اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيد زغلول
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
هب أن ما أوردتَه في تعقيبك محل إجماع المؤرخين و الباحثين. و هب أن
قتله لابن جبير فيه خطأ كبيريحاسبه عليه الله إن شاء. فهل من الإنصاف أن
نصب عليه جام غضبنا لمجرد فعلة قام بها في سياق زمني و ظروف سياسية
خاصة جدا قد تدفع بغيره إلى انتهاج نفس الأسلوب أو أكثر؟ فالظروف إذذاك
تقتضي مثل هذه الممارسات لضرورة تحقيق الأمن و الإستقرار. ثم هناك شيء
آخرطالما غاب عن أذهاننا وهو أن الله قضى بتيسير أسباب الخير له ليلجها
عساه يتوب عليه، و ما قصة وحشي قاتل حمزة ثم إسلامه و قتله لمسيلمة
الكذاب عنه ببعيد-
عدا هذه النفطة، لا شيء آخر يعيب صاحبنا و يشينه. بل على النقيض ، كان
رجل دولة بالمعنى الأكاديمي، إذ عمل على تغليب المصلحة العامة، فحفظ الدولة
وضمن لها الاستمرار وإن كرهه بعض الكارهين في حياته. و لقد أوردتَ أنت
في قصته مع السعيد بن جبير كيف أنه كان يتزل الناس مكانتهم اللائقة بهم فكان
يوقرالسعيد و يجزل له العطاء بل وكان سخيا و كريما مع الرعية.
فلا يجوز، أخي الحبيب أن ننظر من زاوية واحدة بكل ما فيها من زيف و ترهات
أوردها المؤرخون لأسباب شخصية صرفة و لنُقبل على معرفة مناقب الرجل أيضا
و لنتروى في الحكم على الناس و لنُنزلهم منازلهم.
"فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
بوركت على المرور أخي الكريم