منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - يوم في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-03-12, 10:22   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

داخل البيت

أذن لنا واستقر بنا المقام في وسط بيت نبي هذه الأمة عليه الصلاة والسلام، لنجيل النظر وينقل لنا الصحابة واقع هذا البيت من فرش وأثاث وأدوات وغيرها.


ونحن نعلم أن لا ينبغي إطلاق النظر في الحجر والدور، ولكن للتأسي والقدوة نرى بعضًا مما في هذا البيت الشريف، إنه بيت أساسه التواضع ورأس ماله الإيمان، ألا ترى أن جدرانه تخلو من صور ذوات الأرواح التي يعلقها كثير من الناس اليوم؟ فقد قال عليه الصلاة والسلام: «لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا تصاوير»([1])، ثم أطلق بصرك لترى بعضًا مما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعمله في حياته اليومية.


عن ثابت قال: أخرج إلينا أنس بن مالك قدح خشب، غليظًا مضببًا بحديد([2]) فقال: يا ثابت هذا قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم([3]).


وكان صلى الله عليه وسلم يشرب فيه الماء والنبيذ([4]) والعسل واللبن([5]).


وعن أنس رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الشراب ثلاثًا»([6]). يعني: يتنفس خارج الإناء.


ونهى عليه الصلاة والسلام «أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه»([7]).


أما ذلك الدرع الذي كان يلبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جهاده، وفي معاركه الحربية وأيام البأس والشدة، فلربما أنه غير موجود الآن في المنزل، فقد رهنه الرسول صلى الله عليه وسلم عند يهودي في ثلاثين صاعًا من شعير اقترضها منه كما قالت ذلك عائشة([8]) ومات الرسول صلى الله عليه وسلم والدرع عند اليهودي.


ولم يكن صلى الله عليه وسلم ليفجأ أهله بغتة يتخونهم، ولكن كان يدخل على أهله على علم منهم بدخوله، وكان يسلم عليهم([9]).


وتأمل بعين فاحصة وقلب واع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «طوبى لمن هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافًا وقنع»([10])، وألق بسمعك نحو الحديث الآخر العظيم «من أصبح آمنًا في سربه([11]) معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»([12]).

([1]) رواه البخاري.

([2]) مضببًا بحديد: أي مشدودًا بضباب من حديد لكي لا يتفرق الخشب.

([3]) رواه الترمذي.

([4]) قال الحافظ في الفتح: المراد بالنبيذ المذكور: تمرات نبذت في ماء، أي: نقعت فيه، كانوا يفعلون ذلك لاستعذاب الماء.

([5]) رواه الترمذي.

([6]) متفق عليه.

([7]) رواه الترمذي.

([8]) متفق عليه.

([9]) زاد المعاد 2/381.

([10]) رواه الترمذي.

([11]) سربه: أي نفسه، وقيل: قومه.

([12]) رواه الترمذي.









رد مع اقتباس