منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مقومات الشخصية الجزائرية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-29, 20:15   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ghezal mohamed
بائع مسجل (ج)
 
الصورة الرمزية ghezal mohamed
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقومات الشخصية الجزائرية

مقومات الشخصية الجزائرية


تختلف الشعوب بمقوماتها ومميزاتها كما تختلف الأفراد. ولا بقاء لشعب إلا ببقاء مقوماته ومميزاته كالشأن في الأفراد. فالجنسية القومية هي مجموع تلك المميزات والمقومات. وهذه المقومات والمميزات هي اللغة التي يعرب بها ويتأدب بآدابها، والعقيدة التي يبني حياته على أساسها، والذكريات التاريخية التي يعيش عليها وينظر لمستقبله من خلالها، والشعور المشترك بينه وبين من يشاركه في هذه المقومات والمميزات" .

... فالدين واللغة والوطن عناصر لشيء واحد هو الشخصية الوطنية التي لا يمكن أن ينظر إليها من جانب واحد فقط ... وهذا هو الشيء الذي كان يدور في ذهن الإمام حين أطلق شعاره المعروف: (الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا).
إذن يمكن ابراز اهم مقومات الشخصية الوطنية الجزائرية في العناصر التالية :وهي الدين واللغة العربية والوطن والتاريخ والمصير المشترك.
أ الوحدة الدينية الإسلامية
يمثل الإسلام المقوم الأول للشخصية الوطنية الجزائرية، إذ أن هذا المقوم يعود ـ في تاريخه ـ إلى أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان، دخل خلالها هذا المقوم إلى أعماق النفس الجزائرية، وسرى في الدم واللحم والعظم، وامتزج معها امتزاجا كليا .. هذا الإسلام كان دائما خلال هذا المسار التاريخي الطويل هو مظهر هذه الأمة ولباسها وهويتها التي تتمظهر بها بين الأمم وتُعرف بها بينها.. ولأجل الحفاظ على هذه الهوية ظل المجتمع الجزائري يقاوم خلال هذا المسار الطويل.
لذلك فإن الإسلام يعتبر عامل الوحدة الوطنية الأولى، إذ يملك من أسباب الجمع والتوثيق بين الأفراد الرصيد الأعظم، فتعاليمه كلها تدور حول التعاون والتآزر والتناصر والأخوة المتبادلة بين أفراد المجتمع .. تلك القيم التي من شأنها أن تزيد في ارتباط الجزائريين بعضهم ببعض، وتدعم تناغمهم وتعاونهم على النهوض بوطنهم وحماية مقومات شخصيتهم .


ب الوحدة اللغوية
وكما يمثل الإسلام عاملا من عوامل الوحدة الوطنية ومقوماتها، فإن اللغة العربية لا تقل أهمية في هذا الإطار، إذ تضيف إليه عاملا آخر يزيد في قيمته وقوته، فهذا الإسلام نفسه لا يمكن فهم نصوصه وإدراك تعاليمه إلا بتعلم هذه اللغة وإتقان فهمها والحديث بها. ويبرز ابن باديس دور اللغة في توحيد كيان الأمة، فيقول: "... تكاد لا تخلص أمة من الأمم لعرق واحد، وتكاد لا تكون أمة من الأمم لا تتكلم بلسان واحد، فليس الذي يكون الأمة ويربط أجزاءها ويوحد شعورها ويوجهها إلى غايتها هو هبوطها من سلالة واحدة، وإنما الذي يفعل ذلك هو تكلمها بلسان واحد".
فاللغة العربية هي العامل الجامع بين الجزائريين على اختلاف أعراقهم وتنوع لهجاتهم، وبها وحدها يستطيعون أن يتفاهموا ويتخاطبوا فيما بينهم، دون أن يضطر أي منهم إلى أن يسأل الآخر عما يقصده من حديثه.
وهذه اللغة، إلى جانب الإسلام، هي العامل الذي يجمع ماضي الجزائر وحاضرها ومستقبلها. فالشعب الجزائري، وإن كان يتكون من أكثر من عنصر إنساني، إلا أن الامتزاج التام بين هذه العناصر منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، والاتحاد الحاصل في العقيدة واللسان يقطع الطريق على كل متقول أو شاك في عروبة الجزائر ووحدتها اللغوية، وينفي كل زعم يحاول صاحبه تفتيت هذه الوحدة .
ج. وحدة الموطن
فالجزائريون يشتركون في انتمائهم جميعا إلى وطن واحد هو الجزائر، وهذه الوحدة في الانتماء تكفي في إنهاء كل أسباب التفريق والتمييز فيما بينهم، وتسهم في ربط أواصر اللقاء والتعاون بين شرائحهم.
إنما ينسب للوطن أفرادُهُ الذين ربطتهم ذكريات الماضي ومصالح الحاضر وآمال المستقبل، والنسبة للوطن توجب علم تاريخه، والقيام بواجباته، من نهضة علمية واقتصادية وعمرانية، والمحافظة على شرف اسمه وسمعة بنيه، فلا شرف لمن لا يحافظ على شرف وطنه، ولا سمعة لمن لا سمعة لقومه" .


د. التاريخ المشترك
تجمع بين الجزائريين ذكريات تاريخية مشتركة تعود إلى مئات السنين.. ذكريات عايشوا معها السراء والضراء، وكانوا في الحالين دائما مشتركين، متآزرين متعاونين.. وأعظم هذه الذكريات تلك التي جمعتهم على الدفاع عن بلادهم والمنافحة عن مقومات شخصيتهم، في وجه الحملات العدائية التي ظلت تُشن على الجزائر عبر التاريخ، مستهدفة تحطيم كيانها والاستيلاء على خيراتها، وإنهاء وجودها التاريخي والحضاري.
لذلك فإن هذه الذكريات تمثل عامل جمع وتوحيد، وينبغي على الجزائريين أن يتخذوا منها وسيلة إلى بناء حاضر مشترك ينعمون فيه جميعا بالخير والرفاهية، ويأملون معا في مستقبل مشترك يجمعهم أيضا على الخير والسعادة.
هـ. وحدة المصير
وكما أن الجزائريين ينتمون إلى موطن واحد، هم مطالبون بالمحافظة عليه وحمايته من كل دخيل، وكما يجمعهم أيضا تاريخ واحد ينبغي عليهم تذكره واستحضاره، فهم كذلك يشتركون في وحدة المصير الذي يجمعهم، فما يصيب شبرا من أرض الجزائر يلتزم كافة الجزائريين بالدفاع عنه، لأن كل واحد منهم يعتبر مسؤولا عنه إلى جانب غيره من بقية الجزائريين.. وما يصيب فريقا من الجزائريين، يكون بقيتهم مطالبين بالشعور بالألم لألمه، وبواجب النهوض لحمايته ونصرته.. فمصير الجزائريين جميعا واحد، وما قد يتهدد طرفا من بلادهم أو أبناء جهة من جهات وطنهم، هو بالضرورة يتهدد بقية الأطراف وسائر أبناء الجهات الجزائرية الأخرى.
فوحدة المصير بين الجزائريين توجب عليهم أن يوجهوا جهودهم إلى إعداد العدة اللازمة للدفاع عن دينهم ولغتهم ووطنهم، لحماية كل ذلك من أي عدو محتمل. وذلك لا يتأتى إلا بوحدتهم التي هي السد المنيع والحصن الحصين في وجه كل الأطماع التي تستهدف إضعاف الصف الوطني وإثارة الفتن والخصومات بين أبناء الوطن.









 


رد مع اقتباس