منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - اعلان دورة إرشاد العبيد إلى مباحث كلمة التوحيد ( سجّل و إلتحق بالمكتتبين )
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-09-02, 18:15   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

بــــسم الله الرّحمن الرحيــــم

المقدّمـــــة :


الحمد لله وحده ، و الصّلاة و السّلام على من لا نبي بعده ، و على آله و صحبه ، و من تبعه ، إلى يوم الدّين .
و بعد :
فإن ( لا إله إلا الله ) هي كلمة التوحيد ، و العروة الوثقى ، و أساس الإسلام ، و الباقيات الصالحات ، و مفتاح جنة الرّحمن
لأجلها خُلقت المخلوقات ، و أرسلت الرّسل ، و أنزلت الكتب ، فانقسم الخلق إلى مؤمنين و كفار ، و قام سوق الجنة و النار
فمن حقق تلك الكلمة فقد فاز ، و من نبذها وراء ظهره فقد هلك و خسر
ذكر ابن جرير في تفسيره بسنده عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا مَرِضَ أَبُو طَالِبٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يَشْتُمُ آلِهَتَنَا وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ وَيَقُولُ وَيَقُولُ، فَلَوْ بَعَثْتَ إِلَيْهِ فَنَهَيْتَهُ فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ الْبَيْتَ وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَبِي طَالِبٍ قَدْرُ مَجْلِسِ رجل، قال فخشي أبو جهل لعنه الله إِنْ جَلَسَ إِلَى جَنْبِ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يَكُونَ أَرَقَّ لَهُ عَلَيْهِ فَوَثَبَ فَجَلَسَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ وَلَمْ يَجِدْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا قُرْبَ عَمِّهِ فَجَلَسَ عِنْدَ الْبَابِ. فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ أَيِ ابن أخي ما بال قومك يشكونك ويزعمون أَنَّكَ تَشْتُمُ آلِهَتَهُمْ وَتَقُولُ وَتَقُولُ؟ قَالَ وَأَكْثَرُوا عَلَيْهِ مِنَ الْقَوْلِ وَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا عَمِّ إِنِّي أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يَقُولُونَهَا تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ وَتُؤَدِّي إِلَيْهِمْ بِهَا الْعَجَمُ الْجِزْيَةَ. ففزعوا لكلمته ولقوله فقال القوم كَلِمَةً وَاحِدَةً نَعَمْ وَأَبِيكَ عَشْرًا فَقَالُوا وَمَا هِيَ؟ وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ وَأَيُّ كَلِمَةٍ هِيَ يا ابن أخي؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» فَقَامُوا فَزِعِينَ يَنْفُضُونَ ثِيَابَهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجابٌ قَالَ وَنَزَلَتْ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ إِلَى قوله بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ.
وقال ابن كثير في تفسيره عقب سياقه ما عبارته:وَهَكَذَا رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي أُسَامَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَّادٍ غَيْرِ مَنْسُوبٍ بِهِ نَحْوَهُ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ جَرِيرٍ أَيْضًا كُلُّهُمْ فِي تَفَاسِيرِهِمْ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ الْكُوفِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ. انتهى.
وقد رواه الحاكم أيضا وصححه وأقره الذهبي. وقد ضعف الألباني الحديث في ضعيف الترمذي والسلسلة الضعيفة.
فكلمة هذا حالها و هذه مرتبتها ، حقيق و واجب على كل مسلم و مسلمة : أن يعلم معناها ، و كنيها و شروطها ، و يحذر نواقضها ( و العياذ بالله )
فالناس يتفاوتون في الإسلام ، بحسب تفاوتهم في ( لا إله إلا الله ) ، علما و عملا ، بما تدلّ عليه مطابقة ، و تضمُّنا ، و التزاما ، و اقتضاء ، فإن هناك من يقولها اليوم ، و إنّما حاله كقوله تعالى : ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ﴾ [ الزخرف 22 ] ، و لم يخالط الإيمان بشاشة قلبه ، و الله المستعان .
و كما أن التوحيد يكون بالقلب و اللسان فإنه يكون بالجوارح أيضا ، يزيد بالطّاعة و العلم ، و ينقص بالمعصية و الجهل ، على خلاف ما يعتقده أهل الأهواء كالمرجئة الذين يخرجون الأعمال من مسمى الإيمان ، و يعتقدون أن ترك العمل بالكلية لا يضر الإيمان ، و الخوارج و المعتزلة على النقيض منهم ، يخرجون صاحب الكبيرة من الإسلام ، و يخلدونه في النار
فكلا الطّرفين يعتقدون أن الإيمان لا يزيد و لا ينقص ، فإما أنه كامل لا ينقص و إما أنه يزول بالكلية ، و أهل السنة و الجماعة وسط ، فالإيمان عندهم يزيد بالطاعة و العلم و ينقص بالمعصية و الجهل .
فنسأل الله تعالى ، أن يجعلنا من أهل لا إله إلا الله و ممن يحققون معناها و يعملون بمدلولاتها و يجتنبون نواقضها .
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين

( ينظر كتاب : لا إله إلا الله ، معناها أركانها دلالتها ..... ، للعلامة محمد بن عبد الوهاب الوصّابي ) فقد اعتمدت عليه بتصرف و اختصار و إضافة ..










رد مع اقتباس