منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التحقيق الدقيق في شرف بني نائل الوثيق
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-29, 14:08   رقم المشاركة : 346
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Hot News1

نبذة عن حياة الخليفة سي الشريف بن الأحرش

ولد سي الشريف بن الأحرش ببلد آبائه بزاغز في شهر ربيع الأول سنة 1213 هجرية الموافق لشهر جوان سنة 1803م نشأ في حجر والديه فلما ترعرع و نما و بلغ من العمر ثمانية عشر سنة و بعد ما حفظ كتاب الله العزيز في زاوية الشيخ سيدي عطية المدعو ( بيض القول )
انتقل في طلب العلم و سلوك الطريقة السوفية إلى مقام العارف بالله تعالى الشيخ سيدي المختار ببلد سيدي خالد أولاد جلال قرب مدينة بسكرة ، حيث أقام عند شيخه ثمانية عشر سنة جادا في الأعمال الصالحات و ضروب الطاعات و قائما بالأذكار و الصلوات مشتغلا بالتحصيل في العلوم الشرعية من فقه و تفسير و حديث و أحكامها عن الشيخ محمد الزين بن بركات و الشيخ محمد بن السعيد بن بركات من العلماء العظام في أولاد جلال
و درس و استفاد و أفاد فبنى كل أعماله على أساس متين من تقوى الله و رضوانه فكان مسلكه شمس هداية ، و حوى مفهوم العلوم و منطوقه يجري على لسانه سمعا لفظا و معنى ، و بالجملة لم يكد يشذ عنه حديث واحد في ذلك في موطأ مالك و شفاء القاضي عياض ، و شمائل الترميذي و المواهب اللدنية و الجامع الصغير مما لم يكن في الحسبان و في تفسير الكتاب كان المثال الماجد الخالد في ظاهره و باطنه فإنه لقن فيه من صاحب الشريعة الإسلامية عليه الصلاة و السلام و الرحمة و درس ايضا عدة فنون من الآداب و الفلك و الأصول و علم القوم كالنحو و البيان و المنطق

و في سنة 1254 هجرية اتخذ زاوية بالجلفة فادخل بها من طلبة العلم و القرآن أكثر من خمسمائة طالب زيادة عن الأخوان و الفقراء و الأرامل و الأيتام ، فأطعم الكل و اسداهم العافية و البلام فانتفع به الكثير و تخرج من التلامذة ما يزيد عن ثلاثمائة طالب فصار مسموع الكلمة مجاب الدعوة و كل ليلة كان في حياته ينادي بأسواق البلد ( الجلفة ) و شوارعها على كل جائع أو عار أو ضمآن أن يقصد زاوية سيدي الشريف بن الأحرش الخليفة فإنه مكفي المؤونة
و كان مثالا في الدين و التقوى و الحكم و الحق و كثير الأعمال من كل نوع فملأ حياته الأولى بكل ذلك هذا فيما يخص الجانب الروحي و الاجتماعي لسي الشريف بن الأحرش
أما فيما يخص حياته العسكرية دفاعا عن وطنه من الاحتلال الفرنسي فإنه التحق بجيش الأمير الحاج عبد القادر بن محي الدين سنة 1249 هجرية الموافق لسنة 1832م فعينة الأمير عبد القادر ـ الذي كان معجبا بذكائه و قيمته الشخصية ـ كاتبا له ثم مستشارا مقربا و في سنة 1843م رقاه الأمير إلى رتبة خليفة لمنطقة الجنوب خلفا للحاج العربي الأغواطي ، كان سي الشريف وفيا للحاج عبد القادر و حضر بجانبه جميع المعارك الكبرى التي قام بها الأمير نذكر منها معركة جبل جرجرة في سنة 1845م ثم الغرب الجزائري كما أنه ذهب معه إلى المغرب و هو مطارد من طرف الجيش الفرنسي ثم رجع معه إلى منطقة أولاد نايل بالجلفة حيث قدم له إعانة مادية و بشرية كبيرة و تم الأمر نحو هذا الممر إلى أن استسلم الأمير عبد القادر رفقة سي الشريف بن الأحرش في سنة 1847م إلى الجنرال دولاموريسيار .

و بعدها نفي ( سجن ) الأمير عبد القادر إلى فرنسا و سجن سي الشريف بن الأحرش في سجن المدية ثم سجن بوغار ( قصر البوخاري ) و أخيرا سجن بن يحي بن عيسى ، نضيف عما سبق ذكره أن سي الشريف بن الأحرش كان متزوج من امرأة إسبانية الأصل تدعى ( مارية دولوراس ) و كانت قد أسرت هي و أختها قرب مدينة نمورس بالغرب الجزائري من طرف جيش الأمير عبد القادر الذي اعتنى بتربيتهن ضمن عائلته داخل الزمالة المتنقلة ثم أعطاها كزوجة لسي الشريف بن الأحرش مكافأة للخدمات الجليلة التي كان يقدمها هذا الأخير لاخلاص في سبيل الله و لوطنه و لأميره المجاهد ، فصارت هذه الزوجة بهدى من الله زوجة صالحة مسلمة ترتدي الزي العربي النائلي و تتكلم باللغة العربية الصحيحة كما كانت تعتني بشؤون الخيمة و حلب الحيوانات مثل الغنم و الناقة ، كما أنها رفضت العودة إلى بلدها الأصلي بعد استسلام الأمير عبد القادر و سجن سي الشريف بن الأحرش بمدينة المدية و اختارت هي و أختها البقاء مع رجالهن ( أختها كانت متزوجة لابن عم سي الشريف و هو محمد بن عبد السلام بن الأحرش ) .

أنجبت هذه الزوجة الصالحة لسي الشريف ولدا و هو المرحوم سي الحاج أحمد بن سي الشريف الذي شيد من ماله الخاص قبل بداية هذا القرن أول مسجد في مدينة الجلفة و هو مسجد سي أحمد بن سي الشريف و المعروف بجامع الجمعة سنة 1900م ، كما انه تبرع في إطار الحبوس الشرعي بأملاك كثيرة اتبعها لخدمة المسجد .









 


رد مع اقتباس