منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-03-19, 14:40   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثالثاً:

أما من يزعم أنه يستطيع سماع الأموات في قبورهم ، وأنه يراهم ، ويتحدث معهم : فهو يكذب في ذلك ، أو مُلَبَّس عليه . وإنما يرى الشياطين تتمثل له بصورة الأموات ، أو تخاطبه بأصواتها ، وتلبس عليه ، وهو يلبس على الناس .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

ولهذا يحصل عند القبور لبعض الناس من خطابٍ يسمعه ، وشخصٍ يراه ، وتصرفٍ عجيب ، ما يظن أنه من الميت ، وقد يكون من الجن والشياطين ، مثل أن يرى القبر قد انشق ، وخرج منه الميت وكلمه وعانقه ، وهذا يُرى عند قبور الأنبياء وغيرهم ، وإنما هو شيطان ؛ فإن الشيطان يتصور بصور الإنس ، ويدَّعي أحدهم أنه النبي فلان ، أو الشيخ فلان

ويكون كاذباً في ذلك ، وفي هذا الباب من الوقائع ما يضيق هذا الموضع عن ذكره ، وهي كثيرة جدّاً ، والجاهل يظن أن ذلك الذي رآه قد خرج من القبر وعانقه أو كلمه هو المقبور ، أو النبي أو الصالح وغيرهما ، والمؤمن يعلم أنه شيطان ، ويتبين ذلك بأمور :

أحدها : أن يقرأ آية الكرسي بصدق ، فإذا قرأها : تغيب ذلك الشخص ، أو ساخ في الأرض ، أو احتجب ، ولو كان رجلاً صالحاً أو ملَكاً أو جنيّاً مؤمناً : لم تضرَّه آية الكرسي ، وإنما تضر الشياطين ، كما ثبت في الصحيح مِن حديث أبي هريرة لما قال له الجني : اقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ إذَا أَوَيْت إلَى فِرَاشِك فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ عَلَيْك مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُك شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( صَدَقَك وَهُوَ كَذُوبٌ ) .

ومنها : أن يستعيذ بالله من الشياطين .

ومنها : أن يستعيذ بالعوَذ الشرعية ...

والمقصود هنا : أنَّ مِن أعظم أسباب ضلال المشركين ما يرونه أو يسمعونه عند الأوثان كإخبار عن غائب ، أو أمر يتضمن قضاء حاجة ، ونحو ذلك ، فإذا شاهد أحدهم القبر انشق ، وخرج منه شيخ بهيٌّ : عانقه ، أو كلَّمه : ظنَّ أن ذلك هو النبي المقبور ، أو الشيخ المقبور ، والقبر لم ينشق ؛ وإنما الشيطان مثَّل له ذلك

كما يمثل لأحدهم أن الحائط انشق ، وأنه خرج منه صورة إنسان ، ويكون هو الشيطان تمثل له في صورة إنسان ، وأراه أنه خرج من الحائط .

" مجموع الفتاوى " ( 1 / 168 – 178 ) باختصار .

والله أعلم









رد مع اقتباس