منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لكل من يبحث عن مرجع سأساعده
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-17, 15:08   رقم المشاركة : 470
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاكر مشاهدة المشاركة
لو سمحتي اختي عندي بحث حول الفيس بوك .لم اعرف العناصر والنقاط التي اطرق اليها في هذا البحث من فضلك ساعديني
ولا تنسي بحثي حول النظرية التطورية للانسان
الآلاف من أبناء محافظة البيضاء اليمنية يحتشدون في هبة الشعب في يوم الغضب اليمني - إرسال لصديق - نسخة للطباعة
أساسيات علم النفس التطوري: القسم الاول
بواسطة شباب الشرق الأوسط

أساسيات علم النفس التطوري: القسم الاول

بقلم: علي شان (العراق)




أساسيات علم النفس التطوري (1)
علم النفس التطوري (Evolutionary Psychology )هو الدراسة العلمية للطبيعة البشرية ، استناداً إلى فهم التكيف النفسي إن أسلافنا في عصور ما قبل التاريخ تطورت اجسادهم وأدمغتهم لمواجهة تحديات البقاء والتكاثر. وهو علم جديد انطلق بعد محاولة إدوارد ويلسون في كتابه “علم البيولوجيا الاجتماعية : توليف جديد” والذي حاول فيه توليف المستحدثات الأساسية في البيولوجيا التطورية وقد ولد كتاب ويلسون جدلا واسعا خصوصا فصله الاخير الذي ركز على البشر حيث قدم الكثير من الافتراضات مع قليل من المعطيات التجريبية فإدوارد ويلسون اثار صخباً علمياً وجماهيرياً نافس الاهانة التي سببها داروين في عام 1859 كان كتاب ويلسون المنشور عام 1975 بعنوان (البيولوجيا الاجتماعية : توليف جديد ) عملاقا على صعيدي الحجم والمدى في ما يقارب 700 صفحة من عمودين قدم توليفا للبيولوجيا الخليوية مع الفسيولوجيا العصبية التكاملية ، وعلم الايثولوجيا وعلم النفس المقارن ، البيولوجيا السكانية والايكولوجيا السلوكية . وفحص اضافة الى ذلك انواعا تتراوح ما بين النمل والانسان مدعيا ان المبادىء التفسيرية الاساسية ذاتها يمكن تطبيقها على الجميع .
في كتابه وخصوصا في الفصل الخاص حول البشر وهو لايتعدى 29 صفحة قد ولد سجال اكبر وصرخ جمهور المستمعين في محاضرة عامة مناديا بسقوطه ، وفي احدى المرات سكب احدهم كوزا من الماء على راسه . اشعلت اعماله هجوما عليه من الماركسين ، والراديكاليين والقائلين بخلق الانسان وعلماء أخرين ، وحتى بعض اعضاء قسمه في هارفرد . واخطر مقولاته هي ان البيلوجيا الاجتماعية قد تلتهم علم النفس وهو بالطبع ما لم يلقِ ترحيباً من قبل معظم علماء النفس وقد ادعى أن العديد من الظواهر الانسانية التي تحظى بالتكريم من مثل الثقافة والدين ،والاخلاقيات وحتى الجماليات قد تفسر في نهاية المطاف من خلال هذا التوليف الجديد . ناقضت هذه النظريات بشدة ما متعارف عليه بالعلوم الانسانية إذ افترض معظم علماء الاجتماعيات ان الثقافة ، والتنشة الاجتماعية والعقلانية والوعي وليس البيولوجيا التطورية هي التي تفسر تفرد البشر .
لم ينجح ويلسون بمسعاه اذ كانت الهجمة عنيفة جدا ، الا ان نفس الفترة شهدت ولادة علم النفس التطوري والذي فسر الكثير من توليفات الانسان الثقافية والجمالية تحت معطيات البيلوجيا ،علم النفس التطوري أدى الى سيل من الأبحاث الجديدة على النشاط الجنسي البشري ، كالعدوان ، والوضع والأبوة والحياة الأسرية ، وجماعات التعاون ، والعواطف ، اللغة ، التفكير وغيرها من المواضيع التي كانت مهملة في علم النفس العام او يتناولها بصورة فوقية !. هذا العلم يحاول توفير إطاراً متماسكاً لتوحيد مناطق متنوعة من البحوث في علم النفس الحديث. يحاول أيضا التواصل مع تخصصات أخرى في اتجاهين. فإنه يتصل مع العلوم البيولوجية من خلال البيولوجيا التطورية ، (علم الوراثة، السلوك ، وعلم الأعصاب) . فإنه يتصل مع العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية (مثل الاقتصاد والعلوم السياسية ، علم الاجتماع) عن طريق تتبع كيفية السلوك الجماعي الثقافية تبرز من خلال التفاعل بين الأفراد وفقا لطبيعة الإنسان.
يمثل هذا العلم ثورة معرفية يتركز على نموذج معالجة المعلومات أي وصف الآليات في داخل الرأس التي تاخذ اشكالا نوعية من المعلومات بمثابة مدخلات ، وتحول هذه المعلومات من خلال قواعد اتخاذ القرار ، ومن ثم تولد السلوك بمثابة مخرجات .
ينطلق هذا العلم من الفكرة القائلة بأن البشر قد يولدون مستعدين مسبقاً أو مجهزين بشكل خاص لمعالجة بعض أنواع المعلومات ، وليس سواها ، هذا العلم يثمل توليفا حقيقيا لكل من علم النفس الحديث والبيولوجيا التطورية الحديثة ، وينافس العلوم الاجتماعية في تفسير الكثير من الغاز السلوك الانساني .
فعلم النفس التطوري ( EP) يسعى لتفسير الكثير من التحورات”تحويرات” التي ظهرت على الصفات النفسية لدى الانسان , وهذا يرجع للانتقاء الطبيعي , والانتقاء الجنسي ,و يمكن تفسير الكثير من التحورات التي جرت على القلب , الرئة , والجهاز المناعي بنظرية التطور , كذلك يمكن تفسير التحورات التي حصلت على الجانب النفسي للانسان بنفس الطريقة ” منظور تطوري” .
فنظرية التطور هي الاساس الرصين الذي يعتمد عليها علم النفس التطوري باعتبار ان التطور من خلال الانتقاء الطبيعي هو النظرية العلمية الوحيدة المعروفة التي بإمكانها تفسير التنوع المذهل للحياة التي نراها حولنا، ومع انه من الممكن دوماً ان تأتي نظرية اخرى أفضل منها في المستقبل ، فان الانتقاء الطبيعي هي النظرية الوحيدة حالياً التي توحد كل الاشياء الحية ( نباتات ، حيوانات ، حشرات ، طيور ، انسان ) بدءاً من أصغر المتعضيات وحيدة الخلية في البحر وانتهاءً بأعقد الثديات على الارض .
وهي النظرية العلمية الوحيدة المعروفة التي تملك القدرة على تعليل أصول وبنى آليات التكيف المعقدة التي تستوعب الطبيعة البشرية بدءاً من آليات التكوين الثفني ووصولا الى الدماغ ذي الحجم الكبير .




اساسيات علم النفس التطوري (2)


تحدثنا في الحلقة الاولى عن تعريف هذا العلم وكتابة نبذة عن اعمال ويلسون حول البايلوجية الاجتماعية والتي جوبهت بردود فعل عنيفة .

يمكن رد معظم المقاومة التي لقيها ويلسون وكذلك استخدام نظرية التطور لتفسير السلوك الانساني الى عدة حالات من سوء الفهم المحورية وعلى النقيض من حالات سوء الفهم هذه فإن النظرية التطورية لا تتضمن على كل حال أن السلوك الانساني محدد وراثياً (جينيّاً) ، كما لا تتضمن ان السلوك الانساني غير قابل للتعديل ، وأخيرا فانها لا تتضمن القول بان التطور مصمم بالشكل الامثل (بالحالة الفضلى ) . وهذا تفصيل لحالات سوء الفهم الثلاثة انقلها بتصرف من كتاب علم النفس التطوري لدافيد باس ص 76 الطبعة الثالثة .

سوء الفهم 1 : السلوك الانساني محدد على مستوى الموروثات


الحتمية الجينية هي ذلك المذهب الذي يقول بأن السلوك تضبطه الموروثات بشكل حصري ، مع دور محدد لتأثير البيئة أو حتى غياب هذا الدور .تنبع معظم مقاومة تطبيق النظرية على فهم السلوك الانساني من اللبس الفكري المتمثل بأن النظرية التطورية تتضمن الحتمية الجينية . وعلى العكس من سوء الفهم هذا ، تمثل النظرية التطورية في الواقع اطاراً تفاعلياً حقيقياً فلا يمكن قيام السلوك الانساني من دون مقومين (1) التكيفات المتطورة و (2) مدخلات البيئة التي تطلق نمو هذه التكيفات وتفعله . خذ حالة الثفن (تصلب الجلد بالاحتكاك ) نموذجاً على ذلك . لايمكن للثفن ان يحدث من دون تكيف متطور مولد للثفن ، ممزوجاً مع تأثير البيئة المتمثل بالاحتكاك المتكرر للجلد . وعليه فلا نقول ابداً حين نستحضر النظرية التطورية بماثبة تفسير لحالات الثفن -إن (حالات الثفن محددة وراثياً ، وتحدث بصرف النظر عن مدخلات البيئة ) . وعلى العكس من ذلك فإن الثفن هو نتاج شكل نوعي من التفاعل بين مدخلات البيئة (الاحتكاك المتكرر للجلد) وبين تكيف حساس لهذا الاحتكاك المتكرر والذي يحتوي على تعليمات لتنمية خلايا جلدية جديدة إضافية حين يتعرض للاحتكاك المتكرر . وفي الحقيقة فإن سبب تطور التكيفات يمكن في كونها توفر للمتعضيات الادوات التي تمكنها من التعامل مع المسكلات التي تطرحها البيئة .

وهكذا فإن السلوكات المحددة جينياً والناجم عن الموروثات من دون مدخلات او مؤشرات من البيئة هي خاطئة ببساطة وهي ليست متضمنة بحال من الاحوال في النظرية التطورية .


سوء الفهم 2 : إذا كان الامر تطورياً ، فليس بالامكان تغييره

يتضمن سوء الفهم الثاني القول بأن السلوك الانساني مستعصٍ على التغيير . عد ثانية للمثال في حال ةسوء الفهم الاول وهو الثمن ، يستطيع البشر خلق بيئات فيزيقية خالياً نسبياً من الاحتكاك وهم يفعلون ذلك (عملياً) . تعني هذه البيئات الخالية من الاحتكاك أننا صممنا حالة من التغيير وهو تغيير يحول دون تفعيل الآليات الكامنة المولدة للثفن . تعطينا معرفة الآليات ، وكذلك مدخلات البيئة التي تطلق عملية تفعيلها ، القدرة على تعديل سلوكنا بشكل يقلل من تكون الثفن .

وبطريقة مماثلة ، تعطينا معرفة تكيفاتنا نفس الاجتماعية المتطورة مع معرفة المدخلات الاجتماعية التي تفعلها ، قدرة هائلة على تعديل السلوك الاجتماعي ، فيما لو كانت تلك بغيتنا . لنأخذ مثلاً واحداً . هناك دليل على أن لدى الرجال عتبات (حسية) أدنى من النساء في تخمين النيّات الجنسية . فحين تبتسم امراة لرجل ، فان الملاحظين من الرجال اميل من الملاحظين من النساء للتخمين بان المرأة مهتمة جنسياً . ويشكل ذلك على الارجح جزءاً من ىلية نفسية متطورة لدى الرجال تحضهم على البحث عن فرص جنسية عابرة . إلا ان معرفة هذه الالية تتيح امكانية للتغير . إذ يمكن تعليم الرجال على سبيل المثال أن لديهم عتبات ادنى لتخمين القصد الجنسي عندما تبتسم المرأة لهم . يمكن لهذه المعرفة عندها ان تستخدم من قبل الرجل ، من حيث المبدا للحد من عدد مرات تصرفهم بناء على هذا التخمين الخاطىء للاهتمام الجنسي ، وبالتالي يحدون من عدد المبادرات الجنسية غير المرغوبة التي يقومون بها تجاه النساء .

يمكن ان يكون لمعرفتنا حول تكيفاتنا النفسية المتطورة مضافة الى المدخلات الاجتماعية التي صممت هذه التكيفات للاستجابة لها اثر تحريري يتيح تغيير السلوك في المجالات التي يكون فيها مثل هذا التغيير مرغوبا ، وهو ما يمثل ابعاداً لنا عن الوقوع تحت وطأة قدر محتوم . ولا يعني هذا ان تغيير السلوك هو امر بسيط وسهل ، وإنما يعطينا المزيد من المعرفة بسيكولوجيتنا المتطورة المزيد من القدرة على التغيير .


سوء الفهم 3 : الآليات الراهنة مصممة بحالتها الفضلى

أدى مهوم التكيف اي الفكرة القائلة بأن الاليات لها وظائف متطورة الى العديد من الاكتشافات الفائقة خلال القرن المنصرم . الا ان ذلك لايعني ، ان مجموعة الاليات التكيفية الراهنة التي تكون الانسان مصممة (في حالتها الفضى ) باي حال من الاحوال . قد يتحفظ مهندس ما تجاه بعض الطرق التي تنبني آلياتنا على أساسها ، والتي تبدو احيانا انها تجميع لشتات من هنا وهناك . في الواقع تتسبب العديد من العوامل في كون التصميم الراهن لتكيفاتنا أبعد ما يكون عن الحالة الفضلى .فلننظر في اثنبن من هذه العوامل : -

يتمثل احد قيود التصميم الافضل في فجوات الزمن التطورية . لنتذكر ان التطور يحيلنا الى التغير عبر الزمن فكل تغيير في البيئة يحمل معه ضغوطات انتقاء جديدة . ولأن التغيير التطوري يحدث ببطء متطلباً الالفاً من أجبيال الضغط الانتقائي المتكررة ، فإن البشر الحاليين مصممون بالضرورة للبيئات السابقة التي هي نتاجها (هذا بحد ذاته ضربة قاضية لفكرة الانسان مصور باحسن تصوير ) واذا طرحنا الامر بصورة مغايرة ، فاننا نحمل دماغاً يكاد يكون من العصر الحجري في بيئة حديثة . فالرغبة الكبيرة بالدهون ، التي كانت متكيفة مع ندرة موارد الطعام في البيئة السالفة ، تؤدي بنا حالياً الى انسداد الشرايين والذبحات القلبية ، تعني الفجوة الزمنية ما بين البيئة التي شكلت آلياتنا (اي الماضي كالصيد ، وجمع الطعام الذي ولّد معظم بيئتنا الانتقالية ) وبين البيئة الراهنة ، ان آلياتنا المتطورة الحالية قد لا تكون مصممة بالشكل الافضل للبيئة الحالية .

ويمت القيد الثاني على التصميم الافضل الى تكاليف التكيفات ، انظر على سبيل المثال خطر ان تُقتل خلال قيادة سيارة ، يمكننا من حيث المبدا خفض هذا الخطر الى ما يقارب من الصغر لو فرضنا سرعة قصوى لا تتجاوز عشرة اميال بالساعة . واجبرنا كل فرد على قيادة سيارة مصفحة بعشرة اقدام من الحشوة من الداخل إلا اننا نعتبر ان هذا الحل عالي التكلفة بشكل مثير للسخرية . وعلى الغرار نفسه يمكن النظر في المثل الافتراضي الذي نبى فيه الانتقاء الطبيعي رعباً شديداً لدى البشر بحيث لايخاطر الناس ابداً بالخروج خارج المنزل . سيخفض خوف من هذا القبيل بالتأكيد احتمالية الاصابة بلدغة أفعى ، الا انه يرتب ثمناً غاليا ليس من المسموح تحمله .

اضافة الى ذلك ، ان هذا الخوف سيمنع الناس من حل مشكلات تكيفية اخرى ، من مثل جمع الثمار والنباتات وبقية موارد الطعام الضرورية للبقاء ، خلاصة القول ان الخوف من الافاعي المميز للبشر ليس مصمما بالحالة الفضلى -إذ يتعرض الالالف من الناس للدغ الافاعي كل عام ، على اي حال ، كما يموت بعضهم نتيجة ذلك ، الا ان هذا الخوف يعمل اجمالا بشكل معقول .

ترتب كل التكيفات تكاليف ويعطي الانتقاء أفضلية لآلية معينة عندما تزيد منافع تصميمها على تكاليفها ، مقارنة بتصاميم أخرى ، وهكذا فإن لدينا آليات مطورة جيدة بشكل معقول في حل المشكلات التكيفية بفاعلية ، الا انها ليست مصممة على الوجه الافضل ، كما يفترض ان تكون بفعل قيود الكلفة ، تتمثل كل من فجوات الزمن التطوري وتكاليف التكيفات مجرد سببين من ضمن اسباب عددية اخرى لعدم تصميم التكيفات على الوجه الافضل .

وباختصار يرتكز جزء من مقاومة تطبيق النظرية التطورية على البشر على عدة حالات شائعة من سوء الفهم وعلى النقيض من حالات اللبس هذه فان النظرية التطورية لا تقضي ضمنا حتمية جينية ، كما لا تتضمن اننا عاجزون عن تغيير الاشياء وهي ان تكيفاتنا الراهنة مصممة على الوجه الافضل




أساسيات علم النفس التطوري (3)


هناك ثلاث منتجات للعملية التطورية – التكيفات ، نواتج التكيف (أو مصاحباته) ، والآثار العشوائية (او التشويش) كما يظهر في الجدول التالي :-

This image has been resized from 738x427 by ”Tifnout”, an Artificial Intelligent Robot to Prevent Flooding


يمكن تعريف التكيف بانه خاصية نامية موروثة وموثقة ،أتت إلى الوجود من خلال الانتقاء الطبيعي ، لانها ساعدت على حل مشكلة بقاء او تكاثر خلال فترة تطورها .

دعونا نجزيء هذا التعريف الى عناصره النواتية . يتعين ان يمتلك التكيف موروثات لهذا التكيف . هذه الموروثات مطلوبة لعبور التكيف من الوالدين الى الاولاد ، باعتبار ان للتكيف مرتكزات جينية . وبالطبع لايمكن رد معظم التكيفات الى موروثات وحيدة ، إذ هي بالاحرى نتاج العديد من الموروثات .فعلى سبيل المثال ، تبنى العين البشرية بواسطة مئات الموروثات الا ان واقعة ضرورة الموروثات للتكيفات لا تعني على كل حال ان السلوك (محدد جينياً).

اذا انتقلت البيئات السابقة الموروثات التي نملكها اليوم كما ان البيئات ضرورية خلال حياة الشخص للنمو السليم للتكيفات ، كما ان البيئات الراهنة مسؤولة عن تفعيل التكيفات حين تتكون .

يتعين ان ينمو التكيف بموثوقية لدى أفراد النوع من كل البيئات (العادية) مما يعني انه يتعين ان يبرز التكيف كي يتأهل باعتباره تكيفاً ، في الوقت الملائم خلال حياة المتعضي من دون أن يمسه أي تغيير وبالتالي ان يكون مميزا لجل افراد نوع معين او لكلهم . هناك استثناءات مهمة لذلك من مثل الآليات التي توجد في جنس واحد فقط أو في فئة فرعية نوعية من افراد النوع ، مما سيتم بحثه لاحقاً ، الا ان ما يتعين التشديد عليه الآن هو أن جُل التكيفات هي مميزة نموذجياً لكل نوع من الانواع .

لايعني مظهر التكيفات النامي بشكل موثوق ، ان التكيف يتعين ان يظهر عند الميلاد . إذ تنمو معظم التكيفات في الواقع بعد الميلاد بوقت طويل . فالمشي هو خاصية نامية بموثوقية لدى البشر الا ان معظمهم لايبدأ المشي الا بعد مضي سنة كاملة من العمر بعد الميلاد ، كما ان الثديان هما خاصية نامية بموثوقية لدى النساء ، الا انهما لاينموان الا عند البلوغ أما الخصائص العابرة والموقتة ، والتي تختل بسهولة بفعل البيئة أو التي لا تظهر الا لدى قلة من أفراد نوع معين ، فإنها ليست نامية بموثوقة ، وبالتالي لا تستوفي المعايير التعريفية للتكيفات .

تتشكل التكيفات بتأثير من عملية الانتقاء في كل جيل ، يعمل الانتقاء وكأنه منخل ، مستبعداً الملامح التي لا تُسهم في الانتشار ، ومبقياً على تلك التي تُسهم فيه . تتكرر عملية النخل هذه جيلاً بعد جيل بحيث ان كل جيل جديد يأتي مختلفاً قليلاً عن جيل والديه . عملية الانتقاء الطبيعي هذه ضرورية لخلق التكيفات.

تلك الخصائص التي تنجح في عملية التصفية في كل جيل ، هي تفعل لانها تُسهم في حل مشكلة تكيفية تتعلق إما بالبقاء او التكاثر اكثر من سواها من التصاميم البديلة (المتنافسة معها) والموجودة لدى أفراد النوع . تحيل وظيفة تكيف ما الى المشكلة التكيفية التي تطورت كي تحلها ، وهذه هي على وجه الدقة ،الكيفية التي تُسهم من خلالها في البقاء او التكاثر ، تتحدد وظيفة تكيف ما نموذجياً وتتأثر من خلال ترسخ (تصميم خاص) بحيث ان مكوناته او (ملامح تصميمه) تُسهم جميعاً بطريقة دقيقة في حل مشكلة تكيفية خاصة . وان معايير تقويم وظيفة تكيف مفترضة تتضمن نموذجياً الفاعلية (حل المشكلة بطريقة فاعلية ، والاقتصاد (حل المشكلة بطريقة مجيدة من حيث كلفتها) والدقة (حيث تتخصص كل الاجزاء المكونة في انجاز غاية خاصة) والموثوقية (اي تعمل بشكل يعتمد عليه في السياقات التي صُممت للعمل فيها)

لكل تكيف مرحلته الخاص به من التطور . تحدث الطفرة ، بما هي تغير تلقائي في بنية قطعة من DNA ومع أن معظم الطفرات تعيق البقاء او التكاثر الا ان بعضا منها ، ومن خلال الصدفة وحدها تؤدي الى مساعدة المتعضي على البقاء والتكاثر . واذا كانت الطفرة مساعدة بما يكفي كي تعطي المتعضي أفضلية في التكاثر على بقية افراد النوع ، فإنها ستنقل إلى الجيل اللاحق بأعداد اكبر . وبالتالي سيتملك فريق من الافراد في الجيل الثاني الخاصية التي كانت في الاصل طفرة لدى شخص مفرد وإذا استمرت بالنجاح خلال عدة اجيال فستنتشر الطفرة في كل افراد النوع بحيث يمتلكها كل واحد منهم .

تحيل بيئة قابلية التكيف التطورية (EEA)الى التركيبة الاحصائية لضغوطات الانتقاء التي تحدث خلال مرحلة التكيف التطوري المسؤولة عن انتاج التكيف وبصيغة اخرى فإن EEA تحيل على صعيد كل تكيف الى انتقاء القوى ، او المشكلات التكيفية التي كانت مسؤولة عن تشكيها خلال زمن تطوري مديد ، على سبيل المثال تحيل EEA العين الى ضغوطات الانتقاء النوعية التي شكلت كلا من مكونات النظام البصري عبر مئات ملايين السنين . بينما تتضمن EEA للتحرك على ساقين ضغوطا انتقائية ذات مدى زمني قصير ، اذ تعود الى حوالي 4،4 مليون سنة خلت . تتمثل النقطة المفصلية في ان EEA لا تحيل الى زمن او مكان محددين ، وانما الى قوى الانتقاء المسؤولة عن تشكيل التكيفات . وبالتالي فان كل تكيف يمتلك EEAالفريدة الخاصة به وتحيل مدة تطور التكيف الى المدى الزمني الذي تكون خلال ، قطعة قطعة ، حتى انتهى الى ان يميز التصميم الكوني الخاص بالنوع .

مع ان التكيفات هي المنتجات الاولية للتطور الا انها ليست بالتأكيد المنتجات الوحيدة . إذ تنتج عملية التطور منتجات ثانوية مصاحبة للتكيفات تمثل المنتجات الثانوية خصائص لا تحل مشكلات تكيف كما انه ليس لها تصميم وظيفي انها تُحمَل مع الخصائص التي تمتلك تصميماً وظيفياً لانه حدث ان اقترنت هذه بتلك التكيفات . تماماً كما ان حرارة ضوء المصباح الكهربائي هي مُنتج ثانوي لتصميم الانارة .

انظر الى سرة بطن الانسان ، ليس هناك دليل على ان سرة البطن هي بحد ذاتها تساعد البشر على البقاء او التكاثر ، لا تصلح سرة البطن لالتقاط الطعام، او اكتشاف المفترسين او تجنب الافاعي او ايجاد عادات حسنة او اختيار الاقران ،ولايبدو انها تتدخل مباشرة او مداورة في حل لمشكلة تكيفية .بالاحرى ، فان سرة البطن هي نتاج ثانوي لشيء معين هو بحد ذاته تكيفاً وتحديدا حبل السرة الذي كان يوفر الطعام للجنين النامي . وهكذا فان افتراض ان شيئا ما هو نتاج ثانوي لتكيف معين يتطلب تحديد هذا التكيف الذي ينجم عنه هذا النتاج الثانوي او كذلك تحديد سبب وجود متلازما مع ذلك التكيف . ويتعين إخضاع افتراض كون شيء ما نتاجا ثانويا لمعايير اثبات علمي صارم ، تماما مثل افتراض كون شيء ما تكيفا . أي انه يتعين استخلاص تنبؤات تجريبية من كل افتراض ، ومن ثم اختبارها باستخدام طرق تجريبية .

ثالث منتجات العملية التطورية وآخرها هو التشويش ، أو الآثار العشوائية . يمكن ان تنتج الاثار العشوائية بفعل قوى من مثل الطفرات او التغيرات البيئية المفاجئة وغير المسبوقة ،او بفعل حوادث معينة خلال النمو . تؤذي هذه الاثار العشوائية احيانا النشاط الوظيفي السلس لمتعضي ما ، تماما كما يتلف القاء مفتاح ميكانيكي كبير في ىلة ، او سكب قهوة تغلي داخل جهاز الحاسوب الخاص كل عملياتها الوظيفية . بعض الاثار العشوائية محايدة بمعني انها لاتُسهم في النشاط التكيفي ولا هي تعيقه بينما ان بعضها الاخر مفيد للمتعضي . فالغلاف الزجاجي للمبة كهرباء يحتوي غالبا على بعض الشوائب العائدة اما الى عدم نقاء المواد او الى شوائب في التصنيع ، الا انه لايعيق النشاط الوظيفي للمبة التي تشتغل جيداً سواء بوجود هذه الشوائب ام في غيابها . ويُميز التشويش عن المنتج الثانوي العارض في كونه غير مرتبط بالجوانب التكيفية لملامح التصميم وانما هو على العكس مستقل عنها كما لايميل التشويش الى ان يكون مميزاً للنوع .

موجز القول تنتج العملية التطورية ثلاث منتجات : التكيفات ، المنتجات الثانوية للتكيفات ، والاثار العشوائية . ويمكننا من حيث المبدا تحليل الاجزاء المكونة لاحد الانواع واجراء دراسات لتحديد ايها تكيفات ، وايها منتجات ثانوية وايها ترجع الى مجرد آثار عشوائية ويختلف علماء التطور في تقديرهم للحجم النسبي لهذه الفئات الثلاث من المنتجات . ويعتقد البعض بأن حتى الصفات الفريدة للانسان من مثل اللغة هي مجرد منتجات ثانوية طارئة لا دمغتنا الكبيرة بينما يرى اخرون دليلاً كاسحا على ان اللغة هي تكيف بامتياز وتبدي كل مميزات التكيفات التي وصفت اعلاه . ولحسن الحظ فليس علينا ان نعتمد على اعتقادات العلماء لاننا نستطيع اختبار افكارهم مباشرة .

وبالرغم من الممحاكات العلمية حول الحجم الفعلي للفئات الثلاث للمنتجات التطورية ، الا ان كل العلماء التطوريين يجمعون على النقطة الاساس اي ان التكيفات هي المنتج الاولي للتطور من خلال الانتقاء ، حتى نقاد علم النفس التطوري من مثل ستيفن جاي غولد (لاينكر وجود التكيف واهميته المركزية كما لاينكرون انتاج التكيف من خلال الانتقاء الطبيعي ..)يقول “ انا لا اعرف اي الية علمية غير الانتقاء الطبيعي ذي القوة المثبتة لانشاء بنى لهكذا تصاميم فاعلية بامتياز “ .

تلك الخصائص التي تمر من خلال غربال الانتقاء جيلا بعد جيل لمدة مئات وآلاف وحتى ملاين السنين هي تلك ساعدت على حل مشكلات البقاء والتكاثر .

وهكذا تتكون نواة كل طبيعة الحيوانات بما فيها البشر من مجموعة واسعة من التكيفات .تشكل أعضاء الحس – العينان والاذن والانف مجسات الذوق بعضا من هذه التكيفات التي توفر توافذ للمعلومات ذات الصلة التكيفية مع بيئتنا . كما تساعدنا بعضا من هذه التكيفات على التحرك في بيئتنا من مثل انتصاب قامة هيكلنا العظمي ، الساقين ، العظام وكذلك إصبعي قدمينا الكبيرين . يميل علماء النفس التطور الى التركيز على فئة فرعية خاصة من التكيفات التي تشمل الطبيعة البشرية ، التكيفات النفسية ومنتجاتها الثانوية .

اساسيات علم النفس التطوري (4)

مستويات التحليل التطوري في علم النفس التطوري

يشكل صوغ الفرضيات واحدة من السمات الاساسية لاي علم . تركز الفرضيات في حالة علم النفس التطوري على المشكلات التكيفية وحولها . وبشكل أكثر تخصيصاً ، تركز على المشكلات التكيفية التي جابهها أسلافنا وعلى الحلول النفسية التكيفية لتلك المشكلات . ولكي نرى تحديداً كيف يصوغ عالم النفس التطوري هذه الفرضيات ، يتعين علينا أن نضيف مرتبية مستويات التحليل ضمن علم النفس التطوري كما في الجدول :-

This image has been resized from 602x512 by ”Tifnout”, an Artificial Intelligent Robot to Prevent Flooding


يظهر من الجدول مستويات التحليل التطوري ويظهر الشكل صيغة واحدة من مرتبية مستويات التحليل في علم النفس التطوري . تحتل النظرية التطورية العامة المستوى الاعلى في المرتبة ويتعين ان تكون كل نظرية من المستوى المتوسط متسقة مع النظرية التطورية العامة ، إنما لا يمكن ان تشتق منها . وتشتق فرضيات تطورية نوعية حول الآليات النفسية المتطورة او الانماط السلوكية من كل من نظريات المستوى المتوسط ويمكن لكل فرضية تطورية نوعية ان تولد تنوعا من التنبؤات النوعية القابلة للاختبار وتقوم اسانيد كل فرضية ونظرية من خلال الوزن التراكمي للادلة التجريبية .



النظرية التطورية العامة

يتمثل مستوى التحليل الاول في النظرية التطورية العامة ، بفهم التطور من خلال الانتقاء الطبيعي في صيغته الحديثة من منظور (عين المورثة ) فالاستنساخ الجنيني الفارقي هو المحرك لعملية التطور التي تتشكل التكيفات بواسطتها وبالطبع تشمل النظرية التطورية أكثر من مجرد عملية الانتقاء الطبيعي ، الا ان الانتقاء الطبيعي هو العملية السببية الاساسية الوحيدة المعروفة القادرة على خلق تصميم وظيفي معقد ، وبالتالي سيتم التعامل معها في هذا المقام باعتبارها المستوى الاكثر عمومية في مرتبية التنظير التطوري .

ومع أننا نتحدث على هذا المستوى العام عن (نظرية ) تطورية الا ان هناك توافقا عريضا بين علماء البيولوجيا على اعتبارها واقعة فعلية . ينطلق معظم البحث في علم النفس التطوري من افتراض صحة النظرية التطورية الا ان البحث لا يختبر هذا الافتراض ذاته مباشرة . لقد تمت ملاحظة العمليات الاساسية التي يستند التطور بالانتقاء عليها ، العديد من المرات في المختبر وفي الميدان ولم يتم تفنيدها من قبل اي دراسة منفردة او اي نتائج علمية .

وعلى سبيل المثال ، فلقد استخدمت مبادىء التطور بالانتقاء بنجاح لاستيلاد كلاب عدوانية او سلبية وفئران متاهة ذكية او فئران متاهة غبية . كما تم انتاج انواع جديدة متباينة من حيث تكاثرها بما فيها انواع من الكلاب والنباتات تجريبيا من خلال مبادىء الانتقاء .

هناك من حيث المبدأ ملاحظات قد تفند النظرية التطورية العامة فلو ان العلماء لاحظوا اشكال معقدة من الحياة خلقت خلال فترات زمنية قصيرة جدا بالنسبة لحدوث الانتقاء الطبيعي (في 7 ايام على سبيل المثال ) لأمكن عندها البرهنة على بطلان النظرية . كذلك فلو ان العلماء اكتشفوا تكيفات نُشَّطت فقط لصالح انواع اخرى محددة لامكن عندها اثبات بطلان النظرية ولو اكتشف العلماء تكيفات نشَّطت لصالح المتنافسين ضمن اعضاء الجنس ذاته وحدهم لامكن عندها اثبات بطلان النظرية . الا انه لم تسجل ابدا ظواهر كهذه .

نظرية التطور العامة هي النموذج المرشد لكامل مجال علم البيولوجيا وكذلك لعلم النفس التطوري وهكذا فعندما يختبر عالم نفس تطوري فرضية تطورية فإنه /انها لايكون بصدد اختبار (النظرية العامة في التطور ) التي يفترض انها حقيقية في خطوطها العامة ولانه لم تطرح بدائل مقنعة خلال القرن الماضي ولان هناك دليلا كاسحا يسند النظرية العامة في التطور ، تصبح هذه الفرضيات معقولة .


النظريات التطورية ذات المستوى المتوسط

وبالتحرك لمستوى واحد نزولاً في الجدول السابق سنجد نظريات المستوى المتوسط ، من مثل نظرية ترايفرز في الاستثمار الوالدي والانتقاء الجنسي ، ما زالت نظريات المستوى المتوسط هذه واسعة بشكل مقبول ، بحيث تغطي مجالات كاملة من النشاط الوظيفي . كما انها تشكل مجالاً مقبولاً للاختبار العلمي ، بحيث انه من الممكن اثبات بطلانها . دعونا نفحص نظرية واحدة لايضاح هذه النقطة -اي نظرية ترايفرز في الاستثمار الوالدي بما هو القوة الدافعة وراء الانتقاء الجنسي . وفرت هذه النظرية ، التي هي بدورها تطوير لنظرية الدافعة في الانتقاء الجنسي احد المكونات الكاشفة لتوقع عملية اختيار القرين الجنسي ، والتنافس ضمن افراد الجنس الواحد .

وفي وقت اخر ساتحدث تفصيلا عن هذه النظرية (ربما لا افعل ) فممكن اخذ نظرة صغيرة حولها ، فلقد جادل ترايفرز بأن الجنس الذي يستثمر موارد اكبر في ذريته (وهن الاناث غالباً وان لم يكن على الدوام) فإنه سيتطور كي يصبح اكثر انتقائية او تمييزا في اختيار القرين واما الجنس الذي يستثمر اقل في الذرية فهو على العكس سيتطور كي يكون أقل انتقائية واكثر تنافسا مع اعضاء جنسه ذاته للوصول الجنسي الى الجنس الاخر الاكثر قيمة والاعلى استثمارا وبمعنى اخر فكلما ازداد استثمار متعضي ما في التكاثر فإنه سيتعرض لمزيد من الخسارة بمقدار ما يقدم على اختيار سيء للقرين .

لقد تم إسناد الطرح الاساسي لنظرية ترايفرز بقوة من خلال الدليل التجريبي في انواع مختلفة ففي العديد من الانواع التي تستثمر فيها الاناث بقدر أكبر من الذكور في الذرية بما فيا النوع البشري ، يحتمل ان تكون الاناث في الواقع اكثر إنتقائية وتمييزا

الا ان هناك عددا قليلا من الانواع يستثمر فيها الذكور اكثر من الاناث ففي بعض الاجناس على سبيل المثال تزرع الانثى بيوضها في الذكر ، وهو الذي يحتضن الذرية حتى ولادتها . وهكذا ففي اجناس من مثل صرصور المورمون ضفدع الشهل – السام ، فرس البحر – الانبوبي يستثمر الذكر بهذه الطريقة اكثر من الاناث .

يستقبل فرس البحر الانبوبي البيوض من الانثى ويحملها في جعبته الشبيهة بجعبة الكونغورو . تتنافس الاناث بضراوة مع بعضها بعضا على هذه الانواع المدعوة ذات (الدور الجنسي – المعكوس ) نظرية ترايفرز التي تبين انه ليست الذكورة او الانوثة بحد ذاتها هي التي تسبب الفروق الجنسية في الاختيار وانما هو الاستثمار الوالدي النسبي لكل من الجنسين . وهكذا يوفر الوزن المتراكم للدليل دعما قويا لنظرية ترايفرز ذات المستوى المتوسط في الاستثمار الوالدي ، بما هو المحدد لكل من الميل الاختياري والميل التنافسي في انتقاء اقران التزاوج .

وبالنظر ثانية في الشكل السابق يمكن التحقق من ان نظرية ترايفرز ذات المستوى المتوسط متلاءمة مع النظرية التطورية العامة ، اذ انه لايعرض شيئاً لا يمكن الاحاطة به من قبل العملية التطورية ، الا انه في الآن عينه لايمكن اشتقاق نظرية الاستثمار الوالدي منطقيا من النظرية التطورية العامة ، اذ لايوجد اي شيء في نظرية الانتقاء الطبيعي يأتي على ذكر الاستثمار الوالدي وهكذا يتعين ان تكون نظريات المستوى المتوسط متلاءمة مع نظرية التطور العامة الا انه يتعين كذلك ان تقوم او تسقط بناء لمزايها الخاصة .

انتهى القسم الاول والذي يحتوي على 4 حلقات ، التقيكم بالقسم الثاني والاخير والذي يحتوي على 4 حلقات مع اضافة المصادر .
https://forum.sonsofegypt.net/t19140.html









رد مع اقتباس