منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - شرح قصيدة أفاضل الناس للمتنبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-10-15, 21:24   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
HABIB48
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية HABIB48
 

 

 
إحصائية العضو










B18 شرح قصيدة أفاضل الناس للمتنبي

شرح قصيدة أفاضل الناس للمتنبي
أفاضل الناس أغراض لذا الزمن يخلو من الهم أخلاهم من الفطن
يقول الافضلون كالأغراض للزمان يرميهم بنوائبه ويقصدهم بالمحن وإنما يخلو من الحزن من كان خاليا من الفطنة والبصيرة يعني أن الزمان إنما يقصد بشره الأفضل كما قال ذو الإصبع، أطاف بنا ريب الزمان فداسنا، له طائف بالصالحين بصير، وقال البحتري، ألم تر للنوائب كيف تسمو، إلى أهل النوافل والفضول،
وإنما نحن في جـيل سـواسـية شرٍ على الحر من سقمٍ على بدن
الجيل الضرب من الناس وسواسية متساوون في الشر ولا يقال في الخير
حولي بكل مكانٍ منـهـم خـلـق تخطى إذا جئت في استفهامها بمن
خلق جمع خلقة وهي الصورة ويروي خلق جمع خلقة من الناس والمعنى أن من يستفهم بها عن من يعقل وهؤلاء كالبهائم وإذا استفهمت عنهم فقل ما أنتم ولا تقل من أنتم
لا أقتري بلداً إلا على غـررٍ ولا أمر بخلقٍ غير مضطغنِ
تقول قزوت البلاد واستقريتها واقتريتها إذا تتبعتها تخرج من بلد إلى بلد ومضطغن ذو ضغن وحقد يقول لا أسافر على خطر وخوف على نفسي من الحساد والاعداء ولا أمر بأحد لا يكون له عليّ حقد يعني أنهم جهال اعداء لذوي الفضل والعلم فلجهلهم وفضلي يعادونني
ولا أعاشر من أملاكهـم أحـدا لا أحق بضرب الرأس من وثنِ
يقول لا اخالط أحدا من ملوكهم إلا وهو يستحق القتل كالصنم الذي يستق أن يكسر ويفصل بين رأسه وبدنه حتى لا يكون على خلقة الإنسان ويجوز أن يكون ضرب الرأس كناية عن الاذلال يقول هو أحق بالإذلال من الوثن وإنما خص الوثن لأنه أراد أنه صورة لا معنى وراءه كالوثن الذي يفتن به قوم يعبدونه وهو تمثال لا معنى وراءه
إني لأعذرهم مما أعنفـهـم حتى أعنف نفسي فيهم وأني
يقول أجعل لهم عذرا فيما الومهم به من الغفلة واللؤم حتى اعود على نفسي باللوم واقصر في لومهم وعذرهم أنهم جهال والجاهل لا يلام على ترك المكارم والرغبة عن المعالي وقد ذكر هذا فقال
فقر الجهول بلا قلبٍ إلـى أدب فقرالحمارِ بلا رأسٍ إلى رسنِ
أول ما يحتاج إليه الإنسان العقل والقلب الذي به يعقل ثم يتأدب بعد ذلك فإذا لم يكن عاقلا لم يحتج إلى أدب كالحمار إذا لم يكن له رأس لم يحتج إلى الرسن
ومدقعين مسبورتٍ صحبـتـهـم عارين من حللٍ كاسين من درنِ
يريد الصعاليك الذين يجلسون على الدقعاء بالمفازة التي لا نبت فيها ومنه قيل للفقير سبروت
خراب بادية غرثى بطونـهـم مكن الضباب لهم زاد بلا ثمن
الخراب جمع خراب وهو الذي يسرق الإبل خاصة ثم سميّ به كل لص والمكن بيض الضب يقول هم سراق فلاة وليس لهم زاد إلا بيض الضب يأخذونه بلا ثمن
يستخبرون فلا أعطيهم خبـري وما يطيش لهم سهم من الظنن
وخلةٍ في جليسٍ أتـقـيه بـهـا كيما يرى أننا مثلان في الوهن
يقول رب خصلة في جليس لي استقبله بمثلها من نفسي أي اتخلق بمثلها كي يظنني مثله في ضعف الرأي كما قال الآخر، أحامقه حتى يقال سجيةٌ، ولو كان ذا عقلٍ لكنت أعاقله، وإنما يفعل ذلك لكي يستر نفسه وفضله فلا يحسده
كمن مخلصٍ على في خوض مهلكةٍ وقتلةٍ قرنت بالذم في الـجـبـن
يقول كم خلاص وعلو لمن خاض المهالك وكم من قتل مع الذم للجبان يعني كثيرا ما يتخلص خائض المهالك مع ما يكسب من الرفعة وكثيرا ما يقتل الجبان مذموما
لايعجبن مضيماً حسن بـزتـه وهل تروق دفينا جودة الكفن
المضيم المظلوم والبزة اللباس يقول لا ينبغي للمظلوم ان يعجب بحسن لباسه فإن الميت لا يعجب بحسن كفنه شبه المظلوم الذي لا يدفع الظلم عن نفسه بالميت وجعل ثوبه كالكفن
هذا الشرح مأخوذ من كتاب شرح المتنبي للواحدي









 


رد مع اقتباس