منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الانشغالات المالية لولاية غليزان 48 (2016)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-12-15, 21:09   رقم المشاركة : 1114
معلومات العضو
smail25
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي رد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamdaoui toufik مشاهدة المشاركة
مع كل احتراماتي لكما سيدي الفاضلين ، و الله لا أدري ما التمسخير و العيب اللذين تتحدثان عنهما ، يا اخواي نحن قمنا بنقل ما قيل لنا من طرف أهل مكة فهم أدرى بشعابها ، اسألا أولا و إن تبين لكما ما عدا ذلك فافيدانا بالصواب .... لا مجال للتكذيب و التخوين من فضلكما لأننا لسنا أرباب الحل و الربط و لا نملك لا ناقة و لا جمل في هذه العملية بل وددنا إفادة الزملاء الأفاضل بالجديد فقط فأصبحنا في التمسخير و العيب .... سيدي الكريمين لا أظن أن من يريد التمسخير و العيب كما تفضلتما يضع إسمه الحقيقي و الكامل على مثل هذه المواقع ..... ربي يهدينا .... نحن أصحاب رسائل من المفروض نسعى لإيصالها إلى فلذات اكبادنا على أتم وجه ، فكيف لنا أن نحقق ذلك و نحن نطعن في مصداقية بعضنا البعض .....ربي هو الوكيل ،، يحاسب كل امرئ منا على نيته ....و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
بارك الله فيك يا سي التوفيق ودعك من الذين لاتسمن ولا تغني تدخلاتهم من جوع وأصبحوا أعضاء مجتهدين إلا بالثرثرة

نبدأ القصة...

يحكى أنه في سالف الزمان كان هناك عشيرة من الأسود تسكن في إحدى السهول...
لم تكن تلك السهول جذابة ولا خصبة، إلا أنها كانت تفي بغرض السكن والطعام والشراب لعشيرة الأسود، خاصة مع تربص الذئاب بهم بشكل مستمر، تتسلل إلى سهولهم لتقتل صغارهم وتسرق فرائسهم... فكانت الحرب مستعرة باستمرار بين تلك الأسود وتلك الذئاب... وكانت سجال، يوم لهم ويوم عليهم...

لكن تبقى الأسود أسودا والذئاب ذئابا!



ويحكى أن أحد الأسود كان بين جماعة قد كلفت بمهمة الترقب والإنذار في حال شم رائحة ذئب، وله في ذلك الخيار في التعامل مع الموقف، إما أن ينذر بقية الأسود ثم يعود لموقعه، أو أن ينذرهم ثم ينطلق يطارد الذئب حتى يدفعه عن حياضه، فقد كان هذا الأسد من خيرة بني جلدته، يعرف عنه الذكاء والشجاعة والقوة، وكان يدعى "ليث".

وفي أحد الأيام بينما كان ليث منشغلا بالحراسة والترقب، مر عليه حمار، وكان هذا الحمار بالإضافة لما في الحمير من بلادة وغباء وجبن وسوء سريرة، كان فيه خصلتان كريهتان هما الغرور والحسد، فلما رأى ليثا غار منه، وكيف لا يغار وهو الأسد الهصور وأين الحمار من الأسد، فأراد أن يستفزه...



قال الحمار: لقد سمعت أنك مع تيهك وغرورك، فقير معدم لا تملك ما تسد فيه رمق أولادك...
التفت ليث إلى الحمار قائلا: إليك عني فأنا في حراسة وتربص.
فاجاب الحمار: وكيف لفقير معدم أن يحرس أو يترقب، حري بك أن تترك هذا كله وتعود إلى أهلك تطعمهم
فالتفت ليث إليه غاضبا وقال: ومن قال لك أني فقير يا حمار؟ بل أني غني والحمد لله وراض بما قسم الله لي من الصيد والفرائس
فما كان من الحمار إلا أن قال: وكيف أعلم أنك غني؟ أثبت لي أنك غني!

ولم يرد ليث أن يقطع حراسته لكي يرد على ذلك الحمار، فلم يعره اهتماما، فما كان من الحمار إلا أن انطلق ينهق بصوت نكر: "الأسد فقير لا يجد ما يسد به رمقه... أولاده يتضورون جوعا وهو واقف هنا يشم النسيم!"

استفزت تلك الكلمات ليث فما كان منه إلا أن دعى الحمار لبيته ليرى أولاده السعداء وداره الواسع ليقف على الأمر بنفسه ويسكت ويكف عن نهيقه.



وفي اليوم التالي عاد ليث لعمله في الترقب والحراسة، فثمة معلومات تشير إلى هجمة محتملة من الذئاب ولا بد من الحذر، ربما يركز على مسؤولياته الآن وقد أسكت الحمار...

إلا أن الحمار عاد مرة ثانية مع تحدي جديد... "قد تكون غنيا لكن ما يدريني أنك لا تسرق؟ اثبت لي أنك أمين!"

قال ليث: "يا حمار أنا مشغول الآن..."
فما كان من الحمار إلا أن بدأ بالنهيق مرة أخرى... "الأسد سارق حرامي يسرق فرائس الأسود الشرفاء ويسوقها إلى أهل بيته ليسمنوا... وعندي معلومات مؤكدة من الأسد "حمزة" من عشيرة "أبو حارث" أن ليثا سرق فريسته وضرب أولاده..."

غضب ليث والتفت إلى الحمار وقال: "يا حمار تعال معي إلى كبير تلك العشيرة لكي يقص عليك بنفسه ما حدث ويفند تلك الأكاذيب... تعال لكي أثبت لك أن جميع الأسود تشهد لي بالأمانة والصدق وحسن السلوك..."



في اليوم الثالث استيقظ ليث متأخرا قليلا، فإن استفزاز الحمار قد أفقده النوم في الليلة السابقة، لكنه استعان بالله وعاد لموقعه يتربص ويراقب...
هناك معلومات مؤكدة أن الذئاب تعد لهجمة كبيرة... بل أن خبرا يتداول مفاده أن "أبو وٍش" كبير الذئاب جمع مائتي ذئب لــ "عملية توغل" وشيكة... فلا بد من اليقظة...

وإذا بالحمار يعود مرة أخرى وعلى وجهه ابتسامة مريضة...

فإذ بليث ينهره قائلا: "ما دهاك يا حمار؟ ألم أثبت لك أني غني ولله الفضل، وأني ذو شرف وأمانة ولله الحمد؟"
فما كان من الحمار إلا أن قال: قيل أنك جبان!
غضب ليث وزمجر في وجه الحمار قائلا: كيف تقول أني جبان وأنا هنا أعرض نفسي للخطر لكي أحمي قومي؟
نهق الحمار: لقد مررت بحية تدعى "زعراء" من عشيرة "أبو فحيح" فأخبرتني أنها رأتك من شهر تقريبا تجري بأقصى ما عندك من سرعة وكان يجري خلفك أسد آخر اسمه "سبع" من عشيرة "أبو حيدرة"...

وتردد ليث بالرد لكنه خشي أن يتعالى نهيق الحمار فقال غاضبا: "يا حمار كنت أنا وصديقي سبع نتسابق لنختبر سرعتنا وقد فزت في ذلك السباق!"

وبالطبع لم يقتنع الحمار بذلك الرد فما كان من ليث إلا أن أسرع إلى بيت صديقه سبع ليسمع الحمار بأذنيه الغبيتين حقيقة القصة... فما كان من الحمار إلا أن تبسم ابتسامته المريضة وتولى عنهما.



في اليوم الرابع يرجع ليث لموقعه... لقد أعياه الحمار بمقاطعاته المتكررة لكنه يرجو الآن أن يكون قد أسكته برده المفحم...
يجول ليث في السهل... يشم رائحة غريبة... هل هي رائحة الذئاب...؟ انتظر... ركز قليلا...

وفي تلك اللحظة يظهر الحمار مرة أخرى ونفس الإبتسامة المريضة على وجهه البليد.

ليث: "ما دهاك يا حمار؟ ألم أسكتك بردي المفحم أمس؟"
الحمار: "مصادر مؤكدة تقول أنك من أبطأ الأسود وأبلدها ولهذا وضعوك في موضع الحراسة وليس الصيد..."

ليث يخاطب نفسه... يجب أن لا ألتفت لهذه الاستفزازات... أشم رائحة الذئاب في الجو...

الحمار ينهق بصوت عال... "الأسد بطيء... الأسد بليد..."

فيزمجر ليث غاضبا: "ماذا تريد؟ هل تريدنا أن أثبت ليك أني سريع؟ ألم تسمع ما قاله صديقي سبع بالأمس؟ وكيف أني سابقته وتغلبت عليه؟"
قال الحمار: "وما أدراني أنك قد دفعت إليه بمال لكي يقول ما قال!"
ليث: "يا حمار ألم تأتني باليوم الأول فتقول أني فقير معدم فمن أين لي بمال الآن؟ ألم أثبت لك في اليوم الثاني أني أمين؟"
الحمار: لا أقتنع حتى أراك تسابق سبعا أمام عيني.

فما كان من ليث إلا أن دعى سبعا وسابقه وسبقه... ثم أتى الحمار لاهثا مقطوع النفس يقول له: "هل اقتنعت الآن أني سريع؟"

فتولى الحمار ناهقا متهكما وتولى عنهما...



في اليوم الخامس وصل ليث متأخرا إلى موقعه... فقد أنهكه سباق الأمس... لكن اليوم لا مجال للّعب، فقد أخبره "أسامة" زعيم الأسود أن البعض قد سمعوا أصواتا غريبة في الليل... لا يمكن إلا أن تكون ذئابا متربصة... لا بد من الحذر اليوم يا ليث...

ويا للمفاجأة فالحمار عاد يضحك ناهقا... "يا ليث روت لي الحية "زعراء أم فحيح" أنك ضعيف ولهذا تولى هاربا عند أبسط المخاطر..."
وقبل أن يتعالى نهيق الحمار زأر ليث قائلا: "هذا محض كذب وافتراء... آه لو أني لست في موقع حراسة لذهبت لتلك الزعراء وقضمت رأسها..."
نهق الحمار قائلا: دعك من زعراء فهي ضعيفة... لماذا تريد أن تستعرض قوتك على من هو أضعف منك... إذا أردت أن ترني قوتك فها هو الثور هناك أرني إن كنت تقدر أن تتمكن منه...

غضب ليث وانطلق خلف الثور يصارعه... الثور يجري حينا ويراوغ حينا... وحينا يقف ويستعد لاستخدام قرونه العظام... وبعد صراع مرير يتمكن ليث من رقبته فيقتله ويجره إلى الحمار...

ليث (لاهثا): هه... هل رأيت الآن قوتي؟

الحمار يعبس ثم يتولى ناهقا...



في اليوم السادس لم يصل ليث إلى موقعه إلا بعد ارتفاع الشمس... فقد كان منهكا وبه بعض الجراح من عراك الثور... يسرع إلى موقعه وإذ به يرى أجساما تتحرك بين الأشجار... ينصت ويتأهب...

وإذ بالحمار يفاجئه من الخلف ناهقا... تعلوه ابتسامة عريضة... مريضة نعم لكنها أعرض من العادة...

ليث: "ماذا تريد اليوم يا حمار؟ ابتعد فأنا في حراسة وترقب"
الحمار: اثبت لي أنك أسد!
ليث: ماذا؟ ألا ترى يا حمار؟ هل أنت مجنون؟ ثم ما هذا الذي أشمه عليك... رائحة ذئاب... نعم فإن أنفي لا تخطيء... هل قابلت أحد الذئاب؟ هل أنت متعاون معهم؟
الحمار: دع عنك هذه الشكوك المريضة... أتريد أن تقتلني كما قتلت الثور بالأمس؟
ليث: يا حمار ألم تستفزني أنت لقتل الثور؟ وأليس فريسة مشروعة لنا معشر الأسود؟
الحمار: وما أدراني أنك من الأسود! إن أردت أن تثبت لي أنك أسد فأسمعني زئيرك!

فما كان من ليث إلا أن زأر وزأر... وزأر حتى سمعت زئيره الطيور في السماء... وحتى أصم آذان الحمار البليد...

ثم التفت ليث فلم يرى الحمار... فقد ترك ليث منشغلا بالزئير وولى مسرعا... لكن أنف ليث لا تخطيء... لقد شم عليه رائحة الذئاب...



في اليوم السابع يصل ليث متأخرا كالعادة... هذه المرة الحمار وصل قبله... فعبس ليث في وجهه...

فما كان من الحمار إلا أن أسرع هاربا ينهق بأعلى صوته: "الآن الآن الآن!"

نظر ليث للأفق فرأى مئات الذئاب تسرع باتجاهه... لعن الله ذلك الحمارالخائن... لقد شغلني عن الحراسة... لكن لا بأس فأنا أسد... سأزأر بأعلى صوتي فيمتلئ المكان بالأسود...

حاول ليث أن يزأر لكن صوته مبحوح من زئير الأمس... حاول أن يسرع لينادي إخوانه لكنه متعب ومنهك من صيد أول أمس...

صاح ليث والذئاب تكاد تصل إلى موقعه... صاح بصوت مبحوح...
"ما أصعب أن تكون ليثا في زمن الحمير الناطقة!"