التحرري ضد الاستعمار .
*الجزائر أثناء الحرب العالمية الثانية :
تمهيد :عند اندلاع الحرب العالمية 2 كانت الحركة الوطنية الجزائرية قد وصلت إلى طريق مسدود معالاستعمار الذي يستجيب لأبسط مطالبها , شكلت الحرب العالمية 2 تجربة للجزائريين بقدومها تضرروا منها و استفادوا منها ايجابيا حيث شكلت منعطف حاسم في نضالهم و علاقاتهم بالاستعمار . 1)-موقف فرنسا من الجزائريين: أقدمت فرنسا على حل الأحزاب السياسية وزج زعائمها في السجن أو نفيهم مثلهما فعلوا بمصالي الحاج و شددت الخناق على جمعية العلماء المسلمين واعتقلت الشيخ الإبراهيمي وفرضت الإقامة الجبرية على بن باديس بقسنطينة ومنعت الحزب الشيوعي عن العمل وشددت القبضة العسكرية على الجزائر و احتفظت ب 45 ألف عسكري كما لجأت فرنسا إلى أسلوب المحبة الخادعة ( اليد الممدودة ) فحاولت خلق جو من الوفاق مع الأحزاب السياسية طمعا في تجنيد الجزائريين إلى جانبها مقابل إنصافهم إذا انتصرت على النازية .
2)- موقف الجزائريين من الحرب :
أ)- الموقف الشعبي : هلل الشعب الجزائري لهزيمة فرنسا و استبشروا خيرا لسقوط باريس ( عدو عدوي صديقي ).
ب)- موقف الحركة الوطنية (الأحزاب):
* الادماجيون : أيدوا فرنسا ومنهم من تطوع في الجيش الفرنسي في عام 1940 اعتقل فرحات عباس من طرف حكومة فيشي .
* حزب الشعب : رفض مساندة فرنسا وركز على مطالبة الشرعيين وقد تعرض إلى الحل و زعمائه إلى الاعتقال .
* الحزب الشيوعي الجزائري : أيد فرنسا فتطوع العديد من عناصره في الجيش الفرنسي تعرض زعماؤه إلى الاعتقال من طرف حكومة فيشي .
* جمعية علماء المسلمين : كان
موقفها في البداية متحفا ( التزام الصمت المشوب بالحذر) وبعد اعتقال الإبراهيمي ووفاة ابن باديس أعلنت رفضها مشاركة فرنسا ضد ألمانيا .
3)- بيان 03 فيفري1943 :
من أسباب صدور البيان :
- ميثاق الأطلسي أوت 1941م.
- نزول الحلفاء في الجزائر في 08 نوفمبر 1942م.
- إشاعة رغبة فرنسا في تقسيم الشمال الجزائري بينها و بين الدول التي أيدتها ضد ألمانيا مما دفع بزعمائها الحركة الوطنية إلى الاجتماع في الجزائر العاصمة وأصداهم لبيان عرف ببيان الشعب الجزائري الذي وزعت نسخ منه إلى الوالي العام في الجزائر و إلى الحلفاء و ديغول و حكومة القاهرة .
*أهم محتويات بيان 1943 :
- إدانة الاستعمار و القضاء عليه .
- تحريم إدماج شعب في شعب آخر و استغلاله بالقوة .
- تطبيق تقرير مصير جميع الشعوب .
- منح الجزائر دستورا خاصا بها .
- إلغاء الإقطاعية الفلاحية في الجزائر .
- الاعتراف باللغة العربية لغة رسمية في الجزائر .
- التعليم المجاني و الإجباري لجميع الأطفال .
- حرية الصحافة .
- حرية العقيدة وفصل الدين عن فرنسا .
- مشاركة المسلمين في حكم بلادهم .
- إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين .
4)- موقف فرنسا و الحلفاء من البيان :
*الحلفاء : اعتبروا القضية داخلية , تخص فرنسا وحدها .
*موقف فرنسـا : قبل (ببروتون ) الحاكم العام الفرنسي في الجزائر بالبيان من حيث المبدأ و قال ( ستنظر إليه بعين الاعتبار ) وكلف ببروتون لجنة من الجزائريين لإعداد ملحق للبيان يتضمن إصلاحات عاجلة أثناء الحرب وأخرى آجلة بعدها , ولما عين (كاترو) حاكما عاما على الجزائريين في نهاية 1943 رفض البيان و الملحق فجاء ( ديغول ) إلى الجزائر وفي قسنطينة أحيا مشروع بلوم فيوليب و ظهر ذلك في أمرية 07 مارس 1944 وكان يهدف إلى شق صفوف الحركة الوطنية وكان موقف الحركة الوطنية من قرارات 07 مارس إنشاء جبهة أحباب البيان والحرية في 14 مارس 1944 برآسة فرحات عباس تضم (النخبة , حزب الشعب ) وطالبت بما يلي :
- انتخابات برلمان جزائري بدلا من الوفود المجالس المالية .
- تكوين حكومة جزائرية مسؤولة أمام البرلمان بدلا من الولاية العامة .
- الاعتراف بعلم الجزائر الوطني
5)- انعكاسات الحرب العالمية الثانية على الجزائر:
أ)- الانعكاسات الإيجابية:
- انتشار الوعي الوطني و تبلور الأفكار التحررية لدى الجزائريين .
- ظهور فرنسا بمظهر الضعف أمام الجزائريين بعد هزيمتها أمام الألمان .
- إتحاد الحركة الوطنية الجزائرية من خلال بيان 3 فيفري .
- اختفاء التيار الإدماجي في الحركة الوطنية و ظهور التيار الاستقلالي بقوة.
ب)- الانعكاسات السلبية:
- كبت الحريات و النشاطات السياسية و حل الأحزاب و إلغائها و اعتقال زعمائها بالسجن أو النفي .
- الخراب و الدمار الذي لحق الجزائر و مقتل الآلاف من الشباب الجزائري في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
- إصرار المستعمر على البقاء في الجزائر بعد إنهاء الحرب وعدم وفائه بالوعود و العهود التي اقتطعها على نفسه .
- حوادث 08 ماي 1945 .
6)- حوادث 08 ماي 1945 :
في 08 ماي 1945 انطلقت مظاهرات مرخصة من قبل الجزائريين للتعبير عن الفرحة بنهاية الحرب العالمية الثانية , والتذكير بمطالب الجزائريين .
استغلت السلطات الاستعمارية هذه المظاهرات لترتكب مجازر ضد الإنسانية و كان الهدف من هذه المجازر :
- معاقبة الجزائريين على جرأتهم في المطالبة بالاستقلال .
- تخويف الجزائريين , و تنبيههم عن المطالبة بالاستقلال مرة أخرى .
- استعادة فرنسا لهيبتها المفقودة لدى الجزائريين وباقي المستعمرات .
- جعل المجازر من باقي سكان المستعمرات .
* رغم بشاعة المجازر إلا أن الشعب الجزائري تعلم الدرس جيدا بحيث تأكد له من ضرورة استعمال القوة للحصول على الاستقلال .
خاتمة: وهكذا كانت نهاية الحرب العالمية الثانية و مجازر 08 ماي 1945 أحدثت نقلة نوعية في نضال الحركة الوطنية ضد الاستعمار بحيث أدت إلى التفاف الحركة الوطنية حول المطلب الإستقلالى و الاستعداد للتضحية من أجل الاستقلال .
المجموعة الاقتصادية الأوروبية:1) المقدمة: خرجت دول أوروبا الغربية من ال ح ع2 ضعيفة , و بذلك فقدت تفوقها الاقتصادي و السياسي , و نتيجة لرغبتها في الخروج من هذه الوضعية و حاجتها إلى رؤوس الأموال لإنجاز مشاريعها , اتخذت التكامل الاقتصادي وسيلة لاستعادة مكانتها .
2): ظروف ظهورها : ظهرت فكرة الوحدة و التكامل بين الدول الأوروبية بعد ال ح ع2 نظرا ل:
- فقدان أوروبا لمكانتها الاقتصادية و السياسية .
- فقدان أوروبا لمستعمراتها بفعل تزايد التحرر.
- تزايد الهيمنة الأمريكية على أوروبا .
* أصبح هذا الوضع يقلق شعوب أوروبا و قادتها و كان الحل الوحيد التكتل و التكامل الاقتصادي الذي أصبح قناعة مشتركة تجسد على أرض الواقع من خلال عدة مراحل .
[FONT='Times New Roman','serif']3) مراحل تكونها :[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] في سنة 1944 قررت بلجيكا و هولندا و لوكسمبورغ ( دول البنيلوكس ) الارتباط بإتحاد جمركي , و قد كانت هذه الدول تتطلع إلى إتحاد اقتصادي كامل [/FONT]