منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - [] موضوع تعليمي تفاعلي @ فن القصة @ أُسُسٌ وأبجديات @ []
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-05-07, 00:51   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أمير جزائري حر
الأَديبُ الحُرّ
 
الصورة الرمزية أمير جزائري حر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[] الفصل الأول: تعريف القِصّة []

// المبحثُ الأوّل: قِصّة القِصّة //

يقول صاحب الكتاب/ بتصرُّف /
/ حاولت استخلاص زبدة ما أراد الكاتب قوله /


إنّ التّكوين النّفسي لبني البشرِ جُبِلَ في الأغلبِ على حُبِّ الاستطلاع، بدرجةٍ تجعلُهُ توّاقاً لأن يَقُصّ وأن يستمع للقَصِّ، ولعلّ حكمة الخالقِ سبحانه قد اقتضت ذلك حتّى تُحرّضهُ على المعرفة.

والحقُّ الّذي نحسبُهُ لا يحتملُ الجدل أنّ كُلّ شيء في الدُّنيا لهُ قصّة... كُلُّ شيء لهُ بِداية وله نهاية... كُلُّ شيء لهُ سيرة حياة...
فلكلِّ تغيّر وتحول قِصّة، للجنين في بطن أمّه قصّة، ولذرّة المطر قصّة، والنّبتةُ لها قِصّة، والأرضُ، والنّجومُ، والإنسان، والحُبُّ والحربُ، والفشلُ والنّجاح، والموتُ والحياة... والنّور والظّلام، والأحلام، حتّى القِصّة لها قِصّة.

والإنسانُ منذُ خُلِقَ مُولعٌ بالقَصّ، يُمارسهُ دون أن يدري ما اسمه، فقد لاحظ الإنسان الأوّلُ الماء الّذي يجري في النّهر، وتساءل عن مصدره، وإلى أين يمضي، فحاول معرفة قِصّته، وسمع صوت الرّعد، ورأى النّار وهي تشتعل... وهكذا توالت رِحلتهُ مع الحياة، وما زال يمارس فضوله وحُبّ استطلاعه لاستخلاص قِصّة كُلّ شيء تمهيدا للسيطرة عليه.

ومع نُضجِ الإنسان اجتماعيّا وذهنياً ونفسياً أصبح يُغرمُ بالقصّة للمُتعة وإزجاء وقت الفراغ... صار يتوق إليها من أجل العِبرة والاستفادة، ثُمّ غدا يطلبها في محاولة لإعادة الماضي العزيز، أو كما يقول ماركيز: "إعادة بناء الزّمان الغابر برماد الحنين"

وقد حرصت الرّسالات السّماوية وخاصّة الإسلام من خلال القرآن الكريم على سرد القصص عن أحوال البشر السّابقين.
القصّة هي لغة التّخاطب المناسبة الّتي تتّسقُ وروحَ الإنسانِ، والله خلق الإنسان ويعلمُ ملكاتِه ومواهبهُ وإمكاناتهِ وفَضَّلهُ على جميع ما خلقَ.

فالإنسانُ لا يكُفُّ عن رواية القصص، وإذا لم تحدث بالفعل خَلَقها خلقا واخترعها اختراعاً ومضى يقُصُّها على نفسه وعلى النّاس حتّى تُصبح قابلة للتّصديقِ، بل يأتي يومٌ يتناقلها الأحفاد والأجيال التّالية على أنّها حقيقة.

وقد حرصت أجهزة الإعلام في العصر الحديث على تقديم القصص أشكالا وألواناً وإنفاق الأموال الطّائلة عليها، مُطمئنّة إلى عائدها الماديّ والمعنوي، وأصبحت تُقدّمُ البرامج الثقافية والترفيهية والإعلامية وبرامج الأطفال في شكل قصص حتّى تجذب الجمهور، ويتوالى مجدُ القصّة وتتألّق وتزدهر وتتجدّد وتتّسع مجالاتها على نحو لم يكن يخطر أبدا بِبال.

القصّة في كُلّ شيء، وداخل كلّ إنسان ويمتلئ بها الكونُ وتحتشدُ بها الحياة... ولا يحسبنّ القارئ أنّنا نُعلي من قدرها، ونخلعُ عليها صفاتٍ ليست لها، لكنّنا نحاولُ فقط أن نُوضّح طبيعة الظّاهرة وعُمقها، ومن ثَمَّ نمضي إلى أهمّيتها وكيفية التعامل معها.


انتهى //

التوقيع الشّخصي / عصّوم









آخر تعديل أمير جزائري حر 2018-05-07 في 00:55.
رد مع اقتباس