منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الاحتراق النفسي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-18, 22:57   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الصقرالشمالي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الصقرالشمالي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تعريف الإحتراق النفسي :
الإحتراق النفسي يعرف في بعض الكتابات التربوية : بأنه شعور بالإنهاك الجسدي والنفسي والإنفعالي
وينتج عن حالة مزمنة من التوتر والضغوط المتراكمة في العمل , مما ينتج عنه مواقف محرجة فردية.
وهي مرحلة يصل إاليها الفرد نتيجة زيادة الضغوط حتى تسبب الإنهيار والإرهاق , بحيث يعاني الفرد
بما يسمى بالإحتراق Burnout الذي يظهر على سلوكه وتصرفاته .
والمقصود بالإحتراق الدرجة العالية التي يتعرض لها الفرد نتيجة الضغوط التي تواجهه في عمله وحياته
التي تعوقه عن أداء وظائفه بشكل طبيعي
ويعرف موس (Moss) الإحتراق بأنه : الشعور العام بالإنهاك والذي ربما يتطور عندما يعايش الفرد
الكثير من الضغوط والقليل من الرضا .
فالأفراد الذين يتسمون بالطموح العالي والدافع القوي لإنجاز الأشياء هم المرشحين للوقوع في براثن
الإحتراق , حيث يسخر الفرد وقته وجهده في العمل في نفس الوقت الذي يحقق فيه توقعات الآخرين
منه , لذا يشعر بالإنهاك والتعب وعدم القدرة على إنجاز المهام , وعدم القدرة على التركيز الذهني
والعملي والتردد و اضطراب النوم والأرق والصداع وهبوط ضغط الدم , بالإضافة للحساسية تجاه
الآخرين العدوانية .
وقد أثبتت الدراسات أن المعلمين الجيدين من درجة عالية من التوتر المهني , وهذا يرجع إلى أن
المعلمين الواثقين من أنفسهم وعملهم كانوا أكثر اسنعداداً للإعتراف بالتوتر .
وتشير الدراسات في كثير نت الدول إلى أن التدريس أصبح بصورة متزايدة سبباً في حدوث التوتر
المهني عند المعلمين وهذا ما سلمت به منظمة العمل الدولية (ILO) .
وفي كتاب الإدارة المدرسية الحديثة للدكتور محمد منير مرسي أشار إلى إنتشار ظاهرة التوتر و
الإحتراق المهني عند المعلمين في كثير من الدول لاسيما أمريكا , بريطانيا , كندا , نيوزيلندا ,
وقال : لا توجد بحوث في هذا المجال بالنسبة لبلادنا العربية . وهو مجال مفتوح للباحثين العرب.
و هو واقع مؤلم نلمسه و لكن للأسف نتجاهله وهذا ترتب عليه نتائج سلبية كثيرة .

* علامات الإحتراق النفسي للمعلم :
من الأمور التي يلاحظها المعلمون أو المراقب لأحوالهم , الضغط النفسي الذي يتعرض له بعضهم
أثناء العام الدراسي سواء داخل الفصل أو خارجه . ولهذا الضغط النفسي علامات , منها :
1) الشعور بالنفرة من التدريس والملل من الفصل والطلاب .
2) انخفاض الدافعية للمشاركة في أنشطة المدرسة .
3) عدم الإهتمام بالإعداد للدرس , وأداؤه بأقل قدر من الجهد والوقت .
4) التأخر في الذهاب للفصل وعدم متابعة واجبات الطلاب .
5) الإكثار من ذم الطلاب و اتهامهم بالكسل وعدم الفهم (وقد يكون هذا صحيحاً)
6) كثرة التذمر من أوضاع المدرسة وأوضاع التعليم بشكل عام .

فالضغط النفسي حالة يشعر فيها المعلم بأن جهده يضيع سدى وليس له ثمره وأنه يبذل كل
ما عنده ولا أحد يقدر أو يستفيد .













* أسباب الإحتراق النفسي لدى المعلم :
هناك العديد من الأسباب التي تولد الضغط النفسي لدى المعلم منها ما يتعلق بالمعلم نفسه ومنها ما يتعلق بالطالب و منها ما يتعلق بالمدرسة .

v الأسباب التي تتعلق بالطالب :نذكر منها
1) سوء السلوك في الصف .

2) إنخفاض الدافعية للتعلم .

3) بطء التعلم .

4) إهمال الواجبات .

v الأسباب التي تتعلق بالمعلم : نذكر منها

1) عدم إلمامه بالقواعد الصحيحة للتعلم . فمن المعلمين من يرى أن إلقاء الدرس كاف لإفهام الطلاب . فيصاب بإحباط عند عدم تحقق ذلك .

2) عدم إلمامه بالخصائص النفسية للطلاب . فمن المعلمين من يجهل خصائص المرحلة التي يعلم
فيها . فلا يعلم خصائص فترة المراهقة المبكرة مثلاً , وما يصاحبها من سلوكيات . فيقيس
تصرفات المراهقين بتصرفات الراشدين . ويقيس قدراتهم في التعليم والتذكر والتصور
المجرد على قدرات الراشدين . وهذا ما يجعله يتوقع أشياء كثيرة من الطلاب فيفاجأ بالقليل .
أيضاً عدم الإلمام بالفروق الفردية بين المتعلمين , وأختلاف أساليب الطلاب المفضلة في
التعلم . فمنهم مثلاً, من يفضل الأساليب الفردية , ومنهم من يفضل الأساليب الجماعية ,
ومنهم من يفضل أسلوب الشرح من المعلم ومنهم من يفضل أسلوب المناقشة و الإستنتاج
أو أسلوب التجريب العلمي .. ونحو ذلك .

3) عدم التحلي بالصبر . فمن أهم صفات المعلم الصبر . فالتعلم يحتاج إلى وقت حتى يحدث
و تظهر آثاره . وأفترض أن كل الطلاب يجب أن يتعلموا بنفس المستوى بمجرد إنتهاء
الدرس أمر واقعي . بل لا بد من التكرار و تنويع أساليب التعليم والمراجعة . ومع ذلك
توقع اختلاف مستويات التعلم .

4) الركون إلى أسلوب واحد في التدريس , وعدم التجديد و الإبداع . وهذا يجعل الفصل يسير بطريقة رتيبة , ويساهم في إملال الطلاب . وقد يعيق تعلم بعضهم , وهو أيضاً يساهم في خفض مستوى الدافعية للمشاركة . وكل ذلك يجعل المعلم يرى عملية التعليم مملة أو ميته.

v أسباب تتعلق بالمدرسة :

1) و جود مشاكل داخل المدرسة بين المعلم وزملائه أو المعلم و مدير المدرسة أو المعلم و
المشرف التربوي .

2) عدم توفير الجو المدرسي الأخوي والأنشطة المدرسية التي تحث المعلم و تدفعه للمشاركة


و توجد له قنوات لمناقشة مشاكلة في الفصل أو في المدرسة .



3) نظام المرتبات والترقيات المالية والأدبية .

4) عدم إشتراك المعلمين و مشاركتهم في اتخاذ القرارات بالمدرسة .

5)الشعور بعدم تقدير المجتمع للمهنة .

6) الصراع والنزاع والتطاحن مع الزملاء في العمل أو إدارة المدرسة أو آباء التلاميذ.

7) ضغوط الوقت والعمل .

8) التغير السريع في نظم المناهج والمقررات الدراسية و الإختبارات وما يتصل ذلك من زيادة
أعباء المعلم و إجهاده .

* أثر الاحتراق النفسي :
هذه الحالة إذا لم يسارع في علاجها فقد يكون لها أثر سيء على الطلاب وعلى جو المدرسة العام .
بل قد يتعدى أثرها إلى مستقبل المعلم التعليمي نفسه , بحيث تترسخ هذه النظرة فتؤثر على نظرة
المعلم للطلاب والتعليم بشكل عام .
1) آثارها على الطلاب :
الطلاب مركز التعليم , فأي خلل أو ضعف في أحد عناصر العملية التعليمية , خاصة المعلم ,
يكون أثرها كبيراً عليهم . وفي هذه الحالة ,فالأثر مباشر و عميق . فالطالب الذي يرى المعلم
لا يبالي بالإعداد للدرس أو يتأخر في الحضور أو لا يهتم بالواجبات المدرسية سيتولد لديه
شعور مماثل بعدم الإهتمام بهذه الأشياء . وبرود المعلم في أدائه لدرسه سيفقد الدافعية للتعلم
مما يجعل الدرس مملاً . وهذا بدوره يزيد من الضغط النفسي لدى المعلم .

2) آثارها على جو المدرسة العام :
تعاون المعلمين ونشاطهم أساس نجاح المدرسة . والمعلم الذي يمر بهذه الحالة ليس لديه
دافعية للتعاون والمشاركة . بل قد يزيد الأمر سوءاً بأن يأخذ في تثبيط زملائه من العمل
الجماعي و التعاون في نشاطات المدرسة . فيفتقد بذلك الجو الجماعي التعاوني في المدرسة
لتصبح مجموعة من الأفراد الذين لا يجمعهم إلا المكان فقط . فلا تربطهم أهداف مشتركة .
وهذا الجو أيضاً يزيد الضغط النفسي للمعلم , بحيث تتسع دائرته , فبدلاً من الفصل تصبح
المدرسة ذاتها غير مريحة له , فلا يشعر بالرغبة في البقاء فيها .

3) آثارها على المعلم نفسه :
المعلم بشر, يتأثر بعواطفه وما يتعرض له من ضغوط وما يدور في بيئته . وهذا النوع من
الضغط النفسي إذا لم يبادر بعلاجه يتسبب في تعب نفسي شديد للمعلم قد يتسبب في إتخاذ
قرارات غير سليمة , مثل قرارات المشاركة في بعض الأنشطة المدرسية أو أنشطة النمو
العلمي , وقد تصل تلك القرارات إلى ترك التدريس كليةً .

أيضاً تؤثر هذه الحالة سلباً على نظرة المعلم للعملية التعليمية , ونظرته للطلاب , وهى نظرة
إذا لم تعدل فقد تتأصل فتصبح دائمة , بحيث يكون لدى المعلم قناعة بأن الطلاب كسالى ولا
يفهمون وأن العمل معهم جهد ضائع , وأن المعلم فقط مسئول عن أداء درسه و لو بأقل جهد
وليس له علاقة بزملائه في المدرسة مادام قائماً بدرسه .








* استراتيجيات مواجهة الاحتراق النفسي والتعامل معها :
إن العناية بعلاج مشكلة التوتر النفسي للمعلمين على درجة كبيرة من الأهمية لأنه يترتب عليه
تحسين نوعية الحياة المهنية للمعلمين وتحسين نوعية التدريس , وزيادة كفاءته ورفع مستواه .
كما أنه يترتب عليه رفع كفاءة مخرجات النظام التعليمي وزيادة انتاجيته بصفة عامة .

أولاً : زيادة مهارات المعلم العلمية :
المقصود بذلك الرفع من كفاءة المعلم في أداء العمل وتنفيذه , أيا كان في أداء العمل أو جزء
منه قد يكون سبب في إثارة الضغط عتد الفرد , فإذا وقفنا على جوانب القصور ومحاولة
تلافيها من خلال إكسابه المهارات اللازمة سيقلل الضغط.

ثانياً : زيادة مهارات التفاعل الوجداني :
من الركائز لهذه الإستراتيجية التغذية الراجعة التي ترفع معنويات الفرد وتزيد من صلابته
النفسية في مواجهة الظروف والتحديات أو مثيرات الضغط . كما أنه من الركائز كذلك
التدريب على الاسترخاء و الطمأنينة في مواجهة الظروف الضاغطة .
مفهوم الذات من الممكن أن يكون أحد العناصر الواجب استهدافها للتغيير عند زيادة مهارات
التفاعل الوجدانية عند الفرد, ذلك أن الصورة التي يحملها الفرد حول ذاته تؤثر في الكيفية
التي يتفاعل من خلالها مع الظروف , بالإضافة لإسهامها في تحديد نوعية ردود الفعل


الصادرة من الفرد نحو هذه المثيرات .