منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ذكرى استقلال الجزائر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-27, 21:22   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
الهامل الهامل
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

في ذكرى عيد استقلال الجزائر
احتلال الجزائر كشف عدم صدق شعارات الثورة الفرنسية
يصادف الخامس من الشهر السابع من عام 1962 عيد استقلال الجزائر وهو مناسبة هامة وتاريخية لا تعني أبناء الجزائر وحدها بل تهم العرب والمسلمين وكل الأحرار في العالم، وبهذه المناسبة الغالية يتوجب توجيه التحية للشعب الجزائري واستمطار شآبيب الرحمة علي مئات الآلاف من الشهداء الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لهذا اليوم الغالي والمجيد، وما أحري الشباب العربي اليوم إن يستعيدوا تاريخ كفاح الشعب الجزائري لأنه درس وملحمة تاريخية خاصة في مثل ظروفنا اليوم وفلسطين المحتلة منذ عام 1948 تكاد تضيع من الاستسلام وعدم القدرة علي حشد الطاقات وتوحيد الإرادة والأخطر من ذلك إن العراق أيضا تم احتلالها من اكبر قوة في العالم حليفة الكيان الصهيوني منذ العام 2003 .
وقصة احتلال الجزائر لمدة 132 من عام 1830 إلى عام 1962 تشكل ملحمة تاريخية ودرسا لابد من الوعي به عبر الأجيال .
فإذا عرفنا إن فرنسا قامت بهذه الثورة نهاية القرن الثامن عشر ورفعت شعارات لا يزال الناس في زماننا هذا يتغنون بها ( الإخاء ، الحرية ، المساواة ) ولكن ديدن الثقافة الغربية يومها وحتى اليوم لم يتغير ، فهذه الأهداف وما حققته هو شأن داخلي لتقدم شعب فرنسا ومن بعدها شعوب أوروبا عندما انتشرت هذه المبادئ في بريطانيا وألمانيا وعمت العالم بعد ذلك إما الأمم والشعوب الأخرى فذلك شأن أخر لأنها ليست من طينة شعوب الغرب انه لأمر جليل وسابقة خطيرة في التاريخ الإنساني حيث إن أوربا استطاعت إن تتدارك تخلفها وان تستفيد من انجازات الحضارة العربية الإسلامية ومن خلالها وراثة حضارة اليونان والرومان وهكذا أصبحت أوربا طريق التقدم الحضاري خاصة من الجانب المادي والتكنولوجي وخاضت صراعات مريرة داخل كل بلد وفي العلاقات بين بلدانها حتى كرست وعلى الأخص بعد الثورة الفرنسية معالم حضارة جديدة ، لكنها بقدر تقدمها العلمي وحرصها علي قواعد وقيم إنسانية ، ولكنه ويا للمفارقة فان الدول الأوروبية حرصت علي خرق تلك القيم وعدم تطبيقها علي الشعوب خارج أوروبا ، بل راحت تضرب بالجيوش والأساطيل لاحتلال البلدان الاخري في العالم الثالث ، وذلك دليل علي إن الثقافة الغربية قامت علي العنصرية وعلي القوة وإنها لا تساوي بين شعوبها وشعوب العالم الأخر ، وهكذا نجد فرنسا التي فجرت ثورتها عام 1778 وأعلنت تلك الأهداف الكبيرة نجدها بعد حوالي نصف قرن تحتل الجزائر البلد العربي المسلم الواقع في إفريقيا والذي لم تكن له أي عداوة مع فرنسا ، بل كانت بين البلدين علاقات سياسية واقتصادية وان فرنسا مدينة للدولة الجزائرية ، حتى إن هناك من المؤرخين من يعطي للجانب الاقتصادي دورا هاما حيث إن الحرب الاستعمارية تعطي فرنسا مكاسب كبيرة ، تخلصها من الديون وتمكنها من حيازة رصيد الجزائر من الذهب الذي يقال انه تم نقله علي عشرات من الإبل من قصر الأمير ، ومصادرة اقتصاد الجزائر لمصلحة فرنسا الاستعمارية في وجه من الوجوه يشبه خلفيات احتلال أمريكا للعراق الذي يقع النفط والمقدرات الاقتصادية في مقدمات أسباب احتلال العراق ما أحرى الجزائريون والعرب وكل الشعوب اليوم بمناسبة استقلال الجزائر التوقف أمام هذا الحدث التاريخي الكبير الذي ما أحرى الجميع للاستفادة منه العبر والدروس التي ينطق بها لان التاريخ يعيد نفسه والاستعمار ظاهرة يمكن إن تتكرر.
لذلك سأتوقف عند بعض النقاط بمناسبة الاحتفال بيوم استقلال الجزائر ومشاركتنا في إحياء هذا اليوم وتهنئة الشعب الجزائري الشقيق :-
• دروس وعبر الثورة الجزائرية
• خطورة أوضاع التجزئة علي انجازات الشعوب


• دروس وعبر الثورة الجزائرية
بعد إن استمر الاحتلال الفرنسي للجزائر قرنا وربع علي الرغم من الثورات المتواصلة منذ ثورة الأمير المجاهد عبد القادر الجزائري وقد دفع الشعب الجزائري مئات الآلاف من الشهداء وتم مصادرة أملاكه وإقصاء الشعب في أرضه فان الشعب الجزائري المسالم الذي تجسدت هويته التاريخية من خلال اعتناق الإسلام منذ أربعة عشر قرنا ، وتعرف من خلال العذاب والمعاناة و الاهانة إن العدو الجاثم علي أرضه بقوة السلاح ويحاول طمس هويته من خلال طمس دينه الإسلام والقضاء علي اللغة العربية والاستقواء بالعملاء الذين استخدمهم الاستعمار سوطا يلهب به ضمير وظهور شعبهم ، عندما استوعب الشعب الجزائري الدرس حاول الاستفادة من المناخ الذي تدعي الشعارات أنها توفره من حرية وتعددية وحقوق إنسان تحاول تأسيس الجمعيات والنقابات مثل نجم شمال إفريقيا وحزب الشعب وغير ذلك لكن المحتل الفرنسي كانت له خططه وبرامجه التي لا تخدم الشعب الجزائري , لأنه مستعمر ولابد إن يكون محتقرا وبحال سيئة وبين حريته واستقلاله والمفارقة التاريخية إن فرنسا التي هزمت في الحرب العالمية الثانية لم تجد سوي الجزائر وشمال إفريقيا لاحتضان المقاومة بقيادة ديجول الذي حارب معه عشرات الآلاف من الجزائريين والمغاربة وأسهموا في تحرير فرنسا وعندما تحرك الشعب الجزائري غداة الحرب العالمية الثانية مستندا إلى ما أعقب إعلان مبادئ ويلسون والتوجه لإنشاء الأمم المتحدة وبمناسبة الاحتفال العالمي بهزيمة النازية والفاشية عام 1945 خرج الشعب الجزائري في مظاهرات عارمة معبرا عن أرادته ومطالبة بالحرية والاستقلال فكان رد فرنسا ضرب تلك المظاهرات السلمية بقوة الجيش من مدافع ودبابات وطائرات في اخطر مجزرة قدرت ضحاياها بخمسة وأربعين ألف مواطن جزائري
ولان مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية شهدت متغيرات منها تأسيس الأمم المتحدة وقيام الجامعة العربية وهبوب رياح التحرير للشعوب المستعمرة علي يد المثقفين وزعماء كفاح الشعوب وقد كان حس القوي الشعبية الجزائرية عاليا فقد أدرك بوعي تاريخي عميق إن اللحظة قد حانت لامتشاق السلاح ودفع ثمن التحرير والاستقلال وبين عامي 1945 و1954 أنضجت القوي الثورية الجزائرية برنامجها لتفجير ثورة مسلحة من اجل انتزاع الاستقلال بقوة السلاح وقد استطاعت ثورة نوفمبر /1954 إن تتجاوز الخلافات السياسية والحزبية وان تتوجه مباشرة للشعب وان يكون الاستقلال هدفها من غير مساومة وكان من حسن حظ الثورة الجزائرية تأسيس الجامعة العربية 1945 وقيام ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الزعيم القومي جمال عبد الناصر حيث أمكن من تبني ثورة فاتح نوفمبر وإعطائها دعما إعلاميا وسياسيا بالإضافة الي المتغيرات التي شهدها العالم من قيام ثورة الصين الشعبية عام 1949 وتفجر الحرب الباردة التي قسمت القوي الكبرى إلى معسكرين وقد استطاع الثوار الجزائريين توظيف كل هذه ذلك لمصلحة كفاح شعبهم ، وسطروا ملحمة أسهمت في إثارة الوعي الإنساني وفرضت علي شعوب الغرب إن تعيد النظر في مسلماتها .
وكانت ثورة نوفمبر ملحمة تاريخية فاصلة قادت الي استقلال الجزائر وسجلت دروسا حري بنا إن نقف عندها ,خاصة في هذه المرحلة من تاريخ امتنا .
وهنا باختصار يمكن إن نسجل بالإضافة الي ما تقدم ذكره نقاطا محددة
- الهوية الحضارية عامل حاسم في الصراع خاصة دور الدين والعامل الثقافي فرغم سيطرة فرنسا علي الجزائر لمدة قرن وربع و كل ما فعلته قتلا وتدميرا ومحاولة مسخ الشخصية الجزائرية ، إلا إن الهوية الحضارية المقاومة والممثلة تحديدا في اللغة العربية والدين الإسلامي شكلت السد الذي منع محاولات المسخ و الإذابة وبقي صمود شعب الجزائر المسلم كما قال الشيخ ابن بأديس رحمه الله ( شعب الجزائر مسلم والي العروبة ينتسب ) وبالفعل أشعلت تلك الجوانح المتأججة في عمق الهوية الحضارية والإسلامية لهيئة الثورة التي تفجرت في صباح الفاتح من نوفمبر 1954 وبعد سبع سنوات أجبرت فرنسا ومعها حلف الأطلسي علي الاعتراف بالاستقلال يوم 5/7/1962 وقيام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية
- ومن دروس الثورة الجزائرية إن الوحدة الوطنية سلاح النصر ، حيث استطاع ثوار نوفمبر القضاء علي التشرذم والخلافات بالحوار وبمنطق الثورة وبالتالي تخطي الجزائر أحوال الضعف التي سادت تجارب أخري في أسيا وإفريقيا ولا تزال فلسطين تعاني هذا المرض ، لكن الثورة الجزائرية أنجزت هذا الشرط وفعلته علي ارض الواقع فحققت النصر لمؤازرة الوعي
- والإرادة سلاح التوحيد والتحرير والتقدم .
لقد أنضجت حقب الاستعمار الرأي العام الجزائري ومن قاع المعاناة وبعد قرن وربع من حالة السيطرة والاستعمار الذي حاول طمس الشخصية الجزائرية لكن كما سلف الذكر تمسك الشعب الجزائري بهويته الحضارية المتجسدة في الدين الإسلامي واللغة العربية أسهم في تعميق الوعي وخلق الإرادة الحضارية المقاومة
- رفض التغريب والاستلاب ومن خلال الخبرة العملية التي زادت عن القرن عرف الشعب الجزائري حقيقة التغريب ومضمون الاستلاب ورفضوا كل محاولات تزييف الهوية الحضارية للشعب الجزائري وكشفوا أكذوبة الثقافة الغربية وكشف وعيهم مدي زيف ما حاولت فرنسا والقوي الغربية تضليل الرأي العام من شعارات وأهداف سياسية ومضت قوافل الشهداء على طريق الحرية حتى أذعنت فرنسا.
• خطورة أوضاع التجزئة علي انجازات الشعوب
إن ملحمة استقلال الجزائر لم تكن تستأثر فقط بالشعب الجزائري بل بكل منطقة المغرب العربي وكل العرب والمسلمين ولاعتبارات تاريخية وثقافية فان سكان المغرب العربي يحنون لوحدتهم التي عاشوها قرونا قبل وصول الحكم العثماني كرد فعل للتوسع الاسباني بعد طرد العرب المسلمين من الأندلس وتقدمها لاحتلال منطقة شمال إفريقيا وصولا الي طرابلس عام 1510 .
وهكذا عندما غزت فرنسا الجزائر عام 1830 اعتبر احتلالها نكبة لجميع المسلمين وظل التواصل والجهود الثقافية المشتركة من اجل عودة وحدة المنطقة ، وغداة الحرب العالمية الثانية كان الوعي يحرك عقول نخب الشمال الإفريقي خاصة بعد تأسيس ( نجم شمال إفريقيا ) وبعد ذلك جاء تفجير الثورة الجزائرية ليحي الأمل في نفوس طلائع العمل السياسي من اجل المشاركة في هذه الثورة وصولا لتوحيد المغرب العربي لكن الاستعمار الفرنسي سارع الي تمزيق جبهة الكفاح فأعطى لكل من تونس والمغرب استقلالها عام 1956 ، وردت الحركة الوطنية بعقد مؤتمر طنجة عام 1958 من اجل توحيد الأحزاب والقوي الشعبية في المغرب العربي لكن للأسف أوضاع التجزئة نسجت مصالح بين الاستعمار والنخب الحاكمة للقبول بالأمر الواقع لذلك لم يكن أمام الثورة الجزائرية إلا إن تشق طريقها بالقوة ومن حولها قوي حركة التحرر بقيادة الخالد جمال عبد الناصر وملايين الجماهير العربية حتى انتصرت الثورة الجزائرية التي أذهلت العالم بصلابتها وبالتضحيات التي قدمها الشعب الجزائري البطل حتى فرضت إرادته الحرة وأذعنت فرنسا احدي الدول الكبرى المدعومة من حلف الأطلسي التسليم باستقلال الجزائر .
لقد جاء استقلال الجزائر في عقد الستينيات الذي شهد الانفصال الذي دمر الوحدة المصرية السورية ثم للأسف الشديد الاقتتال الذي شب بين المغرب والثورة الوليدة عام 1963 والتطورات التي قادت الي انقلاب 19/6/1965 وحرب 5/6/1967 والهزيمة التي حاقت بالتيار القومي ومن هنا نري كيف تم محاصرة الثورة الجزائرية ، التي كانت مرشحة لان تلعب دورا وحدويا ليس في المغرب العربي ولكن علي مستوي الوطن العربي وإفريقيا
لقد قامت الثورة الجزائرية بخطوات هامة لاستعادة هوية الشعب الجزائري علي مختلف المستويات الثقافية والسياسية والاقتصادية ولكن كما أسلفت فإنها ووجهت بحصار ووضع التجزئة ولم يفسح لها المجال للتقدم علي طريق الوحدة الذي بدونه سيحكم علي أي قوة بمعايشته حالة الحصار وزادت ظروف الصراع في منطقة المغرب العربي للحد من تفعيل توجه الثورة نحو توحيد الإقليم, ويمكن مراجعة مرحلة 1973/1988 عندما كان الأمل معقود على توحيد الجزائر وليبيا.
واليوم وبعد مرور زهاء الستة عقود علي استقلال الجزائر وإذا نشاطر الشعب الجزائري إحياء هذه المناسبة التاريخية التي هي فخر للشعب الجزائري والعرب والمسلمين وشعوب العالم الثالث بل والأحرار في العالم ، وبعد إن عانت امتنا الكوارث الخطيرة خلال العقود الماضية من حرب الخليج الأولي والثانية ، وبعد إن أصبحت القضية الفلسطينية موضع مساومة في أسواق النخاسة الدولية وبعد احتلال العراق ، فقد طوقت القوي الامبريالية الصهيونية وأعوانها كل القوي الثورية والتحررية فأضعفتها وحاصرتها ولما كانت الأمة العربية والشعب الجزائري في مقدمتها يرفضون هذا الواقع الذليل وتواجههم تحديات الواقع ويرون بأعينهم مخاطر التدخلات الأجنبية التي تتنافس علي عودة الاستعمار وهذه المرة هل يكون أوروبيا أم أمريكيا أم ثنائيا في هذه الأجواء فان أنظار أحرار العرب تتجه في ذكري استقلال الجزائر للاستنجاد بتلك الإرادة الحضارية المقاومة للرد علي هذه التحديات وفي وعي الجميع ما نراه علي الشاطئ المقابل كيف تصنع أوربا وحدتها وان فرنسا وألمانيا التي أشعل العداء بينهما الحرب العالميتين الأولى والثانية ، أصبحتا القاعدة الصلبة لوحدة أوروبا .. هل يحق لنا إن نتجاهل ذلك ونستسلم لبعض مشاكلنا التي تحول دون وحدتنا وتقدمنا التي بدون شك لها أكثر من حل لو صدقت النوايا وتوحدت الإرادة وصممنا علي استعادة روح المقاومة وتغليب التناقض الرئيسي علي التناقضات الفرعية
مرة أخرى كل التحية للشعب الجزائري البطل ونستمطر شآبيب الرحمة علي المجاهدين الشهداء .. والثقة تملأ نفوسنا بان دماءهم لن تذهب هدرا .










رد مع اقتباس