منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - عاشوراء بنكهة مغربية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-06-30, 13:11   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ولد لبلاد
عضو جديد
 
الصورة الرمزية ولد لبلاد
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي

[align=center]من العادات التي تبعث على الدهشة والمقترنة بعاشوراء صب المياه
على المارة في الشوارع فيما بين الأطفال والمراهقين
ويسمونه (زمزم) أو ("تزمزيم)
فمرد ذلك إلى بعض الطقوس اليهودية التي تسربت إلى بعض عناصر المجتمع المغربي بحكم التساكن والتجاور الذي عرف بين اليهود المغاربة والمسلمين في المغرب عبر التاريخ.
ولعل أبرز فترة وقع فيها التأثير المتبادَل بين اليهود والمسلمين بالمغرب هي الفترة المرينية
التي نستطيع القول بأنها الفترة التي انطلقت منها أصول اليهود حتى اتخذوا لهم أحياء -عرفت بالملاح- خاصة بهم
ملاصقة للقصور الملكية في عدد من المدن المغربية
وهذا الطابع للفترة المرينية امتد إلى البدع والضلالات
مما شجع كثيرا من الطرق والزوايا على مزيد من الانتشار
عاشوراء.. النساء أكثر حرية

-------- قيام النساء والفتيات قبل هذا اليوم بتخضيب شعر رأسهن بالحناء
وكذا أيديهن وأرجلهن بها مع وضع شيء منها في أكف الأطفال وحتى بعض الرجال
ومن مُرددات النساء، وقد جمّلن شعرهن بالحناء وأطلقنه:
"عاشوري عاشوري.. عليك نطلق شعوري".

ويلاحظ في مناسبة عاشوراء بالمغرب أن النساء يتمتعن بحرية في هذه المناسبة
إذ لا يلبث الرجال أن يستعيدوا نفوذهم مع إطلالة عيد المولد النبوي الشريف على نحو
ما تعني هذه المقولة التي تتغنى بها النساء في عاشوراء:

هذا عاشور ما علينا الحكام أللا

عيد الميلود يتحكموا الرجال أللا...

-------- التوسل بأساليب كثيرة في هذا اليوم لفك السحر أو رد العين والأرواح الشريرة
ومن ذلك ما كان معروفا في بعض المدن كمدينة الرباط من أخذ الأطفال إلى الصباغين لصبغ أطرافهم اليمنى بالسواد وشراء "جعبة الهند"
وهي وعاء حديدي صغير بقفل تحمله النساء اللائى يخشين العين أو فعل السحر.

-------- استعمال البخور بقصد رد العين والأرواح الشريرة، وهو نوعان:
بخور مدني: يتمثل في الخزامى، والشَّبَّة، والحرمل، والجاوي، والفاسوخ.
بخور بدوي: كالداد والريحان وفسخ الحنش (جلده).

-------- اتخاذ سوق أو أسواق خاصة لبيع لوازم عاشوراء من حناء وبخور وكحل وفواكه جافة ولعب للأطفال وآلات التطبيل
وغالبا ما يتم الاستعداد بدءًا من فاتح محرم
ويطلق عليها سوق "عاشور" مع شراء الفواكه الجافة
وهي: التمر والتين والزبيب والجوز واللوز.

-------- اكتحال النساء واستياكهن في الغالب، وإن كان بعضهن يمتنعن عن ذلك أيام عاشوراء بدءا من فاتح محرم
ويتهيأن بأن يقمن بذلك قبل حلول الشهر، وهو امتناع يرتبط بمظهر الحزن.

-------- فتح الكتاتيب القرآنية صباح يوم عاشوراء إلى وقت الضحى
لتحصل البركة طوال العام ثم تعطيلها بعد ذلك بقية اليوم
وقد تمتد العطلة أياما ثلاثة أو عشرة، ويُطلق على هذه العطلة لفظ "العواشر".

-------- حث الأطفال على الصيام وشراء "الهدايا" لهم
منها ما يكون للذكور كالطبول وللإناث الدمى والطعارج (آلات إيقاعية تشبه الطبل، لكنها أصغر حجما).

-------- اقتناء ملابس جديدة أو خياطتها تيمنا بهذا اليوم وفق ما هو شائع من أن الذي يخيط في عاشوراء يخيط طوال السنة.

-------- إيقاد النار في الشواع والميادين العامة في ليلة عاشوراء، ويطلق عليها "شعالة" أو"شعايلة" أو "تشعالت" في اللهجة الأمازيغية
وبعد إيقاد النار يبدأ القفز عليها باعتبار أن ذلك يزيل الشر ويبعده
بل إن البعض يشعلون النار في أفنية منازلهم ويأخذون في الدوران حولها وهم يطبلون ويزمرون ويغنون.

وتجدر الإشارة إلى ما كان يقع في بعض المدن كمراكش حيث تلقى في النار بعض الدمى والصور
ومنها ما يمثل قاتل الحسين وكذا إلى ما يحدث في مناطق أخرى
لا سيما في الأطلس الصغير
إذ تتحلق النساء حول النار ويأخذن في البكاء والندب والنواح
وقبل أن تخمد النار يدفئن الماء عليها ليتوضأن به أو يغتسلن تبركا به وعلاجا.

-------- الإكثار من صب الماء على الأرض
وكان شائعا أن يلجأ حمالو الماء المعروفون بـ"الكرابة" إلى ملء قربهم
وإفراغها في الأرض مقابل ما يعطيه المارة والمتجولون.
------------------------------------------
سألنا عن السر في هذه العادة المعروفة بـ"زمزم" فكان الرد:
"إن النساء في سنوات غابرة كن يقمن باكرا فيغتسلن بالماء البارد حتى يكون العام مليئا بالخير وبالحيوية والنشاط،
وفي حالة عدم استيقاظ الفتيات باكرا كانت تلجأ الأمهات إلى رشهن بالماء حتى يضطررن للاستيقاظ،
لكن سرعان ما تجاوزت هذه العادة البيوت المغربية لتخرج إلى أزقتها وشوارعها حيث يصب الماء على المارة".
------------------------------------------
وعن الطعام، فالحلويات غالبا ما تُتناول بعد عشاء ليلة عاشوراء إثر طعام "الكسكس" الذي يفور على (الديالة)وهي مؤخرة الخروف وذنبه
ويحتفظ بها من أضحية العيد مملحة لهذا الغرض
وقد يكون معها شيء من القديد مع أمعاء الكبش المجفف التي يصنع منها ما يعرف "بالكرداس".
------------------------------------------
وعن عادة شراء الفواكه اليابسة: اعتادت العديد من الأسر المغربية في عاشوراء شراء كميات لا بأس بها من الفواكه الجافة
وتقسيمها إلى حصص متساوية حسب عدد أفراد الأسرة؛ فتقدم لهم في هذه المناسبة
على أن الأم المغربية في عاشوراء تحرص كل الحرص على تذكر بناتها المتزوجات اللواتي تبعث لهن بنصيبهن من الفواكه إلى بيوتهن أو تحتفظ به لهن به عند زيارتهن لها.
------------------------------------------
ومن عاداتنا أيضا في المغرب أن الشاب الخاطب عليه أن يتذكر خطيبته
ويهديها في هذه المناسبة بعض الحلي أو بعض الملابس التقليدية المصحوبة بالفواكه اليابسة
الواقع أن عاشوراء في صيغتها المغربية تمثل مجالا لتأمل اثنوغرافي و انثربوليجي هائل و كبير
لأن عاشوراء احتفال شعبي شيعي و نعتبر الدولة السنية الوحيدة التي تحتفل به في كل العالم الاسلامي على ما أعتقد
مما يعزز تلك الخصوصية التاريخية و الحضارية و المجتمعية للمغرب و للمغاربة في كل اخريطة العرب المسلمين
و هي الخصوصية التي لها شجرة أنسابها سياسيا فكريا ابداعيا و اجتماعيا بل نضيف قليلا من شجرة الأنساب جغرافيا
ان ما منح للمغرب أن يكون مغربيا هو الكيمياء المميزة لتعانق و تكامل و تداخل فروع شجرة الأنساب هذه
ان ما أنتجه المغربي في علاقته بالمكان تبعا لما توفره الطبيعة قد جعل ينحت خصوية تاريخية وهبته لنا الجغرافية
فنحن أمة تقع في مفترق طرق الحضارات بفضل هبة البحر و المحيط و لقد أغنانا ذالك الاحتكاك بتلك الحضارات المتعاقبة
مثلما أن ما أنجزه المغربي من أسباب الحياة و من معاني الوجود من لغة و أدب و علوم و بناء و طبخ و فلاحة
في السهل و الجبل و الصحراء و البحر
قد سمح بتوليفة حضارية لا مثيل لها في كل العالم العربي و الاسلامي مثلما أن التعدد اللغوي قد أغنى بصيرتنا الثقافية و جعل لحمة أن يوكن الشخص مغربيا
ذات معنى وجودي خاص يتأسس على التعدد و على مكرمة التعايش و قبول الاختلاف
يكفي هنا أن نتأمل كيف أن هذا التعدد لم يفرز عندنا قط صراع اثنيات و عصبيات مذهبية وجودية اقصائية نكوصية أو انغلاقية
بدليل أن أقوى مؤسساتنا ( مؤسسة الزواج و مؤسسة الأسرة ) قد ظلت تبنى تأسيسا على معطى واحد ىهو الانتماء لشط الانسان و الانتماء لأمة الاسلام
و هو ما لم يقع في المشرق العربي مما قاد كل ذالك التطاحن الدموي الذي نموذج ما يعيشه بلد التاريخ و الحضارة الشهيد العراق في يومنا هذا و أحد عناوينه البارزة
لنعد لموضوعنا عاشوراء عنوان بارز للخصوصية المغربية
فهو الاحتفاء الديني الشعبي الذي تتداخل فيه مغربيا الكثير من العلامات و المعاني الثقافية و التاريخية
فهو أولا تمجيد مغربي لحفدة رسول الله لأنهم مسلمون بالنسبة لنا في المغرب مثل بهم و قتلوا شر قتلة في هجير السياسة بالعراق منذ أكثر من 1300 سنة
وحين نزور مقابر أمواتنا فاننا نزور رمزيا قبر الحسين أيضا مثلما يقول الشيعة
و حين نهرق الماء (نحن الوحيدين الذي يسميه ماء زمزم كناية و قداسة من ماء زمزم بمكة الكرمة)
فلأننا نطفئ ذالك العطش القاتل الذي كان سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب و أبناؤه الصغار
ضحية له قبل قتلهم و الفتك بهم فقد تركوا لعذاب عطش بلا ضفاف
و حين تمنعنا أمهاتنا و جداتنا من قص الشعر حتى تنطفئ الشعايلة (نار عاشوراء) فهو علامة حزن و حداد على الجريمة المرتكبة ضد أبناء فاطمة الزهراء بنت نبينا و رسولنا الكريم
لتبقى النار طقسا شعبي شيعي يعتبر نوع من جلد الذات بسبب الوعي الشقي الذي أحدثه عدم حماية سيدنا الحسين و آل البيت الشريف و الدفاع عنهم
في حروب السياسة الفتاكة تلك بالمشرق العربي مع أولى خطوات تأسيس الدولة الاسلامية
النار طقس مغربي اندس الى هذه الاحتفالية من جغرافية الطقوس الوثنية التي كانت سائدة بالمغرب قبل مجئ الاسلام
حين كان المغاربة يقدسون قوى الطبيعة من شمس و أقمار و ماء و نار
و هو الاضافة التي تجعل عاشوراء يوم احتفال بالمغرب بينما تكون يوم حزن بالمشرق العربي
هي مفارقات ثقافية اذن ......................
فالمغرب البلد السني الوحيد الذي يحيي طقسا شيعيا و حين يحييه فانه يحييه كعيد لفرح الأطفال و الأمهات
(مثلما تحييه الكثير من النساء كفجوة زمن لوضع فخاخ السحر و الشعوذة للايقاع بحبيب فالت) فيما يحييه الاخوة الشيعة بالشرق كعيد للحزن و الندم
و هو احتفاء شعبي و ليس احتفاءا رسميا و لا أحد يستطيع وأده أو منعه في ذاكرة الناس
علما أن عاشوراء و عيد المولد النبوي يعتبران من أكثر الاحتفالات شعبية بالمغرب و التي هي ممنوعة و محرمة في باقي العالم الاسلامي خاصة دول الخليج
-------------
ان تأمل هذه التركيبة الثقافية و الحضارية للمغاربة خلال مناسبة عاشوراء بعض من الجواب لادراك اخصوصية التركيبة الذهنية المغربية
ككينونة و معنى و وجود و كاستثناء حضاري في عالمنا العربي الاسلامي

[size=4]المصدر[/size[/align]










رد مع اقتباس