من اشعـــار الأميـــــر
فخر الأمير رحمة الله عليه قوله من قصيدة عنوانها :
" بنا افتخر الزمان "
لنَا في كلِ مكرمةٍ مجــــــــالُ --- ومِنْ فوق السِّماك لنا رجالُ
ركبنا للمكارمِ كلَّ هـــــــولٍ --- وخُضنا أبحرًا ولها زِجالُ
إذا عنْها توانَى الغيرُ عجْـــــــزًا --- فنحْنُ الراحلونَ لها العِجَالُ
سوانَا ليس بالمقصــودِ لــــمَّا --- ينادِي المستغيثُ : ألا تعالُوا !!
ولفظُ الناس ليس له مُـسَمَّــــــــى --- سوانا والمنَى مِنَّا يُنَالُ
لنا الفخرُ العميـــــمُ بكل عصـــــــرٍ --- ومصْرٍ... هل بهذا مايقالُ ؟!
رفعْنا ثوبَنا عنْ كلِّ لـــــــــؤْمٍ --- وأقوالِي تصدِّقها الفِعالُ
ولوْ ندري بماء المزْنِ يزري --- لكانَ لنا على الظمأِ احتمالُ !!
ذُرَا ذا المجدِ ــ حقًا ــ قد تعالـــــتْ --- وصدْقاً قد تطاولَ، لا يُطَالُ
فلا جزَعٌ ولا هلعٌ مَشينٌ --- ومنّا الغدرُ أو كذِبٌ محالُ
ونحلُم إنْ جنَى السفهاءُ يومًا --- ومِنْ قبل السؤالِ، لنا نوالُ
ورثْنا سؤدُدًا للعُرْبِ يبقَى --- وما تبقَى السماءُ ولا الجبالُ
وكانَ لنَا ــ دوامَ الدهر ــ ذكرٌ --- بذا نطقَ الكتابُ ولا يزالُ
ومِنّا لم يزلْ في كلِ عصرٍ --- رجالٌ للرجالِ هُمُ الرجالُ
لقدْ شادوا المؤسَّسَ مِنْ قديم --- بهمْ ترقَى المكارمُ والخصالُ
لهمْ هِممٌ سمتْ فوقَ الثُريَّا --- حماةُ الدين، دأبهمُ النضالُ
لهمْ لسْنُ العلوم، لَها احتجاجٌ --- وبيضٌ، ما يثلِّمها النزالُ
سلُوا، تخبركمُ عنا فرنسا --- ويصدقُ إِن حكتْ منها المقالُ
فكمْ لي فيهمُ من يومِ حرْبٍ --- به افتخرَ الزمانُ، ولاَ يزالُ
و قال الأمير أيضا يصف جمال البادية
و تفضيله للعيش فيها على حياة الحاضرة :
ياعاذراً لامرئ قد هام في الحضر --- وعاذلاا لمحب البدو والقَفَــــــــــــــــــرِ
لو كنت تعلم مافي البدو، تعذرني --- لكنْ جهلتَ وكم في الجهل من ضــرر
لا تذمُمَنَّ بيوتاً خف محملهـــــــــا --- وتمدحن بيوت الطين والحجـــــــــــــر
أو كنت أصبحت في الصحراء مرتقيـا --- بسـاط رمـل به الحصـبـاء كالـــــــدررِ
أو جلْتَ في روضــة قد راق منظرهـا --- بـكل لـون جميــل شـِيّقٍ عـطــــــــر
تستنشقنَّ نسيما طاب منتشقـــــــــا --- يزيد في الروح لم يمرر على قَـــــــذَر
أو كنت في صبـح لـيـل هاج هاتنـــه --- عــلوت في مرقب أو جلت بالنظـــــــــر
رأيـت في كل وجه من بسائطـــهــا --- سرباً من الوحش يرعى أطيب الشـجر
فيالها وقفة لم تبـق من حَــــــزَنٍ --- في قلب مُضنىً ولا كـداًّ لـذي ضجـــــر
نباكر الصيد أحيانا فنبغتـــــه --- فــالصيد منا مدى الأوقات في ذعر
فكم ظلمنا ظليماً في نعامتــــه --- وإن يكن طائرا في الجو كالصقــر
يوم الرحيل إذا شدّتْ هوادجنــــــــا --- شقائق عمـَّها مـزن من المطــــــر
فيها العذارى وفيها قد جعلن كـوى --- مرقعات بأحـداق مــن الحــــــــــــور
تمشي الحداة لها من خلفها زجـــل --- أشهى من الناي والسنطير والوتر
ونحن فوق جياد الخيل نركضهــــا --- شليلها زينة الأكـفـال والخصــــــر
نطارد الوحش والغزلان نـلحقها --- على البعاد وماتنـجو مـن الضمر
نروح للحي ليلا بعدما نـزلــــــوا --- منازلاً مابها لطْخ من الـــوضـر
ترابهـا الـمسك بل أنقى وجاد بها --- صـوب الـغـمائم بالآصال والـبكر
نلقى الخيام وقد صفَّتْ بها فغدت --- مثل السماء وهَتْ بالأنجم الزهـــر
قال الألى قد مضوا قولا يصدّقه --- نقلٌ وعقل، وما للحق من غـِيَـــــر
الحسن يظهر في بيتين رونقـــه --- بيت من الشِّعر أوبيت من الشَّعــر
أنعامنا إن أتت عند العشيِّ تَخَلْ --- أصواتهـا كـدويّ الـرعد بـالسحــــــر
شرابها من حليب، مايخالـطـه --- ماء، ولـيس حليـب الـنوق كالـبقر
أموال أعــدائنا في كل آونة --- نقضي بـقـسـمـتها بالعدل والقـدر
ما في البداوة من عيب تذم بـــــــــــه --- إلا الـمــروءة والإحـسـان بالبِدَر
وصحة الجسم فيها غير خافيـــــــــــة --- والعيب والداء مقصور على الحضــــر
من لم يمت عندنا بالطعن عاش مدى --- فنحن أطول خـلـق الـله في العمـــــــــر