منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - دروس ملخصة في مادة الفلسفة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-05, 16:03   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

الإشكـــالية الأولى: السؤال بين المشكلة والإشكــالية
المشكلة الثــــانية: المشكلة والإشـــــكالية
مقدمة:
(إحــاطة بالموضوع) يحتل السؤال الصدارة في عملية التعلم، خاصة في الفلسفة، إذ التفلسف ينطلق من السؤال الإشكالي، وهذا ما يجعلنا نبحث في مفهوم السؤال، ومجالات امتداده، وأن نتساءل (طرح المشكلة): متى يثير فينا السؤال الدهشة و الإحراج؟ هذا التساؤل يتجزأ إلى:
* ما هي علاقة السؤال بالمشكلة الفلسفية؟ * ما هي علاقة المشكلة بالإشكالية؟
* ما هي علاقة السؤال بإثارة الدهشة والإحراج؟ * ما نطاق الفلسفة وما نهايتها؟
هل كل سؤال هو مشكلة؟ I
أولا: ما هو السؤال؟
1) لغة: هو الطلب و المطلب.
2) اصطلاحا: له عدة معان (حسب التخصص والاستعمال):
أ) عند علماء البيداغوجيا: يعني الموضوع أو المطلب.
ب) عند علماء التربية والتعليم: هو ما يستوجب جوابا أو يفترضه.
ج) عند السياسيين: هو القضية والمسألة، مثل: المسألة ( القضية) الفلسطينية.
د) عند الفقهاء: * في معناه العام: السؤال هو الحاجة ،مثلا: يقال ما حاجتك.
* في معناه الخاص: هو النازلة، أي الأمر الطارئ الصعب، الذي يتطلب حلا شرعيا مستعجلا.
هـ) السؤال لدى الفلاسفة: السؤال في الفلسفة يعبر عنه إما : بالمشكلة، أو بالإشكالية.
ثانيا: ما هي المشكلة؟
1) لغة: أ) في اللغة العربية: المشكلة مفرد جمعه مشكلات و مشاكل، وهي الأمر الصعب الملتبس، مثال: أشكل الأمر والتبس، أي اختلط، يقال فواكه مشكلة.
هي المسألة التي تحتاج إلى حل بالطرق المنظمة( الاستدلال).( le problème)ب) في اللغة الفرنسية: المشكلة
كذلك هي القضية المبهمة والمعضلة النظرية أو العلمية ( لا حل يقيني لها)، لكن هناك فرق بين المشكلة، والمعضلة، والقضية، والمسألة، وهو فرق في الالتباس و الحيلولة.
* إن المشكلة تنطوي على الالتباس و الانغلاق، بينما المعضلة هي مسألة تضيق فيها الخطة.
* أما القضية: فهي عند المناطقة ( المختصون في المنطق) تعني الحكم أي الفصل في القضية.
* أما المسألة: فهي طلب الحاجة.
جدول يوضح 4 أنواع من الأسئلة وخصائص ووسائل كل نوع:
أمثلة وسائله خصائصه تشخيص السؤال
هل يصح القول أن لكل سؤال جوابا؟ محاولة فتح الملتبس و المنغلق الالتباس 1) المشكلة
(أ) مشتقة من (ب) و(ب) مشتقة من(أ)، فأيهما المصدر؟ خطة مفرغة الحيلولة والانسداد 2) المعضلة
للنجاح في الامتحان، لا بد من دراسة مواده، لكن أين أجد الدروس؟ تبحث بأدواتها قابلة للبحث 3) القضية
إذا كان هذا خليطا من الأحمر و الأسود، فما خصوصيات كل واحد منهما؟ تحل بمهارة قابلة للحل 4) المسألة

2) المشكلة اصطلاحا: هي مسألة فلسفية يحدها مجال معين حيث يحصر الموضوع، ويطرح الطرح الفلسفي، وهي أطروحة، والمشكلة جمعها مشكلات وهي مرتبطة بالحياة اليومية.
ثالثا: العلاقة بين السؤال و المشكلة:
1) ليست علاقتهما طردا ولا عكسا:
ليس كل سؤال مشكلة بالضرورة، لأن هناك أنواع من الأسئلة كالمبتذلة، لا ترق إلى مستوى المشكلة، لأنها لا تتطلب جهدا ولا تثير إحراجا ولا دهشة.
كما أن المشكلة قد لا تحتاج إلى الاستفهام، مثل الجمع بين الضدين مثل: "الحرية والحتمية"، والمطلوب: حلل وناقش. والمشكلة ليست أيضا، سؤالا من حيث إنه مجرد موضوع ومبحث ما دام لم يترك في الذهن بعض التساؤلات، لأنها قد تكون مشكلة عملية كتسرب المياه، فهي ليست مشكلة فلسفية.
كما أن هناك نوع آخر من المشكلات هي المشكلات العلمية التي تهتم بالحقيقة المادية.
* المشكلة الفلسفية إذن: صعبة وتثير انفعالا قويا، مع وجود حالة من الحيرة والارتياب، والجواب يعلق بين الإثبات والنفي، ويطرح في حلقة مفرغة.
2) التفكير أساس العلاقة بينهما:
* التعلم يتأسس على التساؤل :"لا تعلم إلا عن طريق التساؤل".
* لا معرفة واضحة، ولا ناجحة، ولا حقيقية دون أن تكون رد فعل عن سؤال.
* كل معرفة اكتسبناها هي في الحقيقة جواب عن سؤال واجهناه.
* النص الفلسفي هو جواب عن سؤال طرح من قبل ونحن نستسئل النص لمعرفة السؤال الذي كان دافعا وسببا في الجواب (النص).
إذن: السؤال مفتاح التعلم والمعرفة و العلاقة بين السؤال والجواب ليست على أساس العكس، فقد يكون للسؤال جوابا، وقد يبقى معلقا من غير جواب، وفي هذه الحالة، يجب أن نأخذ السؤال على أنه قضية صعبة تثير التوتر، يقول: جون ديوي : " إن التفكير لا ينشأ إلا إذا وجدت مشكلة، وأن الحاجة إلى حل أي مشكلة هي العامل المرشد دائما، في عملية التفكير".
وهل الإشكالية ترادف المشكلة؟ هل نتحدث عن مشكلة أم إشكالية؟ II
أولا: ما هي الإشكالية؟
هي المسألة التي تثير نتائجها الشكوك، وتحمل على الارتياب (الشك) و المخاطرة la problématiqueالإشكالية
عند الفرنسيين: هي جملة من المسائل التي يطرحها العالم أو الفيلسوف، وهي القضية التي يكون فيها النفي والإثبات على السواء، أو تحمل النفي والإثبات معا.
ثانيا: الإشكالية لا ترادف المشكلة:
المشكلة مجال بحثها في الفلسفة أقل اتساعا من الإشكالية، التي تتسع أكثر وتنضوي تحتها المشكلات الجزئية( علاقة الكل بالجزء)، والإشكالية تثير قلقا نفسيا، ويبقى مجال حلها مفتوحا.
ثالثا: مشكلة أم إشكالية؟
1) العلاقة بينهما: هي علاقة المجموعة بأجزائها( بعناصرها)
* الإشكالية مصدرها "أشكل" وهو "إشكال"، أضيفت له "يــاء" المذكر "إشكالي"، وأضيفت له "تاء" التأنيث "إشكالية".
2) وعندما تتحول قضية أو مسألة من الصعوبة المألوفة إلى درجة أعلى (الإحراج العقلي) يقال: " مشكل يمشكل وأشكل يؤشكل.
* المصدرين : "أشكل" ، "مشكلة"، أما الشكلانية، فهي تضخيم وتعظيم وهي لا تستحق ذلك.
إذن: الإشكالية هي المعضلة التي تحتاج إلى أكثر من علاج، والتي ينظر إليها من عدة زوايا، أما المشكلة فهي قضية جزئية من الإشكالية ( الكل).
متى يثير السؤال الفلسفي الدهشة والإحراج؟ وما شروطه في تحقيق غاياته ووظيفته؟ III
أولا: تحديد المفاهيم:
1) الســــــؤال الفلسفي: هناك 3 أنواع من السؤال الفلسفي وهي:
* سؤال يطرح إشكالية: يستوعب مشكلتين على الأقل.
* سؤال يطرح مشكلة: يتضمن أطروحة أو أكثر. (الأطروحة أقل من المشكلة).
* سؤال يطرح الإشكالية والمشكلة في آن واحد: تذوب فيه المشكلة في الإشكالية، نظرا لصعوبتها.
2) الدهشــــــــة: للدهشة عدة معان،أهمها:
أ) هي شعور المرء بالجهل.
ب) هي الاضطراب في السير، والتردد في الاتجاه، (معاناة المتردد الذي يضل الطريق في بحثه عن المعرفة).
ج) وأهم معنا لها هو: (الدهشة الفلسفية) التي تتعلق بأشياء الطبيعة، وما وراءها، والفيلسوف يتساءل: لماذا جاءت هكذا؟ وبالدهشة يعي الفيلسوف جهله، أمام عالم يشتبك فيه المرئي وغير المرئي، وبالدهشة يتحرك الفكر من أجل أن يعرف.
إذن: الوعي بالجهل، وإدراك صعوبة السؤال، هما المصدران الأساسيان للدهشة، والدهشة هي التي تدفع إلى التفلسف. يقول سقراط: " كل ما أعرفه هو أنني لا أعرف شيئا."، ويقول كارل ياسبرس:" يدفعني الاندهاش إلى المعرفة، فيشعرني بجهلي."، يقول أفلاطون:"إن خاصية الفلاسفة هي الاندهاش من كل شيء."
3) الإحـــــــــــراج: لغة:حرج: ضاق وحصر وانغلق، وعكسه: الانشراح والاتساع، أي أن الأمر في غاية الصعوبة والشدة.
اصطلاحا: هو كل ما يؤدي إلى مشقة زائدة في الدين (الصوم للمريض أو المسافر)، أو في النفس (المرض الشديد)، أو في المال (الفقر)" والإحراج كذلك: هو حالة من الشك والارتياب، تجاه ما يبدو يقينا.
ثانيا: علاقة السؤال بالدهشة والإحراج:
1) يجب أن تتوفر عدة( 7) شروط في السؤال الفلسفي حتى تتحقق هذه العلاقة، وأهم هذه الشروط ما يلي:
) تتضمن قضية فكرية عالمية، وتأملية إنسانية.
2) تتضمن مفارقات وتناقضات.
3) تتعرض لموضوع يهز في طرحه الإنسان في أعماقه النفسية والمنطقية والاجتماعية، وتدعو إلى الانتقال من الحيرة إلى الرضا العقلي والنفسي.
4) أن يكون الإحراج حقيقيا، لأنه لا اعتبار للإحراج التوهمي.
5) تدعو إلى بناء أطروحة مؤسسة، وبناء فكري شمولي تتسق فيه المتناقضات.
6) تسمح بعرض مواقف وقضايا من دون تحديد نهايات لها (استمرارية البحث).
7) تصاغ بدقة وبلغة سليمة وواضحة ( عدم المراوغة والخداع والمغالطة).
2) تحقيق وظيفة السؤال الفلسفي: الغايات التي من اجلها يصوغ السؤال الفلسفي هي:
* إدراك ما تنطوي عليه مسألة فكرية محيرة من التباسات وصعوبات.
* تشخيص مصدر إعجازها.
* السعي إلى إمكانية حلها أو الفصل فيها، بالتفكير والتأمل والبحث، والغرض هو التغلب على الجهل وليس مجرد الوصول إلى الحل.
3) استنتاج: إذا كان الاضطراب إحراجا، كان السؤال الفلسفي إشـــــكالية، و إذا كان الاضطراب دهشـــــة، كان السؤال الفلسفي مشكـــــلة، وكأن الفرق بينهما فرق بين الدهشة والإحراج.
وما طبيعة هذه الإثارة؟ طبيعة العلاقة بين متفارقين: IV
أولا: الإثارة متوقفة على بنية السؤال واستعداد المتعلم: في العلاقة بين السؤال الفلسفي و الإثارة، لا معنى للسؤال الفلسفي في غياب من يتوجه إليه السؤال، وهو الإنسان، وفي غياب المشكلة، ولا تكون المشكلة قابلة للإثارة والإحراج، دون علاقة تربط الحدود والمفاهيم فيما بينها. إن إدراك طبيعة العلاقة بين متفارقين، أو متنافرين أمر ضروري، لأن من آليات التفكير الفلسفي التمييز بين مختلف صور المفارقات، التي تعتبر الأصل في إثارة الحيرة والقلق.
ثانيا: صور التقابل أو التعارض: أهمها (4) وهي: (التناقض، التضاد، التعاكس، التنافر).
1) التناقض: التناقض بين حدين، يعني عدم وجود طرف أوسط بينهما، كما أنهما لا يصدقان معا ولا يكذبان معا، وهو ما يعبر عنه في المحسنات البديعية " طباق السلب"، مثال: أبيض ≠ لا أبيض/ حر ≠ ليس حرا/ عاقل ≠ غير عاقل. لكن ليست كل المتناقضات مشكلات فلسفية.
2) التضاد: هو التخالف، والضدان هما المعنيان الوجوديان اللذين بينهما غاية الخلاف، وهو ما يعبر عنه في المحسنات البديعية " طباق الإيجاب"، مثل: أبيض≠ أسود / حركة≠ سكون/ فطري ≠ مكتسب.
3) التعاكس: هو رد آخر الشيء على أوله، أو قلب الشيء في اتجاه مخالف، مثال: عندما يقدم المفعول به في الجملة ويؤخر الفاعل. وفي المنطق مثلا: الإنسان فان تعكس إلى بعض الفاني إنسان.
4) التنافر: أو التباين هو صورة شاملة للتناقض والتضاد والتعاكس.
ثالثا: لماذا يقلقنا السؤال؟
1) يجب شرح ما يقلق: ما هو الشيء المقلق؟ هو الارتياب في الاختيار بين أطروحتين متساويتين في الصحة، على الرغم من تنافرهما.
2) كيف يتقدم المشكل: العلاقات بين الحدود متعددة، أهمها(5) أنواع وهي: ( علاقة هوية، علاقة تلازم، علاقة شرط بمشروط، علاقة تنافر أو تلازم، علاقة تلازم وتنافر).
جدول نماذج من أسئلة فلسفية وطبيعة علاقتها:
تعليق رمز العلاقة طبيعة العلاقة نــص السؤال رقم
(أ) يسائل= (أ) X س= (أ)← ( أ ) س علاقة هوية بين التفلسف وحتمية ممارسته برهن على أن التفلسف ضروري. I
جواز تبادل الموقع بين(أ1) و (أ2) (أ1)س(أ2) أو(أ2)س(أ1) علاقة تلازم هل السؤال والجواب يلازم أحدهما الأخر؟ II
(ب) (أ) ← (أ) س (ب) علاقة شرط بمشروط متى يثير السؤال الفلسفي الإحراج؟ III
(ب1) أو(ب2) (أ) ← (أ)س (ب1)/(ب2) علاقة تنافر أو تلازم هل الضدان يرتفعان أو يجتمعان؟ IV
(ب1) و(ب2) (أ) ← (أ)س (ب1) و(ب2) علاقة تلازم وتنافر فند القول بأن الضدين لا يجتمعان، ولا يرتفعان. V
شرح:
: المطلوب إثبات صدق القول، بان بين التفلسف وضرورة ممارسته، علاقة حتمية تقوم على مبدأ الهوية.I
: التلازم قد يتجه من السؤال إلى الجواب أو العكس.II
: حتى يكون السؤال فلسفيا (إشكالية)، يشترط فيه أن يثير الإحراج.III
: يرتفعان(علاقة تنافر)أو يجتمعان( علاقة تلازم).IV
: المطلوب يتجه إلى إبطال القول، بأن الضدين لا يجتمعان معا، ولا ينتفيان معا.V
وما نطاقها؟ وما نهايتها؟V
أولا: نطاقها: السؤال الفلسفي يهتم بطرح القضايا الفكرية الفلسفية التي تتجاوز الحسيات نحو المعقولات مثل:"الميتافيزيقا"، معتمدا على التأمل العقلي، لأنه يهتم بالأمور المجردة، كالحقيقة، القيم،... التي تثير الدهشة و الإحراج.
ثانيا: نهايتها: إذا كان العوام يقولون أن لكل سؤال جوابا، فإنه في الفلسفة لكل مذهب أو نظرية تهتم بموضوع ما، بداية ونهاية، لكن البحث في الموضوع لا ينتهي، ويبقى مستمرا، عكس العلم الذي من خصائصه، أنه يقدم إجابات نهائية، يقول كارل ياسبرس: " الأسئلة في الفلسفة أهم من الأجوبة، وينبغي لكل جواب أن يحول إلى سؤال جديد."
خاتمة: (حل المشكلة):
الانفعال الذي يثيره السؤال الفلسفي، إحراجا أو دهشة، لا مرد له أمام إشكالية واضحة، أنه يحفز فضولنا نحو كشف الحقيقة، ومصارعة الجهل، في نضال مستمر لا ينتهي.
مخرج من الإشكــــالية:
الأسئلة مهمة وهي أنواع، أهمها السؤال العلمي...، والسؤال الفلسفي الذي ينقسم إلى 3 أقسام : المشكلة (تثير الدهشة)، والإشكالية (تثير الإحراج)، وأسئلة متداخلة بين المشكلة والإشكالية، وكلها تتعلق بالقضايا المجردة الصورية، التي تدعو إلى التأمل العقلي العميق، ولا تعتمد على الحواس، كما أن من خصائص البحث الفلسفي، أنه لا نهاية له، ويبقى مستمرا.










رد مع اقتباس