالقي حتى تحصل على شهادة التطويع سنة 1929 م.
مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

المجلس الإداري لجمعية العلماء - 1949. (الجلوس، من اليمن إلى الشمال) أحمد بوشمال، عبد اللطيف سلطاني، محمد خير الدين البسكري، محمد البشير الإبراهيمي (نائب الرئيس)، العربي التبسي، أحمد توفيق المدني، عباس بن الشيخ الحسين، نعيم النعيمي، (الوقوف من خلف) مجهول، حمزة بوكوشة، أحمد سحنون، عبد القادر المغربي، الجيلالي الفارسي، أبو بكر الأغواطي، أحمد حماني، باعزيز بن عمر، مجهول، مجهول.


كان الشيخ عضوا عاملا بالجمعية منذ تأسيسها ثم انتخب سنة 1936م عضوا إداريا في المجلس الإداري ، وبعد تأسيس معهد الشيخ عبد الحميد بن باديس في قسنطينة سنة (1327هـ 1947م) عين مدرسا به ثم ناظرا لمساعدة مديره الشيخ العربي التبسي. وفي سبتمبر 1956م عين أمينا للمال في غدارة الجمعية ومديرا لمركزها في الجزائر.
قال الإمام البشير الإبراهيمي رحمه الله [1]: رأى محمد البشير الإبراهيمي رئيس لجنة الإفتاء الشرعي توسيع دائرة تلك اللجنة بزيادة أعضائها، فزاد خمسة من العلماء المشهود لهم بسعة الإطلاع وحسن الإدراك لحوادث هذا العصر وهم المشايخ:

وكل منهم مشهور بالذكاء واستحضارالنوازل وبالبراعة في تنزيل الأحكام الشرعية على النوازل الفقهية".
إبان ثورة التحرير

تولى إمامة مسجد العناصر – الرويسو - بعد تمام بنائه منذ 10 أوت 1954م إلى 22 جويلية 1960م ، ثم انتقل إلى جامع صلامبي (حي المدنية الآن) وذلك في الفترة ما بين (1960 – 1962).
بعد اندلاع الثورة طلبت منه "لجنة التنسيق والتنفيذ" المسيرة لها في العاصمة، أن يتولى جمع المال لها من أبناء الوطن المخلصين لها، فقام بذلك، مع الدعوة لها في المسجد "الرويسو" الذي كان يأم فيه. وفي شهر جوان 1956م ، طلبت منه اللجنة أن يسمح لها بعقد اجتماعاتها في منزله فلبى ذلك على خطورته الشديدة لكونه يسكن في أكثر سكاته أوربيون ، فكانت تلك اللجنة تعقد اجتماعاتها – ومنها الحربية – في منزله، بإشراف البطل الشهيد عبان رمضان، مع الإخوة : بن يوسف بن خدة، وتمام عبد المالك، وإبراهيم شرقي وغيرهم ، وقد حرر مقرر مؤتمر الصومام المشهور بمنزله. وله رحمه الله مسار طويل عريض في ميدان الكفاح الثوري ساقه في مذكراته.

بعد الإستقلال

رفقة الشيخين عبد الكريم العقون ومحمد خير الدين


بعد تحرير البلاد ، عرض عليه وزير الأوقاف الأول، الشيخ أحمد توفيق المدني، أن يتولى الإمامة الأولى والخطابة في جامع كتشاوة بالعاصمة، بعد تحريره من قبضة المستعمر الذي كان حوله إلى كنيسة (كتدرائية) بعد احتلاله للوطن ، فلبى العرض ، وبدأ الصلاة والخطابة فيه مع الدروس الوعظية وصلاة الجمعة، وأول صلاة صلاها فيه كانت صلاة عيد الفطر فاتح شوال 1382هـ 24 فبراير 1963م. ويتحدث عن هذه الفترة فيقول: "فسلكت فيه ذلك المسلك المعروف مني، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصراحتي المعروفة عني، من غير مجاملة ولا تملق على حساب الدين والأخلاق، فلم يعجب هذا السلوك مني رئيس الدولة الأول، السيد أحمد بن بلة، حيث عارضته في قضية خروج المرأة المسلمة الجزائرية إلى الشارع، مع خروجها عن الآداب الإسلامية التي كانت تتحلى بها المرأة الجزائرية المثالية عندنا في الجزائر، فقد دعاها إلى ذلك ورغبها فيه، وحثها عليه في خطاب ألقاه من شرفة نادي"الترقي" في العاصمة يوم 23 مارس 1965، فأحدث بهذا ثلمة كبيرة في بناء الأسرة، فتصدع الحصن الحصين، وانتشرت الرذيلة، وماتت الفضيلة، وكثر فراق الزوجات لبيوت الزوجية، وهروب الأزواج عن زوجاتهم وأولادهم، وخربت البيوت العامرة، فهل يليق السكوت في مثل هذه الحالة!؟ فعارضته أنا بخطبة يوم الجمعة 24 ذي القعدة 1384 – 26 مارس 1965 وكان موضوعها (المرأة ومكانتها في الإسلام) وكانت مذاعة بواسطة الإذاعة الجزائرية، فغضب، “أو أغضب”، واستدعاني إلى قصر الحكومة يوم الخميس فاتح أفريل 1965، فقابلني وزيره لدى الرئاسة، السيد عبد الرحمان الشريف، وأبلغني غضب الرئيس من خطبتي يوم الجمعة، وقال لي: يقول لك الرئيس: إن كان ما صدر منك عن هفوة أو سبق لسان فإني أرجو أن لا يتكرر، فقلت له: أبلغه عني أني تعمدت ما قلته عن قصد، وأتحمل مسؤوليته، ولا أسكت عن كل أحد أراد فساد أخلاقنا، أو محاربة ديننا كائنا من كان، ولازلت أزيد. ولما أبلغه عني هذا أبعدني ـ بواسطة وزير الأوقاف في ذلك الوقت السيد التجاني الهدام ـ عن الخطبة والصلاة فيه، ابتداء من يوم الجمعة 8 ذي الحجة 1384 هـ - 6 أفريل 1965م، بواسطة رسالة من وزارة الأوقاف بتاريخ 6 ذي الحجة و7 أفريل، وبإمضاء كاتبها العام، السيد الطاهر التجيني ـ رحمه الله ـ ولم تمض عليه في الرئاسة بعد أن تعرض للدين إلا مدة يسيرة، وأطيح به عن منصبه بواسطة هواري بومدين ومن معه، وهذا جزاء من تعرض للدين بسوء، وبعد الإطاحة به في 19 جوان 1965م، طلب مني نفس الوزير الذي كان بواسطته* ‬إبعادي* ‬عن* ‬الجامع* ‬المذكور* ‬العودة* ‬إلى* ‬الجامع،* ‬فعدت* ‬إليه* ‬في* 4* ‬ربيع* ‬الأول* 1385* ‬هـ - 2 ‬جويلية* 1965م،* ‬وكنت* ‬متطوعا* ‬بالصلاة* ‬فيه* ‬من* ‬يوم* ‬التحاقي* ‬بالتعليم* ‬في* ‬شهر* ‬سبتمبر* 1964م".
وبعد التحاقه بسلك التعليم في شهر سبتمبر 1964، علم سنتين في ثانوية "حسيبة ابن بوعلي" للإناث في القبة ، ثم انتقل ـ بطلب منه ـ إلى ثانوية الإدريسي للذكور خاصة ، وهي في ساحة أول ماي بالجزائر ، وبقي يعلّم فيها إلى أن بلغ سن التقاعد والإحالة على المعاش ، فناله بداية من 4 ذي القعدة 1390هـ أول جانفي 1971م.
وتولى إمامة صلاة الجمعة في جامع ابن فارس بحي القصبة بعد ترميمه وإصلاحه والتزم ـ متطوعا ـ بذلك من وقت افتتاحه في المحرم سنة 1386هـ – 1966م حتى جمعة 2 ‬جمادى* ‬الأولى* 1391 هـ - 1971م.
أدى فريضة الحج سنة 1387هـ - 1968م.
حضر* ‬المؤتمر* ‬العالمي* ‬لتوجيه* ‬الدعوة* ‬وإعداد* ‬الدعاة بدعوة من رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة المنعقد بين 24 صفر إلى 29 عام 1397 هـ الموافق لـ 12 فبراير إلى 17 سنة 1977م.
التقى الشيخ سنة 1397هـ -1977م بالشيخ الألباني رحمهما الله تعالى، فعلق على ذلك: "كنت في ربيع 1397 التقيت بأحد العلماء الأفذاذ الذين خدموا الدين الإسلامي وخلصوا السنة من التزييف وأزالوا الغطاء عنها بتبيين أحاديثهاالصحيحة من الضعيفة والباطلة، وسألته يا فضيلة الشيخ هل لكم دروس تؤدونها للمسلمين فيها التوجيه والنصح والإرشاد؟؟ فأجابني بأن وزارة الدين في بلدهم منعته من التدريس في بيوت الله إلا أن يستظهر برخصة من وزارة الشؤون الدينية تسمح له بما يرغب فيه، ولما قدمت الطلب للتحصيل على تلك الرخصة جاء الرد من الوزارة بالرفض والمنع منها، قلت له هذا ما هو معمول به في عامة بلدان الدول العربية، أما غير العربية فلا علملي بها، فقلت له وبعد هذا فما هو العمل؟ قال تراني عدت إلى التأليف ونشر وطبع الكتب، وفي هذا خدمة للدين الحنيف نرجو من الله التوفيق والقبول. ذلكم هو فضيلةالشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله" [2].
. ومناقبه ومواقفه ومآثره رحمه الله جمة عظيمة جليلة لو تتبعناها فلن يسعها هذا المقام ، ولكنها بالجملة تشير إلى شخصية إسلامية فريدة توحي إلى عظم شخصيات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وجليل أثرهم وتواصل رسالتهم بين أفرادها. ولعل من أشهر تلاميذه في الساحة الدينية الجزائرية هو الشيخ علي بن حاج ، وقد اعتبر البعض الشيخ عبد اللطيف الأب الروحي للجبهة الإسلامية للإنقاذ.

آثاره

له عدة كتب منها:
  • سهام الإسلام؛
  • المزدكية هي اصل الاشتراكية؛
  • في سبيل العقيدة الإسلامية؛
  • مذكراته التي انتهى من تحريرها في 4 مارس 1983م والتي نشرت سنة 2011م في أعداد يومية الشروق الجزائرية.
وفاته

توفي في أفريل 1984م وهو تحت الإقامة الجبرية مع الأسف الشديد ودفن بالعاصمة في جنازة كبيرة مهولة.
المصادر



*****************************************



نجد في طليعة رجال العلم والإصلاح بمنطقة الأوراس أسماء كبيرة جاءت بعض الكتابات عنها لتنفض غبار النسيان المتراكم عبر السنين.

من هؤلاء:

ـ محمود عبد الصمد :

الذي تتلمذ بقسنطينة في القرن التاسع عشر على العلامة عبد القادر المجاوي، وكان من زملائه في الدراسة الشيخ حمداني لونيسي أستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس، قبل هجرته إلى الحجاز، والتحاق تلميذه بالزيتونة في تونس.



ـ الصديق بالمكي :

خريج الأزهر الذي جعل من خنقة سيدي ناجي منارة إشعاع علمي وديني.



ـ المولود صالحي الزريبي

هذا الأزهري الآخر الذي كان وراء مبادرة بناء المسجد العتيق في باتنة سنة 1924، تزامنا مع بدايات الحركة الإصلاحية بصفة عامة.

ويبرز وسط هذا الزخم من رجالات الإصلاح بالأوراس علمان، كان لهما تأثير متميز هما:


ـ الشيخ الطاهر مسعودان (الحركاتي)

الذي حضر مؤتمر تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالعاصمة في 5 مايو 1931 وهو مؤسسة شعبة الجمعية بباتنة، تلك الشعبة التي مالبثت أن استقطبت العديد من رجالات الإصلاح، وكانت سندا سياسيا ـ وانتخابيا ـ لرفاق الزعيم فرحات عباس خاصة.

ـ الشيخ عمر دردور "باديس الأوراس" كما يصفه الكتاب وهو من تلامذة الشيخ بن باديس؛ وقد كلف بالدعوة للجمعية وأفكارها الإصلاحية في منطقة الأوراس وما جاورها




وغيرهم




************************************************** **************************************

محمد الغسيري :




بقلم: الدكتور السبتي معلم //
الوفاء قليل في البشر، وأوفى الأوفياء من يوفي للأموات، لأن النسيان غالبا ما يباعد بين الأحياء وبين من هم في الدار الآخرة، فيهضمون حقوقهم ويجحدون فضائلهم ..بهذه العبارات بدأ الأستاذ الدبلوماسي محمد الغسيري خطابه في ذكرى وفاة رائد النهضة الراحل عبد الحميد بن باديس.
لو فهمنا وفكرنا ووعينا معنى هذه الرسالة لنجحنا أيما نجاح، وفزنا فوزا نحسد عليه، لأن الوفاء ليس فقط ذلك الشعور الوجداني القوي وذلك السلوك الشجاع الذي يجعل الإنسان ملتزما في مواقفه، أو بعبارة أسهل يكون مستعدا للتضحية من أجل أن يفي بالوعد ويعطي الآخر حقه.
وسأختار هنا قصة السموأل التي تعبر عن الوفاء تعبيرا خالصا وصادقا، ولو لم تحدث هذه القصة لجزمت أن لا أحد قدّم ووصف الوفاء وصفا دقيقا وحقيقيا، وممتلئا بالتبصر مثلما فعل السموأل لامرئ القيس، والغسيري لابن باديس، و… لـ…. من وفاء السموأل أن امرئ القيس بن حجر الكندي لما أراد الخروج إلى الروم استودع لديه دروعا له فلما هلك امرؤ القيس، غزا ملك من ملوك الشام السموأل، فتحصن منه في حصنه، فأخذ الملك ابنا له خارج الحصن رهينة، وقال له:إما أن تفرج عن وديعة امرئ القيس، وإما أن أقتل ابنك ، فامتنع السموأل عن تسليم الوديعة فذبح الملك ابنه، وهو ينظر إليه ثم انصرف، فأوفى السموأل بالدروع فدفعها إلى ورثة امرئ القيس.
أنا في هذا المقال وفي هذا المقام لا أريد معالجة ولا طرح إشكالية فهم الوفاء، ولا أريد أن أناقش مفهومه بقدر ما أريد أن أكون-ولو بقسط صغير- وفيا لدين من سبقونا وعلّمونا، بذلوا من أجلنا ومن أجل هذا الوطن تضحيات جسام.
من بين هؤلاء الأسماء تلك التي كتبت عليها ولا زلت، أردت اليوم أن أتذكر اسم محمد يكن الغسيري، الدبلوماسي الرحالة الجزائري الذي استطاع أن يطبع اسمه بقوة في أوساط التشكيلة الدبلوماسية العربية والدولية..إنه حامل لجذور متفرعة من ثقافات وحضارات عريقة متعاقبة، أمازيغية، إسلامية، عربية وإفريقية..
ولد الشيخ محمد يكن الغسيري حوالي سنة 1915، بغسيرة، دائرة أريس ولاية باتنة، التحق بزاوية الشيخ أحمد بن الصادق بأولاد ميمون سنة 1925، حيث أتم حفظ القرآن سنة 1927، قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية العربية الحرة التي أسسها نخبة من الجزائريين أسموها مدرسة الإخاء بمدينة بسكرة، ومن ثم انتظم إلى سلك ابن باديس بقسنطينة ما بين سنة 1930 إلى سنة 1934، حيث التقى ابن باديس الذي يبدو أنه كان أول من اكتشف نبوغه وذكاءه، وكان جد فخور به- وتلقى معظم دروسه على يديه.
تأثر الغسيري كثيرا بمعلمه ابن باديس، فأخذ منه العلم والمعرفة والأخلاق والإخلاص والصدق والوفاء، ولم يكد ينهي دراسته في الجامع الأخضر بقسنطينة سنة 1935 و1936، حتى التحق بالزيتونة ثم ألأزهر، إلا أن الشيخ رأى أن يبقيه في أسرة التعليم لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين للاستفادة من ثقافته الشاسعة وعلمه الغزير، وهكذا عيّن في الجمعية في مدرسة باتنة سنة 1937، لم يمكث هناك طويلا إذ عاد إلى قسنطينة حيث مارس التدريس مع الأساتذة محمد العابد الجحلالي، عبد الحفيظ بن صال، السعيد حافظ والطيب الدراجي وغيرهم، وكان يدرّس عددا كبيرا من المواد للطلبة والطالبات من قبيل النحو والصرف وفقه العبادات، والسيرة النبوية…إلخ. وكان الوحيد الذي ينوب عن الشيخ بن باديس في حال غيابه عن التدريس بالجامع الأخضر، لأنه لم يكن تلميذا عاديا من تلامذة العلامة فحسب بل كان أخلصهم واقربهم إليه.
انخرط الغسيري في أوائل أربعينيات القرن الماضي في الكشافة الإسلامية، وكان مرشدا لفوج الإقبال بقسنطينة لعدة سنوات، وبعد استشهاد محمد بوراس، مؤسس الكشافة الإسلامية، انقسمت الحركة إلى قسمين تنظيميين، حيث أصبح محمد يكن الغسيري مرشدا عاما وعضوا فعالا في قيادتها العامة بالعاصمة، وفي هذا الصدد تجر بنا الإشارة إلى النصوص العديدة التي كتبها لفائدة الكشافة الإسلامية الجزائرية منها التقرير الديني والأخلاقي للكشاف سنة 1943، وكذلك لائحة المرشدين المقدمة للقيادة العامة في مخيم تلمسان سنة 1944.
بعد أحداث 8 ماي 1945 بأسبوع، تم اعتقاله، واودع السجن المدني بقسنطينة في 16 ماي 1945، ثم نقل إلى سجن الحراش بالجزائر العاصمة ومنه إلى معتقل جنان بوزق بين بشار وعين الصفراء قبل أن ينقل إلى معتقل المشرية، وقد نال منه التعذيب -حينها- ما لم ينله من أحد، إلى غاية صدور العفو بحقه، لكنه وضع رهن الإقامة الجبرية بـ فيلا لارد ، ولم يطلق سراحه إلا في 27 مارس 1946.
وبعد عودته إلى قسنطينة تم تعيينه كنائب في لجنة التعليم العليا التابعة -طبعا- لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وفي ذات السنة أوكلت إليه عدة مهام منها مفتش عام لجميع مدارس الجمعية على مستوى الوطن، وأدى هذه المهمة بكفاءة عالية واقتدار باعتراف الجميع، إلى غاية سنة 1949، وهي السنة التي عيّن فيها مندوبا خاصا لزيارة الطلبة الجزائريين وتفقد أحوالهم في تونس ومصر.
في سنة 1951 قاد وفدا هاما من الكشافة الإسلامية إلى فرنسا، ومنها انتقل إلى النمسا حيث حضر المؤتمر العالمي للكشاف، وما إن عاد إلى الجزائر حتى كلف بمهمة زيارة المسؤولين السياسيين عن حزب الاستقلال المغربي في بلادهم.
جدير بالملاحظة هنا أن نشاط الغسيري لم يكن مقتصرا على العمل الإداري والتعليمي والتربوي فحسب بل تعداه إلى العمل السياسي والنضالي.
في سنة 1953 ترأس وفد الكشافة الإسلامية الجزائرية الذي كان متوجها إلى مصر لحضور إحياء الذكرى الأولى لثورة يوليو 1952، استجابة لدعوة من الكشافة المصرية، وهناك التقى بالقائد عبد الكريم الخطابي وتعرف عليه، وبعدها سافر إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج رفقة الشيخ البشير الإبراهيمي والشيخ الفضيل الورتلاني، وبعد انتهائه من مناسك الحج، زار سوريا ولبنان حيث تعرف على رجال الفكر والثقافة وعلماء الدين، وبعد عودته إلى الوطن دوّن رحلته في جريدة البصائر في سلسلة مقالات من 19 حلقة تحت عنوان عدت من الشرق تميزت هذه المقالات بالكتابة الأصيلة، والموهبة المعبرة والروح الجمالية..في هذه السلسلة جمع ملاحظاته وانطباعاته ومشاعره ومواقفه حول أحوال أهالي المواطن العربية التي زارها بدءا من تونس إلى لبنان مرورا بليبيا، مصر السعودية، العراق، الأردن وسوريا، تأثر كثيرا بالصور الجميلة التي رآها هناك عن المساجد والمؤسسات الثقافية، والإنسان المسلم المثقف المخلص لوطنه، كما تألم للجوانب السلبية من دمار خلقي وجهل خلّفه الاستعمار وحروبه على الأراضي العربية المسلمة، كما تألم كثيرا وضاق ذرعا من مظاهر التخلف والخمول والانحراف لدى بعض شباب وشابات الدول العربية، ولم يفوت أي سلبية وقف عليها إلا ونبه إليها وقدم النصيحة لتجاوزها، كما كان كلما رأى إيجابيات كتب عنها بابتهاج وثُنى عليها وشكر وشجع أصحابها متمنيا مستقبلا أسعد وأفضل.
وكان الغسيري رحمة الله عليه- يعلم علم اليقين بأن قطاع التربية والتعليم في الجزائر -آنذاك- يمر بأزمة خانقة لا مثيل لها، كان يراها كمن يسير في نفق مظلم وطويل، أردا أن يبشر بضوء ولو ضئيل ليتمكن البعض من الخروج من هذا النفق، وأن يضيئوا بدورهم الطريق لمن يلونهم، وهكذا دواليك..هذه هي فلسفته، لذا نجده في قلب مواقع الأحداث من التعليم والتربية إلى الدين والفقه، من السياسة والنضال إلى الكشافة والصحافة..كان كثير التنقل والسفر من أجل التعلم والتعليم والتعريف بالقضية الجزائر في العالم.. جميع مساعيه ومبادراته تستحق اليوم التنويه والتقدير والعرفان، لأنها مساهمة فريدة ومنيرة في جميع النواحي، يقول الرفاعي رحمه الله-:إذا لم تزد شيئا على الدنيا، كنت زائدا عليها .
في جويلية 1953 كتب الغسيري مقالا في جريدة المنار المصرية تحت عنوان نهضة الأمم ، قال فيه لقد بان واتضح أن الأمم تصاب بأمراض كالأفراد يتصدع هيكلها، وينخرم عزمها وتتهدم بها جدران مقوماتها وأكثر هذه واعظمها الجمود الفكري…و لا يتوقف المرض عند هذا الحد بل يتعدى إلى أن يعدي جوار العقل في الإفراط ويفقدها حاسة التمييز بين النفع النافع والضار والغث والسمين وحتى في المصالح الخاصة… .
كانت جل مقالاته دينية تاريخية واجتماعية، ساهمت بقدر كبير في تكوين الوعي الديني والوطني لدى الإنسان الجزائري.. كان طموحا جدا، لكن ما هو الطريق الذي سيسلكه لتحقيق هذا الطموح؟
هذا ما كان يبحث عنه مدركا بأن الحياة الصعبة التي كان يعيشها الشعب الجزائري في تلك الفترة، كانت تتطلب كثيرا من الجهد والقوة والكفاح من أجل التحرر والانتصار لأن الحياة والحرية أقوى من الكبرياء، وأن كل ما أخذ من هذا الشعب بالقوة والحيلة لا يسترجع إلا بالقوة والحيلة، كتب يوما يقول في هذا الشأن :إن الشاب الجزائري سرق منه عقله، شككوه في نفسه وفي مقوماته، فأصبح تلميذا لديكارت وداروين.. ، هذا يعني أن الغسيري كان يدرك أن مجتمعنا أضاع كل شيء، وبقي واقفا حائرا في مفترق الطرق، دون أن يعرف لنفسه مخرجا..لذا مد الغسيري يده بجهد كبير إلى كل ما يتعلق بالجزائر من تاريخ ودين وحضارة وثقافة ونضال وجهاد بعيدا عن الإغواء والمزايدة، وكله أمل في أن يتمكن من أن ينشأ جيلا آخر، جيلا جديدا بأفكار جديدة غير مشوشة، جيلا يدافع عن الوطن والهوية والدين، من أجل أن يسترجع هذا الجيل الجديد مقوماته وشخصيته وهويته ..كان حاضرا سياسيا، دينيا وتربويا وكان حاضرا نضاليا..كان في جميع الوجهات يعمل بكل عزم وجد وإخلاص، التحق بصفوف الثورة التحريرية حين اندلاعها سنة 1954، وذكر يقول :أعلنا تأييدنا لها والتحقنا جميعا بالفروع التي حددت لنا في ميادين التعليم وتعبئة الجماهير والتمويل والسلاح، وقد أعلنا ذلك في جريدة البصائر، إننا جميعا مؤيدون للثورة وملتحقون بصفوفها ونتحمل كل عواقب عملنا ذلك… .
في سنة 1956، حينما قتل في رحبة الصوف غير بعيد عن الجامع الأخضر بقسنطينة رئيس قسم البوليس المدعو سلمار سيلي على يد فدائي جزائري، تم إلقاء القبض على جماعة من المناضلين الجزائريين منهم أحمد رضا حوحو، الحاج اسماعيل، عبد المالك بز وعلاوة بوصوف وغيرهم، وقد نفذ فيهم الإعدام دون أي محاكمة وذلك انتقاما لقتيل الاستعمار الفرنسي.
لم تكتف السلطات الاستعمارية بذلك فحسب، بل أضافت قائمة أخرى لأشخاص تقرر أن يعدموا، ومن بين هؤلاء اسم محمد بكن الغسيري، وقد أخبرهم بذلك المحامي باحمد الذي كان صديق والي المدينة، وطلب منهم أن يغادروا المدينة ويلتحقوا بالجبال.
التحق الغسيري بالعاصمة في اليوم نفسه، وهناك أشار عليه رفاقه بالسفر إلى الخارج، فنزل بمدينة ليون الفرنسية حيث أسس وبنجاح عدة خلايا لجبهة التحرير الوطني، بعد ذلك انتقل إلى باريس ثم سويسرا فالقاهرة، وبأمر من مسؤولي الجبهة خرج من مصر متجها إلى سوريا حيث كتب ونشر وحاضر وعرّف بالثورة الجزائرية، وفضح سياسة فرنسا التي تدعي المساواة، الأخوة والحرية، وكشف أمام الرأي العام العالمي ما كانت ترتكبه من مجازر في حق الشعب الجزائري الحر، وكان يوميا يذيع كلمة من إذاعة دمشق، وساهم بقدر كبير في إنشاء إذاعة صوت الجزائر بدمشق.

كان يحظى باحترام كبير ومتميز لدى أهل المشرق حكومات وشعوب، لأنه كان صادقا، متخلقا وذا معرفة عالية، وثقافة سامية.
بعد الاستقلال عيّن الشيخ الغسيري سفيرا للجزائر في المملكة السعودسة إلى غاية 1970، حيث منح من قبل الملك السعودي السيف الذهبي لآل سعود تقديرا واحتراما وعرفانا له، علما أن لا أحد قبله حظي بتكريم كهذا.
انتقل بعد ذلك إلى الكويت كسفير إلى غاية 1974، حيث دعاه الرئيس الراحل هواري بومدين للعودة إلى أرض الوطن من أجل تكليفه بوزارة التربية الوطنية، لكن القضاء والقدر أرادا له غير ذلك، وضربا له موعدا في 24 جويلية 1974 حيث وافته المنية عن عمر يناهز 59 عاما، وووري الثرى بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة في 26 جويلية مخلفا بنتين بسيمة و بشيرة وولد عبد الحميد وزوجة توفيت منذ أقل من شهر.
ترك الغسيري مجموعة من المقالات والمحاضرات في عدة مجلات وجرائد منها الحياة، البصائر، البحرية العربية ، المنار المصرية، حضارة الإسلام الدمشقية، وكذا عدة كتب منها خلاصة الدروس الفقهية، عدت من الشرق وصورة من حياة الزعيم ابن باديس.
قال فيه الملك فهد بن عبد العزيز في زيارة للكويت لأمير كويتي :إن هذا الرجل حين كان في السعودية هو يأمر ونحن ننفذ ، وقال له أمير الكويت :لو كنت كويتيا لعيناك وزيرا، وقال فيه رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الحالي، الشيخ عبد الرحمان شيبان:إن الغسيري -رحمه الله- من الرجال الأفاضل الكرام الذين احمد الله أن جمع بيني وبينهم، فقد كان مثالا في الطموح والجد والاستقامة ويكفيه فخرا أنه الوحيد الذي ينوب عن ابن باديس في إلقاء الدروس بالجامع الأخضر .
وقال عنه الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني، عبد الحميد مهري: الغسيري هو حديث عن الخصال، عن الفضائل، عن النبل، هذا الرجل بسلوكه وفضائله غزى قلوب أهل الشام.
ووصفه الدكتور محمد الصالح الصديق بـ الرجل القرآني الظريف اللطيف الخفيف الذي أحب وطنه ومثله أحسن تمثي .
وخلاصة تحضرني مقولة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي يموت العظماء فلا يندثر منهم إلا العنصر الترابي الذي يرجع إلى أصله، وتبقى معانيهم حية في الأرض، قوة تحرك ورابطة تجمع ونور يهدي، وعطر ينعش، وهذا هو معنى العظمة كون العظمة خلود
************************************************** *******

من هو الشيخ محمد يكن الغسيري؟
الأستاذ العلامة الرحالة الديبلوماسي محمد يكن الغسيري
احد اقطاب الجهاد ،العلم ،وديبلوماسي محنك ،حمل قضية مقدسة إبان ثورة التحرير فكان اول من عرف بالثورة الجزائرية المظفرة للوطن العربي وذلك من خلال تنقلاته المستمرة في كل انحاء الوطن العرب وحمل كذلك قضية الوطن بعد الاستقلال فكان سفيرا في العديد من دول المشرق العربي و قد لقي احتراما من ملوك و رؤساء الدول العربية منقطع النظير...
المولد و النشأة:
و لد محمد بن احمد يكن الغسيري في عرش اولاد منصور بقرية كاف لعروس بغسيرة و لاية باتنة سنة 1915
ألتحق بزاوية الشيخ أحمد بن الصادق بولاد ميمون لتعلم القرآن وحفظ القرآن وهو طفل سنة 1927
انتقل إلى بسكرة أين درس الفقه و اللغة بزاوية الشيخ محمد الصغير الجوادي ثم مدرسة الإخاء للشيخ خيرالدين 1929

سافر إلى قسنطينة و تابع دراسته على يد الشيخ ابن باديس بالجامع الاخضر لمدة اربع سنوات 1932
نشاطه في مجال التربية و التعليم:
أشتغل بالتدريس بمدرسة التربية و التعليم بقسنطينة سنة 1937 -1943
تولي إدارة بعض مدارس جمعية العلماء ثم عضوا في لجنة التعليم العالي لجمعية العلماء المكلفة بالمناهج و الاشراف على سير المدارس الحرةكما اسندت اليه مهمة التفتيش العام لتلك المدارس
و كتب العديد من المقالات في المجلات و الجرائد و قد كان ناشطا كشفيا بقسنطينة و في هذا الاطار قام بزيارة إلى كل من فرنسا عام 1951 ثم الى مصر سنة 1953

نشاطه قي المجال السياسي:


في 8 ماي 1945 تم اعتقاله و سجن حتى صدر في حقه العفو فس 27 مارس 1946

في سنة 1954 أوفدته الجمعية ألى المغرب و نزل ضيفا عل حزب الاستقلال و اطلع على الأوضاع هناك

ثم في سنة 1956 التحق بجبهة التحرير و التي اسندت له مهمة تمثيلها بدمشق أين لعب دورا كبيرا في التعريف بالقضية الجزائرية

و بعد الاستقلال عين سفيرا بسوريا ثم بالسعودية ثم بعد ذلك في الكويتو بقي سفيرا الى ان وافته المنية يوم

1974/07/24

تاركا آثار مختلفة في اللغة و التاريخ و الدين و الأدب

كتاب معجم مشاهير المغاربة

جامعة الجزائر

















وغيرهم


************************************************** ****************


علماء في مواجهة العدوان الفرنسي





الشيخ الصادق بن الحاج الأوراسي:







خاض الشيخ الصادق معارك تاريخية شهيرة عدة مثل: معركة


أمشونش 1844، معركة وادي براز 1848, وكما شارك إلى


جانب البطل الشيخ بوزيان في ثروة الزعاطشة سنة 1848.

بعد فشل ثورة الزعاطشة بعشر سنوات قام سي الصادق بثورته الشهيرة ضد الاحتلال الفرنسي, جند لها كل الطاقات المادي

وايا وراسل الشخصيات الدينية في الزيبان وأرسل إليهم مريديه, وأتباعه يحثهم على الجهاد في سبيل الله، من أمثال: ابن كريبع وابن النجاري وغيرهما.

شملت ثورته المنطقة الواقعة بين بلدة منعة وبلدة سيدي عقبة, وكان يحرض الناس على الجهاد في سبيل الله قائلا لهم: » إن الرومي يعمل ضد ديننا ضد صلاتنا ضد زكاتنا وضد حجنا إنه يفرض علينا إتباع دينه وهو ما لم يأمر به الله ورسوله r »([13]). وابتدأت دعوته إلى الجهاد في شهر أوت 1858 ضمن القبائل الأوراسية والقبائل الصحراوية, وبحلول شهر نوفمبر تأزم الموقف بسيدي عقبة عند فرقة أولاد الأخضر, وابتدأت المواجهات مع الجنرال « ديفو » يوم 5 جانفي 1859م, وكانت المعركة الحاسمة التي أدى فيها القياد الموالون: أحمد بولخرص حفيد ابن قانة, وبن شنوف, وبن ناصر دورا كبيرا, قد جرت بوادي تونقالين، يوم 13 جانفي واستمر فيها القتال من طلوع الفجر إلى آخر الليل, تحت قيادة الشيخ الصادق وأبنائه, ولما أدرك المجاهدون عدم تكافؤ القوتين فضلوا الانسحاب إلى قرية القصر, مقر الزاوية, ومنها قرروا الاتجاه إلى تونس وعند وصولهم إلى « تمقلين » ألقي القبض عليهم.

وفي يوم 14 جانفي أحرق الجنرال « ديفو » الزاوية عن آخرها, وكان هذا من أقسى مظاهر الانتقام التي كان يقوم بها الجيش الفرنسي, وليكون الشيخ الصادق عبرة لغيره ممن يفكر بالقيام بالثورة ضد المحتل. وقد ظل الشيخ يقاوم ويكافح دون هوادة إلى أن ألقي عليه القبض في يوم 20 جانفي سنة 1859، في مكان بين زريبة الوادي ونقرين يسمى » ثمقلين »، وأسر مع أبنائه وأزيد من 88 مجاهدا.

نقل بعدها الشيخ رفقة مجموعة من أتباعه المجاهدين إلى سجن الكدية, في انتظار محاكمتهم, وصدر الحكم على الشيخ وأبنائه وكبار أتباعه بالإعدام, ثم خفف الحكم في 17 مارس 1861 إلى 15 سنة. وقد طلب مدير السجن الإفراج عنه, لكن السلطات الفرنسية رفضت طلبه بل حكمت بنفيه إلى جزيرة سان مارغريت, لكن الشيخ توفي قبل نفيه وذلك سنة 1862. نقل جثمانه الطاهر إلى قرية تيرمارماسين ودفن هناك.







الشيخ بن جار الله الاوراسي





ـ ثورة الشيخ بن جار الله
:


من ثورات الأوراس ضد الاحتلال الفرنسي تلك التي دعا إليها وقادها المجاهد البطل محمد امزيان من قرية جار الله نواحي تكوت، وهو من إخوان زاوية الشيخ المصمودي، وكان إماما ومدرسا بجامع سيدي عيسى بوقبرين, وكان وثيق الصلة بالزاوية الرحمانية بتبرماسين.

اندلعت الثورة يوم 30 ماي 1879م في قرية الحمام جنوب إيشمول، وامتدت حتى شملت جنوب شاشار، والتف حولها أعراش أولاد داود، بني بوسليمان واحمر خدو، وجماعة من بني وجانة، ومن الزوايا زاوية بوزينة بقيادة الهاشمي بن دردور، لكن العدو باغت المجاهدين بقوات لا قبل بها، وقد سقط من الشهداء يومئذ 120 شهيدا.

أما القائد بن جار الله فقد تسلل إلى تونس، حيث أقام بزاوية الشيخ إبراهيم ولد الشريف وهي زاوية رحمانية بقابس، ولكن عيون فرنسا كانت تلاحقه فألقي عليه القبض رفقة أخيه ونخبة من المجاهدين، ونقلوا إلى قسنطينة حيث حوكموا، وصدرت الأحكام في 26 جوان 1879م، وكانت كالتالي: 14 حكما بالإعدام، 26 حكم بالأشغال الشاقة، 16 حكم بالبراءة، وبعد صدور عفو من رئيس جمهورية فرنسا في 09 نوفمبر 1880 خففت أحكام الإعدام إلى الأشغال الشاقة والنفي، وهكذا نفي المجاهدون إلى كورسيكا وكايان ومن هذا الأخير فر القائد بن جار الله إلى مكة أين توفي بها سنة 1889.









الشيخ الهاشمي بن علي دردور
ـ ثورة الهاشمي بن علي دردور: (1230/ 1317 هـ =1815/ 1899م).







من زعماء الجهاد في الجزائر، وكبار رجال الطريقة الرحمانية، وإليه تنسب الطريقة الدردورية إحدى فروع الطريقة الرحمانية. ولد سنة 1230 هـ = 1815م بمدرونة بمنطقة وادي عبدي في قلب الأوراس بالشرق الجزائري، حفظ القرآن بمسقط رأسه، ولم يتجاوز الثانية عشر من عمره, ثم التحق بزاوية الشيخ بن عزوز البرجي, ومنها انتقل إلى زاوية الشيخ عبد الحفيظ الخنقي بخنقة سيدي ناجي, ثم زاوية بوحجر نواحي قالمة ليعود بعد ذلك إلى مسقط رأسه.

سافر إلى مصر لمواصلة تعليمه, وبالضبط جامع الأزهر, وبعد تخرجه تولى التدريس بالإسكندرية إلى غاية سنة 1870, حيث عاد إلى أرض الوطن, وأسس زاوية ببلده سنة 1289 هـ= 1876م([15])، أصبحت تشكل خطرا على الاحتلال الفرنسي، شارك في انتفاضة الأوراس سنة 1879م بإخوانه ومريديه، مما أدى بالسلطات الاستعمارية إلى نفيه إلى جزيرة كورسيكا سنة 1293 هـ= 1880م، وفي سنة 1303 هـ= 1890م وبعد أن قضى في المنفى أكثر من عشر سنوات، أطلق سراح الشيخ الهاشمي وعاد إلى أرض الوطن, استأنف نشاطه بالزاوية, وتعود السلطات الفرنسية إلى اعتقاله ثانية سنة 1895 ونقلته إلى باتنة غير أن سكان الأوراس قاموا بمظاهرات لإطلاق سراحه وكان في طليعة المحتجين جماعة من الأعيان من بينهم الشيخ المبارك بن محمد بن بلقاسم من زاوية ثنية العابد وتحت ضغط الجماهير تم الإفراج عن الشيخ الهاشمي.

واصل الشيخ مهمته التعليمية والجهادية إلى أن وافاه الأجل سنة 1317 هـ= 1899م. عن عمر يناهز الخامسة والثمانين. وصفه كل من ديبون وكوبولاني بأنه من ألد أعداء فرنسا ويحمل لها حقدا شديدا.






وغيرهم


************************************************** **************************************



الشيخ سيدي عـبد الحـفـيظ بن محمد بن أحمد الونجلي








التعريف الوجيز بالشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد بن أحمد الخنقي رضي الله عنه (1203-1266هـ/1789-1850م):

- ولد الولي الصالح العارف بالله الشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد ابن أحمد الخنقي عام1203 هـ/1789م

بخـنقـة سيدي ناجي على سفح جبال الأوراس و فيها حفـظ الـقـران و تعـلم علو م الديـن الإسلامي علي يد عدة علمـاء

من اشهـرهـم الشيخ الصديق الونـجـني .

-هاجر الى طولقة والتقى بالشيخ سيدي محـمد بن عـــزوز البرجــي وتعلم منه علوم الدين واخـذ عـنه الطريقة الرحمانـية العـزوزيـة وبقي في خدمته الى ان توفي عام 1233هـ/1818 م فـتـولــــى التدريس في زاوية الشيخ سيدي"محمد بن عزوز البرجــــــــــي" وكــثف تعاونه مع زاوية الشيخ مصطفى بن عزوز بنفطة بتونس في نشرالطريـقـــــة الرحمانية العزوزية والقران وعلوم الدين والتصوف وتربية المريـديــن

- عاد الشيخ سيدي عبد الحفيظ الى خنقة سيدي ناجي واسـس بــــــهـا زاويته في القرن13 هـ وتـم حفر بئـرين للمياه (جددت زاويته على يــد السيد حـفـيظي رشـــــيد في25مـاي عا م1975م، واعيد تـــرمـيمـهـــا مــن الــداخـــل والخـــارج مـــن طــــرف ابـنه الســيد حـفـيظــي بـشيـر عام 2006م،وكتبت الايات القــرانـيــــــة داخل الضريح عام 2005م )


- قام الشيخ سيدي عبد الحـفـيظ في زاويته على تعـليم اخـوانــه علوم الدين الاسلامي والطريقه الرحمـانية العزوزية الخلوتـيــة القائمة على ذكر الله تعالى وطاعة الله ورسوله مما جعل اتبـــاع الشيخ يتــأ ثـــرون بتـربيته الروحـــانـية وصـار له مـريـــدون فـي الجـزائـر وفي تـونـس. - قاد الشيخ سيدي عبد الحفيظ الجها د ضد الاحـتلال الفرنسـي بجـــيش قوامه 5000 مجـاهـــد من خـنـقـة سيدي ناجـــي وششــار وقبائل الاوراس عموما والتحق به الشيخ الصـادق بالـحـاج والشيـخ مــحمـــد الصغــيـرلـفـــك الحصار على مدينة بسكرة ودعم مقاومة الزعاطشة ودارت معركة واد براز قرب سريانة في مكان مكشوف على ضفة واد براز شمـــال سيدي عـقـبة التي قتل فيها قائد القوات الفرنسية سان جارمان



وغيرهم


************************************************** **************************************










رد مع اقتباس