منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - *«•¨*•.¸¸.»منتدى طلبة اللغة العربية و آدابها «•¨*•.¸¸.»*
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-30, 16:36   رقم المشاركة : 177
معلومات العضو
**د لا ل**
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

1 ـ1 ـ1 .النِّظام الزّمني;ordre temporel ' L
ليس من الضّروريِّ_ من وجهة نظر البنيويّة _ أن يتطابق تتابع الأحداث في رواية ما أو في قصّة مع التّرتيب الطّبيعي لأحداثها، كما يُـفْتَرَضُ أنهّا جرت بالفعل[1].وظهر لنا في زمن المادة الحكائيّة ـ وكلّ مادّة حكائيّة ذات بداية
ونهاية ـ أنّها تجري في زمنٍ سواءٌ أكان هذا الزّمن مسجّلاً أم غير مسجّلٍ كرونولوجيّا أو تاريخياً، والتّطابق بين زمن الحكاية وزمن القصّة لا نجد له مثالا إلاّ في بعض الحكايات العجيبة القصيرة على شرط أن تكون أحداثها متتابعة وليست متداخلة.وهكذا فبإمكاننا التّمييز بين زمنين في كلِّ قصّة:
ـ زمن القصّة.
ـ زمن الحكاية.
ونقصد بزمن القصّة تجليّات تزمين زمن الحكاية وتمفصلاته وفق منظور خطابيٍّ متميِّزٍ، يبقى أن نشير إلى أنّ هناك زمناً ثالثأً هو زمن السّرد، والذي يبدو مترابطا بزمن القراءة في علاقة ذلك بتزمين زمن الخطاب أي بإنتاجيّة النّصّ[2].وتزمين زمن الحكاية يتمّ وفق منظورٍ خطابيٍّ متميِّز، وهي نقطة جوهريّة في العمل القصصيِّ تتمثّل في لا اعتباطية هذه التّمفصلات[3].وتتجلّى لنا المفارقات الزّمنيّة بوضوح من خلال الحقول الزّمنيّة وتموقعها في القصّة ،أمّا إذا تتبّعنا التّمفصلات الزّمنيّة الصّغرى وقابلناه مع الأحداث كما يُتّفَقُ أن تكون قد وقعت في الواقع، فإنّ المفارقات تبدو أكثر جلاءً ووضوحاً، ويتّضح لنا كيف تمّ تزمين زمن الحكاية وفق منظورٍ قصصيٍّ معيّن ،لنقف في الأخير على مقاصد ذلك ونتوصّل إلى هذا بمعاينة السّوابق واللّواحق وتحديد وظائفهما.
اللواحق :
اللاحقة عملية سردية تتمثّل في إيراد حدث سابق للحظة الزمنية التي بلغها السرد، وتسمى هذه العملية الاستذكار Rétrospection .
ولكل لاحقة مدى وعمق :
-المدى : هو المسافة الزمنية الفاصلة بين اللحظة التي وصلها السرد والنقطة التي عادت إليها اللاحقة .
- العمق : هو الفترة الزمنية التي تغطيها هذه اللاحقة .
وتقسم اللواحق إلى قسمين :
- لواحق خارجية : وهي التي تتعيّن نقطة المدى فيها خارج الحقل الزمني للقصة، فلا تتداخل مع القصة الأولى .
- لواحق داخلية : زمنها هو زمن القصة ، وكثيرا ما يتداخل زمنها مع زمن القصة .
وظائف اللواحق :
- إعطاء معلومات عن ماضي عنصر من عناصر القصة ( شخصية – إطار...)
- سدّ ثغرة حصلت في النص القصصي .
- تذكير بأحداث ماضية وقع إيرادها فيما سبق من السرد .

تطبيق :
1-ورد في رواية "ذاكرة الجسد" وفي الصفحة 25 الفقرة الآتية :
« ذات يوم منذ أكثر من ثلاثين سنة سلكت هذه الطّرق ، واخترت أن تكون تلك الجبال بيتي ومدرستي السريّة التي أتعلّم فيها المادّة الوحيدة الممنوعة من التدريس. وكنت أدري أنّه ليس من بين خرّيجيها من دفعة ثالثة ، وأنّ قدري سيكون مختصرا بين المساحة الفاصلة بين الحريّة ..والموت.»
هذه لاحقة ، فقد عادت الكاتبة بالقارئ ثلاثين سنة إلى الخلف بعدما حدّدت زمن الحكي الأول من قبل ، عادت به إلى زمن الثورة بتقنية من تقنيات السرد . واللاحقة عملية سردية تتمثّل في إيراد حدث سابق للنقطة الزمنية التي بلغها السّرد وتسمّى هذه العملية الاستذكار .


السوابق :
السابقة عملية سردية تتمثل في إيراد حدث آتٍ ،أو الإشارة إليه مسبقا ، وهذه العملية تسمى في النقد التقليدي عملية (سبق الأحداث ) Anticipation . وهي أقل تداولا من اللواحق ، والسوابق هي أيضا بدورها تقسّم إ‘لى سوابق داخلية وأخرى خارجية.
وظائف السوابق :
- ترد لتسدّ مسبقا ثغرة في السرد .
- تلعب دور الإنباء ، ويرد الإنباء عادة في العبارة : ( سنرى فيما بعد ) .
تطبيق :
2- ورد في رواية" ذاكرة الجسد" في الصفحة 24 هذه الفقرة :
« ولذا سيكون الغد يوما للحزن مدفوع الأجر مسبقا .
لن يكون هناك من استعراض عسكري ، ولا من استقبالات ، ولا من تبادل تهاني رسميّة .
سيكتفون بتبادل التهم ..ونكتفي بزيارة المقابر.»
هذه سابقة ، فقد استبقت الروائية الأحداث ، وأشارت إلى ما يحدث في الغد . والسابقة هي عملية سرديّة تتمثّل في إيراد حدث آتٍ الإشارة إليه مسبقا وهذ العملية تسمى في النقد التقليدي "سبق الأحداث" Anticipation .

1-1-2.المــدّة:La durée
إذا كان من السّهل أن نقارن النِّظام الزّمني لحكاية ما مع النِّظام الزّمني الذي تبنّاه الرّاوي لكي يحوِّلها إلى عمل قصصيٍّ، فإنّ الأمر يصبح أكثر صعوبة إذا تعلّق بمقارنة جادّة نريد أن نقيمها بين زمن الحكاية وزمن السّرد[4]. و يتمثّل تحليل مدّة النّص القصصي في ضبط العلاقة التي تربط بين زمن الحكاية الذي يقاس بالثّواني والدّقائق والسّاعات والشّهور والسّنوات وطول النّصّ القصصيّ الذي يُقاس بالأسطر والصّفّحات والفقرات، ومن خلال ما تقدّم يمكن تقسيم الزّمن في القصّة إلى ثلاثة أقسام:
ـ زمن الحكاية.
ـ زمن القصّة .
ـ زمن السّرد[5].
وزمن السّرد هو التّجسيد الأسمى لزمن القصّة وزمن الحكاية في ترابطهما وتكاملهما[6]، إلاّّ أنّ مقارنته بالأزمنة السّابقة تكاد تكون مستحيلة، فِ "جيرار جينيت" يجزم بأنّه يستحيل قيّاس مدّة النصّ وزمن النّص يرتبط أوّلا بزمن إنتاجيّته[7]، وهذا الزّمن يستحيل قياسه لأنّه متعلِّق بالكاتب، وفي القرآن الكريم يتعلّق بالتّـنـزيل ،كما يرتبط بزمن القراءة ،والقراءات تختلف باختلاف الأفراد،وايقاعها وسرعتها متعلِّقة بالأشخاص، ولا يوجد نظام محدّد تضبط به سرعة القراءة، وقد يبدو للنّقاد أنّ زمن االنّص يلتقي مع زمن الحكاية في المشاهد الحواريّة ،أي في صيغة الخطاب المعروض حين يغيب الرّاوي ويترك الشّخصيّات تتحدّث إلى بعضها البعض، إلاّ أنّ "جيرار جينيت" يصرّ على صعوبة مقارنة زمن الحكاية بزمن النّصِّ،ويشي

[1] - حميد،الحمداني:"بنية النّص السردي"-المركز الثقافي العربي-ط2. 1993.ص73.

[2] - سعيد، يقطين: "تحليل الخطاب الروائي" . ص88

[3]-ـحميد،الحمداني:نفسه.ص74.

[4]- J .L . Domortier et F . R .Plazanet : Pour lire le recit .Editions du seuil . Paris .72. P.93

[5]- - Gérard Genette: F 111 . P. 7


[6] - -سعيد،يقطين: نفسه .ص 89.

[7]--Gérard genette: F111. P 122 .










رد مع اقتباس