منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز الجزائر والعرب والمسلمونَ و [الإبداع]؛ أرقام ومقارنات؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-10-13, 12:09   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
أمير جزائري حر
الأَديبُ الحُرّ
 
الصورة الرمزية أمير جزائري حر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bmlsy مشاهدة المشاركة
دائما اسمع واقرا عن التخلف فيماذا تخلفنا
في التكنولوجيا
بصفتي لا ارى تخلف الا في زراعة الخضروات وماا شابه
تخلف في البناء نحن نبني ونعلي وكل يمشي ويسكن في مكان لائق والحمد لله
نبئوني في ماذذا يتمثل التخلف
نحن بخير والحمد لله





الأخ الكريم شكرا على المداخلة وإثارة تلك التساؤلات المتمحورة على سؤال واحد وهو : أين يكمن تخلّفنا؟ وهل هو حقيقة؟


وسأجتهد لتنبيهك أخي لبعض مظاهر التّخلّف التي لا شكّ بأنك رأيت و سمعت بها.


الجواب:

تخلّفنا تخلّف مركب- للأسف- وليس تخلفا بسيطاً [كما في بعض الدّول التي تلمس تأخّرا ما في مجال ما فتسارع لتداركه]. هو تخلّف في مجالات عدّة، وغالب الظّن أنّه تخلف في كلّ المجالات؛ ويختصره الكتّاب والمفكرون بكلمة عامّة وهي: [تخلّف حضاري]، ولا بأس بالتفصيل فيه بعض الشيء، في بعض المجالات؛ لأن المجال لا يتّسع.


أولآ: تخلّف سياسي


ولعلّه أمّ وأبُ ورأسُ بلاء لكل التخلّفات الأخرى؛ ماذا تقول أخي الكريم عن مجتمعات لا تزال فيها الانتخابات [صوريّة]، ومزوّرة تزويرا فاضحاً، وصوت النّاخب لا قيمة له. مجتمعات يُقدّم فيها [الولاء] على [الكفاءة]؛ هل هي مجتمعات متحضّرة؟ ذلك في المجتمعات التي تدّعي الديمقراطية. ولديك أيضا مجتمعات لا تزال تحكمها الأنظمة [الملكيّة] ومئات من أولياء العهد؛ يفوز بالمنصب من يسري في عروقه دم [مَلَكِيّ]. كأنّ الله استخلفهم على عباده. يعني حتّى لا أطيل عليك أخي؛ أحوالنا بين حكم عَضُودٍ وحكم جبري في غلاف ديمقراطي؛ وكلاهما عار على الإسلام وهو منه براء. أنظمة اتّخذ [المتحكّمون] فيها عباد الله خولا وأموالهم دولا، أنظمة يسرقُ فيها الوزير والمدير قبل الموظّف الصّغير، ولا حساب ولا تثريب؛ بعكس ما يحدث في الغرب، حيث سِيق رؤساء ووزراء إلى المحاكمة لأسباب أقلّ من ذلك بكثير. أنظمة ينطبق عليها المثل المصري: [حاميها حراميها] وقد سمعت ولا شكّ بمسؤولين كبار انكشف بأنّهم مافيا مخدّرات، وما خفِي كان أعظم. فهل هذه المظاهر عندك هي مؤشّر تخلّف أو تحضّر؟



ثانيا: تخلف أخلاقي اجتماعيّ


وأكيد أنّك رأيتَ [الوساخة] و[القاذورات] في المدن الكبرى أو القرى والمداشر، أناس يرمون [الزّبالة] –حاشاكم- في أي مكان وفي كلّ مكان؛ جعلوا من أراضٍ كانت نقية خصبة مفارغ عمومية [لمواد البناء ومختلف الفضلات] ولا يأبهون لإشارات أو عبارات التنبيه والتّحذير. شعوب لا تحترم إشارات المرور، ولا شكّ أنّك رأيت كيف يركُن الجزائري سيارته في المكان الممنوع وربما بجوار [la plaque d’interdiction]، شعب لا يحترم الدّور [راجلا أو بسيّارته] ويتجاوزك على الطريق عن اليمين، كأنّ الطريق له وحده. ولعلك رأيت كيف يتم تجاوز الإشارات [الحمراء] وقتل النّفس وإصابة الضحايا بالإعاقات الدّائمة؛ ويكفي أنّ الجزائر تتصدّر قائمة العالم في حواد ث المرور. شعب يتمرّد على القانون ويرفض أن يربط حزام الأمن –إلا إن خشي من [الشرطي]، ويرفض سائق الدرّاجة النّارية ارتداء خوذة تحمي رأسه [الخْشِينْ]. حتّى أبناؤه في المدارس يتمرّدون ويرفضون ارتداء [المئزر] داخل المؤسّسة كأنّهم يستحقرونها؟ ويستحيل أن يلبسوه خارج المؤسّسة [الثانوية وغيرها] في حين تجد أمما أخرى يلبس أبناؤها لباسا موحّدا في تناغم وانسجام. ولا شكّ بأنّك تعرف و رأيت أنّ [الزّواج] يتم بتقاليد [بائسة] وأقصد تحديدا [المُغالاة في المهور]؛ والتباهي و[الزُّوخْ]، يتزوّج الشّاب ليجد نفسه غارقا في الدّيون ؟ ناهيك عن التّبذير في الولائم، رغم أنّ ديننا يحضّ على خلاف ذلك ... الخ


ثالثا: تخلّف اقتصادي


ولن أطيل هنا؛ فيكفي أنّنا نستورد تقريبا كلّ شيء، نستهلك ولا ننتج ما يكفينا من [غذاء]، ناهيك عن المجالات الأخر [ اللباس ومختلف تجهيزات الحياة]. فأيّ كرامة وأيّ [نِيفْ] لدى مثل هكذا شعوب، بلدنا بأسره ليس سوى [بازار] ضخم للدول الأخرى، ويُسمّيه بعض المختصّين: [اقتصاد البازار].


رابعا: تخلّف فاضح مُخزٍ... في التّربية والتعليم


ولا أظنّك تقول لي بأنّك لم تر بأمّ عينك أو تسمع عن الكوارث في قطاع التربية والتعليم. لا شكّ بأنّك تعلم بأنّ جامعاتنا تتذيّل ترتيب جامعات العالم، وأظنّك رأيت أو على الأقلّ سمعت عن ظاهرة الغشّ في الامتحانات والابتزاز في إعطاء النّقاط [على العرض والمال]. ومؤخّرا أظنّك رأيت وسمعت أنّ وزير التعليم العالي في [جزائرنا الحبيبة] قرّر [ونحيّيه على قراره] توقيف العديد من المخابر على مستوى جامعاتنا؛ ومراقبة ما يجري فيها وما تقدّنه؟ وهي تقدّر بحوالي [1500] مخبر ؟؟؟ وهو رقم هائل ومهول وهو رقم [رسمي] صرّحت به وسائل الإعلام. لكنّها مخابر [صورية] [شكليّة] لنهب أموال الأمّة ؛ ولا بحث ولا هم يحزنون.
ولا داعي للكلام عن البنية التّحتية والمناهج والبرامج في مراحل التعليم الأساسي [من الابتدائي إلى الثانوي]، فالأمر ذو شجون. و لا يخفى على ذي عينين. ويكفي فقط أن أشير بسرعة عن فشل [المدارس الخاصّ] وظاهرة [الدّروس الخصوصية]، وقد تناولت بعض هذا في مداخلات سابقة إن شئت الرّجوع إليها.


خامسا: تخلّف في مجالات الرياضة [بمختلف أنواعها]


وأظنّك رأيت وسمعت عن الفضائح ونهب الأموال باسم الرّياضة، وعن ضآلة وتواضع إنجازاتنا على المستوى القاريّ والعالميّ. فلا يمكن لأمّة متخلّفة في شتّى المجالات تخلّفا شنيعا أن تنجح في جزئية ما مثل الرّياضة، لأن التخلّف يعُمّ وقد جاء في الأثر: الخيرُ يخُصّ والشرّ يعُمّ. ماذا حصدنا من القتب مقارنة بدول العالم الثّالث [الفقيرة] والفقر ليس عيباً، ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ:

هناك فرقٌ كبير بين [التخلُف] وبين [الفقر]، وليس بالضّرورة أن يرتبطاَ – حسب رؤيتي المتواضعة-

وأمر أخير في الرّياضة: أليس عارا وشناراً وعيباً أن تلجأ نوادينا الرّياضية إلى [الخارج] للتحضير والتّدريب صارفة أموال الأمّة هناك [في تونس وتركيا وأوربا ] نظرا لعدم توفّر المرافق هنا ؟ وبلادنا طويلة عريضة شاسعة؛ لديك ما شئت الصحراء، الجبال ، الشواطئ، الهضاب العليا ؟؟ لماذا لا توجد ولا تُقام هنا ؟ ويربح الجميع ؟ أليس هذا إجراما وتخلّفاً؟


سادساً: تخلّف في ميادين الإبداع الإنساني


في مختلف الفنون؛ واذكر ما شئت وقارن بما أنتجناه وما أنتجته دول من مستوانا أو أقلّ منه. نستورد في مجال السّمعي البصري مُدَبْلَجَاتٍ بكلّ اللغات، ورسوما متحرّكة مُحمّلة بثقافة غريبة دخيلة علينا ؟


سابعاً: في قطاعات الصناعات المختلفة


لا أريد أن أخوض في الصناعات [الكبرى] والتكنولوجيات [ الراقية جدًا] سأخصّ البناء –فقط - لأنّك اتّخذته مثالا، وقلت بأن الأمور [لاباس والحمد لله]. وسؤالي هو: لماذا يبني لك بيتك أو عمارتك شركات اجنبية وبعضها دول عالم ثالث مثلك؟ من [مصر] و[الصين] و[تركيا] ؟ كأنّما قُصّر؛ لا نُحسن أيّ شيء.



خلاصة


ما دورنا نحن؟ في كلّ هذا الخضمّ ؟ الأجنبي هو الّذي يبني لي مسكني ويبيع لي تجهيزاتي فيه وفراشي ولباسي وأغلب موادي الغذائية واغلب أدويتي... وما عليّ سوى إحسان الأكل والمضغ والبلع، ثُمّ دورة [المياه]... وتستمر دورة الحياة؛ كأنّما كائنات مدجّنة [ مع الاختلاف وبعض التزويق].












رد مع اقتباس